الحقيقة إن المتعالم أو المدعي للعلم وإن زخرف كلامه وزيّنه بما يشبه كلام العلماء واجتمع على إثر ذلك حوله العامة ظانين أنه عالم؛ فإنّ حالَه لا تخفى عن أهل العلمِ الذين هم لشهادتهم القيمة الحقيقية.
❤23👍8🫡5
وفي قوله في هذا الحديث وغيره: «إذا أراد أحدُكم الغائطَ». ما يدُلُّك على هروبِ العربِ من الفُحشِ والقَذْع، ودَناءةِ القولِ وفُسولتِه، ومجانَبتِهم للخَنَا كلِّه، فلهذا قالوا لموضع الغائط: الخلاء، والمذهَبُ والمخرَجُ، والكَنيفُ، والحُشُّ، والمرحاضُ. وكلُّ ذلك كنايةٌ وفرارٌ عن التصريح في ذلك.
ابن عبد البر
ابن عبد البر
💯10👍2❤1
من ضمن آراء الحنابلة التي ينقلها بعض الناس -من باب التنكيد على النسوان أحيانًا، ومن باب الحناكة في أحيان أخرى- تفضيلهم أنه إن أراد أن يتزوج فليختر أن تكون بلا أم ويعللون ذلك بأنّ أمها ربما أفسدتها عليه، لكن لما رجعت إلى فقيه حنبلي كالشيخ ابن عثيمين في كلامه على تلك المسألة وجدت له كلامًا جميلًا في شرح ذلك الموضع من زاد المستقنع الحنبلي، حيث يقول:
قوله: «بلا أم»، أي: أن يختار امرأة لا أم لها؛ أي لا أم لها حية؛ لأن الأم ربما تفسدها عليه ـ سبحان الله ـ هذا تشاؤم، ولو تأملت الواقع وجدت أكثر النساء لهن أمهات، ولم تفسدهن، والحمد لله، بل نادراً أن الأم تفسد، وأيضاً نقول: الزوج بلا أم؛ لأن بعض أمهات الأزواج تفسده على المرأة، وكم من أم غارت من محبة ابنها لزوجته، ثم حاولت أن تفسد بينها وبين زوجها، وإذا كان كذلك فإنه لا ينبغي أن نقول: إنه يختار امرأة لا أم لها، بل نقول: يختار امرأة أمها صالحة، أما أن نقول: بلا أم، فهذا فيه نظر؛ لأن من الأمهات من تكون خيراً على بناتهن، وعلى أزواجهن.
ثم إن المفسدة ليست محصورة في الأم، فقد تفسدها خالتها أو أختها أو أحد أقاربها، أو أحد من الأباعد، وتكون الأم حامية لها، تحميها من هؤلاء الذين يفسدونها على زوجها.
ويقول في الشرح الصوتي:
والذي ينبغي أن نقول إننا لا نتشاءم، كم من أم صارت عوْنا لزوج ابنتها على ابنتها، تأتي ابنتها إليها تشكو زوجها تقول يا بنتي هذا ولد الناس كل الأزواج يفعلون كذا وتهدّئ خاطرها وتحُثّها على التمسّك به وما أشبه ذلك وهذا كثير، هذا كثير، ربما يكون هذا أكثر من التشاؤم فالصواب أن قولهم "بلا أم" قول ضعيف وأنه لا ينبغي للإنسان أن ينظر إلى هذا وكم من أم جعل الله فيها بركة فصارت سببا لربط الزوج وزوجته إذا وُجِد ما يقتضي انفصام العرى.
قوله: «بلا أم»، أي: أن يختار امرأة لا أم لها؛ أي لا أم لها حية؛ لأن الأم ربما تفسدها عليه ـ سبحان الله ـ هذا تشاؤم، ولو تأملت الواقع وجدت أكثر النساء لهن أمهات، ولم تفسدهن، والحمد لله، بل نادراً أن الأم تفسد، وأيضاً نقول: الزوج بلا أم؛ لأن بعض أمهات الأزواج تفسده على المرأة، وكم من أم غارت من محبة ابنها لزوجته، ثم حاولت أن تفسد بينها وبين زوجها، وإذا كان كذلك فإنه لا ينبغي أن نقول: إنه يختار امرأة لا أم لها، بل نقول: يختار امرأة أمها صالحة، أما أن نقول: بلا أم، فهذا فيه نظر؛ لأن من الأمهات من تكون خيراً على بناتهن، وعلى أزواجهن.
