ألا ترى أنك مخدوع بشهوة الذنوب! مالك تأمل أن لك أياماً فيها تتوب! أحقاً ترضى بالمغادرة على هذا الحال من العيوب؟
يا مكشوف العيوب! يا مكبلاً بالذنوب! يا غافلاً لا تتوب! إذا نظرت لسيئ قولك وفعالك، لأدركت أنك هالك، وإذا نظرت لأعمالك، لأدركت قليل زادك، فهل لطلب العفو قادك ذلك؟ ألا فتوجه لله بكامل إخلاصك ورجاءك، واخضع بكامل خشية فؤادك، وقف على باب العفو في ليلك ونهارك، ولا تنفك، بل هكذا إلى مآلك.
وما اتبع أحد هوي نفسه إلا جني الندم والخسارة، كيف لا وهي بالسوء أمارة، ألا فخالف أمرها مهما للسوء أشارت لك إشارة.
ثم إنك ستبصر سفن الناجين لست معهم وقد جاء الغرق، وسترى المتقين ليس لك ولهم مخارج من القلق، وسترى نفسك محاصراً من كل جانب وما أشد الفرق! وهذا يوم لا بد من مجيئه فبادر بالنجاة قبل انتهاء السبق، هيأ لنفسك ما يأتها، فقد بالغ الناصح في نصحك وصدق.
ما لعيوننا لا تدمع! ما لقلوبنا لا تخشع! ما لنفوسنا لا تشبع! ما للموعظة لا تنفع! ألا فأكثر العتاب لعله ينجع.
من للضعيف المفتقر
من للغريب ليس بالمشتهر
من لمن قسي ما بين أضلعه
من لمن لا تنزل العين بأدمعه
من لظلوم كثرت أوزاره
من لغريق شهوات قل استغفاره
من لمولع بالدنيا شغلته
من لتابع لنفسه قد أهلكته
من لعجول لم يصبر
من لحمل الذنوب لم يقدر
من لمضيع أعماره
من لمن بان بقبحه وبعواره
يا رب العالمين
يا أرحم الراحمين
لا إله إلا أنت سبحانك
اغفر لعبد قد طرق بابك
من للغريب ليس بالمشتهر
من لمن قسي ما بين أضلعه
من لمن لا تنزل العين بأدمعه
من لظلوم كثرت أوزاره
من لغريق شهوات قل استغفاره
من لمولع بالدنيا شغلته
من لتابع لنفسه قد أهلكته
من لعجول لم يصبر
من لحمل الذنوب لم يقدر
من لمضيع أعماره
من لمن بان بقبحه وبعواره
يا رب العالمين
يا أرحم الراحمين
لا إله إلا أنت سبحانك
اغفر لعبد قد طرق بابك
تيقن شيئاً، ما دمت تتجرأ على ما يغضب الله فاعلم أن الحزن ملاصق لك لا يفارقك مهما وصلت إلى كل ملذات الدنيا، ومتى ما جعلت بينك وبين ما يسبب سخط الله وقاية بامتثال أمره ونهيه نلت سعادة الدارين وإن كنت ذا الحظ الأقل من الدنيا، واعلم أنك إذا امتلكت الدنيا بحذافيرها فلن يزيدك ذلك شيئاً، وإن فاتتك فلن ينقصك ذلك شيئاً، وإنما كل الأمر في عبادتك، أصالحاً عملت؟! أكانت خالصة لله؟! فلتزن أمورك بميزان صحيح، وانتهى عن كل قبيح، ولا تكن أعمالك كرماد تذهب به الريح.
لا مصيبة كالذنب لمن يستشعر، فلا بد لمن أذنب أن يستغفر، ومن البر والحسنات فليستكثر.
وتارك الطاعة -أياً كانت- الواقع في المعصية -أياً كانت-، هو بين أمرين:
فإما أن يكون مقطوع الخير محروم الرزق.
وإما أن يكون موصولاً بالنعم مستدرجاً بها.
وفي كلتا الحالتين ما أشد خسارته!
فتارك الطاعة الواقع في التقصير والمعصية تظل النعم تسلب منه حتى يعدم أعظم نعمة، وهي الإيمان، ويظل في استدراج حتى يقرب من النار، ويبعد عن الجنان، فلا بد لطالب نجاة أن يظل على وجل، ومراجعة لأموره كلها.
فإما أن يكون مقطوع الخير محروم الرزق.
وإما أن يكون موصولاً بالنعم مستدرجاً بها.
وفي كلتا الحالتين ما أشد خسارته!
فتارك الطاعة الواقع في التقصير والمعصية تظل النعم تسلب منه حتى يعدم أعظم نعمة، وهي الإيمان، ويظل في استدراج حتى يقرب من النار، ويبعد عن الجنان، فلا بد لطالب نجاة أن يظل على وجل، ومراجعة لأموره كلها.