الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس
Audio
قال شيخنا الفاضل نزار بن هاشم العبّاس -حفظه الله-:
في هذا المقطع:
1- خلاصات جيدة عن حقيقة مقتل عثمان وموقف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم القائم على طاعة ولي الأمر.
2- مدى الدس والتحريف والتقليد الأعمى وتلقف الجهال والضعفاء في هذه الفتنة وأيادي الشيعة الرافضة في تحريف هذه الحقائق والمواقف كالواقدي وسيف بن محمد والخ.
3- تواضع العلامة الألباني رحمه الله ورحابة صدره في مراجعة الطالب والاستماع له.
4- دقة علمه وقوته رحمه الله وقوة عربيته ونقده.
5- أسئلته الموجهة للطالب تدل على عمقه وفقهه وكذا تفيد الطلاب أن يسألوا ويفقهوا ماهو نافع ومحور في مسائل العلم.
6- وفيه أن كثيراً من الرسائل العلمية الجامعية كالماجستير و الدكتوراة تحتاج إلى مراجعات وتنبيهات وعلم قوي لتوجيهها وتصحيحها حتى في أبسط المسائل فالعلامة رحمه الله تعقب الكاتب والمحقق في عدة مسائل مهمة مررها وتغافل عنها أو لم يدركها الكاتب والمشرف والمناقش فالعلم النافع أوسع وأعمق، وفضل الله يؤتيه من يشاء.
7- سماح العلامة للطالب بطرح بحثه دلالة أيضا على وجود بحوث وتحقيقات مهمة ونافعة تستحق البحث والإنصات والمراجعة.
8- أن كثيرين كانوا حول العلامة الألباني (كالحلبي) ليس لديهم أدب العلم ومجالسه واحترام أهله، وهذا ملحوظ في هذا المقطع فتجدهم يقاطعون كلام العلامة الألباني ويتكلمون في المجلس بلا إذنه وسماحه ويتعقبون من جاء ليتكلم مع العلامة ويحشرون أنوفهم ويتقحمون بلا أدنى أدب، وقد ظهر سوء أدبهم في أبشع صوره بعد وفاته رحمه الله تعالى وتكشف أمرهم حين ناصحهم ونبههم العلامة الربيع حفظه الله تعالى.
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
في هذا المقطع:
1- خلاصات جيدة عن حقيقة مقتل عثمان وموقف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم القائم على طاعة ولي الأمر.
2- مدى الدس والتحريف والتقليد الأعمى وتلقف الجهال والضعفاء في هذه الفتنة وأيادي الشيعة الرافضة في تحريف هذه الحقائق والمواقف كالواقدي وسيف بن محمد والخ.
3- تواضع العلامة الألباني رحمه الله ورحابة صدره في مراجعة الطالب والاستماع له.
4- دقة علمه وقوته رحمه الله وقوة عربيته ونقده.
5- أسئلته الموجهة للطالب تدل على عمقه وفقهه وكذا تفيد الطلاب أن يسألوا ويفقهوا ماهو نافع ومحور في مسائل العلم.
6- وفيه أن كثيراً من الرسائل العلمية الجامعية كالماجستير و الدكتوراة تحتاج إلى مراجعات وتنبيهات وعلم قوي لتوجيهها وتصحيحها حتى في أبسط المسائل فالعلامة رحمه الله تعقب الكاتب والمحقق في عدة مسائل مهمة مررها وتغافل عنها أو لم يدركها الكاتب والمشرف والمناقش فالعلم النافع أوسع وأعمق، وفضل الله يؤتيه من يشاء.
7- سماح العلامة للطالب بطرح بحثه دلالة أيضا على وجود بحوث وتحقيقات مهمة ونافعة تستحق البحث والإنصات والمراجعة.
8- أن كثيرين كانوا حول العلامة الألباني (كالحلبي) ليس لديهم أدب العلم ومجالسه واحترام أهله، وهذا ملحوظ في هذا المقطع فتجدهم يقاطعون كلام العلامة الألباني ويتكلمون في المجلس بلا إذنه وسماحه ويتعقبون من جاء ليتكلم مع العلامة ويحشرون أنوفهم ويتقحمون بلا أدنى أدب، وقد ظهر سوء أدبهم في أبشع صوره بعد وفاته رحمه الله تعالى وتكشف أمرهم حين ناصحهم ونبههم العلامة الربيع حفظه الله تعالى.
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
[سؤالٌ وجواب]
📃 هل يُعتبر ما تقوم به بعض الفصائل الفلسطينية (مثل حركة حماس) وغيرها جهاداً شرعياً؟
يجيب فضيلة الشيخ
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله ورعاه-
⛓️ رابط الصوتية:
https://archive.org/download/bayan-7al-7amas/Bayan_7al_7amas.mp3
🗃الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
📃 هل يُعتبر ما تقوم به بعض الفصائل الفلسطينية (مثل حركة حماس) وغيرها جهاداً شرعياً؟
يجيب فضيلة الشيخ
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله ورعاه-
⛓️ رابط الصوتية:
https://archive.org/download/bayan-7al-7amas/Bayan_7al_7amas.mp3
🗃الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
[سئل شيخنا نزار بن هاشم العبّاس -حفظه الله-عن نصيحة للمسلمين تجاه ما يحصل في أرض فلسطين -حفظها الله من شر الأعداء-.]
فأجاب:
«أسأل الله أن يحفظ أهلَ فلسطين وأهل غزة وأن يرفع عنهم المحنة ويدفع عنهم شرَّ عدوهم اليهودي وعدوَّ المسلمين وأن يتولاهم ويكفَّ كل ذي شرٍ عنهم.
وعلى المسلمين دعاءُ الله لهم بكل خير وبالعافية والسلامة، والوقوفُ معهم ببذل ما يعينهم على مجابهة هذه المحنة، وأن يكونوا مع ولاة أمر المسلمين مع الدعاء لهم بالخير والتوفيق في سعيهم في علاجِ وحلِّ هذه النازلة ودفعِ شرها، وعلاجِ ما أحدثته مجازفات حركة حماس وغيرها وتهورها وتصرفاتها غير الحكيمة وغير الرشيدة واستجابتها لاستخفافِ الروافض الشيعة لهم ومكرِهم بهم وزجهم لهم في هذه الحرب التي تضرر منها المسلمون الأبرياء (بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم وشبابهم) بالإبادة والقتل والإذلال والتهجير والتدمير.
