علاقة زوجية خالية تماما من بعض المشاكل والخلافات = علاقة غير صحية.
تفسير ذلك:
طبيعة الإنسان + طبيعة الحياة = في الأصل تمنعان أن تكون علاقة جنسين خالية تماما من بعض المشاكل والخلافات = فإذا وجدنا علاقة ظاهرها خاليا من ذلك علمنا أنه خلاف الأصل الذي بُنيت عليه طبيعة البشر وطبيعة الحياة، فعلمنا أن علاقتهما في الحقيقة غير صحية وإنما يتظاهران فقط بذلك.. والمعيار هو حياة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فهؤلاء كانوا رجالا ونساء في المراتب العالية من السمو والرقي والصلاح والعقل والتقوى ومع ذلك كانت تحدث بينهم وبين زوجاتهم بعض الخلافات والمشاكل، فمن يدعي ذلك بعدهم فقد كذب.
تفسير ذلك:
طبيعة الإنسان + طبيعة الحياة = في الأصل تمنعان أن تكون علاقة جنسين خالية تماما من بعض المشاكل والخلافات = فإذا وجدنا علاقة ظاهرها خاليا من ذلك علمنا أنه خلاف الأصل الذي بُنيت عليه طبيعة البشر وطبيعة الحياة، فعلمنا أن علاقتهما في الحقيقة غير صحية وإنما يتظاهران فقط بذلك.. والمعيار هو حياة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فهؤلاء كانوا رجالا ونساء في المراتب العالية من السمو والرقي والصلاح والعقل والتقوى ومع ذلك كانت تحدث بينهم وبين زوجاتهم بعض الخلافات والمشاكل، فمن يدعي ذلك بعدهم فقد كذب.
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: <إذا أراد أحدُكم أن يتزوَّجَ المرأةَ ، فإن استطاع أن ينظُرَ منها إلى ما يدعوه إلى نِكاحِها فليفعَلْ>. قال جابر: <فخطبتُ جاريةً من الأنصارِ فجعلتُ أتخبَّأُ لها تحت الكرْمِ حتَّى نظرتُ منها إلى ما دعاني إلى نِكاحِها فتزوَّجتُها>
هذا الحديث وتصرف الصحابي يدل على معنى لا يكاد يوجد له وجود بين جمهرة عريضة من الملتزمات.
الحديث قال: (فإن استطاع أن ينظُرَ منها)، استعمال الشرط يدل على أن البنات والنساء يومئذ كنّ حريصات غاية الحرص على تجنّب التواصل البصري بالرجال.
الصحابي قال: (فجعلتُ أتخبَّأُ لها)، يدل دلالة ساطعة على أن البنات والنساء يومئذ لم يكنّ مختلطات بالرجال، ولا يكاد يوجد بينهن وبينهم تواصل بصري، وإلا كيف بذل جابر جهده حتى نظر إليها ورأى منها ما دعاه لنكاحها؟
اليوم؛ تراها تصول وتجول في الفضاءات العامة "الجامعة، الأسواق، الجمعيات، المراكز"، فتجعل من نفسها كلأ مباحا للعيون، وزد دردشات ونكات ونقاشات، وإذا قيل لها في ذلك؟ تجدها ترفع فيتو (بضوابط شرعية)!!
أما في "الجمعيات الدعوية" فالاحتكاك المباشر مباح في سبيل "الدعوة إلى الله"، وزد اليوم مواقع وقنوات "تحفيظ القرآن"، وبعض هذه الحالات مرّت علي.
وهؤلاء اجتمع على خداعهن: الهوى، تزيين إبليس، وخطاب بعض الدعاة والمشايخ والإسلاميين الذي يدور حول "الإسلام يحتاج للمرأة، المرأة مستخلفة مثل الرجل، المسلمة لديها طاقات جبارة.. إلخ"، مع استدعاء بعض المواقف من التاريخ وإسقاطها على الغاية المرادة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
هذا الحديث وتصرف الصحابي يدل على معنى لا يكاد يوجد له وجود بين جمهرة عريضة من الملتزمات.
الحديث قال: (فإن استطاع أن ينظُرَ منها)، استعمال الشرط يدل على أن البنات والنساء يومئذ كنّ حريصات غاية الحرص على تجنّب التواصل البصري بالرجال.
الصحابي قال: (فجعلتُ أتخبَّأُ لها)، يدل دلالة ساطعة على أن البنات والنساء يومئذ لم يكنّ مختلطات بالرجال، ولا يكاد يوجد بينهن وبينهم تواصل بصري، وإلا كيف بذل جابر جهده حتى نظر إليها ورأى منها ما دعاه لنكاحها؟
اليوم؛ تراها تصول وتجول في الفضاءات العامة "الجامعة، الأسواق، الجمعيات، المراكز"، فتجعل من نفسها كلأ مباحا للعيون، وزد دردشات ونكات ونقاشات، وإذا قيل لها في ذلك؟ تجدها ترفع فيتو (بضوابط شرعية)!!
أما في "الجمعيات الدعوية" فالاحتكاك المباشر مباح في سبيل "الدعوة إلى الله"، وزد اليوم مواقع وقنوات "تحفيظ القرآن"، وبعض هذه الحالات مرّت علي.
وهؤلاء اجتمع على خداعهن: الهوى، تزيين إبليس، وخطاب بعض الدعاة والمشايخ والإسلاميين الذي يدور حول "الإسلام يحتاج للمرأة، المرأة مستخلفة مثل الرجل، المسلمة لديها طاقات جبارة.. إلخ"، مع استدعاء بعض المواقف من التاريخ وإسقاطها على الغاية المرادة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
مصارحة بيني وبينك:
لو كنا أنا وأنت من العلماء أو الدعاة أو المفكرين المشاهير، في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وهو ما يعني أن لدينا ألوفا مؤلفة أو حتى ملايين من المحبين والمتابعين..
لو كنا أنا وأنت كذلك؛ هل فعلا كانت تكون لدينا الشجاعة الكافية للتكلم والحديث والنشر حول قضايا تتعارض جوهريا مع توجه الحكومة القائمة في بلدنا، أي القضايا التي تدخل في خانة "خط أحمر"..
أما أنا؛ فلا أدري كيف كانت ستكون حالي وكيف يكون موقفي.. وأما أنت، فأنت أعلم بشأنك.