ثم إن المفسدة ليست محصورة في الأم، فقد تفسدها خالتها أو أختها أو أحد أقاربها، أو أحد من الأباعد، وتكون الأم حامية لها، تحميها من هؤلاء الذين يفسدونها على زوجها.
ويقول في الشرح الصوتي:
والذي ينبغي أن نقول إننا لا نتشاءم، كم من أم صارت عوْنا لزوج ابنتها على ابنتها، تأتي ابنتها إليها تشكو زوجها تقول يا بنتي هذا ولد الناس كل الأزواج يفعلون كذا وتهدّئ خاطرها وتحُثّها على التمسّك به وما أشبه ذلك وهذا كثير، هذا كثير، ربما يكون هذا أكثر من التشاؤم فالصواب أن قولهم "بلا أم" قول ضعيف وأنه لا ينبغي للإنسان أن ينظر إلى هذا وكم من أم جعل الله فيها بركة فصارت سببا لربط الزوج وزوجته إذا وُجِد ما يقتضي انفصام العرى.
❤38😢3👍1
إظهار التعاطف العام مع المجرمين والجناة فعل إجرامي في حدِّ ذاته نابع من نفوس قاسية على الحقيقة لا رقيقة كما قد يُتوهم؛ فهو ليس مجرد خلل في المشاعر، وإنما هو خلل أخلاقي يقلب موازين العدل، ويشوّه القيم التي بها تقوم المجتمعات.
لكنها إمعانًا في إنكار قسوتهم تظهر رحمة مصطنعة، والذي لا يغضب من فعلٍ إجرامي ويرى المجرمَ في فعله محلًا للإدانة، فإنّه سيقسو على من لا يستحق القسوة، فهو يصرف أفعاله في غير محالّها؛ فتضطرب بوصلة مشاعره وأفعاله.
وفي إظهار التعاطف مع الفعل الإجرامي شناعةٌ أخرى، حيث يهون الإجرام والعدوان في نفوس ضعافِ النفوسِ، إذ يجدون أنَّ المجرم يكون قدوة وتلتمس له المعاذير، وفي هذا منافاة لفلسفة العقوبةِ التي أحد أهدافها الزجر وإظهار الإدانة المجتمعية، واتفاق المجتمع على هذا وشهوده.
لكنها إمعانًا في إنكار قسوتهم تظهر رحمة مصطنعة، والذي لا يغضب من فعلٍ إجرامي ويرى المجرمَ في فعله محلًا للإدانة، فإنّه سيقسو على من لا يستحق القسوة، فهو يصرف أفعاله في غير محالّها؛ فتضطرب بوصلة مشاعره وأفعاله.
وفي إظهار التعاطف مع الفعل الإجرامي شناعةٌ أخرى، حيث يهون الإجرام والعدوان في نفوس ضعافِ النفوسِ، إذ يجدون أنَّ المجرم يكون قدوة وتلتمس له المعاذير، وفي هذا منافاة لفلسفة العقوبةِ التي أحد أهدافها الزجر وإظهار الإدانة المجتمعية، واتفاق المجتمع على هذا وشهوده.
💯17❤9✍4👌4
على الرغم أني لا أحب الامتحانات؛ لكن لما تأملت وجدت أن عدم الحب دا ينطوي على قدر من الشعور بالتحدي ومغامرة خوض تجربة الامتحان
❤24👍3😢3🤯1
بمناسبة تزايد الأصوات التي تُطلق أحكامًا عامة وسلبية على علم النفس الغربي الحديث، من بعض العوام أو حتى من بعض المتعلمين، يجدر التنبيه إلى أن هذا العلم – رغم ما فيه من إشكالات وانتقادات، سواء على المستوى العلمي المنهجي أو القيمي الأخلاقي – هو علم حي، يشهد حركة نقدية داخلية مستمرة، وغالبًا ما جاءت أبرز مراجعاته الجادة من قِبل علماء ومفكرين غربيين أنفسهم.
