الشفاء للرقية الشرعية

ثلاثة أهداف استراتيجية... والخطوات الأربع


قال سبحانه وتعالى :

( وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ‌مَا ‌نُثَبِّتُ ‌بِهِ ‌فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)

لقد تأملت هذه الكلمات الثلاث
فوجدت عظمة القرآن
وإعجازه وبلاغته

هذا النص ذكره سبحانه وتعالى آخر سورة هود

بعد ذكر سلسلة من سير القادة العظام الرسل الكرام
من نوح إلى هود ثم صالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليه السلام.

لن اقول سأسلط الضوء على هذا النص القرآني

بل أقتبس نورا من نوره ..

واكتفي بما حوته الآية من

الأهداف الثلاثة للسرد القراني
لحياة قادة البشرية العظام رسل الله :

1_ تثبيت أفئدة المؤمنين

(لنثبت به فؤادك )

إنه إذا تثبيت خاص ومهم وعميق

تثبيت حصري للفؤاد
حتى لا تربكه المخاوف
أو تدهمه الظنون
او تغلبه الوساوس الخناسية جنيها وأنسيها في مسيرة الدعوة وحمل مشروع الإسلام الحضاري للعالم

إن ما يتعرض له حملة هذا المشرع من الإزعاج والكيد والأذى في أنفسهم وأموالهم وما يحبون

إن أول شيء تؤثر فيه هذه الموجات المكرورة من الصراع والكيد والتآمر هو القلب.

نعم القلب تحديدا .....

لماذا القلب!! يتساءل البعض

إن القلب هو مركز استشعار عالي الدقة وغرفة القيادة والتوجيه

تتأثر بحالته الأفعال والأقوال والتصرفات عموما والأفكار .

لذلك فإن أهم ما يثبته ليشكل له حماية مشدده من أي هزات
هي قصص هذه النخبة القائدة من الرسل.

وإذا كان فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
تثبته هذه القصص وأنزلت لهذه المهمة
فكيف بغيره ونحن الضعفاء

2_ ثم هدف تال وهو الموعظة

ومعناها كما في التحرير والتنوير (22/ 231):

«كلام فيه تحذير من مكروه وترغيب في ضده»

إذا القصص ليست للتسلية فقط والترفه

بل إنها موعظة تحذير من مكروهات الطريق ومضلاتها

وهي في نفس الوقت ترغيب وطلب لسلوك طريق الخير والإصلاح والإيمان.

3_ ثم هدف ثالث هو المنبه التذكيري

وهو المسمى في الآية ( الذكرى )

وهي عبارة عما يتشكل من مخزون معرفي معلوماتي عن سير الأنبياء والمصلحين
يصير مفعلا
كالمنبه على طول طريق السلوك إلى الله وحمل رسالته

كلما مر عليك موقف
بعث إليك هذا المنبه المعرفي رابطا تعود به إلى موقف مماثل حصل لمن قبلك من الأنبياء والرسل.

إذا فهو يمثل إشارة تذكيرية
كما يرسل لك منبه الهاتف إشارة
عما جدولته فيه من مواعيد ومعلومات قبلا .
لتدير بها وقتك

إن هذا المنبه الرباني
مهمته تنبيهك بما يجب عليك
حيال هذا الموقف الذي تواجهه في طريق الزعوة وحمل الرسالة
إنه يدلك كيف تتصرف حيال الموقف من خلال الرصيد
المعرفي لقصص الذين حملوا الدعوة
ووأنوار الرسالة من قبلك

4_ وهذه الأهداف تكاملية مع بعضها
هدف قلبي وهدف توجيهي وهدف تذكيري تنبيهي

فيا لها من حكمة إلهية ومقصد رباني عظيم

في قصص قادة البشرية العظام

من الرسل والأنبياء والمصلحين.

علينا أن تأملها ونقف عندها خطوات أربع

١_ تأمل شخصي أثناء تلاوة وردك القرآاني
٢_ قراءة في مصدر علمي

وأنصحكم هنا بموسوعة العلامة المؤرخ الصلابي
ففيها ما تحتاجه هنا

٣_ البحث المتنوع في الكتابات

٤_ تدوين ما تجعله قواعد السير إلى الله

إيمانا وعبادك وسلوكا وأخلاقا وصبرا وحكمة ومثابرة
ومعرفة بسنن الله التي لا تتخلف

هنا ستكون على بصيرة بالحياة والحضارات
وتكون منهلا موسوعيا للآخرين

www.tgoop.com/shfa114/138089

4.1K viewsJul 25, 2024 at 17:57

ثلاثة أهداف استراتيجية... والخطوات الأربع


قال سبحانه وتعالى :

( وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ‌مَا ‌نُثَبِّتُ ‌بِهِ ‌فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)

لقد تأملت هذه الكلمات الثلاث
فوجدت عظمة القرآن
وإعجازه وبلاغته

هذا النص ذكره سبحانه وتعالى آخر سورة هود

بعد ذكر سلسلة من سير القادة العظام الرسل الكرام
من نوح إلى هود ثم صالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليه السلام.