المقصود؛ الآن أنا وأنت يمكننا أن نتكلم في كثير من الأمور التي لا يستطيع جملة من الأعلام المشاهير التكلم فيها وهم داخل بلدانهم، لماذا يمكننا فعل ذلك؟ لأننا أنا وأنت من العوام، المغمورين، الذين لا يؤبه لهم ولا يؤخذ بآرائهم، ولا لكلامهم تأثير يُذكر..
من أجل ذلك؛ اسأل ربك السلامة والعافية، فإنك لا تدري لو قد ابتليت كيف سيكون حالك الفكري والقلبي، وموقفك العملي والسلوكي. وآية ذلك، أنك ترى العالم أو المفكر أو الداعية الذي تحبه وتقدره يدخل السجن ظلما لسنوات طويلة، ومع ذلك أنت لا تفعل له شيئا، لأنك تخاف على نفسك، علما أنك بالأمس فقط كنتَ تصرخ: لماذا لا يتكلم العلماء؟
إن العبد يظن بنفسه الظنون العريضة: علم راسخ، إيمان راسخ، يقين ثابت، ثم قد يبتلى بما دون مواجهة الطاغوت بمراحل، فتكون النتيجة سلبية جدا، ليكتشف أن تصوره بأنه قوي الإيمان، راسخ اليقين، ثابت العلم، لم يكن سوى وهم أنشأه في نفسه العافية التي يعيش فيها.
يا أخي الكريم؛ نحن لسنا أقويا الإيمان، ولا عميقي اليقين، ولا راسخي التوكل، بل كل ما في الأمر أننا مستورون بالعافية. وهذا ليس عيبا، فالله تعالى لا يحاسب عبده على علمه فيه، بل على فعله وموقفه، ولهذا أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الدعاء بالعافية، فكم من مؤمن عاش في عافية فدخل الجنة، ولو قد ابتلي لافتضح حاله فزل وضل فكان من أصحاب النار، نعوذ بالله من البلاء الفاضح، والخذلان الموجب لغضب الله وعذابه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
لو كنا أنا وأنت من العلماء أو الدعاة أو المفكرين المشاهير، في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وهو ما يعني أن لدينا ألوفا مؤلفة أو حتى ملايين من المحبين والمتابعين..
لو كنا أنا وأنت كذلك؛ هل فعلا كانت تكون لدينا الشجاعة الكافية للتكلم والحديث والنشر حول قضايا تتعارض جوهريا مع توجه الحكومة القائمة في بلدنا، أي القضايا التي تدخل في خانة "خط أحمر"..
أما أنا؛ فلا أدري كيف كانت ستكون حالي وكيف يكون موقفي.. وأما أنت، فأنت أعلم بشأنك.
المقصود؛ الآن أنا وأنت يمكننا أن نتكلم في كثير من الأمور التي لا يستطيع جملة من الأعلام المشاهير التكلم فيها وهم داخل بلدانهم، لماذا يمكننا فعل ذلك؟ لأننا أنا وأنت من العوام، المغمورين، الذين لا يؤبه لهم ولا يؤخذ بآرائهم، ولا لكلامهم تأثير يُذكر..
من أجل ذلك؛ اسأل ربك السلامة والعافية، فإنك لا تدري لو قد ابتليت كيف سيكون حالك الفكري والقلبي، وموقفك العملي والسلوكي. وآية ذلك، أنك ترى العالم أو المفكر أو الداعية الذي تحبه وتقدره يدخل السجن ظلما لسنوات طويلة، ومع ذلك أنت لا تفعل له شيئا، لأنك تخاف على نفسك، علما أنك بالأمس فقط كنتَ تصرخ: لماذا لا يتكلم العلماء؟
إن العبد يظن بنفسه الظنون العريضة: علم راسخ، إيمان راسخ، يقين ثابت، ثم قد يبتلى بما دون مواجهة الطاغوت بمراحل، فتكون النتيجة سلبية جدا، ليكتشف أن تصوره بأنه قوي الإيمان، راسخ اليقين، ثابت العلم، لم يكن سوى وهم أنشأه في نفسه العافية التي يعيش فيها.
يا أخي الكريم؛ نحن لسنا أقويا الإيمان، ولا عميقي اليقين، ولا راسخي التوكل، بل كل ما في الأمر أننا مستورون بالعافية. وهذا ليس عيبا، فالله تعالى لا يحاسب عبده على علمه فيه، بل على فعله وموقفه، ولهذا أمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الدعاء بالعافية، فكم من مؤمن عاش في عافية فدخل الجنة، ولو قد ابتلي لافتضح حاله فزل وضل فكان من أصحاب النار، نعوذ بالله من البلاء الفاضح، والخذلان الموجب لغضب الله وعذابه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
«كل تشريع في أي نظام إلا وله مقاصد من سَنّ القوانين في كل المجالات»
[موافقة قصد الشارع ومخالفته. د، طارق البكري، ص 57]
قلت:
وتلك المقاصد المرعية عند المشرّع في أي نظام وثيقة الصلة بالرؤية الكونية الكبرى لهؤلاء المشرّعين. والرؤية الكونية هي [الله، الإنسان، العالم، القيم، المرجعية، المصير].
فالشرع الإسلامي بما أنه يستند على رؤيته الكونية الربانية، من الطبيعي أن تكون أحكامه وتشريعاته تراعي من المقاصد والاعتبارات والمآلات ما يتناسب مع هذه الرؤية الكونية الربانية.
والشرع الوضعي بما أن القائمين عليه يستندون على رؤيتهم الكونية المادية، من الطبيعي أن تكون قوانينه وأحكامه تراعي من المقاصد والاعتبارات والمآلات ما يتناسب مع هذه الرؤية الكونية المادية.
إذا فهمتَ هذا، فهمتَ كذب العلمانيين [أي الزنادقة الجدد] في الدعوة إلى فصل الدين عن السياسة بدعوى أن السياسة لا دين لها، لأنها تحرص على مراعاة مصالح المواطنين بغض النظر عن الدين.
وهم يكذبون هنا لإخفاء حقيقة أن منظومة القوانين الوضعية التي يجتهدون في فرضها على المسلمين قائمة أساسا على الرؤية المادية، ولهذا تجد منظومة القوانين تتعارض مع أحكام الشرع بسبب اختلاف مرجعية التشريع: مرجعية العلمانية هي الرؤية المادية، ومرجعية الإسلام هي الرؤية الربانية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
[موافقة قصد الشارع ومخالفته. د، طارق البكري، ص 57]
قلت:
وتلك المقاصد المرعية عند المشرّع في أي نظام وثيقة الصلة بالرؤية الكونية الكبرى لهؤلاء المشرّعين. والرؤية الكونية هي [الله، الإنسان، العالم، القيم، المرجعية، المصير].