ومع ذلك، يطالب كثير من هؤلاء الرافضين بإقامة "علم نفس إسلامي"، بناءً على تصوّر غير دقيق، يظن أن كل ما ورد في تراثنا من حديث عن النفس يصلح ليكون أساسًا لعلم مستقل، وأن هذا التراث خالص النبع من القرآن والسنة، دون تأثير يُذكر من المصادر الفلسفية اليونانية، أو المسيحية، أو حتى من الفلسفات الفارسية والهندية والصينية، والتي انعكست بوضوح في مضامين التصوف، الذي يُقدِّمه البعض اليوم كمصدر رئيس لما يسمّى بعلم النفس الإسلامي.
هذه التصورات تكشف في جوهرها عن فَهم قاصر لطبيعة العلوم، وعن غياب التمييز بين المكونات الأخلاقية والروحية، وبين العلم كمجال تجريبي منهجي.
والواقع أن كثيرًا من هذا الرفض لا يقوم على دراسة علمية أو نقد منهجي، بل على أهواء شخصية، أو مواقف انتقائية تُضخَّم فيها بعض الجوانب التي قد تبدو متعارضة مع الإسلام، مع تجاهل – متعمَّدًا أو غافلًا – لما في هذا العلم من فائدة كبيرة للإنسان، في فهم ذاته ومعالجة اضطراباته، دون أن يصطدم ذلك بالثوابت الإسلامية، لا في نصوصها ولا في تأويلاتها.
وهذا لا يعني الدعوة إلى التغاضي عن تراثنا أو القطيعة معه، بل المطلوب هو الجمع بين فحص نقدي واعٍ للمنتج الغربي بما هو علم وعلاج، والاطلاع المنهجي على ما ورد في تراثنا، ضمن قراءة تاريخية وعلمية متبصرة، دون إسقاطات عاطفية أو أيديولوجية.
فالعلماء بحق لا يقاطعون المعرفة، بل ينظرون فيها، ويُميّزون النافع من الضار، والصالح من الفاسد.
والشاهد أن علم النفس الغربي الحديث ليس بناءً أحاديًّا يمكن هدمه بشعار أو الرد عليه بكلمات عابرة، بل هو منظومة معرفية متشعبة، تضم مدارس مختلفة وتيارات متباينة. والتعامل معه لا يكون بالمقابلات الشعاراتية من قبيل: "لدينا البديل"، أو "سبقناهم"، أو "لسنا بحاجة إليهم"؛ فتلك عبارات يغلب عليها الشعور بالهزيمة الحضارية، وتُستدعى فيها سلطة الدين للتغطية على الجهل أو الانغلاق، لا لبناء علم رصين.
ومع ذلك، يطالب كثير من هؤلاء الرافضين بإقامة "علم نفس إسلامي"، بناءً على تصوّر غير دقيق، يظن أن كل ما ورد في تراثنا من حديث عن النفس يصلح ليكون أساسًا لعلم مستقل، وأن هذا التراث خالص النبع من القرآن والسنة، دون تأثير يُذكر من المصادر الفلسفية اليونانية، أو المسيحية، أو حتى من الفلسفات الفارسية والهندية والصينية، والتي انعكست بوضوح في مضامين التصوف، الذي يُقدِّمه البعض اليوم كمصدر رئيس لما يسمّى بعلم النفس الإسلامي.
هذه التصورات تكشف في جوهرها عن فَهم قاصر لطبيعة العلوم، وعن غياب التمييز بين المكونات الأخلاقية والروحية، وبين العلم كمجال تجريبي منهجي.
والواقع أن كثيرًا من هذا الرفض لا يقوم على دراسة علمية أو نقد منهجي، بل على أهواء شخصية، أو مواقف انتقائية تُضخَّم فيها بعض الجوانب التي قد تبدو متعارضة مع الإسلام، مع تجاهل – متعمَّدًا أو غافلًا – لما في هذا العلم من فائدة كبيرة للإنسان، في فهم ذاته ومعالجة اضطراباته، دون أن يصطدم ذلك بالثوابت الإسلامية، لا في نصوصها ولا في تأويلاتها.
