Telegram Web
إنَّ الإنسان مخلوقٌ للأبد، فإنما تحصُل له اللذةُ الحقيقيةُ في الأمور الأبدية كالمعرفة الإلهية والمحبة والكمال والعلم وأمثالِها.

📚 إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز - ١٩٢
نعم، إن العارف باللّٰه يتلذذ من عجزه وخوفه من اللّٰه سبحانه.
وحقا إن في الخوف لذةً!

📚 الكلمات - ٢٩
...ثم إنه -بفكرِ الأمةِ الذي أخذه الأجانب منا- ينال الواحد منهم قيمةً كأنه أمة، إذْ قيمة المرء بحسَب همَّته، فمن كانت همتُه أُمَّتَه كان أُمةً وحدَه.

وإننا بسببِ قصور نظرِ بعضِنا، وبما أخذْنا من الأجانب من سجايا فاسدة، وبقولِ كلِّ واحدٍ منا: نفسي نفسي، وانصرافِه إلى التفكير بمنفعته الشخصية دون منفعة الأمة، تنحَطُّ قيمةُ المرء منا فيكون الألفُ واحدًا، بالرغم من قوةِ قوميَّتنا الإسلامية وقدسيَّتِها.

📚 سيرة بديع الزمانّ - ١٣٠
اعلم أنه لا يليق بك إن كان لك عقلٌ سليم أن تهتم وتغتم وتغضبَ وتصخب لما يأتيك أو يفوتُك من أمور الدنيا، لأن الدنيا تزول لاسيما دنياك، ولاسيما أنت؛ إذ لست بأبديّ هنا، ولستَ من حديدٍ ولا شجر حتى يطولَ بقاؤك، بل من لحمٍ متجدّد ودمٍ متردد وروابط في غاية رقة تتأثر بأدنى شيء.
وقد تنقطع تلك، وينجمد هذا، ويتفسخ ذلك باختلال ذرتين، ولاسيما تَنفسَ فيك صبحُ المشيب وكَفّنَ نصفَ رأسك..

ولاسيما تضيّفَتْ بل توطنت فيك العللُ التي هي طليعة الموت، والأمراضُ التي هي مخالبُ هادم اللذات، مع أن أمامك عمرا أبديا ألقيتَه خلفك ظهريا، إنما ترتّبت راحته على سعيك هنا، مع أنك في حرصك وشَرهِك كمَن هو خالد وخَلُدَت له الدنيا خاصة..
فانتبه قبل أن تُنبّهك سكراتُ الموت..

📚 المثنوي العربي النوري - ٢٣٨
المسألة الثالثة:

لقد انتشر الفكر القومي وترسّخ في هذا العصر.
ويثير ظالمو أوروبا الماكرون بخاصة هذا الفكر بشكله السلبي في أوساط المسلمين ليمزّقوهم ويسهل لهم ابتلاعهم.

ولما كان في الفكر القومي ذوقٌ للنفس، ولذةٌ تُغفِل، وقوةٌ مشؤومة، فلا يُقال للمشتغلين بالحياة الاجتماعية في هذا الوقت: دعوا القومية!

ولكن القومية نفسها على قسمين:
قسم منها سلبي مشؤوم مضر، يتربى وينمو بابتلاع الآخرين ويدوم بعداوة من سواه، ويتصرف بحذر.
وهذا يولد المخاصمة والنـزاع.
ولهذا ورد في الحديث الشريف: ‌(إنَّ الإسلام يَجُبّ ما قبله‌) ويرفض العصبية الجاهلية.
‌﴿[٭]: سبق تخريج الأحاديث المتعلقة بالعصبية الجاهلية في المكتوب الخامس عشر.‌﴾
وأمر القرآن الكريم بـ
‌﴿إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فانزلَ اللّٰه سكينتهُ على رسولهِ وعلى المؤمنين وألزمهم كلمةَ التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان اللّٰه بكل شيء عليمًا‌﴾
‌(الفتح: ٢٦‌).
فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف يرفضان رفضًا قاطعًا القومية السلبية وفكر العنصرية.لأن
الغيرة الإسلامية الإيجابية المقدسة لا تدع حاجة إليها.

تُرى أي عنصر في العالم تعداده ثلاثمائة وخمسون مليونًا ويُكسب فكر المرء -بدل الإسلام- هذا العدد من الإخوان، بل إخوانًا خالدين؟

ولقد ظهرت طوال التاريخ أضرار كثيرة نجمت عن القومية السلبية،...

📚 من كليات رسائل النور المكتوبات - ٤٠١
إنه ليس في الدنيا قاطبة عُصبة متساندة نبيلة شريفة تَرْقى إلى شرف آل البيت ومنـزلتهم، وليس فيها قبيلة متوافقة ترقى إلى اتفاق قبيلة آل البيت، وليس فيها مجتمع أو جماعة منورة أنورَ من مجتمع آل البيت وجماعتهم.