فالشرع الإسلامي بما أنه يستند على رؤيته الكونية الربانية، من الطبيعي أن تكون أحكامه وتشريعاته تراعي من المقاصد والاعتبارات والمآلات ما يتناسب مع هذه الرؤية الكونية الربانية.
والشرع الوضعي بما أن القائمين عليه يستندون على رؤيتهم الكونية المادية، من الطبيعي أن تكون قوانينه وأحكامه تراعي من المقاصد والاعتبارات والمآلات ما يتناسب مع هذه الرؤية الكونية المادية.
إذا فهمتَ هذا، فهمتَ كذب العلمانيين [أي الزنادقة الجدد] في الدعوة إلى فصل الدين عن السياسة بدعوى أن السياسة لا دين لها، لأنها تحرص على مراعاة مصالح المواطنين بغض النظر عن الدين.
وهم يكذبون هنا لإخفاء حقيقة أن منظومة القوانين الوضعية التي يجتهدون في فرضها على المسلمين قائمة أساسا على الرؤية المادية، ولهذا تجد منظومة القوانين تتعارض مع أحكام الشرع بسبب اختلاف مرجعية التشريع: مرجعية العلمانية هي الرؤية المادية، ومرجعية الإسلام هي الرؤية الربانية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
لما عجز آل سلول عن الهدم المادي للكعبة وتخرببها، فلو استطاعوا لنقضوها وشيدوا مكانها مراقص وملاهي،
لما عجزوا عن ذلك، أوحى إليهم زعيمهم إبليس بنقضها معنويا وتخريب قيمتها وقدسيتها في النفوس،
هذا ما يجري في حلفات الرقص والإفساد، واستدعاء عاهرات وفاجرات وزانيات الغرب للرقص العاري وإغداق الأموال الهائلة عليهن،
وكذا بناء أكبر دار سينما في البلاد والخليج في منطقة مكة، مع محاصرة الكعبة نفسها بفنادق باذخة، وأماكن تسوق خالبة، ليفقد الحاج والمعتمر فضلا عن الساكن الشعور بقدسية المكان ودلالاته الإيمانية والروحية!
لما عجزوا عن ذلك، أوحى إليهم زعيمهم إبليس بنقضها معنويا وتخريب قيمتها وقدسيتها في النفوس،
هذا ما يجري في حلفات الرقص والإفساد، واستدعاء عاهرات وفاجرات وزانيات الغرب للرقص العاري وإغداق الأموال الهائلة عليهن،
وكذا بناء أكبر دار سينما في البلاد والخليج في منطقة مكة، مع محاصرة الكعبة نفسها بفنادق باذخة، وأماكن تسوق خالبة، ليفقد الحاج والمعتمر فضلا عن الساكن الشعور بقدسية المكان ودلالاته الإيمانية والروحية!
أن تكون ديوثاً ليس فقط أن ترى العهر والفجور والفساد والتبرج في زوجتك أو ابنتك وتسكت، بل أيضاً أن تراه في المجتمع وترضى به.
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: <إنَّه يُسْتَعْمَلُ علَيْكُم أُمَراءُ، فَتَعْرِفُونَ وتُنْكِرُونَ، فمَن كَرِهَ فقَدْ بَرِئَ، ومَن أنْكَرَ فقَدْ سَلِمَ، ولَكِنْ مَن رَضِيَ وتابَعَ> (صحيح مسلم).
هذا الحديث قرّر لنا حقيقة ستكون مستقبلا، وهي وجود حكام وأمراء يأتون الموبقات، ويشيعون الفساد، ويميتون السنة، ويحيون البدع الفكرية والسلوكية.
ثم قسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقف المسلمين تجاه هؤلاء الأمراء والحكام جرّاء ما يفعلون:
& القسم الأول: كرهوا ما يقوم به هؤلاء، فهؤلاء برئت ذمتهم شرعاً.
& القسم الثاني: أنكروا ما يقوم به هؤلاء، فهؤلاء سلموا من الإثم.
& القسم الثالث: رضوا بما يقوم به هؤلاء، فهؤلاء هالكون.
بناء على هذا البيان، فإن مشايخ المداخلة ودعاتهم يعارضون هذا الحديث، ويشاقّون الله ورسوله بدعوتهم عدم الإنكار على فساد الحكومة، وطغيانها، وإشاعتها للانحلال والموبقات والترويج للفواحش والرذائل.
لقد سمعت بعض هؤلاء المداخلة "المفسدون في الأرض" يرفضون مجرد الإنكار القلبي للمعاصي التي ينشرها "ولي الأمر"، لأن هذا الإنكار سيدفع صاحبه للوقوع في فكر الخوارج = وكما ترى فهذه دعوة لا يقولها إلا عميل راسخ في العمالة للطاغوت، معادٍ للأمة، طالب للفساد فيها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: <إنَّه يُسْتَعْمَلُ علَيْكُم أُمَراءُ، فَتَعْرِفُونَ وتُنْكِرُونَ، فمَن كَرِهَ فقَدْ بَرِئَ، ومَن أنْكَرَ فقَدْ سَلِمَ، ولَكِنْ مَن رَضِيَ وتابَعَ> (صحيح مسلم).
هذا الحديث قرّر لنا حقيقة ستكون مستقبلا، وهي وجود حكام وأمراء يأتون الموبقات، ويشيعون الفساد، ويميتون السنة، ويحيون البدع الفكرية والسلوكية.
ثم قسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقف المسلمين تجاه هؤلاء الأمراء والحكام جرّاء ما يفعلون:
& القسم الأول: كرهوا ما يقوم به هؤلاء، فهؤلاء برئت ذمتهم شرعاً.
& القسم الثاني: أنكروا ما يقوم به هؤلاء، فهؤلاء سلموا من الإثم.
& القسم الثالث: رضوا بما يقوم به هؤلاء، فهؤلاء هالكون.
بناء على هذا البيان، فإن مشايخ المداخلة ودعاتهم يعارضون هذا الحديث، ويشاقّون الله ورسوله بدعوتهم عدم الإنكار على فساد الحكومة، وطغيانها، وإشاعتها للانحلال والموبقات والترويج للفواحش والرذائل.
لقد سمعت بعض هؤلاء المداخلة "المفسدون في الأرض" يرفضون مجرد الإنكار القلبي للمعاصي التي ينشرها "ولي الأمر"، لأن هذا الإنكار سيدفع صاحبه للوقوع في فكر الخوارج = وكما ترى فهذه دعوة لا يقولها إلا عميل راسخ في العمالة للطاغوت، معادٍ للأمة، طالب للفساد فيها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
قال الإمام إسماعيل الدهلوي _أحد كبار علماء المسلمين في الهند، توفي 1246 هج_ في سياق الكلام عن الشركيات المنتشرة بين مسلمي الهند في زمانه:
«تبين أن الكفار الذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكونوا يعدلون آلهتهم بالله، ويرونهم مع اللَّه بمنزلة سواء، بل كانوا يقرون بأنهم مخلوقون وعبيد، ولم يكونوا يعتقدون أبداً أن آلهتهم لا يقلون عن اللَّه قدرة وقوة، وهم والله في كفة واحدة، فما كان كفرهم وشركهم إلا نداءهم لآلهتهم، والنذور التي كانوا ينذرون لها، والقرابين التي كانوا يقربونها بأسمائهم، واتخاذهم لهم شفعاء، ووكلاء، فمَن عامل أحداًَ بما عامل به الكفارُ آلهتهم، وإن كان يقر بأنه مخلوق وعبد، كان هو وأبو جهل في الشرك بمنزلة سواء.
فاعلم أن الشرك لا يتوقف على أن يعدل الإنسانُ أحداً بالله، ويساوي بينهما، فلا فرق، بل إن حقيقة الشرك أن يأتي الإنسان بخلال وأعمال (خصها اللَّه بذاته العلية، وجعلها شعارا للعبودية) ، لأحد من الناس، كالسجود لأحد، والذبح باسمه، والنذر له، والاستغاثة به في الشدة، واعتقاد أنه حاضر ناظر في كل مكان، وإثبات قدرة التصرف له، وكل ذلك يثبت به الشرك، ويصبح الإنسان به مشركا، وإن كان يعتقد أن هذا الإنسان أو الملك أو الجني الذي يسجد له، أو يذبح، أو ينذر له، أو يستغيث به، أقل من اللَّه شأنا، وأصغر منه مكانا، وأن اللَّه هو الخالق، وهذا عبده وخلقه، لا فرق في ذلك بين الأولياء والأنبياء، والجن والشياطين، والعفاريت، والجنيات، فمَن عاملها هذه المعاملة كان مشركا، لذلك وصف اللَّه اليهود والنصارى، الذين غلوا في أحبارهم ورهبانهم، مثل ما غلا المشركون في آلهتهم بما وصف به عباد الأوثان والمشركين، وغضب على هؤلاء الغلاة المنحرفين، كما غضب على غلاة المشركين، فقال: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31]».
(رسالة التوحيد، المسماة تقوية الإيمان. ص 54، دار وحي القلم، ط 1/ 2003)
«تبين أن الكفار الذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، لم يكونوا يعدلون آلهتهم بالله، ويرونهم مع اللَّه بمنزلة سواء، بل كانوا يقرون بأنهم مخلوقون وعبيد، ولم يكونوا يعتقدون أبداً أن آلهتهم لا يقلون عن اللَّه قدرة وقوة، وهم والله في كفة واحدة، فما كان كفرهم وشركهم إلا نداءهم لآلهتهم، والنذور التي كانوا ينذرون لها، والقرابين التي كانوا يقربونها بأسمائهم، واتخاذهم لهم شفعاء، ووكلاء، فمَن عامل أحداًَ بما عامل به الكفارُ آلهتهم، وإن كان يقر بأنه مخلوق وعبد، كان هو وأبو جهل في الشرك بمنزلة سواء.
فاعلم أن الشرك لا يتوقف على أن يعدل الإنسانُ أحداً بالله، ويساوي بينهما، فلا فرق، بل إن حقيقة الشرك أن يأتي الإنسان بخلال وأعمال (خصها اللَّه بذاته العلية، وجعلها شعارا للعبودية) ، لأحد من الناس، كالسجود لأحد، والذبح باسمه، والنذر له، والاستغاثة به في الشدة، واعتقاد أنه حاضر ناظر في كل مكان، وإثبات قدرة التصرف له، وكل ذلك يثبت به الشرك، ويصبح الإنسان به مشركا، وإن كان يعتقد أن هذا الإنسان أو الملك أو الجني الذي يسجد له، أو يذبح، أو ينذر له، أو يستغيث به، أقل من اللَّه شأنا، وأصغر منه مكانا، وأن اللَّه هو الخالق، وهذا عبده وخلقه، لا فرق في ذلك بين الأولياء والأنبياء، والجن والشياطين، والعفاريت، والجنيات، فمَن عاملها هذه المعاملة كان مشركا، لذلك وصف اللَّه اليهود والنصارى، الذين غلوا في أحبارهم ورهبانهم، مثل ما غلا المشركون في آلهتهم بما وصف به عباد الأوثان والمشركين، وغضب على هؤلاء الغلاة المنحرفين، كما غضب على غلاة المشركين، فقال: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31]».
(رسالة التوحيد، المسماة تقوية الإيمان. ص 54، دار وحي القلم، ط 1/ 2003)
يرد الإمام إسماعيل الدهلوي على شبهة عدم تذكر ميثاق التوحيد والإيمان قبل الخروج إلى الدنيا -وهذه شبهة يهرف به الملاحدة اليوم_ فيقول:
«إن قال قائل: لقد نسينا في هذه الحياة كل ما جرى في عالم الأرواح، فلا مُعول على شيء منسي، ولا يصح الاحتجاج به.
وهذا لا يصح، لأن الإنسان كثيراً ما ينسى شيئاً، ثم يؤمن به إذا أخبره به الثقات، فكلنا وُلد من بطن أمه، ولكنه لا يذكر هذه الساعة، ولا هذا الحادث، فإنه كان لا يعي ذلك ولم يكن يعقل في ذلك الحين،
ولكن لما استفاض ذلك الخبر، وتواترت به الأنباء، وتناقلته الألسن، آمن به، ولم يشك في أمه أنها له أُمٌّ، وهو لها ابن، لا يعدل عنها عدولا، ولا يبغي لها بديلا، فمن عق أمه، ولم يبر بها، واتخذ له أما أخرى، كثرت القالة فيه، وأصبح شامة في الناس،
فإن تعلل بأنه لا يذكر هذا الحادث، وأنه لا يعتمد على مجرد الإشاعة. ضعّف الناس عقله، وسفهوا حلمه، واعتبروه قليل الحياء، قليل الأدب،
فإذا كان الناس يعتمدون على حديث العامة، وآمنوا بسببه بحقائق، كان الأنبياء أولى بهذه الثقة، وأجدر بالاحتجاج».
(رسالة التوحيد، المسماة تقوية الإيمان. ص 92)
«إن قال قائل: لقد نسينا في هذه الحياة كل ما جرى في عالم الأرواح، فلا مُعول على شيء منسي، ولا يصح الاحتجاج به.
وهذا لا يصح، لأن الإنسان كثيراً ما ينسى شيئاً، ثم يؤمن به إذا أخبره به الثقات، فكلنا وُلد من بطن أمه، ولكنه لا يذكر هذه الساعة، ولا هذا الحادث، فإنه كان لا يعي ذلك ولم يكن يعقل في ذلك الحين،
ولكن لما استفاض ذلك الخبر، وتواترت به الأنباء، وتناقلته الألسن، آمن به، ولم يشك في أمه أنها له أُمٌّ، وهو لها ابن، لا يعدل عنها عدولا، ولا يبغي لها بديلا، فمن عق أمه، ولم يبر بها، واتخذ له أما أخرى، كثرت القالة فيه، وأصبح شامة في الناس،
فإن تعلل بأنه لا يذكر هذا الحادث، وأنه لا يعتمد على مجرد الإشاعة. ضعّف الناس عقله، وسفهوا حلمه، واعتبروه قليل الحياء، قليل الأدب،
فإذا كان الناس يعتمدون على حديث العامة، وآمنوا بسببه بحقائق، كان الأنبياء أولى بهذه الثقة، وأجدر بالاحتجاج».
(رسالة التوحيد، المسماة تقوية الإيمان. ص 92)
عندما تنهي القراءة في كتاب بين يديك، ثم تقول: تعال نقوم بجولة في عالم الفيديوهات، فيخرج لك فيديو إمام من شمال إفريقيا يتحدث في موضوع الزواج، وبالأخص في موضوع علاقة الفراش، فيقول:
«الزوج الذي لا يلبي حاجة زوجته الغريزية، من حقها أن تطلب الطلاق، لأن غرض الزواج بينهما لم يعد له معنى. والزوج الذي لم يتلق دروسا في التربية الجنسية في خطب الجمعة أو محاضرات ولقاءات، لا يمكن أن يلبي حاجة زوجته الغريزية، بدعوى أن هذا عيب، أو علاقة الفراش علاقة هامشية في الحياة الزوجية»
ثم ذهبنا إلى التعليقات، فوجدنا القوم يستنكرون كلام الشيخ. قلت: وهذا من جهلهم وسذاجتهم، أما صاحبنا فقد صدق القول، فإن المطلع على ملف المشاكل الزوجية يعرف أن قلة الإشباع الغريزي من أكبر أسباب المشاكل بل والطلاق.
«الزوج الذي لا يلبي حاجة زوجته الغريزية، من حقها أن تطلب الطلاق، لأن غرض الزواج بينهما لم يعد له معنى. والزوج الذي لم يتلق دروسا في التربية الجنسية في خطب الجمعة أو محاضرات ولقاءات، لا يمكن أن يلبي حاجة زوجته الغريزية، بدعوى أن هذا عيب، أو علاقة الفراش علاقة هامشية في الحياة الزوجية»
ثم ذهبنا إلى التعليقات، فوجدنا القوم يستنكرون كلام الشيخ. قلت: وهذا من جهلهم وسذاجتهم، أما صاحبنا فقد صدق القول، فإن المطلع على ملف المشاكل الزوجية يعرف أن قلة الإشباع الغريزي من أكبر أسباب المشاكل بل والطلاق.
غالبا؛ إذا كنت متزوجا، ويكون يوم أو يوما عطلة نهاية الأسبوع مثل باقي الأيام الأخرى، بلا "طقوس خاصة"، فأنت والمدام تعيشان حياة زوجية رتيبة، والرتابة من أعداء الحياة الزوجية السعيدة!
كنت أتحدث مع الأصدقاء، فمررنا على قضية الرشوة في مختلف الإدارات..
قلت له:
شخصيا لا أتعجب من قدماء الموظفين فهؤلاء الرشوة تجري في نفوسهم كما تجري الدماء في عروقهم، وكما أن المدمن لا يستطيع التخلص مما هو مدمن عليه إلا بشق النفس، فكذلك هؤلاء صاروا مدمنين للرشوة، ولهذا تراهم بكل وقاحة ونذالة في بعض الأحيان يواجهونك بطلب الرشوة!!
العجب كله من الموظفين الشباب!!
أتذكر أنني قلت مرة لموظف شاب في بعض الإدارات: قبل أن تتوظفوا تلعنون الموظفين بسبب الرشوة، والتكاسل في تأخير تنفيذ وثائق المواطنين، لإجبارهم إجبارا ناعما على دفع الرشوة، ثم عندما تأتون أنتم إلى نفس الإدارة تفعلون نفس الشيء!!
أتعجب كيف ينام هؤلاء مرتاحي الضمير إن كان لا يزال في نفوسهم شيء اسمه ضمير؟ كيف يأكلون الحرام ويؤكلونه لزوجاتهم وأبنائهم؟ كيف لا يخجلون من أنفسهم؟ فضلا عن أن يتقوا ربهم؟ أتذكر مرة كنت مع بعض الأشخاص فقيل بأن فلانا "موظف إداري" مات، فقال بعض الحاضرين: لا رحمه الله، لا أنسى كيف أتعبني لكي يعطيني وثيقة العزوبية.
حقا، لا يأخذ الرشوة إلا شخص قليل الديانة، قليل المروءة، ضعيف العقل، هزيل الأخلاق.. هؤلاء _سواء كبارهم وصغارهم_ سوس الإدارة، ومادة فساد المجتمع..
لكن، مهلا: هؤلاء الذين يأخذون الرشوة من الناس من أين جاؤوا؟ إنهم لم ينزلوا من المريخ، بل هم أبناء المجتمع، إذن فكثير من الأسر هم المسؤولون عن هذا الفساد، لأن هؤلاء الآباء والأمهات لم يربوا أبناءهم على العقيدة والقيم وتقوى الله، وسمو الأخلاق، وفضائل الإنسانية. فلو قلنا بأن الموظفين مرآة المجتمع، كما يكونون يكون المجتمع لما أبعدنا عن الحقيقة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
قلت له:
شخصيا لا أتعجب من قدماء الموظفين فهؤلاء الرشوة تجري في نفوسهم كما تجري الدماء في عروقهم، وكما أن المدمن لا يستطيع التخلص مما هو مدمن عليه إلا بشق النفس، فكذلك هؤلاء صاروا مدمنين للرشوة، ولهذا تراهم بكل وقاحة ونذالة في بعض الأحيان يواجهونك بطلب الرشوة!!
