tgoop.com/rwoser/90376
Last Update:
في «صحيح البخاري»: «بَابُ رُقْيةِ النَّبِيِّ ﷺ»، أورد فيه الإمام البخاري حديثا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيِّ ﷺ كَانَ يَقُولُ لِلمَرِيضِ:
«بِسْمِ اللهِ تربَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بإِذْنِ رَبِّنَا».
والمعنى أنه كان ﷺ يأخذ من ريقه على السبابة، ثم يضعها على التراب، فَيَعْلَق بها شيء منه، فيمسح به موضع الجرح ويقول:
«بِسْمِ اللهِ تربَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بإِذْنِ رَبِّنَا».
قال العلامةُ ابن عثيمين رحمه الله:
«وهذا يَدُلُّ على أنَّهُ يَنبغي للإنسانِ أن يُداوي الجرحَ بمثل ذلك، ووجه ذلك: أنَّ التُّرابَ طهورٌ كما قال النَّبيُّ ﷺ: (جُعلت تُربتها لنا طهورا)، ورِيقُ المؤمنِ طاهرٌ أيضاً، فيجتمع الطهوران مع قوَّة التَّوكلِ على اللهِ عز وجل والثَّقةِ به فيُشفى بها المريضُ، ولكن لابد من أمرين:
١ - قوَّةُ اليقينِ في هذا الداعي بأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوفَ يَشفي هذا المريضَ بهذه الرُّقية.
٢ - قَبولُ المريضِ لهذا وإيمانُه بأنَّهُ سينفع، أمَّا إذا كانت المسألة على وجه التَّجربةِ فإنَّ ذلك لا يَنفعه، لأنَّه لا بُدَّ من اليقينِ أنَّ ما فعلَهُ النَّبيُّ ﷺ حقٌّ، ولا بُدَّ أن يكون المَحلُّ قابلاً وهو المريض؛ لا بُدَّ أن يكونَ مُؤمناً بفائدةِ ذلك، وإلا فلا فائدةَ لأنَّ الذينَ في قلوبِهم مرضٌ لا تزيدُهم الآياتُ إلا رِجساً إلى رِجسِهم والعياذُ بالله».
[شرح رياض الصالحين (٤٧٨/٤)]
انتقاء أبي الحارث إبراهيم التميمي
BY مقتطفات ودررمنوعة
Share with your friend now:
tgoop.com/rwoser/90376