الوعي الاستراتيجي

ثلاث أهم تغييرات جيو استراتيجية أحدثها تدافع الامة ضد منظومة الهيمنة
من الثورات العربية إلى طوفان الأقصى

١- أسقطت الثورات العربية 2011/2021 معادلة دول الطوق (مصر سوريا لبنان والأردن ) التي كانت تحيط بالحماية حول الكيان الصهيوني
فكان النظام النصيري في سوريا أولهم خروجا من معادلة الطوق بالثورة السورية
و خلخلت طوق لبنان أيضا بتورط حزب ايران اللبناني في قتل أهل الشام و جعلتها على فوهت بركان

وفي ذات الوقت استغرقت الثورة الليبية بالمغرب العربي الجهد الحربي للجيش المصرائيلي وجعلته غير قادر على الانخراط المباشر لإخضاع الحركات التحررية في غزة واكتفى بحصارها .
ولم يبق من دول الطوق كمنصة متقدمة لحماية الكيان إلا الأردن وكان ذلك جليا في السماح للقواعد الأمريكية الرابضة فيه باستعمال محالها الجوي لاعتراض الصواريخ الإيراني المتجهة نحو الكيان الصهيوني

٢- أسقط طوفان الأقصى المعادلة البديلة عن دول الطوق بمليشيات الطوق الشيعية
فقد تنبه الحلف الصهيوصليبي إلى تضعضع دول الاستبداد في دار العرب
فأسندوا الجيش المصرائيلي ليبقى سيفا على ثورات المغرب العربي
وأطلقوا العنان لإيران لتنفذ مشروع هلالها الشيعي و هو في الحقيقة مشروع طوق مليشياتي شيعي لمحاصرة ثورات الشام واليمن والعراق ،
لكن اندلاع الازمة الأوكرانية و محاولة ايران إكمال مشروعها النووي جعلت الأخيرة تميل للكتلة الشرقية و خرجت عن الطاعة الأمريكية بتزويد روسيا مسيرات وصواريخ أسندت بقوة الجيش الروسي وجعلت من مهمة الناتو أكثر صعوبة
فجاء القرار بتقليم أظافرها بالمشروع الصهيوني المتطلع لإفشال النووي الإيراني و تحديد حزبها في لبنان
وبدخول القوات الشيعية بالعراق والحوثي باليمن ما يسمى حرب الجبهات الأربع ، انكسرت معادلة مليشيات الطوق الشيعية التي كان يراد لها ان تكون مسندة او بديلا عن دول الطوق التقليدية
و كانت التيجة إذا
- ان الثورات العربية كسرت معادلة دول الطوق
- و طوفان الأقصى كسر معادلة مليشيات الطوق
حتى أن بعض المازحين قال أن ما أظهرته صواريخ إيران لم يكن ردعا للكيان بقدر ما كان بيانا أن دول الطوق فشلت في مهمة حمايته

و أصبح الكيان عاريا عن الطوق والعوازل المليشياتية وهو بحاجة اليوم لخلق شرائط جغرافية عازلة على غرار مشروع سيناء في مصر
وهذا في غاية التعقيد والصعوبة في جغرافيا مشتعلة و يحتاج دعما عسكريا وماليا مفتوحا !
ومع الازمات الكبرى و الصراع الدولي شرقا وغربا تكاد تكون مهمة الكيان مستحيلة أو بالأحرى انتحارية
ولايمكن تصور عقلانيتها إلا أذا كانت القناعة الراسخة عند قيادة الكيان أنها معارك وجودية بمعناها الحرفي.
وذلك لاعتبارات أربع شرحتها في المناشير السابقة .

٣- المعادلة الثالثة كسرت أمس بالعملية الفدائية بيافا من جهةالضفة الغربية حيث كانت جدواها العسكرية أقوى وأكبر من ال (400 أو 182)صاروخ الذي أطلق من إيران
وأقصد بالمعادلة التي كسرت هي أكذوبة( استحالة التحرير من الداخل الفلسطيني)
و الحقيقة العسكرية التي أكدتها العملية الفدائية أن أضعف ما يكون فيه العدو وهو في حالتين
- وهو متحرك بهجوم او دفاع
- وهو يعزز كل الجبهات
فقد قال صن تزو في كتابه فن الحرب (تعزيز كل نقاط الضعف هو إضعاف كل نقاط القوة ، أو كل الجبهات)
ففي الوقت الذي كان الكيان يتصدى لصواريخ إيران و يحشد في الشمال للتوغل في لبنان وجد مجاهد بسيط غير مدرب مع صاحبه الفرصة للتسلل وتجريد جندي من سلاحه فقتلوا به سبعا من المحتلين.
و لو أن هذه النموذج كان حاضرا كخطة موسعة لكانت الضربة في الجبهة الداخلية رهيبة .
وهناك يظهر دور العمل الفدائي إسنادا للعمل العسكري

الخلاصة
أن الثورات العربية مهدت للطوفان و الطوفان سيخلق مساحات الفداء والتحرير
و هي ابتداء وانتهاء مسألة إيمان بالله و جندية في الدين .