فعلى المسلمين في فلسطين وغيرها أن يعوا ويتفطنوا لهذا المخطط والخداع والمكر (الذي يحيكه اليهود مع الروافض الشيعة وأذيالهم وأياديهم في المنطقة للتمكين لليهود والروافض في أرض المسلمين واستعمارها وإذلال وتدمير أهلها) وذلك بالرجوع إلى الله ودعائه واستغفاره وتعلم دينه وفقهه وتحقيق العلم والعمل بالإيمان والتوحيد وأحكام الإسلام وفق منهج السلف الصالح، وإعداد النفوس بذلك السلاح الأعظم للتهيئة والإعداد لحمل سلاح السنان بالجهاد في سبيل الله -على ما شرعه الله تعالى- حين سنوح فرصته وأوانه القريب إن شاء الله بعيداً عن العواطف والتهورات والمجازفات والحزبيات المضللة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.»
انتهى جوابه -وفقه الله-
٣٠/ربيع الثاني/١٤٤٥
١٤/نوفمبر/٢٠٢٣
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
فأجاب:
«أسأل الله أن يحفظ أهلَ فلسطين وأهل غزة وأن يرفع عنهم المحنة ويدفع عنهم شرَّ عدوهم اليهودي وعدوَّ المسلمين وأن يتولاهم ويكفَّ كل ذي شرٍ عنهم.
وعلى المسلمين دعاءُ الله لهم بكل خير وبالعافية والسلامة، والوقوفُ معهم ببذل ما يعينهم على مجابهة هذه المحنة، وأن يكونوا مع ولاة أمر المسلمين مع الدعاء لهم بالخير والتوفيق في سعيهم في علاجِ وحلِّ هذه النازلة ودفعِ شرها، وعلاجِ ما أحدثته مجازفات حركة حماس وغيرها وتهورها وتصرفاتها غير الحكيمة وغير الرشيدة واستجابتها لاستخفافِ الروافض الشيعة لهم ومكرِهم بهم وزجهم لهم في هذه الحرب التي تضرر منها المسلمون الأبرياء (بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم وشبابهم) بالإبادة والقتل والإذلال والتهجير والتدمير.
فعلى المسلمين في فلسطين وغيرها أن يعوا ويتفطنوا لهذا المخطط والخداع والمكر (الذي يحيكه اليهود مع الروافض الشيعة وأذيالهم وأياديهم في المنطقة للتمكين لليهود والروافض في أرض المسلمين واستعمارها وإذلال وتدمير أهلها) وذلك بالرجوع إلى الله ودعائه واستغفاره وتعلم دينه وفقهه وتحقيق العلم والعمل بالإيمان والتوحيد وأحكام الإسلام وفق منهج السلف الصالح، وإعداد النفوس بذلك السلاح الأعظم للتهيئة والإعداد لحمل سلاح السنان بالجهاد في سبيل الله -على ما شرعه الله تعالى- حين سنوح فرصته وأوانه القريب إن شاء الله بعيداً عن العواطف والتهورات والمجازفات والحزبيات المضللة.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.»
انتهى جوابه -وفقه الله-
٣٠/ربيع الثاني/١٤٤٥
١٤/نوفمبر/٢٠٢٣
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
نصيحةٌ عظيمةٌ مِن الإمامِ ابنِ بازٍ -رحمه الله-
إلى قَادَةِ الدُّوَلِ العَربيَّة والإِسلاميَّة
" حَضَرات أصحاب الجلالة والفخامة من قادة الدول العربية، وفقهم الله لما فيه رضاه وصلاح أمر عباده آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد:
فبمناسبة هذا الاجتماع العظيم الذي تُعلِّقُ عليه الشعوب العربية والأمَّة الإسلامية الآمالَ الكبيرةَ لإزالة آثار العدوان اليهودي، والقضاء على عصابات الصهاينة، واسترجاع الأرض السَّليبة من أيديهم، رأيت أنه من الحق عليَّ نصحا لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولكم أيُّها القادة، وإسهاما في الإصلاح العام، ومعذرة إلى الله عز وجل أن أبعث إلى حضراتكم من الجامعة الإسلامية في بلد المصطفى صلى الله عليه وسلم الوصايا التالية:
■ أولاً: تقوى الله عز وجل في جميع الأمور، والتواصي بالاستقامة على دينه، وتحكيم شريعته والتحاكم إليها، ومحاربة ما خالفها من المبادئ والأعمال؛ لأنكم قادة العرب والمسلمين، وبصلاحكم واجتماع كلمتكم على الهدى يُصلِحُ الله شعوبكم وسائر المسلمين إن شاء الله، وتعلمون جميعا أنه لا عزة لكم، ولا منعة، ولا هيبة، ولا انتصارا مُحققًا ومضمونًا على الأعداء إلا بالتمسك بالإسلام وتحكيمه والتحاكم إليه، كما جرى على ذلك سلفكم الصالح ؛ فأيَّدهم الله ونصرهم كما وعدهم سبحانه في قوله: ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) [محمد:٧] وفي الإسلام حل لجميع المشاكل، وإصلاح لجميع الشئون، وتحقيق العدالة بين الجميع بأكمل معانيها إذا صلح القصد، وبذلت الجهود، ووُسِّدت الأمور إلى أهلها.
■ ثانياً: التسامح وصفاء القلوب وتوحيد الصف واتفاق الكلمة على هدف واحد، وهو اتباع الشريعة وترك ما خالفها، والعمل على إزالة أثر العدوان اليهودي، والقضاء على ما يُسمَّى بدولة إسرائيل نهائيا، وتكاتف جميع الجهود والقوى لهذا الغرض النبيل، مع الاستعانة بالله والاستنصار به في ذلك، عملا بقول الله سبحانه: ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) [الأنفال:٦٠] وقوله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ) [النساء:٧١] وما جاء في هذا المعنى من الآيات والأحاديث.
■ ثالثاً: تكوين جيش مشترك قوي مُوحَّد مُجهَّز بأكمل الأسلحة الممكنة تحت قيادة مُوحَّدَة أمينة مرضية من الجميع، تستند إلى مجلس شورى مُكوَّن من وزراء الدفاع وأركان الجيش في جميع الدول العربية، ومن أحب أن ينضم إليها من الدول الإسلامية؛ ليسير المجلس في جميع شُئونه على قواعد ثابتة وأسس مدروسة من الجميع رجاء بأن يحقق الغرض المطلوب.
ولا يخفي على حضراتكم ما في هذا المجلس من الخير العظيم والحيطة والسير على هدي الشريعة وتعاليمها الحكيمة، والعمل بقول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) [آل عمران:١٥٩] وقوله سبحانه في وصف المؤمنين: ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) [الشورى:٣٨].