العجب كله من الموظفين الشباب!!
أتذكر أنني قلت مرة لموظف شاب في بعض الإدارات: قبل أن تتوظفوا تلعنون الموظفين بسبب الرشوة، والتكاسل في تأخير تنفيذ وثائق المواطنين، لإجبارهم إجبارا ناعما على دفع الرشوة، ثم عندما تأتون أنتم إلى نفس الإدارة تفعلون نفس الشيء!!
أتعجب كيف ينام هؤلاء مرتاحي الضمير إن كان لا يزال في نفوسهم شيء اسمه ضمير؟ كيف يأكلون الحرام ويؤكلونه لزوجاتهم وأبنائهم؟ كيف لا يخجلون من أنفسهم؟ فضلا عن أن يتقوا ربهم؟ أتذكر مرة كنت مع بعض الأشخاص فقيل بأن فلانا "موظف إداري" مات، فقال بعض الحاضرين: لا رحمه الله، لا أنسى كيف أتعبني لكي يعطيني وثيقة العزوبية.
حقا، لا يأخذ الرشوة إلا شخص قليل الديانة، قليل المروءة، ضعيف العقل، هزيل الأخلاق.. هؤلاء _سواء كبارهم وصغارهم_ سوس الإدارة، ومادة فساد المجتمع..
لكن، مهلا: هؤلاء الذين يأخذون الرشوة من الناس من أين جاؤوا؟ إنهم لم ينزلوا من المريخ، بل هم أبناء المجتمع، إذن فكثير من الأسر هم المسؤولون عن هذا الفساد، لأن هؤلاء الآباء والأمهات لم يربوا أبناءهم على العقيدة والقيم وتقوى الله، وسمو الأخلاق، وفضائل الإنسانية. فلو قلنا بأن الموظفين مرآة المجتمع، كما يكونون يكون المجتمع لما أبعدنا عن الحقيقة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
عندما لا تكون للإنسان أصول معرفية، وعندما لا تكون للإنسان منظومة رؤية كونية ثابتة = هنا يكون عشقه للمجهول، والغرائب، وكل ما يخرج به من عالم الواقع إلى عالم الخيال.
وهذا ما تراه بين جماهير عريضة من الشباب والبنات، فقد يكون أحدهم في ظاهره متدينا/متدينة، لكنه هش معرفيا، وهش نفسيا، وهذا ما يجعل فريسة سهلة للغرائب والعجائب والخيال.
هذا ما يفسر _على الأقل من وجهة نظري الشخصية_ تهافت المراهقين والشباب على الروايات، وفيديوهات العجائب والمجهول والأسرار، وهو أيضا ما يفسر تهافتهم على "التنمية البشرية".
وهذا ما تراه بين جماهير عريضة من الشباب والبنات، فقد يكون أحدهم في ظاهره متدينا/متدينة، لكنه هش معرفيا، وهش نفسيا، وهذا ما يجعل فريسة سهلة للغرائب والعجائب والخيال.
هذا ما يفسر _على الأقل من وجهة نظري الشخصية_ تهافت المراهقين والشباب على الروايات، وفيديوهات العجائب والمجهول والأسرار، وهو أيضا ما يفسر تهافتهم على "التنمية البشرية".
ما خطب جماعة من "المتخصصين الشرعيين = رأيت هذا في مصر وفي المغرب" لا يتورعون عن الجلوس مع محاورة برنامج تلفزي سافرة بل تدخل في باب التبرج! الطريف أن ترى بعض هؤلاء يمارس "غض البصر" 🥴
المشركون أنكروا على أنبيائهم مطالبتهم بأمرين:
✓ الأول. مطالبتهم بإفراد الله تعالى بالعبادة.
📌 ﴿قَالُوا۟ یَـٰصَـٰلِحُ قَدۡ كُنتَ فِینَا مَرۡجُوࣰّا قَبۡلَ هَـٰذَاۤۖ أَتَنۡهَىٰنَاۤ أَن نَّعۡبُدَ مَا یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِی شَكࣲّ مِّمَّا تَدۡعُونَاۤ إِلَیۡهِ مُرِیبࣲ﴾ [هود ٦٢]
✓ الثاني. مطالبتهم بتحكيم شرع الله تعالى في الحياة.
📌 ﴿قَالُوا۟ یَـٰشُعَیۡبُ أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ أَن نَّتۡرُكَ مَا یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُنَاۤ أَوۡ أَن نَّفۡعَلَ فِیۤ أَمۡوَ ٰلِنَا مَا نَشَـٰۤؤُا۟ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ ٱلۡحَلِیمُ ٱلرَّشِیدُ﴾ [هود ٨٧]
✍️ وهذان المعنيان «إفراد الله بالعبادة» و «إفراد الله بالتشريع» هما الحقان الكبيران اللذين جاءت النبوات كافة بإثباتهما، وتوكيدهما، والدلالة عليهما، والبرهنة لهما، وعليهما يكون الحساب والجزاء يوم القيامة.
✍️ واعلم أن هذين العنصرين بينهما تلازم ضروري، فلا يصح أحدهما دون الآخر. ومن فرّق بينهما فيركز على حق العبادة دون حق التشريع فهو عمليا يقرر الطاغوت في الأرض، وإخضاع الناس له.
✍️ واعلم -ثانيا- أن مبرر استحقاق الله تعالى لهذين الحقين «إفراده بالعبادة» و «إفراده بالتشريع»، يتأسس على ثلاثة أصول:
√ الأصل الأول. الله تعالى متصف بالكمال المطلق، في ذاته وأسمائه وصفاته.
√ الأصل الثاني. الله تعالى هو الذي خلق الخلق، لا رب سواه ولا خالق غير.
✓ الأصل الثالث. الإنسان مخلوق للآخرة وليس للدنيا، ومصيره الأبدي يترتب على مدى خضوعه لله كما يريد الله.
إذا فهمت هذا فهمت سر كون الشرك بالله أعظم ذنب يقترفه العبد، وأن الله قد يغفر كل ذنب إلا الشرك، فإن من مات عليه أوجب الله الخلود في النار.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
✓ الأول. مطالبتهم بإفراد الله تعالى بالعبادة.
