tgoop.com/rwadalfdam_mv/86190
Last Update:
حتَّى الحُزن.. !
أعلمُ أنَّ الحُزن المُقيم في جُدران روحكِ أوشكَ على الاحتلال، وأنَّ الوجع المُشين الساكن في عينيكِ أصبح لا يُبالي، وأنَّ الشتات القاتِل بات من ذهاب عقلكِ بقريبٍ، وغير مُجدٍ معه أدوية أو أي عقاقير للنسيان؛ أعلم أنَّها أشياء ليس برغبتك مكوثها طويلًا معك، أو بقاؤها فيكِ رغم كُرهكِ لها، ولم تكُن باختيارك يومًا ما؛ فمَن يرضى لنفسه ما لا يُطيق؟! أعلمُ أيضًا أنَّ ما تُخفيهِ لهو أشدُّ ألمًا ووجعًا، وأنكِ غير ماهرة في التجاوز، وتخطى العقبات بسهولة..
أنتِ تُفكرين في الأشخاص والأحداث والأشياء؛ ما يستحق منها وما لا يستحق كذلك، تُفكرين فيما حدث؛ كيف حدث؟! ولماذا حدث؟!
وتُفكرين أيضًا فيما سيحدُث؛ كيف سيحدُث إن حدث؟!
ليل نهار عقلكِ لا يكُف عن التفكير..
أعلمُ جيدًا أنكِ عفوية وذات كبرياءٍ طاغٍ وعظيم..
لا تحبين أبدًا أن يَنظُر إليكِ أحدهُم بشفقة، أو يجبركِ بكلمةٍ كاذبة..
أنتِ فقط تأملينَ فيمن يِشبهكِ كمًا وكيفًا وحديثًا وصمتًا وفرحًا ووجعًا، تطمعين فيمن يُقاسمكِ أشياءك العظيمة في نظره؛ والتافهة في نظركِ أنتِ..
تُريدينَ مَن يفهمكِ قبل أن يعترف لكِ بحبه ومكانتكِ عنده، لمَن يتفهَّم أمرك دون شرحٍ أو جدال أو عتاب؛ لا يُسمن ولا يُغني من حُب..
أعلمُ أنكِ عزيزةُ النفس، وجميلة الروح والطبع، ورقيقة الحس، ومُرهفة الشعور؛ وهذا سرُّ انفرادك في سباق الجميلات..
كما أعلمُ أن الحُزن الذي يقتحمُ فؤادَكِ لأسباب، أو بدونها على حينِ غفلةٍ منكِ، أو دونَ سابق إنذارٍ منه؛ لا يحق له؛ كونكِ لا تستحقين إلا الفرح، إلا أنه بعض الوقتِ مُحقٌّ في احتلالكِ، رغم ثورتك عليه، وكُرهك له، ونُفوركِ منه؛ إلا أنني عليه مُشفقٌ بعضَ الشيء؛ إذ كيف للحُزنِ أن يقع في الجميلاتِ مثلكِ ولا يُقيم؟!
.
BY | هُــدنـــة |
Share with your friend now:
tgoop.com/rwadalfdam_mv/86190