لن اقول سأسلط الضوء على هذا النص القرآني

بل أقتبس نورا من نوره ..

واكتفي بما حوته الآية من

الأهداف الثلاثة للسرد القراني
لحياة قادة البشرية العظام رسل الله :

1_ تثبيت أفئدة المؤمنين

(لنثبت به فؤادك )

إنه إذا تثبيت خاص ومهم وعميق

تثبيت حصري للفؤاد
حتى لا تربكه المخاوف
أو تدهمه الظنون
او تغلبه الوساوس الخناسية جنيها وأنسيها في مسيرة الدعوة وحمل مشروع الإسلام الحضاري للعالم

إن ما يتعرض له حملة هذا المشرع من الإزعاج والكيد والأذى في أنفسهم وأموالهم وما يحبون

إن أول شيء تؤثر فيه هذه الموجات المكرورة من الصراع والكيد والتآمر هو القلب.

نعم القلب تحديدا .....

لماذا القلب!! يتساءل البعض

إن القلب هو مركز استشعار عالي الدقة وغرفة القيادة والتوجيه

تتأثر بحالته الأفعال والأقوال والتصرفات عموما والأفكار .

لذلك فإن أهم ما يثبته ليشكل له حماية مشدده من أي هزات
هي قصص هذه النخبة القائدة من الرسل.

وإذا كان فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
تثبته هذه القصص وأنزلت لهذه المهمة
فكيف بغيره ونحن الضعفاء

2_ ثم هدف تال وهو الموعظة

ومعناها كما في التحرير والتنوير (22/ 231):

«كلام فيه تحذير من مكروه وترغيب في ضده»

إذا القصص ليست للتسلية فقط والترفه

بل إنها موعظة تحذير من مكروهات الطريق ومضلاتها

وهي في نفس الوقت ترغيب وطلب لسلوك طريق الخير والإصلاح والإيمان.

3_ ثم هدف ثالث هو المنبه التذكيري

وهو المسمى في الآية ( الذكرى )

وهي عبارة عما يتشكل من مخزون معرفي معلوماتي عن سير الأنبياء والمصلحين
يصير مفعلا
كالمنبه على طول طريق السلوك إلى الله وحمل رسالته

كلما مر عليك موقف
بعث إليك هذا المنبه المعرفي رابطا تعود به إلى موقف مماثل حصل لمن قبلك من الأنبياء والرسل.

إذا فهو يمثل إشارة تذكيرية
كما يرسل لك منبه الهاتف إشارة
عما جدولته فيه من مواعيد ومعلومات قبلا .
لتدير بها وقتك

إن هذا المنبه الرباني
مهمته تنبيهك بما يجب عليك
حيال هذا الموقف الذي تواجهه في طريق الزعوة وحمل الرسالة
إنه يدلك كيف تتصرف حيال الموقف من خلال الرصيد
المعرفي لقصص الذين حملوا الدعوة
ووأنوار الرسالة من قبلك

4_ وهذه الأهداف تكاملية مع بعضها
هدف قلبي وهدف توجيهي وهدف تذكيري تنبيهي

فيا لها من حكمة إلهية ومقصد رباني عظيم

في قصص قادة البشرية العظام

من الرسل والأنبياء والمصلحين.

علينا أن تأملها ونقف عندها خطوات أربع

١_ تأمل شخصي أثناء تلاوة وردك القرآاني
٢_ قراءة في مصدر علمي

وأنصحكم هنا بموسوعة العلامة المؤرخ الصلابي
ففيها ما تحتاجه هنا

٣_ البحث المتنوع في الكتابات

٤_ تدوين ما تجعله قواعد السير إلى الله

إيمانا وعبادك وسلوكا وأخلاقا وصبرا وحكمة ومثابرة
ومعرفة بسنن الله التي لا تتخلف

هنا ستكون على بصيرة بالحياة والحضارات
وتكون منهلا موسوعيا للآخرين

BY الشفاء للرقية الشرعية