■ رابعًا: الحِياد التام ، وعدم الانحياز إلى كتلة شرقية أو غربية،وبذل الجهود على أن تكونوا كتلة مستقلة، تستفيد من خبراتِ غيرِها وسلاحِه من غير انحيازٍ أو تدخُّلٍ من الغير في شئونها الداخلية أو الخارجية، ولا يخفى أن هذا الحِياد أقرب إلى السلامة في الدين والدنيا، وأكمل في العزة والكرامة والهيبة، وأسلم من تدخل الأعداء في شئونكم والاطلاع على أسراركم.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه قال لرجل أراد أن يغزو معه يوم بدر : هل أسلمت ؟ قال : لا، قال: ارجع فلن نستعين بمشرك) مع أنه صلى الله عليه وسلم استأجر دليلا مُشرِكًا في طريق الهجرة، واستعار من بعض المشركين دروعا يوم حُنين، فدلَّ ذلك على أن الاستعانة بسلاح الأعداء والاستفادة من خبرتهم لا مانع منهما وليستا بداخلتين في الاستعانة التي نفاها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السَّابق إذا لم يكن لهم دخل في شئوننا ولا مُشاركة في الجيش.
هذا ما بَدَا لي عرضه على حضراتكم على سبيل الإشارة والإيجاز، والله المسئول أن يُصلِح قلوبَكم وأعمالَكم، ويُسدِّد خُطاكم، ويجمع كلمتَكم على ما فيه سعادتكم وسعادة المسلمين جميعًا وانتصاركم على عدوِّكم، إنَّه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نائب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المُنوَّرة
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز "(١)
_
(١) بعث بها سماحته في شهر جمادى الأولى من عام ١٣٨٧ هـ أيام كان يشغل منصب نائب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة النبويَّة.
📚 ويُنظر "مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز رحمه الله" (٦/ ٨٢).
■ https://www.tgoop.com/Alhilali_ataassilia/1132
🌐 وهي على الموقع الرسمي لسماحة الشيخ رحمه الله تعالى:
https://binbaz.org.sa/speeches/264/%D9%86%D8%B5%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9
إلى قَادَةِ الدُّوَلِ العَربيَّة والإِسلاميَّة
" حَضَرات أصحاب الجلالة والفخامة من قادة الدول العربية، وفقهم الله لما فيه رضاه وصلاح أمر عباده آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد:
فبمناسبة هذا الاجتماع العظيم الذي تُعلِّقُ عليه الشعوب العربية والأمَّة الإسلامية الآمالَ الكبيرةَ لإزالة آثار العدوان اليهودي، والقضاء على عصابات الصهاينة، واسترجاع الأرض السَّليبة من أيديهم، رأيت أنه من الحق عليَّ نصحا لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولكم أيُّها القادة، وإسهاما في الإصلاح العام، ومعذرة إلى الله عز وجل أن أبعث إلى حضراتكم من الجامعة الإسلامية في بلد المصطفى صلى الله عليه وسلم الوصايا التالية:
■ أولاً: تقوى الله عز وجل في جميع الأمور، والتواصي بالاستقامة على دينه، وتحكيم شريعته والتحاكم إليها، ومحاربة ما خالفها من المبادئ والأعمال؛ لأنكم قادة العرب والمسلمين، وبصلاحكم واجتماع كلمتكم على الهدى يُصلِحُ الله شعوبكم وسائر المسلمين إن شاء الله، وتعلمون جميعا أنه لا عزة لكم، ولا منعة، ولا هيبة، ولا انتصارا مُحققًا ومضمونًا على الأعداء إلا بالتمسك بالإسلام وتحكيمه والتحاكم إليه، كما جرى على ذلك سلفكم الصالح ؛ فأيَّدهم الله ونصرهم كما وعدهم سبحانه في قوله: ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) [محمد:٧] وفي الإسلام حل لجميع المشاكل، وإصلاح لجميع الشئون، وتحقيق العدالة بين الجميع بأكمل معانيها إذا صلح القصد، وبذلت الجهود، ووُسِّدت الأمور إلى أهلها.
■ ثانياً: التسامح وصفاء القلوب وتوحيد الصف واتفاق الكلمة على هدف واحد، وهو اتباع الشريعة وترك ما خالفها، والعمل على إزالة أثر العدوان اليهودي، والقضاء على ما يُسمَّى بدولة إسرائيل نهائيا، وتكاتف جميع الجهود والقوى لهذا الغرض النبيل، مع الاستعانة بالله والاستنصار به في ذلك، عملا بقول الله سبحانه: ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) [الأنفال:٦٠] وقوله عز وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ) [النساء:٧١] وما جاء في هذا المعنى من الآيات والأحاديث.
■ ثالثاً: تكوين جيش مشترك قوي مُوحَّد مُجهَّز بأكمل الأسلحة الممكنة تحت قيادة مُوحَّدَة أمينة مرضية من الجميع، تستند إلى مجلس شورى مُكوَّن من وزراء الدفاع وأركان الجيش في جميع الدول العربية، ومن أحب أن ينضم إليها من الدول الإسلامية؛ ليسير المجلس في جميع شُئونه على قواعد ثابتة وأسس مدروسة من الجميع رجاء بأن يحقق الغرض المطلوب.
ولا يخفي على حضراتكم ما في هذا المجلس من الخير العظيم والحيطة والسير على هدي الشريعة وتعاليمها الحكيمة، والعمل بقول الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ) [آل عمران:١٥٩] وقوله سبحانه في وصف المؤمنين: ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) [الشورى:٣٨].
■ رابعًا: الحِياد التام ، وعدم الانحياز إلى كتلة شرقية أو غربية،وبذل الجهود على أن تكونوا كتلة مستقلة، تستفيد من خبراتِ غيرِها وسلاحِه من غير انحيازٍ أو تدخُّلٍ من الغير في شئونها الداخلية أو الخارجية، ولا يخفى أن هذا الحِياد أقرب إلى السلامة في الدين والدنيا، وأكمل في العزة والكرامة والهيبة، وأسلم من تدخل الأعداء في شئونكم والاطلاع على أسراركم.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه قال لرجل أراد أن يغزو معه يوم بدر : هل أسلمت ؟ قال : لا، قال: ارجع فلن نستعين بمشرك) مع أنه صلى الله عليه وسلم استأجر دليلا مُشرِكًا في طريق الهجرة، واستعار من بعض المشركين دروعا يوم حُنين، فدلَّ ذلك على أن الاستعانة بسلاح الأعداء والاستفادة من خبرتهم لا مانع منهما وليستا بداخلتين في الاستعانة التي نفاها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السَّابق إذا لم يكن لهم دخل في شئوننا ولا مُشاركة في الجيش.
هذا ما بَدَا لي عرضه على حضراتكم على سبيل الإشارة والإيجاز، والله المسئول أن يُصلِح قلوبَكم وأعمالَكم، ويُسدِّد خُطاكم، ويجمع كلمتَكم على ما فيه سعادتكم وسعادة المسلمين جميعًا وانتصاركم على عدوِّكم، إنَّه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نائب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المُنوَّرة
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز "(١)
_
(١) بعث بها سماحته في شهر جمادى الأولى من عام ١٣٨٧ هـ أيام كان يشغل منصب نائب رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة النبويَّة.
