SHEMMARY Telegram 8442
د. عبدالله المحيسني - #الخندق
أقول إن من يشاهد ما يجري في سوريا اليوم ثم يتسائل لم لا تطبقون الشريعة هو جاهل بدين الله! ‏وذلك أن لديه قصوراً في فهم معنى تطبيق الشريعة بل هي لوثة غلو وانحراف خطير! ‏[ إن حصر تطبيق الشريعة في بعض أفرعها كإقامة الحدود مثلاً أو لبس الحجاب و نحو ذلك هو فهم…
‏⁧ #أين_تطبيقكم_للشريعة⁩ 3

‏اسمحوا لي أن أتحدث بلسانٍ غير الذي ألفتموه مني!

‏كفى مزايدةً علينا باسم الشريعة!
‏ما أشد نشاز ذلك الصوت الذي يزايد بما بذلنا أرواحنا لأجله، بعد ثلاثة عشر عامًا من التضحية والجهاد، منا من قضى شهيدًا، ومنا من جُرح، ومنا من غادر الأوطان مفارقًا الأهل والأحباب. ثم يأتي أحدهم، متكئًا على أريكته في بهو فندقه في لندن، ليزايد علينا في تحكيم الشريعة!!

‏أليس من الشريعة الجهاد؟ أين كنتَ حينما كان المظلوم يستصرخ، حينما كانت الأرض تستباح والدماء تهدر؟ أم أن الشريعة عندك لا تتجاوز حدود التغريدات؟!
‏يخال نفسه الوحيد الغيور على الدين، وينصب نفسه رقيبًا على الجميع، محاولًا فرض رؤيته القاصرة على الواقع، وهو من كان بالأمس يصدح بتأييد داعش، ولم يتنصل منها إلا بعد أن هوَت سفينتهم وسط الأمواج العاتية!

‏فاعلم – هدانا الله وإياك – أن حبنا لشرع الله لم يكن مجرد شعار، بل هو ما دفعنا لبذل المهج والتضحيات. لكن الشريعة ليست فهمًا فرديًا ضيقًا، بل هي ميزانٌ حكيمٌ بين المبدأ والواقع، بين المقصد والتدرج، بين العدل والإحسان.

‏كيف يزايد علينا من لم يُحمّل نفسه عناء المسؤولية، ولم يخض غمار التحديات؟ كيف يتحدث عن التطبيق وهو في منأى عن الميدان، بعيد عن ضغوطه وتعقيداته؟ ثم إذا – لا قدر الله – تعثر المسير، وقف على الأطلال شامخًا ليقول: “قد أخبرتكم من قبل!”

‏ولئلا يذهب الظن كل مذهب، فإننا نحمد الله على ما تحقق في إدلب من نموذجٍ متدرجٍ في تطبيق شرع الله، بأسلوبٍ يجمع بين الصلابة في المبادئ، والحكمة في التطبيق.
‏•المحاكم دستورها القرآن، تحكم بالعدل وفق أصول الشريعة.
‏•المجتمع يسير في بيئة صالحة، حيث لا يُرى المنكر إلا في حدود ضيقة.
‏•دور القرآن والمعاهد تملأ أرجاء المنطقة، تربي الأجيال على هدي النبوة.

‏وهذا كله لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة جهدٍ متضافر، وتدرجٍ واعٍ، وتحبيب الناس إلى هدي الإسلام، مع مراعاة فقه الواقع وتنوع الاجتهادات الفقهية.

‏فرفقًا باللائمين، فإن البناء أعسر من الهدم، والصلاح يحتاج إلى صبرٍ وحكمةٍ، لا إلى صراخٍ وجَلَبةٍ في غير موضعها.

‏ولا شك أن هذه التجربة، كأي جهدٍ بشري، لم تكتمل بعد، وقد يعتريها النقص كما يعتري كل مسعى إنساني. لكننا نؤمن أن النصح يكون بالبصيرة، لا بالتشنيع، وبالتوجيه، لا بالتحطيم.

