tgoop.com/shahidzaid/18447
Last Update:
لماذا لا تتبيَّن الحقائق هنا وأنت في الدنيا؟ لماذا لا نحاول أن نعرف الحقائق ونحن هنا في الدنيا؟ حتى لا نكون ممن يقول: {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} (الزمر: 56).
كان أولئك يهتفون بـ [الموت لأمريكا، والموت لإسرائيل..] ونحن نسخر منهم، كانوا يتجمعون في تجمعات يقولون إنهم فيها يُريدون أن يعرفوا ماذا عليهم أن يعملوا من أجل الله، وفي مواجهة أعدائه فكنا نسخر منهم. الساخـرون فـي هـذه الدنيـا، مـن يسخر بلسانه، أو من يسخر من الموقف الذي هو فيه، يرى بأنه موقف لا يعني شيئاً، موقف لا حاجة إليه، موقف قد يكون أشبه شيءٍ بألعاب الأطفال.
المؤمنون كل شيءٍ لديهم مُهم، معصية لله سبحانه وتعالى، مهما كانت بسيطة تهمُّهم، عمل صالح فيه رضا الله سبحانه وتعالى، مهما كان قليلاً يعتبرونه مهماً، شيء من هداية الله سبحانه وتعالى مهما أعرض عنه الناس ولم يفهموه أو لم يقدِّروه حق قدره يرونه مهماً.
المؤمن نفسه رفيعة، نفسه عالية، يقدِّر الأمور حق قدرها، القرآن الكريم يضرب أمثلة لهذه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} (الزلزلة: 8،7).
كل عمل ترى أن فيه رضا الله وإن كان لدى الآخرين لا شيء، أو كنتَ تراه أنـت قليـلاً فيما يجب عليك أن تؤديه، قدِّره حق قدره، ثـم حـاول أن يدفعك اهتمامك إلى أن تنال الأمور الكبيرة التي فيها لله رضاً، التي يرضى عنك بها الله سبحانه وتعالى.
لـو سألنا أنفسنا الآن - أيها الإخوة - عن موقفنا من القرآن الكريم، أعتقد لا أحـد منا يستطيع أن يجيب بأننا نتبع القرآن الكريم اتباعاً كاملاً، بل واقعُنا واقعُ المعرضين عن كتاب الله، المعرضين عن ذِكر الله. يجب علينا أن نستيقظ، يجب علينا أن نتنبه، يجب علينا أن نعود إلى القرآن الكريم فنتدبر آياته، نتأملها نتفهمها، نتدبرها بشكل جدي، وبروح عملية، وبشعور بمسؤولية.
الله يقول عن هذا القرآن الكريم: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً * مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ} (طه:100،99). ماذا يعني أعرض عنه؟ هل رمى به هناك؟ قد تكون مُعرِضاً عنه وهو بين يديك، قد تكون مُعرِضاً عنه وهو في جيبك، قد تكون مُعرِضاً عنه وأنت تحفظ آياته آية آية عن ظهر قلب، أنـت مُعرِض عنه في ميدان العمل، مُعرِض عنه لا ترى أن فيه الهداية الكافية، فأنت تبحث عن هدى من هنا أو هنا، مُعرِض عنه لا تقدِّر الهدي الذي بين دفتيه حق تقديره، فترى أن كثيراً من شؤون الحياة لم يتناولها ولم يهتم بها.
{مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً} (طـه: 100) أوزاراً كثيرة {خَالِدِينَ فِيه} خالدين في عقوبة ذلك الوزر {وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلاً}(طه: 101) حمل سيِّئ، حمل مُثقل، يجعلك تنحط وتهوي إلى أسفل دركٍ في النار بإعراضك عن كتاب الله.
{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} وعيد متكرر. بعد كل آية تقريباً فيها حديـث، وخاصـةً فيمـا يتعلـق بالقضايـا المهمة، فيما يتعلق بالقضايـا العمليـة التي يريد الله من المسلمين أن ينطلقوا فيها، يأتي الوعيد الشديد عليها {وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً} (طه: 113) عسى أن يكون فيه مـا يدفعهم إلى أن يتقوا: يتقوا التفريط، يتقوا التقصير. والوعيد كثير بجهنم، أو الوعيد بأن يأتيك الموت وأنت على حالة تستحق بها جهنم كما قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُـمْ مُسْلِمُـونَ} (آل عمران: 102) وعيد على تفرُّق الكلمة، على التفرُّق عن الاعتصام بحبلـه {وَلا تَكُونُـوا كَالَّذِيـنَ تَفَرَّقُـوا وَاخْتَلَفُـوا مِـنْ بَعْـدِ مَـا جَاءَهُـمُ الْبَيِّنَـاتُ وَأُولَئِـكَ لَهُـمْ عَـذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران: 105). هذا هـو القرآن الكريم الذي لا رحمة لنا إلاَّ باتباعه ولا فـلاح، ولا فوز، ولا نجـاة، ولا عـزة، ولا كرامـة، ولا قـوة، ولا رفعة لنا في الدنيا والآخرة إلاَّ باتباعه، أو أن لـدى أيِّ أحد منا فكرةً أخرى؟ لا أعتقد. إذاً فلا مناص عن اتِّباع القرآن الكريم.
╔════🌺═══╗
www.tgoop.com/shahidzaid
╚════🌺═══╝
BY مؤسسة الشهيد زيد علي مصلح
Share with your friend now:
tgoop.com/shahidzaid/18447