لا ينبغي للعاقل أن يظهر سرًّا حتى يعلم أنه إذا ظهر لا يتأذى بظهوره. ومعلوم أن السبب في بث السر طلب الاستراحة ببثه، وذلك ألم قريب؛ فليصبر عليه. فرب مظهر سر لزوجته؛ فإذا طلقت بثته وهلك، أو لصديقه، فيظهر عليه حسدًا له، إذا كان مماثلًا، وإن كان عاميًّا، فالعامي أحمق. ورب سر أظهر فكان سبب الهلاك.


ابن الجوزي

من ميزات استخدام ال flash cards في المذاكرة والحفظ توفير الوقت؛ ذلك أنك من خلالها تستبعد المعلومات التي تعرفها جيدًا، وتعطي اهتمامًا حسنًا ومركزًا على المعلومات التي تعاني ضعفًا في استحضارها وتحتاج تركيزًا واهتمامًا أكثر، بدل المرور على المنهج كله..بالإضافة لما في عملية المذاكرة بها من فائدة في نفس الأمر.

على ذكر مسألة ذم تعليم النساء عند الذكوريست، ففي مقال لأم أمريكية اسمها: Anna Mussmann،
تعرف نفسها بأنها: أم مقيمة في المنزل وتكتب خلال وقت قيلولة أطفالها
عنوانه: No, Stay At Home Moms Don’t ‘Waste’ Their Education
(لا، بقاء الأمهات في البيوت لا يهدر تعليمهن...)
هذا المقال وإن كان في سياق الرد على النسوية أو نقد الفكرة القائلة: بأن المرأة التي تحصل على شهادة ولا تعمل بها تهدر تعليمها أو بتعبيرها غالباً ما تُعامل على أنها "قطعة معيبة في آلة العدالة الاجتماعية القائمة على المساواة".
فتشرح أنّا أن التعليم ليس غرضه فقط جني المال أو العمل أو تحقيق الإنجازات في الخارج، وإنما للتعليم أغراض أخرى..فهو مثلًا ليس مجرد مرادف للتدريب على وظيفة معينة؛ بل لأنه يغيّر الإنسان ووعيه...
فهو يساعد الناس على أداء أفضل في أي مهمة من خلال تعليمهم كيفية التفكير، وكيفية التعلم، وكيفية ممارسة الانضباط الذاتي اللازم للإنجاز.
المتعلمون يعرفون الحقائق المفيدة، ولكن الأهم من ذلك، أنهم يعرفون كيف يعيشون، فالإنسان عندما يتعلم ويكتسب الحكمة من التعليم يصبح أكثر إنسانية.
وتؤكد على أن التعليم أو الشهادة أو الخبرة في فعل شيء وإن لم تستخدم في الوقت الحالي، فهي تهب الإنسان فرصًا في الحياة قد يحتاجها ذات يوم؛ وتضرب أمثلة بمن لم تتزوج، أو طلقت واحتاجت إلى عائل، أو تزوجت برجل أصيب وعجز عن الاكتساب؛ فالشهادة استثمار حكيم بغض النظر عن النتيجة؛ فهي تحافظ على الخيارات.

فكثيرا ما نرى المتكلمين في العلوم إذا تناولوا بنقضهم مقالة واهية، أو أكبوا ببيانهم على مسألة يلحظ الحق فيها عن كثب، نفضوا كل قوة، و حققوا كل قسمة، و سردوا كل حجة، فإذا تلججوا في المشكل و خلصوا إلى جانب‌ المشتبه، مروا عليه‌ صفحا.

[ابن سينا، الشفاء]

عند التأمل في طبيعة الخلاف بين ابن تيمية والنظم التقليدية الكبرى في الفكر الإسلامي ـ كالبنية الكلامية ذات الطابع الأشعري، والمذهبية الفقهية الصارمة، والتصوف المؤسسي ـ يتبين أن هذا الخلاف لم يكن، في جوهره، ناتجًا عن إشكالات علمية محضة أو مسائل عقدية مبتدعة. فالأفكار التي طرحها ابن تيمية، من حيث المضمون، لم تكن جديدة في مجملها، إذ سبقه في كثير من أفرادها ناس متفرقون ومن مدارس مختلفة، ممن لم تُثر أفكارهم القدر ذاته من الجدل والرفض.

غير أن ما ميّز طرح ابن تيمية ـ وجعل الخلاف معه أكثر حدة ـ لم يكن الجانب النظري المجرد، بل تهديده الجذري لبنية هذه النظم التقليدية ومواقع نفوذها داخل الاجتماع الديني والعلمي في عصره. فقد مثل مشروعه، بصورة أو بأخرى، نقدًا عميقًا للمركزية المعرفية التي تكرّست عبر القرون، لا سيما في المدارس الكلامية والطرق الصوفية والمؤسسات الفقهية.

فالرفض الذي قوبل به المشروع التيمي لا ينبغي الاكتفاء في تفسيره فقط من خلال الخلافات الفقهية أو العقدية، بل لا بد من النظر إليه من جهة كونه مهددًا لمصالح رمزية وامتيازات مؤسساتية كانت تلك النظم قد راكمتها في سياقاتها الاجتماعية والسياسية.

مسألة اجتماع الجمعة والعيد في يوم واحد مسألة خلافية كسائر مسائل الخلاف الاجتهادية ، من عملَ بقولٍ فيها لم يجز الإنكار عليه، ولا التدابر بسببها. والقول بسقوط الجمعة عمن شهد العيد هو معتمد الحنابلة وقيل إنه عن غير واحد من السلف كعمر رضي الله عنه، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.
ومن صلى الجمعة فقد أحسنَ وخرج من الخلاف اتفاقًا، ومن لم يصل تقليدا أو اجتهادا لم يكن مسيئا، ولا ينكرُ عليه..
والقول بسقوط الجمعة والظهر معًا قول مهجور.

مهما تنكر الحنابلة التقليديون لفضل الدولة السعودية/الوهابية؛ فإنهم لن يستطيعوا التهرب من حقيقة أن فضل انتشار المذهب الحنبلي وخدمته في العصر الحديث -سواء في صورته التقليدية أو الموهبنة- يعود إلى تبني تلك السلطة ودعمه، بغض النظر عن الدافع من ذلك، هل كان دافعًا علميًّا أم أيديولوجيًّا؛ فهذه حقيقة تاريخية محضة، ومن خبرَ تاريخَ المذهب علمَ مسألة انتشاره مقارنة بالمذاهب الثلاثة الأخرى.

وكل من فتن بشيء من المعاصي والشهوات المحظورة، فهو مفتون، إلا أنه إن ترك وأناب واستغفر وتاب، غفر له، مع أدائه لصلاته وزكاته وصومه، وهذه صفات المذنبين.


وقد فتن الصالحون وابتلوا بالذنوب، قال الله تعالى: ﴿إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون﴾ [الأعراف: ٢٠١]، وقال تعالى: ﴿والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم﴾ الآية [آل عمران: ١٣٥].
وقد يكون من هذا الباب من الفتنة، ما هو أشد مما وصفنا، وهو الإصرار على الذنب، والإقامة عليه منه، وأنه لم يأته، فنيته على تلك الحال، ويحب أن تسمح نفسه بترك ما هو عليه من قبيح أفعاله، وهو مع ذلك لا يقلع عنها.


فهذا وإن كان مصرا لم تأت منه توبة، فهو مقر بالذنوب والتقصير، يحب أن يختم الله له بخير، فيغفر له هذا برجائه، ولا يقطع عليه، وليست فتنته بذلك تخرجه عن الإسلام.

وقال بعضهم: ولا هو ممن نكت في قلبه نكتة سوداء غلبت عليه، فلا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، كما قال حذيفة في ذلك الحديث؛ لأنه ينكر ما هو عليه، ويود أنه تاب منه. قالوا: وإنما ذلك في الأهواء المردية، والبدع المحدثة التي تتخذ دينا وإيمانا، ويشهد بها على الله تعديا وافتراء، ولا يحب من فتن بها أن يقصر فيها، ولا ينتقل عنها، ويود ألا يأتيه الموت إلا عليها، فهذا أيضا مفتون مغرور متدرج، قد أصابته فتنة، زين له فيها سوء عمله، يود أن يكون الناس كلهم مثله.

ابن عبد البر

مفيش فرقة من فرق المسلمين أثارت إعجاب المرء كالذين نعتوا في التاريخ ب"الخوارج"...
النمط بتاعهم دا عجيب وخطير جدًا، فهم قد جمعوا عددًا من السمات:
-الظهور المبكر جدًا.
-التمسك السطحي بالنص.
-القراءة غير النافعة.
-عدم الانتفاع بالعمل.
-السلوك الأخلاقي والعملي لهم.
-الحرص على المفاصلة، والحرص الشديد على تحديد من ينبغي أن يُبعد عن الجماعة المسلمة (الحرص على التكفير واعتباره أولوية أكثر من الإيمان).
الجرأة الشديدة.
-ترجمة أفكارهم إلى عملِ بشكل مباشر.

جزء من أسباب تأجج الصراع بين الفرق (السنة والشيعة/أهل الحديث والمعتزلة/الحنابلة والشافعية) راجع إلى تدخل السلطة السياسية على خط الجدل بينها وتغليب طرف على آخر، وعدم ممانعة المنتسبين لتلك الفرق الاستعانة بالسلطة أو بالعامة من جهة أخرى -ولو ظلمًا وبغيًا على مخالفيها- في ذلك الصراع. ولا يبعد عن السلطة كان مستفيدة من الجدل بإشغال المجتمع العلمي بعض ببعض، ومن ثم إضعافه، أو الاستعانة به أيضًا في ضرب خصومها من جهة أخرى.

ربما لا أحسن تبديج كثير من الوعظ والحض على الأعمال الصالحات في الأيام الجليلة كالذين فُتحَ عليهم من أهل الخير والنصح...لكن خطر لي كلمة واحدة:
هو أن اليومَ الذي يمر لن يعود إلى يوم القيامة...وأنَّ من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره..

وفيات الأعيان

فائدة أخرى واستوقفني فيها:
موقفه وأصحابه
موقفه من امرأته وعياله
عقل امرأته

في يوم عرفةَ يتمحور حديثُ الناس ودعوتهم حول أعمال عظيمة كالدعاء والذكر والتذكير بفضل الله سبحانه وكرمه في المغفرة لعباده، إلا أنّك يمكن أن ترى في يوم عرفةَ أو يذكرك ذلك اليوم بمشهدٍ آخر في الشريعةِ كثيرًا ما يُغفلُ عنه على مركزيته وأهميته في الدين، وهو خطبة حجة الوداع، هذه الخطبة التي يمكن اعتبارها من أهم الأحاديث النبوية على الإطلاق، سواء من جهة مضمونها وجمعها لمقاصد الشريعة وكليات الدين والمسائل المركزية فيها، أو من جهة كونها ألقيت في أكبرِ جمعٍ للمسلمين في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، أو من جهة كونِها جاءت مقترنةً بآية إكمال الدين في ذلك الحدث عمومًا...

كل عام وأنتم بخير جميعًا..وعيد مبارك إن شاء الله

أما هذا العيدُ فيذكرنا بإبراهيم الأمة عليه السلام..وإسماعيل صادق الوعد..وهاجر التي علمت أن الله لن يضيعها، والتي يستن بها الناس إلى يوم القيامة في سعيهم

على ذكر هاجر -عليها السلام- فمما يلفت النظر أنك إذا نظرتَ في القرآن لا تجدُ أنه يجدُ حرجًا من ذكر أخبارِ بعض النساء في قصص الأنبياء الكبار، -ولو على مستوى مشهدٍ طبيعي -أم، أو زوجة أو أخت- ليس خارقًا منازعًا لوظيفةٍ ليست لها، ليثُبتَ دورها- ففي قصة موسى مثلًا تجد حضور المرأة كثيفًا جدًا، -مقارنة بالقصص الأخرى- أمه وأخته، وامرأة فرعون، وتجدُ بينهما قدرًا مشتركًا وهو حضور معنى الرحمة، والمحبة له وقد أُلقيت عليه -عليه السلام- وتجد المرأتين، التي منهما أهله، وكان دور موسى معهما دورًا رجوليًّا بامتياز في موقفين: "فسقى لهما"، "قال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون"

أما خطبة العيد اليوم فكانت عن إبراهيم عليه السلام، وكون الكلمة المركزية في حياته هي الله سبحانه والاستسلام له والبراءة من كل ما سواه، فلم يكن مشهدُ الاستسلام في التضحية بالولد إلا حلقة من حلقات حياة كاملة لرجل سليم القلب أمة أواب حنيف..غايته اطمئنان قلبه

الصدقة على أهل الستر والتعفف أفضل منها على السائلين الطوافين.


ابن عبد البر

شوف كيف يفهم العلماء الأحاديث بخلاف السطحيين الذي يفهمون الشريعةَ بفهم سطحي ساذج ثم يريدون إلزام الناس بذلك الفهم الذي ترفضه العقول السليمة المتدبرة المعتبرة بعمومات الشريعة والواقع المنظور..وكيف ينظرون في الأحاديثِ نظرًا يخرجها عن أن يُكذّب الدين..
في حديث: "المؤمن يأكل في مِعي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء"

يقول الحافظ ابن عبد البر:
وهذا الحديث خرج على غير مقصوده بالحديث، والإشارة فيه إلى كافر بعينه، لا إلى جنس الكفار، ولا سبيل إلى حمله على العموم؛ لأن المشاهدة تدفعه وتكذبه، وقد جل رسول الله ﷺ عن ذلك، ألا ترى أنه قد يوجد كافر أقل أكلا من مؤمن، ويسلم الكافر، فلا ينتقص أكله ولا يزيد؟