وهذا لا يعني الدعوة إلى التغاضي عن تراثنا أو القطيعة معه، بل المطلوب هو الجمع بين فحص نقدي واعٍ للمنتج الغربي بما هو علم وعلاج، والاطلاع المنهجي على ما ورد في تراثنا، ضمن قراءة تاريخية وعلمية متبصرة، دون إسقاطات عاطفية أو أيديولوجية.
فالعلماء بحق لا يقاطعون المعرفة، بل ينظرون فيها، ويُميّزون النافع من الضار، والصالح من الفاسد.
والشاهد أن علم النفس الغربي الحديث ليس بناءً أحاديًّا يمكن هدمه بشعار أو الرد عليه بكلمات عابرة، بل هو منظومة معرفية متشعبة، تضم مدارس مختلفة وتيارات متباينة. والتعامل معه لا يكون بالمقابلات الشعاراتية من قبيل: "لدينا البديل"، أو "سبقناهم"، أو "لسنا بحاجة إليهم"؛ فتلك عبارات يغلب عليها الشعور بالهزيمة الحضارية، وتُستدعى فيها سلطة الدين للتغطية على الجهل أو الانغلاق، لا لبناء علم رصين.
❤40👏22👍5✍2👌2
سعد
بمناسبة تزايد الأصوات التي تُطلق أحكامًا عامة وسلبية على علم النفس الغربي الحديث، من بعض العوام أو حتى من بعض المتعلمين، يجدر التنبيه إلى أن هذا العلم – رغم ما فيه من إشكالات وانتقادات، سواء على المستوى العلمي المنهجي أو القيمي الأخلاقي – هو علم حي، يشهد حركة…
الأخ اللي بيصقف دا، حاسس أنه مبسوط من الكلام😁 وبيشجعني بضمير
🍓8👍1👏1😢1
لقد أدركتُ من خلال حياتي الخاصة، وخلال إجراء أبحاث على آلاف الأزواج، أننا سنحظى بسعادة كبيرة إذا تعاملنا مع الرجال وفقًا للنهج المبرمجين عليه، ولا ننتظر أن يكونوا مبرمجين بطريقة معينة ترضينا، وهم لا يمتلكون أدوات هذه الطريقة. ومن ثم، نشعر بالغضب لأنهم لا يتعاملون مع الأمر وفقًا لما نريد.
ولا يعني ذلك أنه ينبغي للرجال ألا يبذلوا أي مجهود للتعامل مع طبيعة تكويننا النفسي، وتلك الأمور المهمة بالنسبة إلينا. وقد حرصت أنا و"جيف" في كتاب للرجال فقط على مساعدة القراء الرجال على فهم كيفية تكوين طبيعة مخ المرأة، وكذلك كيفية الإنصات بطريقة تجعلنا نشعر بأنهم يهتمون بنا. ويمكن لكل منا التكيف والقيام بأمور مهمة بالنسبة إلى شريك حياته، حتى عندما لا يحدث ذلك بشكل تلقائي.
ولكن، نظرًا إلى أن بعض الأمور المتعلقة بتكوين المخ لا تتغير بسهولة، فإننا سنحظى بسعادة كبيرة عندما – على سبيل المثال – نمنحهم الوقت الذي يحتاجون إليه من أجل معالجة الأمر، قبل أن نتوقع منهم أن يتحدثوا بشأن بعض الأمور المهمة، أو نمنحهم مساحة ذهنية لتفريغ عقولهم الممتلئة، قبل أن نتوقع منهم أن ينصتوا باهتمام للمزيد من الأمور التي تخصنا.
إن أفضل طريقة لفهم التكوين النفسي للرجل، هو السؤال فقط. فلتسأليه على سبيل المثال: "عندما نكون في منتصف نزاع، ونحتاج إلى بعض الوقت لمعالجة الأمر، متى تشعر عادة بأنك قادر على التحدث عن الأمر؟ هل تحتاج إلى بضع ساعات؟ أم تفضل الانتظار إلى اليوم التالي؟"
والقيام بذلك له فائدة مزدوجة؛ حيث إنك تُثبتين له أن تكوينه مختلف عنك، ولا بأس في هذا الأمر.
