••

" بعض النّاس في هذا المقام اغترّ ببعض تعاملات الكفّار فأعجبته وأدهشته ومال إليهم بسببها، وأصبح بعض النّاس يُفخّم ويُعظّم أخلاق الكفّار، بل إذا أراد أن يتحدّث عن الأخلاق أو أن يبيّن مكانة التّعامل لا يستشهد إلّا بالكفّار ولا يذكر في هذا الباب إلّا الكفّار ويقول: يتعاملون بكذا ويتعاملون بكذا وينضبطون في كذا . . إلخ ممّا يفضي بالإنسان إلى ميل قلبه إليهم وركونه إليهم وثقته بهم إلى غير ذلك من الآثار السّيّئة والعوائد الشّنيعة، والله سبحانه وتعالى نهى عباده ان يغترّوا بالكفّار {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الّذِينَ كَفرُوا في البِلاد}، {ولا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إلى ما مَتَّعنَا به أزواجًا مِنهم}. فالقرآن فيه آيات كثيرة تنهى عن الاغترار بالكفّار مهما كانت أمورهم ومهما كانت أحوالهم. "

- شرح الأصول الثّلاثة.

••

.
" روي عن زيّاد بن أبي سفيان رحمه الله أنّه قال لجلسائه: من أنعم النّاس عيشة؟ قالوا: أمير المؤمنين.
قال [بل]: رجلٌ مسلمٌ له زوجةٌ مسلمةٌ لهما كفافٌ من العيش، قد رضيت به ورضي بها! "

- طوق الحمامة.
.

••

" كشف ابن عقيل الحنبليُّ العِمامة عَن رأسه فإذا فيه شيب؛ فقال تلميذٌ له: شِبْتَ!، وكان في الثّمانين من عمره فأنشد قائلاً:
.
ما شابَ عزمي ولا حَزمي ولا خُلُقي
ولا وَلائــي ولا دِيـنــي ولا كَـرَمــي!
وإنّـما اعتـاضَ شَعـري غيـرَ صِبغتِـه
والشَّيبُ في الشّعرِ غير الشّيب في الهِمَمِ!"

••

اللّهمّ أرنا الحقّ حقّا وارزقنا اتّباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

" الحسد والبغضاء يحلق دين العبد حلقا كما يُحلق الشّعر، وينقص من إيمان العبد، وقد قال عليه الصّلاة والسّلام: «لا يجتمع الحسد والإيمان في قلب عبد أبدا» "

- مزمّل فقيري.

••

" أخرج عبد الرّزّاق في تفسيره، وابن أبي شيبة، والطّبرانيّ، والحاكم عن ابن مسعود قال: ما من برٍّ ولا فاجر إلّا والموت خير له من الحياة إن كان برًّا فقد قال الله تعالى: {وما عند الله خير للأبرار}، وإن كان فاجرًا فقد قال الله تعالى: {ولا يَحسبنَّ الّذينَ كفروا أنّما نُملي لهم خَيرٌ لأنفسهم إنّما نُملي لهم لِيزدادوا إثمًا ولهم عذاب مهين}."

- بشرى الكئيب بلقاء الحبيب.

••

••

" قال ابن القاسم: للنّفس أربعة دور كلّ دار أعظم من الّتي قبلها.
الأولى: بطن الأمّ، وذلك محلّ الضّيق والحصر والغمّ والظّلمات الثّلاث.
والثاني: هي الدّار الّتي أنشأتها وألفتها واكتسبت فيها الشّرّ والخير.
والثّالثة: هي دار البرزخ، وهو أوسع من هذه الدّار وأعظم، ونسبة هذا الدّار إليها كنسبة البطن إلى هذه.
والرّابعة: هي دار القرار الجنّة أو النّار، ولها في كلّ دار من هذه الدّور حكم وشأن غير شأن الأخرى. "

- بشرى الكئيب بلقاء الحبيب.

••

" قال ابن القيّم: الأرواح قسمان مُنعّمة ومُعذّبة، فأمّا المُعذّبة فهي في شغل عن التّزاور والتّلاقي، وأمّا المُنعّمة المُرسلة غير المحبوسة فتتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدّنيا وما يكون من أهل الدّنيا، فتكون كلّ روح مع رفيقها الّذي هو مثل عملها، وروح نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم في الرّفيق الأعلى. قال الله تعالى: {ومن يُطِع الله والرّسولَ فأولـٰـئـك مع الّذينَ أنعمَ اللهُ عليهم من النّبيّينَ والصّدّيقينَ والشّهداءِ والصّالحينَ وحَسُنَ أولـٰـئـكَ رفيقًا} وهذه المعيّة ثابتة في الدّنيا وفي دار البرزخ وفي الجزاء والمرء مع من أحبّ في الدُّور الثّلاثة. "

- بشرى الكئيب بلقاء الحبيب.

••

"فاتتني صلاةُ الجماعةِ مرةً فعزّاني أبو إسحاق البخاريّ وحدَهُ، ولو مات لي ولدٌ لعزَّاني أكثرُ مِن عشرةِ آلافٍ؛ لأنَّ مصيبةَ الدّين عندَ النّاسِ أهونُ مِن مصيبةِ الدّنيا. "

- حاتم الأصمّ رحمه الله.