نعم، إن آل البيت الذين غُذوا بروح الحقيقة القرآنية وارتضعوا من منبعها، وتنوروا بنور الإيمان وشرف الإسلام فعرجوا إلى الكمالات، وأنجبوا مئات الأبطال الأفذاذ وقدموا ألوف القوّاد المعنويين لقيادة الأمة..

📚 من كليات رسائل النور، الشعاعات - ١١٣
إنَّ كثيرًا من اللذائذ الموقّتة إذا زالت أثمرت آلامًا مستمرة كلما تَذكّرها يفور مِن فيه: "أيواه!"
وا أسفا!
المترجمَينِ عن هذا الألم الروحانيّ.

وإن كثيرًا من الآلام إذا انقضت أَوْلَدت لذّاتٍ مستمرة كلما تذكرها الشخص وهو قد نجا، يتكلم بـ"الحمد للّٰه" الملوِّحِ لنعمة معنوية.
أجل، إنَّ الإنسان مخلوقٌ للأبد، فإنما تحصُل له اللذةُ الحقيقيةُ في الأمور الأبدية كالمعرفة الإلهية والمحبة والكمال والعلم وأمثالِها.

📚 إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز - ١٩٢
المذكِّرة الرابعة‌

اعلم أن من سُنَّة الفاطر الحكيم -في الأكثر- ومن عاداته الجارية إعادةَ ما له أهمية وقيمة غالية بعينه لا بمثله.

فعندما يجدد أكثرَ الأشياء بمثلها عند تبدل الفصول وتغيرّ العصور، يُعيد تلك الأشياء الثمينة بعينها.

فانظر إلى الحشر اليومي -أي الذي يتم في كل يوم- وإلى الحشر السنوي، وإلى الحشر العصري، ترَ هذه القاعدة المطّردة واضحةً جلية في الكل.

وبناء على هذه القاعدة الثابتة نقول:
قد اتفقت الفنونُ وشهدت العلومُ على أَنَّ الإنسان هو أَكملُ ثمرةٍ في شجرة الخليقة، وأَنَّه أَهم مخلوق بين المخلوقات، وأَغلى موجود بين الموجودات، وأَنَّ فردًا منه بمثابة نوع من سائر الأحياء، لذا يُحكم بالحدس القطعي على أَنَّ كلَّ فردٍ من أفراد البشر سيُعاد في الحشر الأَعظم والنشر الأَكبر بعينِه وجسمهِ واسمهِ ورسمهِ.

📚 اللّمعات - ١٦١
اعلم أن الفرق بين مدنية الكافرين ومدنية المؤمنين، أن الأولى: وحشةٌ مستحالة ظاهرُها مزيّن، باطنُها مشوّه، صورتها مأنوسة، سيرتها موحشة..

ومدنية المؤمنين باطنُها أعلى من ظاهرها، معناها أتمّ من صورتها، في جوفها أُنسيةٌ وتحبّب وتعاون.
والسر: أن المؤمن بسر الإيمان والتوحيد يرى أخوّةً بين كل الكائنات، وأُنسيةً وتحببا بين أجزائها، لاسيما بين الآدميين ولاسيما بين المؤمنين.

ويرى أخوةً في الأصل والمبدأ والماضي، وتلاقيا في المنتهى، والنتيجة في المستقبل.
وأما الكافر فبحكم الكفر له أجنبيةٌ ‌﴿[٭]: أي الإحساس بالغربة في هذا الكون.‌﴾
ومفارقة بل نوعُ عداوةٍ مع كل شيء لا نفع له فيه، حتى مع أخيه؛ إذ لا يرى الأخوة إلّا نقطة اتصال بين افتراق أزلي ممتد، وفراق أَبدي سرمد؛ إلّا أنه بنوع حَميّةٍ ملّية أو غيرة جنسية تشتد تلك الأخوة في زمان قليل، مع أن ذلك الكافر لا يحب في محبة أخيه إلاّ نفسَ نفسه.

وأما ما يُرى في مدنية الكفار من المحاسن الإنسانية والمعالي الروحية، فمن ترشحات مدنية الإسلام، وانعكاسات إرشادات القرآن وصيحاته، ومن بقايا لمعات الأديان السماوية.

فإن شئتَ فاذهب بخيالك إلى مجلس "سيدَا" ‌﴿[٭]: وهو مرادف لكلمة الأستاذ.
والمقصود هنا وليّ مشهور من الصالحين في جنوب شرقي تركيا.‌﴾
قُدّس سره في قرية "نورشين"..
وما أظهرتْ من المدنية الإسلامية بصحبته القدسية، تَرَ فيها ملوكا في زي الفقراء وملائكة في زي الأناسي.

ثم اذهب إلى "باريس" وادخل في لجنة الأعاظم تَرَ فيها عقاربَ، تلبسوا بلباس الأناسي، وعفاريتَ تصوَّروا بصور الآدميين...

📚 المثنوي العربي النوري - ١٨٦
2025/02/20 17:48:53
Back to Top
HTML Embed Code: