SH_S_H_A Telegram 8127
إلى محار ..

ــــــ

إنني لا أتسول منكِ الحديث، ولستُ جافًا أو مصابًا بالقحط حد انتظاري أن تمطري عليّ ببضع كلمات. كل مافي الأمر أنني خشيتُ أن أترك في قلبكِ ولو مثقال ذرةٍ من كرهٍ تجاهي، كنتُ شديد الحرص على أن أغادر حياتك دونما ترك أثرٍ أيًّا كان. وكما تعلمين، أنا من قلائل الناس الذين يستطيعون عيش دور الغرباء بعدما كانوا أقرب إلى أحبائهم من حبل الوريد، وأظُنُّ أنه قد سبق عليك تجربتي في أداء ذلك الدور وكنتُ حينها جديرًا بإتقان أداءه. لقد كان البرود فيَّ أسوء الصفات الخبيثة التي أمارسها تجاه من أُريد، أُطفئُ بهِ لهفة الآتي إلى الأبد، حتى وإن كنتُ أتصنعه، إلّا أنني أتفننُ به رغم كل المؤثرات. وحدكِ من استثنيتكِ عن من فارقتهم، عُدتِ إليَّ بهلفةٍ تكادُ تحرق أحشاؤكِ، فقبلتكِ حينئذٍ وفتحتُ لكِ ذراعيَّ وقلتُ أهلًا وحبًا وتركتُ لكِ القلبَ مسكنًا وصفدتُ أبوابه. وطالما من يغادر قلبي بإرادته تصبح عودته إليهِ مُحرمة، إلا أنني فعلتُ ذلك لأسباب، أهمها كونكِ امرأةً بقلبٍ خام، مدللة منذُ وضعتكِ أمكِ حتى عرفتِني، فلم أقوى على أن أكون أول من يقسى عليكِ أو يكون سببًا في خذلانك، ثم بعد ذلك يأتي السبب الآخر وهو أنني كنتُ لا زلتُ أحبك، والحبُّ ليس سببًا كافيًا يجعلني أليْنُ بعدما قررتُ الإستغناء، لكنني استثنيتكِ عن الجميع!

ولأكنْ صريحًا هذه المرة، فأنتِ يا عزيزتي منذُ عرفتكِ حتى اليوم والخوف يسيطرُ عليكِ وهو المحركُ الأساسي لتيار أيامك، ومنذُ أول رسالةٍ بيننا حتى اللحظة لم أشعر ولو لمرةٍ أنني أتحدث مع امرأةٍ قوية، امرأة تملك القرار وتستطيع أن تواجه وتفعل المستحيل لأجلي، لا أنكرُ أنكِ أجمل ما رأت عيني، لكنكِ تقليدية حد استسلامكِ للحياة، فإن لم نفترق وأتى القريبُ متقدمًا لطلب يدكِ فلن يكون لكِ الحق في اتخاذ القرار، وهذا ما كُدتِ تتعمدين إخافتي به. ولأنني شخصًا حداثيًا فإنني أُريد من يقول أنت لي فحسب، من ينتظرني عمرًا فيتخلى عن عادات وتقاليد هذا المجتمع المتحجر ويتمسك بالحبِّ بأسنانه، سأكون حينها بكامل الثقة أن ثمة من ينتظرني، وسيكون من واجبي التضحية بكل ما أملك لأجل وصله. أقسم لك بمن وضع رمشكِ وزيّن جسدكِ بالفتنة أنكِ لو كنتِ كذلك لاتخذتُ منكِ آلِهة وجعلتُ غرامكِ عبادة، لكنكِ لم تكوني كذلك. قلتُ لكِ دعينا نضع مسافة كافية بيننا لكيلا يصيب الحزن ملامحكِ الملائكية البريئة إن حدث ما يفوق قدراتكِ ولم أستطع فعل شيء، ولأجل ألّا يُخذلُ قلبكِ الذي لم يعرف حتى اليوم من الحبِّ غير اسمي وملامحي، قلتُ ذلك خشيةً عليكِ لا حبًّا بالبعد، قلتُ ما لم أكنْ أريده يومًا، واشترطتُ أن تتركي لي ما لا يزيد عن دقيقةٍ لأجل الإطمئنان على حالكِ بين الفترة والأخرى لكنكِ استكثرتِ الدقيقة بينما كنتُ مسعدًا لأن أضحي بكلّ شيءٍ وأعمل جاهدًا لأجل الوصول إليكِ، قررتُ حينها أن أدعكِ وشأنكِ وأذهب للبحث عما قد يجعلني وإياكِ معًا إلى نهاية العمر، وكانت المفاجأة أنكِ كنتِ كمن ينتظرُ تلك اللحظات، من يبحثُ عن ثغرةٍ يفرُّ منها إلى البعيد، إلى ما ليس لي فيه وجود، وقد حدث مالم أكن أريده، ما أردتهِ أنتِ طبعًا.