www.tgoop.com/reda1448/1222

5.6K viewsedited  Oct 2 at 18:55

ثلاث أهم تغييرات جيو استراتيجية أحدثها تدافع الامة ضد منظومة الهيمنة
من الثورات العربية إلى طوفان الأقصى

١- أسقطت الثورات العربية 2011/2021 معادلة دول الطوق (مصر سوريا لبنان والأردن ) التي كانت تحيط بالحماية حول الكيان الصهيوني
فكان النظام النصيري في سوريا أولهم خروجا من معادلة الطوق بالثورة السورية
و خلخلت طوق لبنان أيضا بتورط حزب ايران اللبناني في قتل أهل الشام و جعلتها على فوهت بركان

وفي ذات الوقت استغرقت الثورة الليبية بالمغرب العربي الجهد الحربي للجيش المصرائيلي وجعلته غير قادر على الانخراط المباشر لإخضاع الحركات التحررية في غزة واكتفى بحصارها .
ولم يبق من دول الطوق كمنصة متقدمة لحماية الكيان إلا الأردن وكان ذلك جليا في السماح للقواعد الأمريكية الرابضة فيه باستعمال محالها الجوي لاعتراض الصواريخ الإيراني المتجهة نحو الكيان الصهيوني

٢- أسقط طوفان الأقصى المعادلة البديلة عن دول الطوق بمليشيات الطوق الشيعية
فقد تنبه الحلف الصهيوصليبي إلى تضعضع دول الاستبداد في دار العرب
فأسندوا الجيش المصرائيلي ليبقى سيفا على ثورات المغرب العربي
وأطلقوا العنان لإيران لتنفذ مشروع هلالها الشيعي و هو في الحقيقة مشروع طوق مليشياتي شيعي لمحاصرة ثورات الشام واليمن والعراق ،
لكن اندلاع الازمة الأوكرانية و محاولة ايران إكمال مشروعها النووي جعلت الأخيرة تميل للكتلة الشرقية و خرجت عن الطاعة الأمريكية بتزويد روسيا مسيرات وصواريخ أسندت بقوة الجيش الروسي وجعلت من مهمة الناتو أكثر صعوبة
فجاء القرار بتقليم أظافرها بالمشروع الصهيوني المتطلع لإفشال النووي الإيراني و تحديد حزبها في لبنان
وبدخول القوات الشيعية بالعراق والحوثي باليمن ما يسمى حرب الجبهات الأربع ، انكسرت معادلة مليشيات الطوق الشيعية التي كان يراد لها ان تكون مسندة او بديلا عن دول الطوق التقليدية
و كانت التيجة إذا
- ان الثورات العربية كسرت معادلة دول الطوق
- و طوفان الأقصى كسر معادلة مليشيات الطوق
حتى أن بعض المازحين قال أن ما أظهرته صواريخ إيران لم يكن ردعا للكيان بقدر ما كان بيانا أن دول الطوق فشلت في مهمة حمايته

و أصبح الكيان عاريا عن الطوق والعوازل المليشياتية وهو بحاجة اليوم لخلق شرائط جغرافية عازلة على غرار مشروع سيناء في مصر
وهذا في غاية التعقيد والصعوبة في جغرافيا مشتعلة و يحتاج دعما عسكريا وماليا مفتوحا !
ومع الازمات الكبرى و الصراع الدولي شرقا وغربا تكاد تكون مهمة الكيان مستحيلة أو بالأحرى انتحارية
ولايمكن تصور عقلانيتها إلا أذا كانت القناعة الراسخة عند قيادة الكيان أنها معارك وجودية بمعناها الحرفي.
وذلك لاعتبارات أربع شرحتها في المناشير السابقة .

٣- المعادلة الثالثة كسرت أمس بالعملية الفدائية بيافا من جهةالضفة الغربية حيث كانت جدواها العسكرية أقوى وأكبر من ال (400 أو 182)صاروخ الذي أطلق من إيران
وأقصد بالمعادلة التي كسرت هي أكذوبة( استحالة التحرير من الداخل الفلسطيني)
و الحقيقة العسكرية التي أكدتها العملية الفدائية أن أضعف ما يكون فيه العدو وهو في حالتين
- وهو متحرك بهجوم او دفاع
- وهو يعزز كل الجبهات
فقد قال صن تزو في كتابه فن الحرب (تعزيز كل نقاط الضعف هو إضعاف كل نقاط القوة ، أو كل الجبهات)
ففي الوقت الذي كان الكيان يتصدى لصواريخ إيران و يحشد في الشمال للتوغل في لبنان وجد مجاهد بسيط غير مدرب مع صاحبه الفرصة للتسلل وتجريد جندي من سلاحه فقتلوا به سبعا من المحتلين.
و لو أن هذه النموذج كان حاضرا كخطة موسعة لكانت الضربة في الجبهة الداخلية رهيبة .
وهناك يظهر دور العمل الفدائي إسنادا للعمل العسكري

الخلاصة
أن الثورات العربية مهدت للطوفان و الطوفان سيخلق مساحات الفداء والتحرير
و هي ابتداء وانتهاء مسألة إيمان بالله و جندية في الدين .

BY الوعي الاستراتيجي