📚 ويُنظر "مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز رحمه الله" (٦/ ٨٢).
■ https://www.tgoop.com/Alhilali_ataassilia/1132
🌐 وهي على الموقع الرسمي لسماحة الشيخ رحمه الله تعالى:
https://binbaz.org.sa/speeches/264/%D9%86%D8%B5%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9
الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس pinned Deleted message
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📖 فوائد رمضانية | أمور يظنُّ كثير من المسلمين أنها تُفطِّر وهي لا تُفطِّر..
🎙️ لفضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله
🎙️ لفضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📖 فوائد رمضانية | التَّحذير من العمل بما يسمَّى (إمساكية رمضان)
🎙️ لفضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله
🎙️ لفضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📖 فوائد رمضانية | إنكار ما يفعله بعض الشباب -هداهم الله- لإيقاظ الناس لطعام السحور وما يقوله بعض المؤذّنين
🎙️ لفضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله
🎙️ لفضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📖 فوائد رمضانية | الحامل والمرضع إذا أفطرتا في رمضان عليهما الفدية والكفارة ولا قضاء عليهما
🎙️ لفضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله
🎙️ لفضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
📖 فوائد رمضانية | التحذير من التهاون في صلاة المغرب جماعة في المسجد في رمضان
🎙️ لفضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله
🎙️ لفضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه أهل الإيمان
إلى أنَّ السلطان يُعمَل بِقولِه في تثويب الأذان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛
فالصحيح الذي يَترجَّح بالدليل -ورَجَّحه جماعةٌ من أهل العلم- أنَّ التثويب إنَّما يكون في الأذان الثاني عند دخول الفجر الصادق وهو الأذان الذي قبل إقامة الصلاة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال كما في حديث أبي محذورة: "فإن كان صلاة الصبح قلتَ: الصلاة خيرٌ من النوم، الصلاة خيرٌ من النوم". وفي روايةٍ: "الصلاة خيرٌ من النوم، الصلاة خيرٌ من النوم في الأُولى من الصبح" [سنن أبي داود (٥٠٠، ٥٠١)].
فالحديث أفاد بوضوح:
(١) أنَّ المؤذن لا يُثوِّب فيقول: "الصلاة خيرٌ من النوم" إلا إذا دَخَل وقت الصبح والفجر الصادق وحَلَّ وقتُ الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "فإن كان صلاة الصبح"، فهذا تصريحٌ واضحٌ وتأكيدٌ ظاهرٌ أنَّ التثويب إنما يكون ويقال بعد دخول وقت الفجر والصبح لا بالليل.
(٢) أنَّ أذان الصبح والفجر الصادق سمَّاه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأذان الأول، ويَليه إِذَن أذانٌ ثانٍ وهو نداء وأذان الإقامة. ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "ما بين كل أذانين صلاةٌ"، وهذا لا يكون في أذان الليل الذي يَسبق الأذان الأول المنصوص عليه في هذا الحديث محل التثويب. ويؤكِّد هذا:
(٣) قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَمنعنَّ أحدَكم أذانُ بلالٍ فإنَّه؛ يؤذِّن بِلَيلٍ ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم" [صحيح البخاري (٦٢١)، صحيح مسلم (١٠٩٣)].
فهذا يؤكِّد أنَّ أذان بلال -رضي الله عنه- الذي كان يؤذِّنه قبل أذان الفجر الصادق والصبح في رمضان وغيره في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (كان بالليل) و(ليس فيه تثويب) كما يفعله البعضُ اليوم، وأنه لإيقاظ النائم لتهيئته لصلاة الفجر (التي لم يؤذَّن لها بعد)، ولأَجْل طعام سحوره في رمضان وتنبيه قائم الليل ليختم صلاته لأَجْل قُرْبِ خروج وقت صلاة الليل والنفل، ولِيأخذَ راحةً تُقوِّيه على صلاة الفجر، أو لأخذ نومةٍ أو اضطجاعةٍ تُعِينُه على الفرض الواجب. وهذا يفيد مسألةً مهمةً وتنبيهاً دقيقاً أيضاً: أنه لا مُبرِّر أو علة للقول الذي يرى أن التثويب بقول الصلاة خير من النوم في الأذان الأول قبل أذان الفجر الصادق لكي يستيقظ النائم لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين وأوضح أن أذان بلال بليل ولاعلاقة له بدخول الفجر الصادق والصلاة وكذلك من كان مستيقظا وحضر أذان الفجر الصادق (الأول) ينبه بالتثويب ألايرجع لنومه ومن كان نائما أن يستيقظ ويقاوم تخذيل وعقد الشيطان الرجيم
مستعينا بالله عليه فلايحصر إذن التعليل بجعل التثويب في الأذان الذي بالليل لنخالف النص الصريح هذا.
(٤) ثم إذا انضاف إلى هذا الدليل وغيرِه توجيهُ وليِّ الأمر وسلطانِ المسلمين وجِهة الاختصاص في سُلطته -مِن هيئة الأوقاف والشؤون الدينية أو شؤون المساجد- أن يكون التثويب في الأذان الثاني لِأَجْل هذه الأدلة، أو اختيارُه لِفَضّ النزاع والخلاف القولَ بالتثويب في الأذان الثاني؛ فإنَّ على الجميع -مِن مؤذِّنين ولِجان مساجد- العملَ بتوجيهه وتنفيذ أمره واختياره طاعةً لله وطاعةً لسلطانه كما أمَرَنا ربُّنا سبحانه بقوله: ((يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أطِيعُوا الله وأطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأمْرِ مِنكم فَإنْ تَنازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى الله والرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله واليَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وأحْسَنُ تَأْوِيلًا))، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن يُطِع الأمير فقد أطاعني، ومَن يعصِ الأمير فقد عصاني" [صحيح البخاري (٢٩٥٧)، صحيح مسلم (١٨٣٥)].
قال القَرافي المالكي -رحمه الله- في الفُروق (١٠٣/٢): "اعلم أنَّ حُكْمَ الحاكم في مسائل الاجتهاد يَرفع الخلاف، ويرجع المخالِف عن مذهبه لمذهب الحاكم، وتتغير فُتياه بعد الحُكم عما كانت عليه، على القول الصحيح من مذاهب العلماء..."، وقال أيضا (١٠٤/٢): "لولا ذلك لما استقرَّت للحكام قاعدةٌ ولَبَقِيَتْ الخصومات على حالها بعد الحُكم، وذلك يُوجب دوام التشاجر والتنازع وانتشار الفساد ودوام العناد، وهو منافٍ للحكمة التي لأجلها نُصِب الحكَّام". ويُنظَر الموافقات للشاطبي (٣٧٦/١).
وهذا مِن السمع والطاعة والتوقير والاحترام لولاة الأمر -وفقهم الله لكل خير-، وفي ذلك:
(٥) اجتماع الكلمة والصف، وعدم التشويش على المسلمين في وقت صلاة الفجر ووقت سحورهم وطعامهم في شهر رمضان المبارك؛ حيث يتشوَّش كثيرون ويضطربون ويَحرِمون أنفسهم مِن أكلِهم وشرابهم في السحور بالليل الذي شرعه الله لنا طعاماً مباركاً ليتقوَّى به الصائمون على صيامهم وطاعاتهم وأعمالهم في نهار رمضان..
تنبيه أهل الإيمان
إلى أنَّ السلطان يُعمَل بِقولِه في تثويب الأذان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛
فالصحيح الذي يَترجَّح بالدليل -ورَجَّحه جماعةٌ من أهل العلم- أنَّ التثويب إنَّما يكون في الأذان الثاني عند دخول الفجر الصادق وهو الأذان الذي قبل إقامة الصلاة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال كما في حديث أبي محذورة: "فإن كان صلاة الصبح قلتَ: الصلاة خيرٌ من النوم، الصلاة خيرٌ من النوم". وفي روايةٍ: "الصلاة خيرٌ من النوم، الصلاة خيرٌ من النوم في الأُولى من الصبح" [سنن أبي داود (٥٠٠، ٥٠١)].
فالحديث أفاد بوضوح:
(١) أنَّ المؤذن لا يُثوِّب فيقول: "الصلاة خيرٌ من النوم" إلا إذا دَخَل وقت الصبح والفجر الصادق وحَلَّ وقتُ الصلاة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "فإن كان صلاة الصبح"، فهذا تصريحٌ واضحٌ وتأكيدٌ ظاهرٌ أنَّ التثويب إنما يكون ويقال بعد دخول وقت الفجر والصبح لا بالليل.
(٢) أنَّ أذان الصبح والفجر الصادق سمَّاه النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأذان الأول، ويَليه إِذَن أذانٌ ثانٍ وهو نداء وأذان الإقامة. ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "ما بين كل أذانين صلاةٌ"، وهذا لا يكون في أذان الليل الذي يَسبق الأذان الأول المنصوص عليه في هذا الحديث محل التثويب. ويؤكِّد هذا:
(٣) قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَمنعنَّ أحدَكم أذانُ بلالٍ فإنَّه؛ يؤذِّن بِلَيلٍ ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم" [صحيح البخاري (٦٢١)، صحيح مسلم (١٠٩٣)].
فهذا يؤكِّد أنَّ أذان بلال -رضي الله عنه- الذي كان يؤذِّنه قبل أذان الفجر الصادق والصبح في رمضان وغيره في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (كان بالليل) و(ليس فيه تثويب) كما يفعله البعضُ اليوم، وأنه لإيقاظ النائم لتهيئته لصلاة الفجر (التي لم يؤذَّن لها بعد)، ولأَجْل طعام سحوره في رمضان وتنبيه قائم الليل ليختم صلاته لأَجْل قُرْبِ خروج وقت صلاة الليل والنفل، ولِيأخذَ راحةً تُقوِّيه على صلاة الفجر، أو لأخذ نومةٍ أو اضطجاعةٍ تُعِينُه على الفرض الواجب. وهذا يفيد مسألةً مهمةً وتنبيهاً دقيقاً أيضاً: أنه لا مُبرِّر أو علة للقول الذي يرى أن التثويب بقول الصلاة خير من النوم في الأذان الأول قبل أذان الفجر الصادق لكي يستيقظ النائم لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين وأوضح أن أذان بلال بليل ولاعلاقة له بدخول الفجر الصادق والصلاة وكذلك من كان مستيقظا وحضر أذان الفجر الصادق (الأول) ينبه بالتثويب ألايرجع لنومه ومن كان نائما أن يستيقظ ويقاوم تخذيل وعقد الشيطان الرجيم
مستعينا بالله عليه فلايحصر إذن التعليل بجعل التثويب في الأذان الذي بالليل لنخالف النص الصريح هذا.
(٤) ثم إذا انضاف إلى هذا الدليل وغيرِه توجيهُ وليِّ الأمر وسلطانِ المسلمين وجِهة الاختصاص في سُلطته -مِن هيئة الأوقاف والشؤون الدينية أو شؤون المساجد- أن يكون التثويب في الأذان الثاني لِأَجْل هذه الأدلة، أو اختيارُه لِفَضّ النزاع والخلاف القولَ بالتثويب في الأذان الثاني؛ فإنَّ على الجميع -مِن مؤذِّنين ولِجان مساجد- العملَ بتوجيهه وتنفيذ أمره واختياره طاعةً لله وطاعةً لسلطانه كما أمَرَنا ربُّنا سبحانه بقوله: ((يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أطِيعُوا الله وأطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأمْرِ مِنكم فَإنْ تَنازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلى الله والرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله واليَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وأحْسَنُ تَأْوِيلًا))، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن يُطِع الأمير فقد أطاعني، ومَن يعصِ الأمير فقد عصاني" [صحيح البخاري (٢٩٥٧)، صحيح مسلم (١٨٣٥)].
قال القَرافي المالكي -رحمه الله- في الفُروق (١٠٣/٢): "اعلم أنَّ حُكْمَ الحاكم في مسائل الاجتهاد يَرفع الخلاف، ويرجع المخالِف عن مذهبه لمذهب الحاكم، وتتغير فُتياه بعد الحُكم عما كانت عليه، على القول الصحيح من مذاهب العلماء..."، وقال أيضا (١٠٤/٢): "لولا ذلك لما استقرَّت للحكام قاعدةٌ ولَبَقِيَتْ الخصومات على حالها بعد الحُكم، وذلك يُوجب دوام التشاجر والتنازع وانتشار الفساد ودوام العناد، وهو منافٍ للحكمة التي لأجلها نُصِب الحكَّام". ويُنظَر الموافقات للشاطبي (٣٧٦/١).
وهذا مِن السمع والطاعة والتوقير والاحترام لولاة الأمر -وفقهم الله لكل خير-، وفي ذلك:
(٥) اجتماع الكلمة والصف، وعدم التشويش على المسلمين في وقت صلاة الفجر ووقت سحورهم وطعامهم في شهر رمضان المبارك؛ حيث يتشوَّش كثيرون ويضطربون ويَحرِمون أنفسهم مِن أكلِهم وشرابهم في السحور بالليل الذي شرعه الله لنا طعاماً مباركاً ليتقوَّى به الصائمون على صيامهم وطاعاتهم وأعمالهم في نهار رمضان..
فكم أَحدَثَ مَن يُخالِف هذا الأمر فتنةً وفوضى بين المسلمين وأَظهَرَ المخالفةَ المحرَّمة للسلطان علناً وشَقَّ صف المسلمين وجماعتهم في شعيرةٍ عظيمةٍ كان مِن أعظم حِكَم مشروعيتها وفرضِها جمعُ الكلمة وتوحيد المسلمين وتقويتهم على كل خير.
(٦) بل ليس من الحكمة في شيءٍ ولا من الفقه السليم الصحيح أن يُجعَلَ ما هو مشروعٌ ومستحبٌّ وما حَصَل فيه خلافٌ علميٌّ بين أهل العلم وفيه توجيهٌ واجبٌ مِن وليِّ الأمر سبباً لفتنة المسلمين وشقِّ عصاهم والتشويش عليهم وزَرْع الخلاف بينهم؛ فإن دِين الله قائمٌ على جلب المصالح ودرء المفاسد وغلقِ باب الفتن والشر؛ قال الله: ((إِنَّ الله لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))، ((وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)).
(٧) على المسلمين أن يغتنموا فرصة هذا الشهر العظيم المبارك بتصحيح المسار وجمع الكلمة على الحق؛ فإنَّ عبادة الله الصحيحة مِن صلاةٍ وصيامٍ وحجٍّ... إلخ توحِّد الأمَّة ((إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ))؛ فتوحيد الله، والإيمان به، والاعتقاد الصحيح، والعمل بسُنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- والبعد كل البعد عن كل ما يخالف شرع الله مِن الشرك ومَظاهره كبيره وصغيره والبدع والمحدَثات والمعاصي والشبهات والشهوات؛ يَجمع الأمَّة المسلمة في كل الدنيا على كل خيرٍ ويحفظها بفضل الله من كل سوءٍ وشرٍّ ويُعلِي قدرها ويُقوِّيها على عدوِّها ويجعلها أمَّةً مهابةً ((وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)).
وَفَّق الله الجميع لكل خيرٍ، وحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل شر، ونصَرَنا وأيَّدَنا على كل أعدائنا والخونة والمخذلين والمنافقين.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
والمشرِف على موقع راية السلف بالسودان
WWW.RSALAFS.COM
٢٧/ شعبان/ ١٤٤٥
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
(٦) بل ليس من الحكمة في شيءٍ ولا من الفقه السليم الصحيح أن يُجعَلَ ما هو مشروعٌ ومستحبٌّ وما حَصَل فيه خلافٌ علميٌّ بين أهل العلم وفيه توجيهٌ واجبٌ مِن وليِّ الأمر سبباً لفتنة المسلمين وشقِّ عصاهم والتشويش عليهم وزَرْع الخلاف بينهم؛ فإن دِين الله قائمٌ على جلب المصالح ودرء المفاسد وغلقِ باب الفتن والشر؛ قال الله: ((إِنَّ الله لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ))، ((وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا)).
(٧) على المسلمين أن يغتنموا فرصة هذا الشهر العظيم المبارك بتصحيح المسار وجمع الكلمة على الحق؛ فإنَّ عبادة الله الصحيحة مِن صلاةٍ وصيامٍ وحجٍّ... إلخ توحِّد الأمَّة ((إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ))؛ فتوحيد الله، والإيمان به، والاعتقاد الصحيح، والعمل بسُنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- والبعد كل البعد عن كل ما يخالف شرع الله مِن الشرك ومَظاهره كبيره وصغيره والبدع والمحدَثات والمعاصي والشبهات والشهوات؛ يَجمع الأمَّة المسلمة في كل الدنيا على كل خيرٍ ويحفظها بفضل الله من كل سوءٍ وشرٍّ ويُعلِي قدرها ويُقوِّيها على عدوِّها ويجعلها أمَّةً مهابةً ((وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)).
وَفَّق الله الجميع لكل خيرٍ، وحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل شر، ونصَرَنا وأيَّدَنا على كل أعدائنا والخونة والمخذلين والمنافقين.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية
والمشرِف على موقع راية السلف بالسودان
WWW.RSALAFS.COM
٢٧/ شعبان/ ١٤٤٥
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
Telegram
الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس
shnizaralabbas
📜رسالةٌ مختصرةٌ
في أحكام الصيام
🖋 بِقلم
فضيلة الشيخ
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله ورعاه-
▪︎محتويات الرسالة:
• مقدمةٌ وتمهيد.
• تنبيهٌ وتذكيرٌ مهم (في وجوب تحقيق التوحيد).
• فَرْضيَّة الصوم.
• فضل الصوم.
• أصناف الناس في الصيام.
• بماذا يَثبت دخول شهر رمضان؟
• تعريف الصوم.
• وصف يوم الصيام، وما فيه من أحكام، وما يتعلق به من آداب.
• مفسدات الصوم.
• أمورٌ لا حرج مِن فعلها ولا تؤثِّر على الصيام.
• مِن آداب الصيام.
• تنبيهٌ وتذكير (في زكاة الفطر).
📖 لتحميل الرسالة (PDF):
https://archive.org/download/a-7kam-alsiyam_202403/A7kam_alsiyam.pdf
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
في أحكام الصيام
🖋 بِقلم
فضيلة الشيخ
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله ورعاه-
▪︎محتويات الرسالة:
• مقدمةٌ وتمهيد.
• تنبيهٌ وتذكيرٌ مهم (في وجوب تحقيق التوحيد).
• فَرْضيَّة الصوم.
• فضل الصوم.
• أصناف الناس في الصيام.
• بماذا يَثبت دخول شهر رمضان؟
• تعريف الصوم.
• وصف يوم الصيام، وما فيه من أحكام، وما يتعلق به من آداب.
• مفسدات الصوم.
• أمورٌ لا حرج مِن فعلها ولا تؤثِّر على الصيام.
• مِن آداب الصيام.
• تنبيهٌ وتذكير (في زكاة الفطر).
📖 لتحميل الرسالة (PDF):
https://archive.org/download/a-7kam-alsiyam_202403/A7kam_alsiyam.pdf
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
[تنبيهاتٌ مهمة في صوم الحامل والمرضع]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإن الله تعالى قد جعل للحامل والمُرضع عدة أحكامٍ في الشرع، والشرع هو القرآن والسنة.
أولاً:
قال الله تعالى: ((وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ)) فهذه آيةٌ عظيمةٌ في سورة البقرة تفيد أن الطفل ترضعه أمه سنتين كاملتين. هذا الأصل، لكن لا حرج مِن فَطمه قبل ذلك؛
١- إذا تمكن من الأكل واعتمد عليه.
٢- أو حصل للأم ضررٌ بالرضاعة الطويلة.
٣- أو منَعها الطب من مواصلة الرضاعة.
٤- أو كان في لبنها ما يضر الطفل.
٥- أو كان في الطفل وضعٌ صحِّيٌّ أو خَلقيٌّ يتضرر بسببه من لبن أمه أو بما يدخل في لبنها بسبب غذائها وطعامها فيتضرر به.