بالمناسبة، ثمة شيئًا يقول لي أنكِ قد سلكتِ طريقًا آخرًا دوني، ربما سيركِ فيه ليس أكثر من ذريعةٍ لسداد فراغي الذي ظل يُشعركِ بالخواء، وإن صدق إحساسي فإنني أدعو لكِ الرّب أن يمنحكِ فرصة العثور على من يملئ ذلك الفراغ؛ لئلا تكملي حياتكِ في البحث عني في الآخرين.
ولن أنسى التقدم لكِ بالشكر والإمتنان، فقد ألهمني بعدكِ للكتابة بعد انقطاعٍ طويل.

أخيرًا،
دربًا أخضرًا وبُعدًا أبديًا
والسلامُ عليكِ وعلى قلبي الذي كان وسيظلُّ موطنًا للحبِّ وأهله.

#أحمد_الأزدي



tgoop.com/sh_s_h_a/8127
Create:
Last Update:

إلى محار ..

ــــــ

إنني لا أتسول منكِ الحديث، ولستُ جافًا أو مصابًا بالقحط حد انتظاري أن تمطري عليّ ببضع كلمات. كل مافي الأمر أنني خشيتُ أن أترك في قلبكِ ولو مثقال ذرةٍ من كرهٍ تجاهي، كنتُ شديد الحرص على أن أغادر حياتك دونما ترك أثرٍ أيًّا كان. وكما تعلمين، أنا من قلائل الناس الذين يستطيعون عيش دور الغرباء بعدما كانوا أقرب إلى أحبائهم من حبل الوريد، وأظُنُّ أنه قد سبق عليك تجربتي في أداء ذلك الدور وكنتُ حينها جديرًا بإتقان أداءه. لقد كان البرود فيَّ أسوء الصفات الخبيثة التي أمارسها تجاه من أُريد، أُطفئُ بهِ لهفة الآتي إلى الأبد، حتى وإن كنتُ أتصنعه، إلّا أنني أتفننُ به رغم كل المؤثرات. وحدكِ من استثنيتكِ عن من فارقتهم، عُدتِ إليَّ بهلفةٍ تكادُ تحرق أحشاؤكِ، فقبلتكِ حينئذٍ وفتحتُ لكِ ذراعيَّ وقلتُ أهلًا وحبًا وتركتُ لكِ القلبَ مسكنًا وصفدتُ أبوابه. وطالما من يغادر قلبي بإرادته تصبح عودته إليهِ مُحرمة، إلا أنني فعلتُ ذلك لأسباب، أهمها كونكِ امرأةً بقلبٍ خام، مدللة منذُ وضعتكِ أمكِ حتى عرفتِني، فلم أقوى على أن أكون أول من يقسى عليكِ أو يكون سببًا في خذلانك، ثم بعد ذلك يأتي السبب الآخر وهو أنني كنتُ لا زلتُ أحبك، والحبُّ ليس سببًا كافيًا يجعلني أليْنُ بعدما قررتُ الإستغناء، لكنني استثنيتكِ عن الجميع!

