إلهامات وتطوير

نسوة تركيات يجعلنني أصلي وأنا أتأمل اللهفة في عيونهن

نسيت تاريخ موعد المشفى
أبحث وأبحث عن الموعد لا أجده
أنزل الى بيت الجارة التركية
تلك المرأة في أواخر الستينات على ما يبدو
ضحكتها تغزو قلبي في كل مرة ألتقي بها
صديقتها في البناية المجاورة تزورها، لم أرها مسبقاً
تلك المراة كانت سمراء طويلة كعمر جارتها وربما أكثر
كست التجاعيد وجهها بوقار
ترتدي شورت وبلوز كوت
أعجبني اهتمامها بنفسها
لم تكن تشبهني في المظهر
هذا المظهر الذي لم نعتد عليه في بلادنا
امرأة في هذا العمر عليها أن ترتمي على الكنبة
وتبحث عن حديث يسليها
أو تجلس على سجادة الصلاة طوال الوقت
اسألهما بلغة ركيكة كيف يمكن أن أعرف موعدي؟
تفتح الجارة في المنزل المجاور بابها أيضاً
ثلاث نساء أصغرهن سناً في عمر الستين
وما أجمل المرأة حين تتفتح كزهرة اللوتس
أكمامها لا تحصى
تسارع ثلاثتهن لمساعدتي
وتولت الامرأة التي لم أرها من قبل مهمة الاتصال لتعرف الموعد
حاولت الاتصال بأشخاص يعرفون الحديث بالعربية والتركية معاً
اتصلت بجهة مسؤولة عن المشافي
ذهبت الى منزلها في الرصيف المقابل لتجلب نظارتها لترى الأرقام بشكل جيد
أنقل عيني بين الثلاثة
لم يعد الموعد يعنيني بقدر لهفتهن
توقف الزمن بين يدي، أوليس الزمن كالحب.. لا ينقسم ولا يقاس؟
هذا الحب الذي ليس له حدود
لا شروط بين طياته
حب المساعدة لأجل المساعدة
وأنا أقف بمنديل الصلاة متجهمة
صليت لله مائة ركعة وأنا أنظر لانسانية هؤلاء النسوة
في نهاية الأمر لم نجد الموعد
فحجزت لي احداهن موعداً على برنامج الانترنت في جهازي
اقتربت تلك المرأة السبعينية التي لا أعرفها لتصور الموعد
قالت لي بلغة تركية جادة
سأحتفظ بالموعد كي أذكرك به
نظرت اليها وأنا أبتسم
وكأني أقول لها بعيوني
عن الخير فيكم أستطيع الحديث
أنتم الخير الوفير في أمور لا تعد ولا تحصى
كنّ الثلاثة يسعون للمساعدة
وكنت أنا أغوص في العِبرة
ولسان حالي يقول
"ربي إنك تعرف حاجتنا قبل أن تولد فينا، ولإن زدتنا من عطائك فقد أعطيتنا كل شيء"
كان العالم كله بين يدي في تلك الدقائق
ولن يفهم قصدي إلا من جرب الحب الغير المشروط
خارج حدود الزمان والمكان
وارتمى في أحضان الغربة
شكراً لكنّ أيها النسوة
درس جديد وعميق في الحب الغير مشروط
بالرغم أنكن لن تقرأن ما كتبت
إلا أني متأكدة أن أرواحكم ستشعر بتلك الحروف

أحبكم نت دون أي شروط.. أحبكم في الله
رنا جاموس

www.tgoop.com/ranajamous/817

774 viewsMar 24, 2022 at 11:18

نسوة تركيات يجعلنني أصلي وأنا أتأمل اللهفة في عيونهن

نسيت تاريخ موعد المشفى
أبحث وأبحث عن الموعد لا أجده
أنزل الى بيت الجارة التركية
تلك المرأة في أواخر الستينات على ما يبدو
ضحكتها تغزو قلبي في كل مرة ألتقي بها
صديقتها في البناية المجاورة تزورها، لم أرها مسبقاً
تلك المراة كانت سمراء طويلة كعمر جارتها وربما أكثر
كست التجاعيد وجهها بوقار
ترتدي شورت وبلوز كوت
أعجبني اهتمامها بنفسها
لم تكن تشبهني في المظهر
هذا المظهر الذي لم نعتد عليه في بلادنا
امرأة في هذا العمر عليها أن ترتمي على الكنبة
وتبحث عن حديث يسليها
أو تجلس على سجادة الصلاة طوال الوقت
اسألهما بلغة ركيكة كيف يمكن أن أعرف موعدي؟
تفتح الجارة في المنزل المجاور بابها أيضاً
ثلاث نساء أصغرهن سناً في عمر الستين
وما أجمل المرأة حين تتفتح كزهرة اللوتس
أكمامها لا تحصى
تسارع ثلاثتهن لمساعدتي
وتولت الامرأة التي لم أرها من قبل مهمة الاتصال لتعرف الموعد
حاولت الاتصال بأشخاص يعرفون الحديث بالعربية والتركية معاً
اتصلت بجهة مسؤولة عن المشافي
ذهبت الى منزلها في الرصيف المقابل لتجلب نظارتها لترى الأرقام بشكل جيد
أنقل عيني بين الثلاثة
لم يعد الموعد يعنيني بقدر لهفتهن
توقف الزمن بين يدي، أوليس الزمن كالحب.. لا ينقسم ولا يقاس؟
هذا الحب الذي ليس له حدود
لا شروط بين طياته
حب المساعدة لأجل المساعدة
وأنا أقف بمنديل الصلاة متجهمة
صليت لله مائة ركعة وأنا أنظر لانسانية هؤلاء النسوة
في نهاية الأمر لم نجد الموعد
فحجزت لي احداهن موعداً على برنامج الانترنت في جهازي
اقتربت تلك المرأة السبعينية التي لا أعرفها لتصور الموعد
قالت لي بلغة تركية جادة
سأحتفظ بالموعد كي أذكرك به
نظرت اليها وأنا أبتسم
وكأني أقول لها بعيوني
عن الخير فيكم أستطيع الحديث
أنتم الخير الوفير في أمور لا تعد ولا تحصى
كنّ الثلاثة يسعون للمساعدة
وكنت أنا أغوص في العِبرة
ولسان حالي يقول
"ربي إنك تعرف حاجتنا قبل أن تولد فينا، ولإن زدتنا من عطائك فقد أعطيتنا كل شيء"
كان العالم كله بين يدي في تلك الدقائق
ولن يفهم قصدي إلا من جرب الحب الغير المشروط
خارج حدود الزمان والمكان
وارتمى في أحضان الغربة
شكراً لكنّ أيها النسوة
درس جديد وعميق في الحب الغير مشروط
بالرغم أنكن لن تقرأن ما كتبت
إلا أني متأكدة أن أرواحكم ستشعر بتلك الحروف

أحبكم نت دون أي شروط.. أحبكم في الله
رنا جاموس

BY إلهامات وتطوير