••

••

من صور التّخبيب قديماً

روى ابن الجوزي رحمه الله في ذمّ الهوى والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم: «أنّ أبا مسلم الخولانيّ كان إذا انصرف إلى منزله من المسجد كبّر على باب منزله فتكبّر امرأته؛ فإذا كان في صحن داره كبّر فتجيبه امرأته؛ وإذا بلغ باب بيته كبّر فتجيبه امرأته..
فانصرف ذات ليلة فكبّر عند باب داره فلم يجبه أحد! فلمّا كان في الصّحن كبّر فلم يجبه أحد، فلمّا كان عند باب بيته كبّر فلم يجبه أحد؛ وكان إذا دخل بيته أخذت امرأته رداءه ونعليه ثمّ أتته بطعامه..
قال: فدخل البيت، فإذا البيت ليس فيه سراج، وإذا امرأته جالسة في البيت منكسة تنكت بعود معها، فقال لها: ما لك؟ قالت: أنت لك منزلة من معاوية وليس لنا خادم، فلو سألته فأخدمنا وأعطاك. فقال: اللّهمّ من أفسد عليّ امرأتي فأعم بصرها. قال: وقد جاءتها امرأة قبل ذلك فقالت لها: زوجك له منزلة من معاوية فلو قلت له يسأل معاوية يخدمه ويعطيه عشتم»

"ما شدّني:
• إجابة نساء السّلف لأزواجهنّ بمجرّد النّداء ولو تكرّر ذلك.
• خدمة النّساء لأزواجهنّ بتجهيز الطّعام قبل وصوله.
• إحسان المرأة لزوجها بأخذ ردائه وحذائه، وأنّ هذا لا ينقص منها بل هو من صفات المرأة الطّائعة الودودة.
• أنّ انقلاب حال المرأة مع زوجها إن كان بسبب كلمة سمعتها أو نصيحة هو من التّخبيب.
• أنّ التّخبيب قد يحصل في أدنى الأمور، ولا يجب أن يكون "طلب الطّلاق" دائما.
• أنّ التّخبيب جريمة شرعيّة شنيعة.
• أنّ على المرأة أن تحرص على أن لا تُدخل بيتها من يفسد بينها وبين زوجها.
• أنّ بعض النّصائح الّتي تأتي على شكل محاولات الإصلاح وتغيير الأوضاع إلى الأحسن هي تخبيب في الأصل.

••

" إنَّ من توفيق الله للعبد أنْ يُجَنِّبَه الفتن، فلا ينبغي للعبد أنْ يجتذب الفتن إليه، بل اللَّائق بمقام العبوديّة أن يحبس المرء نفسه عن الفتن، وأنْ يَتَحرزَّ منها، وأن ينْأَى بنفسه عمَّا يدعوه إلى الخوض والدّخول فيها.

○ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنَّ السّعيد لمَنْ جُنِّبَ الفتن، إنَّ السّعيد لمَن جُنِّب الفتن، إنَّ السّعيد لمن جُنِّب الفتن» رواه أبو داود.

- واجب المرأة عند الفتن 7/25

••

" من أوتي العافية في الدّنيا والآخرة فقد أوتي الخير بحذافيره، والعافية لا يعدلها شيء. "

- فقه الأدعية والأذكار.

••

••

" ولا ريب أنّ الأذكار والدّعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التّوقيف والاتّباع، لا على الهوى والابتداع، فالأدعية والأذكار النّبويّة هي أفضل ما يتحرّاه المتحرّي من الذّكر والدّعاء، وسالكها على سبيل أمان وسلامة، والفوائد والنّتائج الّتي تحصل لا يُعبّر عنه لسان، ولا يُحيط به إنسان، وما سواها من الأذكار قد يكون محرّمًا، وقد يكون مكروها، وقد يكون فيه شرك ممّا لا يهتدي إليه أكثر النّاس، وهي جملة يطول تفصيلها. "

- فقه الأدعية والأذكار.

••

" وأفضل الذّكر وأنفعه ما واطأ القلب واللّسان، وكان من الأذكار النّبويّة، وشهد الذّاكر معانيه ومقاصده. "

- فقه الأدعية والأذكار.

••

فضل قول لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير.


جاء " في الصّحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قال لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير في يومٍ مائة مرّة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيّئة، وكانت له حِرزًا من الشّيطان يومه ذلك حتّى يُمسي، ولم يأت أحد بأفضل ممّا جاء به إلّا رجل عمل أكثر منه. "

" فقه الأدعية والأذكار.

••

••

" ومن فوائد الذّكر: أنّه يكون نورًا للذّاكر في الدّنيا، ونورًا له في قبره، ونورًا له في مَعاده، يسعى بين يديه على الصّراط، فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى. قال الله تعالى: { أوَمَن كانَ مَيتًا فأحيَيناهُ وجَعلنا لهُ نورًا يَمشي بِهِ في النّاسِ كمَن مَثَلهُ في الظّلماتِ ليسَ بِخارجٍ منها}.

والشّأن كلّ الشّأن والفلاح كلّ الفلاح في النّور، والشّقاء كلّ الشّقاء في فواته، ولهذا كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُكثر من سؤال الله تبارك وتعالى ذلك بأن يجعله في كلّ ذرّاته الظّاهرة والباطنة، وأن يجعله محيطًا به في جميع جهاته، وأن يجعل ذاته وجملته نورًا.
فكان من دعائه: «اللّهمّ اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، وعظِّم لي نورًا»"

- فقه الأدعية والأذكار.

••

هل الفَضفَضة تُعتبر غيبة؟!

- الشّيخ عزيز بن فَرحان العَنزي.

••

" وحُبُّ الحياةِ شهوةٌ خفيّةٌ في كلّ قلب. "

- محمود شاكر | جمهرة مقالاته.

••