ولأكنْ صريحًا هذه المرة، فأنتِ يا عزيزتي منذُ عرفتكِ حتى اليوم والخوف يسيطرُ عليكِ وهو المحركُ الأساسي لتيار أيامك، ومنذُ أول رسالةٍ بيننا حتى اللحظة لم أشعر ولو لمرةٍ أنني أتحدث مع امرأةٍ قوية، امرأة تملك القرار وتستطيع أن تواجه وتفعل المستحيل لأجلي، لا أنكرُ أنكِ أجمل ما رأت عيني، لكنكِ تقليدية حد استسلامكِ للحياة، فإن لم نفترق وأتى القريبُ متقدمًا لطلب يدكِ فلن يكون لكِ الحق في اتخاذ القرار، وهذا ما كُدتِ تتعمدين إخافتي به. ولأنني شخصًا حداثيًا فإنني أُريد من يقول أنت لي فحسب، من ينتظرني عمرًا فيتخلى عن عادات وتقاليد هذا المجتمع المتحجر ويتمسك بالحبِّ بأسنانه، سأكون حينها بكامل الثقة أن ثمة من ينتظرني، وسيكون من واجبي التضحية بكل ما أملك لأجل وصله. أقسم لك بمن وضع رمشكِ وزيّن جسدكِ بالفتنة أنكِ لو كنتِ كذلك لاتخذتُ منكِ آلِهة وجعلتُ غرامكِ عبادة، لكنكِ لم تكوني كذلك. قلتُ لكِ دعينا نضع مسافة كافية بيننا لكيلا يصيب الحزن ملامحكِ الملائكية البريئة إن حدث ما يفوق قدراتكِ ولم أستطع فعل شيء، ولأجل ألّا يُخذلُ قلبكِ الذي لم يعرف حتى اليوم من الحبِّ غير اسمي وملامحي، قلتُ ذلك خشيةً عليكِ لا حبًّا بالبعد، قلتُ ما لم أكنْ أريده يومًا، واشترطتُ أن تتركي لي ما لا يزيد عن دقيقةٍ لأجل الإطمئنان على حالكِ بين الفترة والأخرى لكنكِ استكثرتِ الدقيقة بينما كنتُ مسعدًا لأن أضحي بكلّ شيءٍ وأعمل جاهدًا لأجل الوصول إليكِ، قررتُ حينها أن أدعكِ وشأنكِ وأذهب للبحث عما قد يجعلني وإياكِ معًا إلى نهاية العمر، وكانت المفاجأة أنكِ كنتِ كمن ينتظرُ تلك اللحظات، من يبحثُ عن ثغرةٍ يفرُّ منها إلى البعيد، إلى ما ليس لي فيه وجود، وقد حدث مالم أكن أريده، ما أردتهِ أنتِ طبعًا.

بالمناسبة، ثمة شيئًا يقول لي أنكِ قد سلكتِ طريقًا آخرًا دوني، ربما سيركِ فيه ليس أكثر من ذريعةٍ لسداد فراغي الذي ظل يُشعركِ بالخواء، وإن صدق إحساسي فإنني أدعو لكِ الرّب أن يمنحكِ فرصة العثور على من يملئ ذلك الفراغ؛ لئلا تكملي حياتكِ في البحث عني في الآخرين.
ولن أنسى التقدم لكِ بالشكر والإمتنان، فقد ألهمني بعدكِ للكتابة بعد انقطاعٍ طويل.

أخيرًا،
دربًا أخضرًا وبُعدًا أبديًا
والسلامُ عليكِ وعلى قلبي الذي كان وسيظلُّ موطنًا للحبِّ وأهله.

#أحمد_الأزدي

BY أُفـقْ الخَـيـَـال ..↜


Share with your friend now:
tgoop.com/sh_s_h_a/8127

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

A few years ago, you had to use a special bot to run a poll on Telegram. Now you can easily do that yourself in two clicks. Hit the Menu icon and select “Create Poll.” Write your question and add up to 10 options. Running polls is a powerful strategy for getting feedback from your audience. If you’re considering the possibility of modifying your channel in any way, be sure to ask your subscribers’ opinions first. The main design elements of your Telegram channel include a name, bio (brief description), and avatar. Your bio should be: When choosing the right name for your Telegram channel, use the language of your target audience. The name must sum up the essence of your channel in 1-3 words. If you’re planning to expand your Telegram audience, it makes sense to incorporate keywords into your name. Commenting about the court's concerns about the spread of false information related to the elections, Minister Fachin noted Brazil is "facing circumstances that could put Brazil's democracy at risk." During the meeting, the information technology secretary at the TSE, Julio Valente, put forward a list of requests the court believes will disinformation. In 2018, Telegram’s audience reached 200 million people, with 500,000 new users joining the messenger every day. It was launched for iOS on 14 August 2013 and Android on 20 October 2013.
from us


Telegram أُفـقْ الخَـيـَـال ..↜
FROM American