[شونتي فيلدهان]
ولا يعني ذلك أنه ينبغي للرجال ألا يبذلوا أي مجهود للتعامل مع طبيعة تكويننا النفسي، وتلك الأمور المهمة بالنسبة إلينا. وقد حرصت أنا و"جيف" في كتاب للرجال فقط على مساعدة القراء الرجال على فهم كيفية تكوين طبيعة مخ المرأة، وكذلك كيفية الإنصات بطريقة تجعلنا نشعر بأنهم يهتمون بنا. ويمكن لكل منا التكيف والقيام بأمور مهمة بالنسبة إلى شريك حياته، حتى عندما لا يحدث ذلك بشكل تلقائي.
ولكن، نظرًا إلى أن بعض الأمور المتعلقة بتكوين المخ لا تتغير بسهولة، فإننا سنحظى بسعادة كبيرة عندما – على سبيل المثال – نمنحهم الوقت الذي يحتاجون إليه من أجل معالجة الأمر، قبل أن نتوقع منهم أن يتحدثوا بشأن بعض الأمور المهمة، أو نمنحهم مساحة ذهنية لتفريغ عقولهم الممتلئة، قبل أن نتوقع منهم أن ينصتوا باهتمام للمزيد من الأمور التي تخصنا.
إن أفضل طريقة لفهم التكوين النفسي للرجل، هو السؤال فقط. فلتسأليه على سبيل المثال: "عندما نكون في منتصف نزاع، ونحتاج إلى بعض الوقت لمعالجة الأمر، متى تشعر عادة بأنك قادر على التحدث عن الأمر؟ هل تحتاج إلى بضع ساعات؟ أم تفضل الانتظار إلى اليوم التالي؟"
والقيام بذلك له فائدة مزدوجة؛ حيث إنك تُثبتين له أن تكوينه مختلف عنك، ولا بأس في هذا الأمر.
[شونتي فيلدهان]
❤21👍2
فشا في لسان الفقهاء أن خارق الإجماع يكفر.
وهذا باطل قطعًا؛ فإنَّ من ينكرُ أصل الإجماع لا يكفر. والقول في التكفير والتبرؤ ليس بالهين، ولنا فيه مجموع فليتأمله طالبه.
نعم من اعترف بالإجماع وأقر بصدق المجمعين في النقل ثم أنكر ما أجمعوا عليه كان هذا التكذيب آيلا إلى الشارع عليه السلام، ومن كذب الشارع كفر.
والقول الضابط فيه:
أن من أنكر طريقا في ثبوت الشرع لم يكفر، ومن اعترف بكون الشيء من الشرع ثم أنكره كان منكرًا للشرع وإنكار جزئه كإنكار كله والله أعلم.
الجويني
وهذا باطل قطعًا؛ فإنَّ من ينكرُ أصل الإجماع لا يكفر. والقول في التكفير والتبرؤ ليس بالهين، ولنا فيه مجموع فليتأمله طالبه.
نعم من اعترف بالإجماع وأقر بصدق المجمعين في النقل ثم أنكر ما أجمعوا عليه كان هذا التكذيب آيلا إلى الشارع عليه السلام، ومن كذب الشارع كفر.
والقول الضابط فيه:
أن من أنكر طريقا في ثبوت الشرع لم يكفر، ومن اعترف بكون الشيء من الشرع ثم أنكره كان منكرًا للشرع وإنكار جزئه كإنكار كله والله أعلم.
الجويني
❤10👍6
والعلم لا يأتي إلا بالعناية والمباحثة والملازمة، مع هداية الله وتوفيقه.
[ابن أبي زيد، النوادر والزيادات]
[ابن أبي زيد، النوادر والزيادات]
✍11❤10👍6
في بعض الأمور؛ الأوفق إن رأيت متنازعين ألا تميل إلى واحد منهما ميلا مطلقًا، بل تأخذ بما عندهما جميعًا،
مثلًا:
(1)
فقه المذاهب ولا فقه الدليل/الراجح.
إن أردت التحقيق والاجتهاد فعليك بالاثنين، ولا تظن أن فقه الدليل هو ما عليه ضعاف النظر والسطحيون فقط مما يشنع به حمقى متعصب المذاهب، الذين يتخذون المسألة لبانة، لزوم التطاول، وإنما الترجيح والنظر مسلك المحققين من العلماء، وفقه المذاهب كنز وذخيرة ومبدأ الطالب والدارس.