📌 ﴿قَالُوا۟ یَـٰصَـٰلِحُ قَدۡ كُنتَ فِینَا مَرۡجُوࣰّا قَبۡلَ هَـٰذَاۤۖ أَتَنۡهَىٰنَاۤ أَن نَّعۡبُدَ مَا یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِی شَكࣲّ مِّمَّا تَدۡعُونَاۤ إِلَیۡهِ مُرِیبࣲ﴾ [هود ٦٢]
✓ الثاني. مطالبتهم بتحكيم شرع الله تعالى في الحياة.
📌 ﴿قَالُوا۟ یَـٰشُعَیۡبُ أَصَلَوٰتُكَ تَأۡمُرُكَ أَن نَّتۡرُكَ مَا یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُنَاۤ أَوۡ أَن نَّفۡعَلَ فِیۤ أَمۡوَ ٰلِنَا مَا نَشَـٰۤؤُا۟ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ ٱلۡحَلِیمُ ٱلرَّشِیدُ﴾ [هود ٨٧]
✍️ وهذان المعنيان «إفراد الله بالعبادة» و «إفراد الله بالتشريع» هما الحقان الكبيران اللذين جاءت النبوات كافة بإثباتهما، وتوكيدهما، والدلالة عليهما، والبرهنة لهما، وعليهما يكون الحساب والجزاء يوم القيامة.
✍️ واعلم أن هذين العنصرين بينهما تلازم ضروري، فلا يصح أحدهما دون الآخر. ومن فرّق بينهما فيركز على حق العبادة دون حق التشريع فهو عمليا يقرر الطاغوت في الأرض، وإخضاع الناس له.
✍️ واعلم -ثانيا- أن مبرر استحقاق الله تعالى لهذين الحقين «إفراده بالعبادة» و «إفراده بالتشريع»، يتأسس على ثلاثة أصول:
√ الأصل الأول. الله تعالى متصف بالكمال المطلق، في ذاته وأسمائه وصفاته.
√ الأصل الثاني. الله تعالى هو الذي خلق الخلق، لا رب سواه ولا خالق غير.
✓ الأصل الثالث. الإنسان مخلوق للآخرة وليس للدنيا، ومصيره الأبدي يترتب على مدى خضوعه لله كما يريد الله.
إذا فهمت هذا فهمت سر كون الشرك بالله أعظم ذنب يقترفه العبد، وأن الله قد يغفر كل ذنب إلا الشرك، فإن من مات عليه أوجب الله الخلود في النار.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
مررت على منشور لأكاديمي شرعي عصر ذهنه لتبرير أعمال التوسل والاستغاثة في الأضرحة والمقابر، بدعوى أن هؤلاء لا يصح عليهم وصف الشرك، لأنهم يعتقدون أن الخالق هو الله، أما هؤلاء الأولياء والصالحون فهم واسطة فقط (نفس المعزوفة المشروخة).
قلت: الذي أعجب له، بغض النظر عن الوصف الذي يمكن أن نكيّف به فعل هؤلاء، هو: لماذا هؤلاء الشرعيون لا يتوجهون إلى هؤلاء الناس مباشرة ويقولون لهم: توجهوا إلى الله مباشرة، بالدعاء والتوسل والاستغاثة والتضرع والتعظيم والتذلل والسؤال والمحبة.
أليس أن نقول لعوام المسلمين هذا أفضل وخير، بل أليق بصيانة التوحيد وحماية الإيمان من كل الشوائب، فنحن بهذا سنربط عقولهم وقلوبهم بربهم وحده لا شريك له، وندع الصالحين في حالهم في قبورهم، فهم لم يكونوا يملكون نفعا ولا ضرا في الدنيا، فكيف يملكون شيئا وهم موتى؟
قواعد الشرع، وعظمة التوحيد، وحكمة العقل = كل هذا يفرض علينا الاختيار الثاني، بدل أن نهدر الوقت في التبرير لهم، والتأويل لأعمالهم، مع خوض الصراعات ضد المخالفين...... ولكنها الأهواء الخفية، والمناكفة المذهبية. نسأل الله الثبات والعصمة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
قلت: الذي أعجب له، بغض النظر عن الوصف الذي يمكن أن نكيّف به فعل هؤلاء، هو: لماذا هؤلاء الشرعيون لا يتوجهون إلى هؤلاء الناس مباشرة ويقولون لهم: توجهوا إلى الله مباشرة، بالدعاء والتوسل والاستغاثة والتضرع والتعظيم والتذلل والسؤال والمحبة.
أليس أن نقول لعوام المسلمين هذا أفضل وخير، بل أليق بصيانة التوحيد وحماية الإيمان من كل الشوائب، فنحن بهذا سنربط عقولهم وقلوبهم بربهم وحده لا شريك له، وندع الصالحين في حالهم في قبورهم، فهم لم يكونوا يملكون نفعا ولا ضرا في الدنيا، فكيف يملكون شيئا وهم موتى؟
قواعد الشرع، وعظمة التوحيد، وحكمة العقل = كل هذا يفرض علينا الاختيار الثاني، بدل أن نهدر الوقت في التبرير لهم، والتأويل لأعمالهم، مع خوض الصراعات ضد المخالفين...... ولكنها الأهواء الخفية، والمناكفة المذهبية. نسأل الله الثبات والعصمة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبارك
طبول الحرب العالمية الثالثة بدأت..
سمحت أمريكا وأوروبا لأوكرانيا باستعمال الصواريخ البعيدة المدى لضرب العمق الروسي = هذا يعني أن الناتو سيدخل مباشرة وعلانية وصراحة الحرب ضد روسيا = هذا يعني أن حلفاء روسيا لن يبقوا مكتوفي الأيدي، لعلمهم أن الدور سيأتي عليهم بعد روسيا إذا لم يتحركوا = هذا يعني _في حال نفذت أمريكا وأوروبا قرارها_ أن العالم وصل إلى نقطة اللاعودة = وهذا يعني _كما أتصور_ أن تريليونات الخليج المستقرة في أمريكا وأوروبا ستتبخر.
قبل أيام قليلة قلت في منشور: «البشرية اليوم على بعد رمية حجر من حدوث التغيير الكبير في مسارها المستقبلي. هذا الأمر يحتاج فقط لحظة مجنونة من رئيس مجنون من رؤساء القوى الكبرى»
أما نحن فنقول: اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، واشغل بعضهم ببعضهم، واجعل كيدهم في نحورهم، وهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا.
