tgoop.com/sfsmo/15072
Last Update:
قال العلامة النووي رحمه الله في ((المجموع شرح المهذب)) (8/ 413) : ((وقال عامة أصحابنا يجب أن يبقى منها قدر ما يقع عليه اسم الصدقة لأن القصد منها القربة فإذا أكل الجميع لم تحصل القربة له فإن أكل الجميع لم يضمن على قول أبي العباس وابن القاص ويضمن على قول سائر أصحابنا وفي القدر الذي يضمن وجهان (أحدهما) يضمن أقل ما يجزئ في الصدقة (والثاني) يضمن القدر المستحب وهو الثلث في أحد القولين والنصف في الأخر بناء على القولين فيمن فرق سهم الفقراء على اثنين)) اهـ.
قال العلامة السفاريني رحمه الله في ((كشف اللثام شرح عمدة الأحكام)) (7/ 46) : ((فمعتمد مذهب الإمام أحمد: إن أكل المضحي أكثرَها، أو أكلَها كلَّها، أو أهداها كلَّها إلَّا أوقيةً تصدقَ بها، جاز؛ لأنَّه تجب الصدقة ببعضها نِيئًا على فقيرٍ مسلم، فإن لم يتصدق بشيء، ضمنَ أقلَّ ما يقع عليه الاسمُ بمثله لحمًا، ويعتبر تمليك الفقير، فلا يكفي إطعامه)) اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) (7/ 485) : ((قوله: (وإن أكلها إلا أوقية تصدق بها جاز وإلا ضمنها)، الضمير (ها) يعود على الأضحية، أي أكلها كلها ولم يتصدق بمقدار أوقية، فإنه يضمن الأوقية، وهي معيار معروف صنجة يوزن بها. لأن الله قال: {فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}، أي: وأطعموا منها، ومن للتبعيض، وأدنى جزء من الأضحية يصدق عليه أنه بعض.
وقال بعض العلماء: إن تصدق بها إلا أقل ما يقع عليه اسم اللحم، فإنه لا حرج عليه، ولكن لو أكلها جميعا فإنه يضمن أقل ما يقع عليه اسم اللحم.
مثال ذلك: رجل ضحى بشاة وجعلها في الثلاجة كلها، وأكلها، نقول له الآن: يجب عليك أن تتصدق بأقل ما يقع عليه اسم اللحم، فاشتر لحما من السوق، وتصدق به من أجل حق الفقراء، فإن أكلها إلا عضدها ـ مثلا ـ أجزأه ذلك؛ لأن العضد يقع عليه اسم اللحم)) اهـ.
وسئل رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه ورسائله)) (25/ 132-133) : ((من يقوم بطبخ كامل الأضاحي وجملها مع أقاربه بدون التصدق منها هل عملهم صحيح؟
فأجاب بقوله: هذا خطأ، لأن الله تعالى قال: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ الله فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}، وعلى هذا يلزمهم الآن أن يضمنوا ما أكلوه عن كل شاة شيئًا من اللحم يشترونه ويتصدقون به)) اهـ.
والقول بوجوب التصدق بجزء ولو يسير من الأضحية يجلب التواد والتراحم بين المسلمين ويصب في مصلحة الأخوة الإيمانية وجبر للقلوب المنكسة التي لم تجد ما تضحي به.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم القر يوم الأحد 11 ذي الحجة سنة 1443 هـ
الموافق 10 يوليو 2022 ف
📡 قناة كشكول عزالدين أبوزخار للمقالات العلمية والفوائد الأثرية👇👇
https://www.tgoop.com/izeddin_abouzkhar
BY المنهج السلفي بالجزائر
Share with your friend now:
tgoop.com/sfsmo/15072