tgoop.com/shemmary/8451
Last Update:
إدلب.. درة الشام، ومهد الأحرار، وساحة الكرار
السيد الرئيس عنوان الوفاء يزور إدلب وليس ذلك غريباً على من خط مسيرته في صفحات التاريخ بحروف الوفاء. لكنه لم يزر أهله وحدهم، بل زار أهل الثورة كلهم، زار أرضًا كل ذرة من ترابها تحكي قصة مجد، وكل نسمة من هوائها تروي حكاية فداء.
إدلب.. يا موطن الذكرى، ومحراب العزة، وميدان البطولة والتقى، لا أذكر فيكِ موضع قدم إلا وفيه حكاية، هنا استُشهد رفيق دربي، وهناك بدأت رحلتي، في هذا الركن كان ندائي الأول، وفي ذاك الوادي كان صوت الحق يجلجل في حملات النصر. هنا احتشد الأبطال في جيش الفتح، وهنا وثَّقنا التاريخ في “الشام في أسبوع”، وهنا كانت محاولة الغدر، فأبى الله إلا النجاة.
إدلب.. يا ذهبًا لا يصدأ، ويا مجدًا لا يندثر، ويا ملحمةً لا تنتهي، أحبّ الديار إليّ بلا منازع، وأكرم البقاع بلا جدال، لن تُنسَ مرتين، فقد نسيكِ الطغاة حينما كنتِ تحت جور الظلم، لكنكِ اليوم عروس الشام، وأم الأبطال، وسيدة المجد، ومهد الفتوحات، ومحط القوافي والأشعار.
إذا كانت الأرض يوم القيامة ستنطق بما جرى عليها، فماذا عساها تقول إدلب، وهي التي شهدت أسمى مواقف التضحية، وسجّلت بأحرف الدم أنصع صفحات الكرامة؟ كم ستحدث عن أبطالٍ سجدوا على ثراها، عن صيحات دوّت في أرجائها، عن مدرعات حُطِّمت على أعتابها، وعن رايات ارتفعت فوق جبالها؟
وأني أقترح على أخي الشيخ أبا محمد أن يُنشئ متحفًا يكون شاهدًا على العصر، يجمع بين أركانه بقايا الطائرات المتناثرة، وآثار المدرعات المدمّرة، وملابس القادة الذين أهدوا أرواحهم فداءً لدين الله، كأبي هاجر الحمصي، والمعتصم المدني، وأبي عبدالله الغاب، وزهران علوش، والساروت، وعبدالقادر الصالح، وغيرهم ممن نقشوا أسماءهم على صفحات الخلود.
كيف لي أن أكتب عنكِ يا إدلب، وأنتِ أكبر من الحروف، وأعمق من الكلمات، وأقدس من أن تُحكى سيرتك في سطور؟ كيف لقلمي أن يصوغ وصفك، وهو يرتجف كلما مرّت بخاطري أيامكِ؟!
BY د. عبدالله المحيسني - #الخندق
Share with your friend now:
tgoop.com/shemmary/8451