(2)
فقه المتقدمين أم فقه المتأخرين، إن أردت الخير والتحقيق، فاجعل كتب المتقدمين والمتأخرين كتابًا واحدًا، ولا تجعل بينهما شيئًا من التعارض، وإنما الفقيه حقًا من تخيّر ووقف على الخلاف وانتقد ونظر وعلم الفروع وتمكن من الأصول، ولم يمنعه العلم بالقواعد من إجالة النظر في المسائل، والحكم في كلِّ مسألةٍ كحكم القاضي يحكم في كل واقعةٍ بحكمها.
(3)
مسائل العلم أم تاريخ العلم، لا تعارض، والعلم بالتاريخ يوقفك على الأصول والنشأة والمحدث والأصيل، ويعينك على التحقيق، والمسائل هي محالّ التحقيق ومناطه.
(4)
المناهج التراثية أم الغربية والحديثة؟
كل ما أعانك على تجويد النظر وحسن التفقه في العلمِ فهو خير مندوب إليه، وأعون لك.
مثلًا:
(1)
فقه المذاهب ولا فقه الدليل/الراجح.
إن أردت التحقيق والاجتهاد فعليك بالاثنين، ولا تظن أن فقه الدليل هو ما عليه ضعاف النظر والسطحيون فقط مما يشنع به حمقى متعصب المذاهب، الذين يتخذون المسألة لبانة، لزوم التطاول، وإنما الترجيح والنظر مسلك المحققين من العلماء، وفقه المذاهب كنز وذخيرة ومبدأ الطالب والدارس.
(2)
فقه المتقدمين أم فقه المتأخرين، إن أردت الخير والتحقيق، فاجعل كتب المتقدمين والمتأخرين كتابًا واحدًا، ولا تجعل بينهما شيئًا من التعارض، وإنما الفقيه حقًا من تخيّر ووقف على الخلاف وانتقد ونظر وعلم الفروع وتمكن من الأصول، ولم يمنعه العلم بالقواعد من إجالة النظر في المسائل، والحكم في كلِّ مسألةٍ كحكم القاضي يحكم في كل واقعةٍ بحكمها.
(3)
مسائل العلم أم تاريخ العلم، لا تعارض، والعلم بالتاريخ يوقفك على الأصول والنشأة والمحدث والأصيل، ويعينك على التحقيق، والمسائل هي محالّ التحقيق ومناطه.
(4)
المناهج التراثية أم الغربية والحديثة؟
كل ما أعانك على تجويد النظر وحسن التفقه في العلمِ فهو خير مندوب إليه، وأعون لك.
❤19✍3🫡1
"وكذلك لا يهون الفقيه أمر ما نحكيه من غرائب الوجوه، وشواذ الأقوال، وعجائب الخلاف، قائلاً: حسبُ المرء ما عليه الفتيا.
فليعلم أن هذا هو المضيع للفقيه، أعني: الاقتصار على ما عليه الفتيا.
فإن المرء إذا لم يعرف علمَ الخلاف والمآخذ، لا يكون فقيهًا إلى أن يلج الجمل في سمّ الخياط.
وإنما يكون رجلاً ناقلاً، نقلاً مخبطًا، حامل فقهٍ إلى غيره، لا قدرة له على تخريج حادث بموجود، ولا قياس مستقبل بحاضر، ولا إلحاق شاهد بغائب.
وما أسرع الخطأ إليه، وأكثر تزاحم الغلط عليه، وأبعد الفقه لديه!"
[تاج الدين السبكي]
فليعلم أن هذا هو المضيع للفقيه، أعني: الاقتصار على ما عليه الفتيا.
فإن المرء إذا لم يعرف علمَ الخلاف والمآخذ، لا يكون فقيهًا إلى أن يلج الجمل في سمّ الخياط.
وإنما يكون رجلاً ناقلاً، نقلاً مخبطًا، حامل فقهٍ إلى غيره، لا قدرة له على تخريج حادث بموجود، ولا قياس مستقبل بحاضر، ولا إلحاق شاهد بغائب.
وما أسرع الخطأ إليه، وأكثر تزاحم الغلط عليه، وأبعد الفقه لديه!"
[تاج الدين السبكي]
❤18👍1