فهذه أعذارٌ معتبرةٌ شرعاً لفطام الرُّضَّع.
ثانياً:
أما امتناع المرأة المرضع من إرضاع طفلها بلا سببٍ ولا عذرٍ معتبر شرعاً كما في النقطة السابقة؛ فهي ها هنا قد تأثم ومتوعَّدة بالعقاب، فقد ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فيما رأى في نار جهنم نساء تنهش الحيَّاتُ ثُدِيَّهنَّ فقال: ما بالُ هؤلاء؟ فقيل له: "هؤلاءِ اللّاتي يمنَعْنَ أولادَهنَّ ألبانَهنَّ" [أخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب].
فمَنْعُ الرضيع لبَنه مِن أمه أمرٌ مخيفٌ؛ لشدة حاجة وضرورة الطفل الرضيع لهذا اللبن والذي خلقه الله عز وجل له.
ثالثاً:
لأجل مصلحة هذا الرضيع الواجبة والحفاظ على حياة الأطفال الأجنة في بطون الأمهات رَحِمَ الله النساء الحاملات والمرضعات برحمته الواسعة؛ فرخَّص لهن الفطر في رمضان وعدم الصيام، ولم يأمرهن بالقضاء بل وجَّههن إلى الفطر وإخراج الكفارة بفدية طعامٍ يعطى للمساكين.
قال الله تعالى: ((وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين)) ومعنى (يطيقونه) أي يشق عليهم ويحصل به ضررٌ عليهم أو على غيرهم ممن يتصل بهن من جنينٍ أو رضيعٍ، كما فسَّره ابن عباس رضي الله عنه حبر القرآن أن الحامل والمرضع من الذين يطيقونه، وكذا كبار السن والعاجزين من الرجال والنساء والمرضى الذين يستمر بهم المرض ولا يرتفع عنهم، هؤلاء جميعاً يفطرون رمضان ويكفرون بفدية طعامٍ للمساكين عن كل يومٍ أفطروه، كلٌّ بحسب حاله يخرج مداً أو صاعاً أو نصف صاع من الطعام الذي يأكله أولئك المساكين من قمحٍ أو ذرةٍ أو تمرٍ أو دخنٍ أو زبيبٍ أو أرزٍ.
وهذه الكفارة لا يجوز إخراجها نقداً مالياً؛ لأن الله أمر بإخراجها طعاماً كزكاة الفطر تماماً.
رابعاً:
وقد ورد في السنة الصحيحة ما يؤكد ويقرر ما جاء في القرآن مِن رحمة الله الواسعة بالنساء الحاملات والمرضعات وأن الله أسقط عنهن ولم يوجب عليهن الصوم فقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله تَعَالَى وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلَاةِ، وَعَنِ الْحَامِلِ أَوِ الْمُرْضِعِ الصَّوْمَ أَوِ الصِّيَامَ" [أخرجه أصحاب السنن الأربعة والإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني].
(وَضَعَ) أي أَسقط حكم وجوب الصوم ورخص في الفطر لهن.
وهذا حديثٌ عظيمٌ صريحٌ كالشمس في هذه المسألة، ويفض ويحل النزاع الذي بين أهل الفقه، ويرجح المذهب الحق الفاصل الذي ذهب إليه جماعةٌ من الصحابة وأهل العلم أن الحامل والمرضع لا صيام عليهما ولا قضاء، وإنما عليهما الفدية والكفارة كما بيَّنَتْه آية البقرة السابقة ((فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين))، وأنه لا دليل مطلقاً لمن خالف هذا وأوجب عليهما القضاء -أو القضاء والكفارة معاً- جاعلاً حكمهما كحكم المريض الذي إن أفطر في رمضان فعليه القضاء! وهذا قياسٌ وحكمٌ لا يصح؛ لأن الحمل أو الرضاع ليس بمرضٍ وإنما حالٌ خاص ونعمة من الله لها حكمها الخاص بينه الله في كتابه، والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته، وكذا صحابته رضي الله عنهم كابن عمر رضي الله عنهما فقد كانت له بنتٌ تحت رجلٍ من قريشٍ وكانت حاملًا فأصابها عطشٌ في رمضانَ فأمرها ابنُ عمرَ أن تُفطر وتُطعم عن كلِّ يومٍ مسكيناً [أخرجه الدارقطني وصححه، وكذا صححه الألباني في إرواء الغليل].
فهذه نقاطٌ مختصرةٌ توضح حكم الحامل والمرضع في رمضان وترفع الإشكال الذي يكثر السؤال عنه إن شاء الله.
أما من تقول أو يقال لها -في مخالفة هذه النصوص-: قضاء رمضان صعبٌ وشديدٌ! فتخالف هذه النصوص وتتعمد الصيام غير مباليةٍ بنفسها ولا بجنين بطنها ورضيعها خوفاً من القضاء!!
فيقال لها ولهم: مَن أوجب عليها الصيام أصلاً؟! حتى يوجب عليها القضاء أو توجبه على نفسها؟! فهذا الصنيع من الغلو والحرج والآصار الذي يخالف سماحة الإسلام ويُسره؛ قال الله ((وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ))، وقال: ((لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)).
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
٢/ رمضان/ ١٤٤١
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإن الله تعالى قد جعل للحامل والمُرضع عدة أحكامٍ في الشرع، والشرع هو القرآن والسنة.
أولاً:
قال الله تعالى: ((وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ)) فهذه آيةٌ عظيمةٌ في سورة البقرة تفيد أن الطفل ترضعه أمه سنتين كاملتين. هذا الأصل، لكن لا حرج مِن فَطمه قبل ذلك؛
١- إذا تمكن من الأكل واعتمد عليه.
٢- أو حصل للأم ضررٌ بالرضاعة الطويلة.
٣- أو منَعها الطب من مواصلة الرضاعة.
٤- أو كان في لبنها ما يضر الطفل.
٥- أو كان في الطفل وضعٌ صحِّيٌّ أو خَلقيٌّ يتضرر بسببه من لبن أمه أو بما يدخل في لبنها بسبب غذائها وطعامها فيتضرر به.
فهذه أعذارٌ معتبرةٌ شرعاً لفطام الرُّضَّع.
ثانياً:
أما امتناع المرأة المرضع من إرضاع طفلها بلا سببٍ ولا عذرٍ معتبر شرعاً كما في النقطة السابقة؛ فهي ها هنا قد تأثم ومتوعَّدة بالعقاب، فقد ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فيما رأى في نار جهنم نساء تنهش الحيَّاتُ ثُدِيَّهنَّ فقال: ما بالُ هؤلاء؟ فقيل له: "هؤلاءِ اللّاتي يمنَعْنَ أولادَهنَّ ألبانَهنَّ" [أخرجه ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب].
