tgoop.com/shemmary/8442
Last Update:
#أين_تطبيقكم_للشريعة 3
اسمحوا لي أن أتحدث بلسانٍ غير الذي ألفتموه مني!
كفى مزايدةً علينا باسم الشريعة!
ما أشد نشاز ذلك الصوت الذي يزايد بما بذلنا أرواحنا لأجله، بعد ثلاثة عشر عامًا من التضحية والجهاد، منا من قضى شهيدًا، ومنا من جُرح، ومنا من غادر الأوطان مفارقًا الأهل والأحباب. ثم يأتي أحدهم، متكئًا على أريكته في بهو فندقه في لندن، ليزايد علينا في تحكيم الشريعة!!
أليس من الشريعة الجهاد؟ أين كنتَ حينما كان المظلوم يستصرخ، حينما كانت الأرض تستباح والدماء تهدر؟ أم أن الشريعة عندك لا تتجاوز حدود التغريدات؟!
يخال نفسه الوحيد الغيور على الدين، وينصب نفسه رقيبًا على الجميع، محاولًا فرض رؤيته القاصرة على الواقع، وهو من كان بالأمس يصدح بتأييد داعش، ولم يتنصل منها إلا بعد أن هوَت سفينتهم وسط الأمواج العاتية!
فاعلم – هدانا الله وإياك – أن حبنا لشرع الله لم يكن مجرد شعار، بل هو ما دفعنا لبذل المهج والتضحيات. لكن الشريعة ليست فهمًا فرديًا ضيقًا، بل هي ميزانٌ حكيمٌ بين المبدأ والواقع، بين المقصد والتدرج، بين العدل والإحسان.
كيف يزايد علينا من لم يُحمّل نفسه عناء المسؤولية، ولم يخض غمار التحديات؟ كيف يتحدث عن التطبيق وهو في منأى عن الميدان، بعيد عن ضغوطه وتعقيداته؟ ثم إذا – لا قدر الله – تعثر المسير، وقف على الأطلال شامخًا ليقول: “قد أخبرتكم من قبل!”
ولئلا يذهب الظن كل مذهب، فإننا نحمد الله على ما تحقق في إدلب من نموذجٍ متدرجٍ في تطبيق شرع الله، بأسلوبٍ يجمع بين الصلابة في المبادئ، والحكمة في التطبيق.
•المحاكم دستورها القرآن، تحكم بالعدل وفق أصول الشريعة.
•المجتمع يسير في بيئة صالحة، حيث لا يُرى المنكر إلا في حدود ضيقة.
•دور القرآن والمعاهد تملأ أرجاء المنطقة، تربي الأجيال على هدي النبوة.
وهذا كله لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة جهدٍ متضافر، وتدرجٍ واعٍ، وتحبيب الناس إلى هدي الإسلام، مع مراعاة فقه الواقع وتنوع الاجتهادات الفقهية.
فرفقًا باللائمين، فإن البناء أعسر من الهدم، والصلاح يحتاج إلى صبرٍ وحكمةٍ، لا إلى صراخٍ وجَلَبةٍ في غير موضعها.
ولا شك أن هذه التجربة، كأي جهدٍ بشري، لم تكتمل بعد، وقد يعتريها النقص كما يعتري كل مسعى إنساني. لكننا نؤمن أن النصح يكون بالبصيرة، لا بالتشنيع، وبالتوجيه، لا بالتحطيم.
وأما من يتهم النوايا، ويطعن في المخلصين، فإلى الله تُرفع الخصومات، وعنده تجتمع الخصوم.
BY د. عبدالله المحيسني - #الخندق
Share with your friend now:
tgoop.com/shemmary/8442