سمحت أمريكا وأوروبا لأوكرانيا باستعمال الصواريخ البعيدة المدى لضرب العمق الروسي = هذا يعني أن الناتو سيدخل مباشرة وعلانية وصراحة الحرب ضد روسيا = هذا يعني أن حلفاء روسيا لن يبقوا مكتوفي الأيدي، لعلمهم أن الدور سيأتي عليهم بعد روسيا إذا لم يتحركوا = هذا يعني _في حال نفذت أمريكا وأوروبا قرارها_ أن العالم وصل إلى نقطة اللاعودة = وهذا يعني _كما أتصور_ أن تريليونات الخليج المستقرة في أمريكا وأوروبا ستتبخر.
قبل أيام قليلة قلت في منشور: «البشرية اليوم على بعد رمية حجر من حدوث التغيير الكبير في مسارها المستقبلي. هذا الأمر يحتاج فقط لحظة مجنونة من رئيس مجنون من رؤساء القوى الكبرى»
أما نحن فنقول: اللهم اضرب الظالمين بالظالمين، واشغل بعضهم ببعضهم، واجعل كيدهم في نحورهم، وهيئ لهذه الأمة من أمرها رشدا.
الحرب العالمية الأولى لم تكن حربا دينية، بل كانت حربا علمانية.
الحرب العالمية الثانية لم تكن حربا دينية، بل كانت حربا علمانية.
وها نحن اليوم بين يدي الحرب العالمية الثالثة، وهي ليست حربا دينية، بل حرب علمانية.
الحرب العالمية الثانية لم تكن حربا دينية، بل كانت حربا علمانية.
وها نحن اليوم بين يدي الحرب العالمية الثالثة، وهي ليست حربا دينية، بل حرب علمانية.
Forwarded from ✨قناة أ. نورالدين قوطيط ✨ (نور الدين قوطيط)
فزت أم لم تفز؛ فالحرب الطاحنة قادمة رغما عن الجميع..
وهذه الحرب ستسقط عروشا، وتزلزل كيانات، وتخلط أوراقا، وتصدم الذين يعتقدون أنهم قادرون على ضبط مسارها ومآلاتها..
المفسدون الكبار اليوم يعتقدون أنهم قادرون على كل شيء، وأن كل شيء يسير حسب المخطط، رغم أنهم شهدوا الكثير من فشل خططهم، لكنهم مطموسو البصائر والعقول فلا يعتبرون، ذلك أن القدر الإلهي يقودهم إلى حتفهم وهلكتهم..
وهذه الحرب ستسقط عروشا، وتزلزل كيانات، وتخلط أوراقا، وتصدم الذين يعتقدون أنهم قادرون على ضبط مسارها ومآلاتها..
المفسدون الكبار اليوم يعتقدون أنهم قادرون على كل شيء، وأن كل شيء يسير حسب المخطط، رغم أنهم شهدوا الكثير من فشل خططهم، لكنهم مطموسو البصائر والعقول فلا يعتبرون، ذلك أن القدر الإلهي يقودهم إلى حتفهم وهلكتهم..
Forwarded from ✨قناة أ. نورالدين قوطيط ✨ (نور الدين قوطيط)
اسمع لكي لا يخدعك جنود الطاغوت أعني المداخلة:
«فهذه المواقف الكثيرة في الإنكار العلني للسلطة لم تكن شيئا مستغرباًَ أو لم مستنكرا، ولم تُعد من قبيل إثارة الفتنة، بل كانت تُفهم أن دافعها الغيرة على الدين والقيام بالحق، وهو الأمر المطلوب شرعاً، ولو لم يقوموا بذلك لكانوا محل تهمة عند الناس.
فالقول ببدعية الإنكار العلني أو أنها من منهج الخوارج مجانب لأفعال السلف السابقة، وإلا للزم منه تبديع أئمة السلف، ولم أقف على أحد من أهل التراجم نقدهم فضلا عن تبديعهم، بل كانت مواقفهم تُذكر في سياق الاحتفاء والمخاطرة بالنفس لأجل قول الحق.
.......
فيتضح مما سبق أن للسلف في الإنكار مدرستين: منهم من كان يسلك الإعلان في الإنكار، ومنهم من كان يسلك مسلك الإسرار، والأمر يختلف باختلاف الأحوال، والأشخاص، وتقدير المصلحة.
وعمومات النصوص في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تحدد طريقة معينة في نقد السلطة، فأفعال السلف في نقد السلطة من حيث الإعلان والإسرار والشدة واللين من مسائل الاجتهاد التي لا يُنكر فيها»
(المحدثون والسياسة: قراءة في أثر الواقع السياسي على منهج المحدثين. د، إبراهيم العجلان، ص 80-81)
لهذا قلنا في أكثر مرة: شيوخ المداخلة يخدعون الشباب بشعار "اتباع السلف/منهج السلف" لأنهم يعلمون أنهم جهال لا يقرؤون ولا يبحثون.
«فهذه المواقف الكثيرة في الإنكار العلني للسلطة لم تكن شيئا مستغرباًَ أو لم مستنكرا، ولم تُعد من قبيل إثارة الفتنة، بل كانت تُفهم أن دافعها الغيرة على الدين والقيام بالحق، وهو الأمر المطلوب شرعاً، ولو لم يقوموا بذلك لكانوا محل تهمة عند الناس.
فالقول ببدعية الإنكار العلني أو أنها من منهج الخوارج مجانب لأفعال السلف السابقة، وإلا للزم منه تبديع أئمة السلف، ولم أقف على أحد من أهل التراجم نقدهم فضلا عن تبديعهم، بل كانت مواقفهم تُذكر في سياق الاحتفاء والمخاطرة بالنفس لأجل قول الحق.
.......
فيتضح مما سبق أن للسلف في الإنكار مدرستين: منهم من كان يسلك الإعلان في الإنكار، ومنهم من كان يسلك مسلك الإسرار، والأمر يختلف باختلاف الأحوال، والأشخاص، وتقدير المصلحة.
وعمومات النصوص في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تحدد طريقة معينة في نقد السلطة، فأفعال السلف في نقد السلطة من حيث الإعلان والإسرار والشدة واللين من مسائل الاجتهاد التي لا يُنكر فيها»
(المحدثون والسياسة: قراءة في أثر الواقع السياسي على منهج المحدثين. د، إبراهيم العجلان، ص 80-81)
لهذا قلنا في أكثر مرة: شيوخ المداخلة يخدعون الشباب بشعار "اتباع السلف/منهج السلف" لأنهم يعلمون أنهم جهال لا يقرؤون ولا يبحثون.