tgoop.com/saifalhjri/1335
Last Update:
📩 س/ هل ذرية إسماعيل مستعربة وليسوا عربا أصلا؟ وإذا كانوا عربا فذرية أخيه إسحاق عرب أيضا؟
▫️ج/ لا، غير صحيح، بل العرب تطلق على الشعوب والقبائل التي تسكن جزيرة العرب من ذرية سام بن نوح، قبل عهد إبراهيم، بما في ذلك قومه الآراميين الذين خرجوا من الجزيرة إلى العراق، بعد أن تصحرت فهجروا مكة بسبب القحط، وبقي في الجزيرة قبائل قديمة كجرهم وبقايا عاد وثمود وجديس وطسم، فلما رجع إبراهيم إلى مكة وبنى البيت بعد اندثاره وهجرة الناس عنه، ترك ولده إسماعيل بمكة ليعمرها من جديد، فتزوج من جرهم وكثرت ذريته كما في البشارة لإبراهيم بأنه (سيكثر نسل ولده إسماعيل ويبعث نبيا من صلبه ويملكهم ما بين الفرات إلى النيل) وكان من ذريته عدنان وقحطان، فكثروا حتى لم يعد أحد من العرب في الجاهلية ينتسب لغيرهما، بما في ذلك القبائل العربية القديمة البائدة -التي كانت قبل إسماعيل بعد تحالفها مع ذريته من عدنان وقحطان وغلبتهما على الحجاز واليمن ونجد فاجتمع لذرية إسماعيل:
١- النسب العربي القديم الذي كان للآراميين قوم إبراهيم، حين كانوا في جزيرة العرب وهم من ذرية سام بن نوح.
٢- ثم العودة للجزيرة العربية والسكن بمكة أم القرى العربية كلها والاستقرار الدائم بها.
٣- ثم غلبة العدد حتى صار الجميع يشرف بالنسب إليه بما في ذلك العرب قبلهم.
٤- ثم بلوغ اللسان العربي ذروة الفصاحة والبلاغة في ذريته خاصة حتى كانت لغة إسماعيل وذريته هي العربية الفصحى واندثرت اللغات العربية القديمة البائدة.
ولم يكن شيء من ذلك لذرية أخيه إسحاق وهم اليهود، فلم يكن لهم نصيب في السكن والاستقرار في أرض العرب إلا كمهاجرين لاحقا، وكانت لغتهم غير لغة العرب، ولم يصاهروا العرب القدماء ولم يخالطوهم، فاختلفوا كلية عن ذرية إسماعيل مع أنهم من ذرية إبراهيم.
فصارت العربية محصورة منذ الجاهلية وقبل الإسلام بنحو ألفي عام في عدنان وقحطان فهم العرب نسبا، ولغة، وسكنا، فلا يقال بأنهم مستعربة، كما شاع في التقسيم عند المتأخرين، وقد أطلق القرآن نسبة العرب جميعا إلى أبيهم إبراهيم في قوله تعالى: ﴿ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين﴾، وكذا قال النبي ﷺ لكل من حجوا معه في حجة الوداع: (إنكم على إرث أبيكم إبراهيم) فهو أبوهم جميعا أما العدنانية فبلا خلاف، أنهم من ذرية إسماعيل بن إبراهيم، وأما القحطانية فعلى القول الراجح كما نصت عليه الأحاديث الصحيحة وبوب عليها البخاري (نسبة اليمن إلى إسماعيل)، وكما ذهب إليه أبو هريرة وابن عباس ونسابة العرب ابن الكلبي ورجحه الحافظ ابن حجر، وأما من دخل في أحلافهم من العرب البائدة الذين لم يعد ينتسبون لعاد وطسم ونحوها فبالأبوة من جهة الأمهات، فإنه لا يكاد يوجد في العرب منذ العصر الجاهلي من لم يصاهر القبائل العدنانية أو القحطانية، فصار إبراهيم أبا للجميع من جهة نسب الآباء أو الأمهات.
وإسماعيل هو أبو العرب الصرحاء من العدنانية والقحطانية نسبا ولسانا ودارا، بخلاف أبناء عمومتهم من ذرية إسحاق بن إبراهيم، الذين كتب الله عليهم الجلاء، فلم يكن لهم وطن يعرفون به كما ذرية إسماعيل في جزيرة العرب التي تمتد من الفرات شرقا إلى النيل غربا، فقد عاش اليهود دائما مع غيرهم كلاجئين ومهاجرين، فكانوا أول أمرهم في مصر منذ عهد أبيهم يعقوب وابنه يوسف حتى استعبدهم الفراعنة قرونا، ثم خرجوا مع النبي موسى إلى سيناء، ثم دخلوا الشام مع يوشع، وفيها الكنعانيون، ثم لم يلبثوا حتى غزاهم بختنصر وأخذهم عبيدا إلى العراق، ثم جاء ملك فارس قورش وحررهم، ثم ساحوا في الأرض بلا وطن إلا بحبل من الله وحبل من الناس، وهو ما كتبه الله عليهم عقابا لهم إلى يوم القيامة، فلا يستقر لهم في أرض قرار.
•┈┈┈┈••❁••┈┈┈┈•
https://www.tgoop.com/askDrHakem
BY قناة سيف الهاجري
Share with your friend now:
tgoop.com/saifalhjri/1335