tgoop.com/rabetaa/9925
Last Update:
الأحكام الشرعية في شاتم رب البرية ( 12 )
✍️ بقلم فضيلة الشيخ أ.د. سلمان نصر الدايه
ثانياً: يعذب المرتد في النار أبداً:
وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾ [آل عمران: 56].
أي: فأما الذين حجدوا نبوة عيسى عليه السلام وخالفوا ملته، وقالوا فيه ما قالوا من الباطل، ووصفوه بما لا ينبغي من سائر اليهود والنصارى، فَأُعَذِّبُهُمْ عذاباً شديداً في الدنيا بالقتل والسبي والذلة وأخذ الجزية منهم، وأُعَذِّبُهُمْ في الآخرة بالنار، وما لهم حين يقضي الله بتنفيذ عقابه عليهم من مانعين يمنعونهم من عذابنا. [مجد مكي/تفسير المعين(ص 57)]
وقال تعالى: ﴿...فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ، يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ، وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ، كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ [الحج: 19-22].
أي: فالذين كفروا يحيط بهم العذاب في هيئة ثياب جُعلت لهم من نار يَلْبَسونها، فتشوي أجسادهم، ويُصبُّ على رؤوسهم الماء المتناهي في حره، ويَنزِل إلى أجوافهم فيذيب ما فيها، حتى ينفُذ إلى جلودهم فيشويها فتسقط، وتضربهم الملائكة على رؤوسهم بمطارق من حديد. كلما حاولوا الخروج من النار -لشدة غمِّهم وكربهم- أعيدوا للعذاب فيها، وقيل لهم: ذوقوا عذاب النار المحرق. [مجموعة من علماء التفسير/التفسير الميسر(1/ 334)]
وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ [السجدة: 20].
أي: وأما الذين فسقوا بالكفر بما أمر الله به، وعملوا السيئات الكبيرات، فملجؤهم ومنزلهم النار، كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا إكراهاً فيها، وقال لهم خزنة النار -توبيخاً وتقريعاً-: ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به في الحياة الدنيا تكذبون عناداً وإصراراً على الباطل، واتباعاً للشهوات والأهواء. [مجد مكي/تفسير المعين(ص 416)]
وأختم دراستي هذه بآيات تهز الضمير، وتثير عند العاقل الفيئة، وتحمله على الاستقامة والصلاح.
قال تعالى: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا، أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا، وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا، وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا، ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا، وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا، لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا﴾ [نوح: 13-20].
وقال تعالى: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53].
وقال تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70].
وإني إذ أُذَكِّرُ بهذا؛ لأسأل الله تعالى أن يُلْزِمَ قلوبَنا الإيمانَ والتَّقوى، ويَعْصِمَها من الكفر والضلال؛ إنه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
انتهى، ولله الحمد.
BY رابطة علماء المسلمين
Share with your friend now:
tgoop.com/rabetaa/9925