‏وأما من يتهم النوايا، ويطعن في المخلصين، فإلى الله تُرفع الخصومات، وعنده تجتمع الخصوم.



tgoop.com/shemmary/8442
Create:
Last Update:

‏⁧ #أين_تطبيقكم_للشريعة⁩ 3

‏اسمحوا لي أن أتحدث بلسانٍ غير الذي ألفتموه مني!

‏كفى مزايدةً علينا باسم الشريعة!
‏ما أشد نشاز ذلك الصوت الذي يزايد بما بذلنا أرواحنا لأجله، بعد ثلاثة عشر عامًا من التضحية والجهاد، منا من قضى شهيدًا، ومنا من جُرح، ومنا من غادر الأوطان مفارقًا الأهل والأحباب. ثم يأتي أحدهم، متكئًا على أريكته في بهو فندقه في لندن، ليزايد علينا في تحكيم الشريعة!!

‏أليس من الشريعة الجهاد؟ أين كنتَ حينما كان المظلوم يستصرخ، حينما كانت الأرض تستباح والدماء تهدر؟ أم أن الشريعة عندك لا تتجاوز حدود التغريدات؟!
‏يخال نفسه الوحيد الغيور على الدين، وينصب نفسه رقيبًا على الجميع، محاولًا فرض رؤيته القاصرة على الواقع، وهو من كان بالأمس يصدح بتأييد داعش، ولم يتنصل منها إلا بعد أن هوَت سفينتهم وسط الأمواج العاتية!

‏فاعلم – هدانا الله وإياك – أن حبنا لشرع الله لم يكن مجرد شعار، بل هو ما دفعنا لبذل المهج والتضحيات. لكن الشريعة ليست فهمًا فرديًا ضيقًا، بل هي ميزانٌ حكيمٌ بين المبدأ والواقع، بين المقصد والتدرج، بين العدل والإحسان.

‏كيف يزايد علينا من لم يُحمّل نفسه عناء المسؤولية، ولم يخض غمار التحديات؟ كيف يتحدث عن التطبيق وهو في منأى عن الميدان، بعيد عن ضغوطه وتعقيداته؟ ثم إذا – لا قدر الله – تعثر المسير، وقف على الأطلال شامخًا ليقول: “قد أخبرتكم من قبل!”

‏ولئلا يذهب الظن كل مذهب، فإننا نحمد الله على ما تحقق في إدلب من نموذجٍ متدرجٍ في تطبيق شرع الله، بأسلوبٍ يجمع بين الصلابة في المبادئ، والحكمة في التطبيق.
‏•المحاكم دستورها القرآن، تحكم بالعدل وفق أصول الشريعة.
‏•المجتمع يسير في بيئة صالحة، حيث لا يُرى المنكر إلا في حدود ضيقة.
‏•دور القرآن والمعاهد تملأ أرجاء المنطقة، تربي الأجيال على هدي النبوة.

‏وهذا كله لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة جهدٍ متضافر، وتدرجٍ واعٍ، وتحبيب الناس إلى هدي الإسلام، مع مراعاة فقه الواقع وتنوع الاجتهادات الفقهية.

‏فرفقًا باللائمين، فإن البناء أعسر من الهدم، والصلاح يحتاج إلى صبرٍ وحكمةٍ، لا إلى صراخٍ وجَلَبةٍ في غير موضعها.

‏ولا شك أن هذه التجربة، كأي جهدٍ بشري، لم تكتمل بعد، وقد يعتريها النقص كما يعتري كل مسعى إنساني. لكننا نؤمن أن النصح يكون بالبصيرة، لا بالتشنيع، وبالتوجيه، لا بالتحطيم.

‏وأما من يتهم النوايا، ويطعن في المخلصين، فإلى الله تُرفع الخصومات، وعنده تجتمع الخصوم.

BY د. عبدالله المحيسني - #الخندق


Share with your friend now:
tgoop.com/shemmary/8442

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Administrators The Channel name and bio must be no more than 255 characters long You can invite up to 200 people from your contacts to join your channel as the next step. Select the users you want to add and click “Invite.” You can skip this step altogether. 1What is Telegram Channels? But a Telegram statement also said: "Any requests related to political censorship or limiting human rights such as the rights to free speech or assembly are not and will not be considered."
from us


Telegram د. عبدالله المحيسني - #الخندق
FROM American