فمَنْعُ الرضيع لبَنه مِن أمه أمرٌ مخيفٌ؛ لشدة حاجة وضرورة الطفل الرضيع لهذا اللبن والذي خلقه الله عز وجل له.
ثالثاً:
لأجل مصلحة هذا الرضيع الواجبة والحفاظ على حياة الأطفال الأجنة في بطون الأمهات رَحِمَ الله النساء الحاملات والمرضعات برحمته الواسعة؛ فرخَّص لهن الفطر في رمضان وعدم الصيام، ولم يأمرهن بالقضاء بل وجَّههن إلى الفطر وإخراج الكفارة بفدية طعامٍ يعطى للمساكين.
قال الله تعالى: ((وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين)) ومعنى (يطيقونه) أي يشق عليهم ويحصل به ضررٌ عليهم أو على غيرهم ممن يتصل بهن من جنينٍ أو رضيعٍ، كما فسَّره ابن عباس رضي الله عنه حبر القرآن أن الحامل والمرضع من الذين يطيقونه، وكذا كبار السن والعاجزين من الرجال والنساء والمرضى الذين يستمر بهم المرض ولا يرتفع عنهم، هؤلاء جميعاً يفطرون رمضان ويكفرون بفدية طعامٍ للمساكين عن كل يومٍ أفطروه، كلٌّ بحسب حاله يخرج مداً أو صاعاً أو نصف صاع من الطعام الذي يأكله أولئك المساكين من قمحٍ أو ذرةٍ أو تمرٍ أو دخنٍ أو زبيبٍ أو أرزٍ.
وهذه الكفارة لا يجوز إخراجها نقداً مالياً؛ لأن الله أمر بإخراجها طعاماً كزكاة الفطر تماماً.
رابعاً:
وقد ورد في السنة الصحيحة ما يؤكد ويقرر ما جاء في القرآن مِن رحمة الله الواسعة بالنساء الحاملات والمرضعات وأن الله أسقط عنهن ولم يوجب عليهن الصوم فقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الله تَعَالَى وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلَاةِ، وَعَنِ الْحَامِلِ أَوِ الْمُرْضِعِ الصَّوْمَ أَوِ الصِّيَامَ" [أخرجه أصحاب السنن الأربعة والإمام أحمد في مسنده، وصححه الألباني].
(وَضَعَ) أي أَسقط حكم وجوب الصوم ورخص في الفطر لهن.
وهذا حديثٌ عظيمٌ صريحٌ كالشمس في هذه المسألة، ويفض ويحل النزاع الذي بين أهل الفقه، ويرجح المذهب الحق الفاصل الذي ذهب إليه جماعةٌ من الصحابة وأهل العلم أن الحامل والمرضع لا صيام عليهما ولا قضاء، وإنما عليهما الفدية والكفارة كما بيَّنَتْه آية البقرة السابقة ((فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين))، وأنه لا دليل مطلقاً لمن خالف هذا وأوجب عليهما القضاء -أو القضاء والكفارة معاً- جاعلاً حكمهما كحكم المريض الذي إن أفطر في رمضان فعليه القضاء! وهذا قياسٌ وحكمٌ لا يصح؛ لأن الحمل أو الرضاع ليس بمرضٍ وإنما حالٌ خاص ونعمة من الله لها حكمها الخاص بينه الله في كتابه، والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته، وكذا صحابته رضي الله عنهم كابن عمر رضي الله عنهما فقد كانت له بنتٌ تحت رجلٍ من قريشٍ وكانت حاملًا فأصابها عطشٌ في رمضانَ فأمرها ابنُ عمرَ أن تُفطر وتُطعم عن كلِّ يومٍ مسكيناً [أخرجه الدارقطني وصححه، وكذا صححه الألباني في إرواء الغليل].
فهذه نقاطٌ مختصرةٌ توضح حكم الحامل والمرضع في رمضان وترفع الإشكال الذي يكثر السؤال عنه إن شاء الله.
أما من تقول أو يقال لها -في مخالفة هذه النصوص-: قضاء رمضان صعبٌ وشديدٌ! فتخالف هذه النصوص وتتعمد الصيام غير مباليةٍ بنفسها ولا بجنين بطنها ورضيعها خوفاً من القضاء!!
فيقال لها ولهم: مَن أوجب عليها الصيام أصلاً؟! حتى يوجب عليها القضاء أو توجبه على نفسها؟! فهذا الصنيع من الغلو والحرج والآصار الذي يخالف سماحة الإسلام ويُسره؛ قال الله ((وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ))، وقال: ((لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)).
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
٢/ رمضان/ ١٤٤١
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
Telegram
الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس
shnizaralabbas
[من الإرشيف]
📜سلسلة توجيهات للصائمين📜
(رمضان ١٤٣٩)
🎙لفضيلة الشيخ
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله-
عدد المواد (٧ مجالس)
صفحة التسجيلات (من موقع راية السلف بالسودان):
https://rsalafs.com/?audio=توجيهات-للصائمين-المجلس-السابع
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
📜سلسلة توجيهات للصائمين📜
(رمضان ١٤٣٩)
🎙لفضيلة الشيخ
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله-
عدد المواد (٧ مجالس)
صفحة التسجيلات (من موقع راية السلف بالسودان):
https://rsalafs.com/?audio=توجيهات-للصائمين-المجلس-السابع
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
[من الإرشيف]
📖 المجالس الرمضانية بمسجد الفرقان
(رمضان ١٤٣٩)
🎙لفضيلة الشيخ
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله-
عدد المواد (٣ مجالس)
المجلس الأول:
https://archive.org/download/word_After_Friday_sermon_2-9-1439/word_After_Friday_sermon_2-9-1439.mp3
المجلس الثاني:
https://archive.org/download/QuestionsAboutFastingAfterFridaySermon991439/Questions_about_fasting_After_Friday_Sermon_9_9_1439.mp3
المجلس الثالث:
https://archive.org/download/QuestionsAboutFastingAfterFridaySermon991439/Questions_about_fasting_After_Friday_Sermon_9_9_1439.mp3
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
📖 المجالس الرمضانية بمسجد الفرقان
(رمضان ١٤٣٩)
🎙لفضيلة الشيخ
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله-
عدد المواد (٣ مجالس)
المجلس الأول:
https://archive.org/download/word_After_Friday_sermon_2-9-1439/word_After_Friday_sermon_2-9-1439.mp3
المجلس الثاني:
https://archive.org/download/QuestionsAboutFastingAfterFridaySermon991439/Questions_about_fasting_After_Friday_Sermon_9_9_1439.mp3
المجلس الثالث:
https://archive.org/download/QuestionsAboutFastingAfterFridaySermon991439/Questions_about_fasting_After_Friday_Sermon_9_9_1439.mp3
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
https://www.tgoop.com/shnizaralabbas
تنبيه:
يرجى عدم التعديل في منشورات القناة أو التغيير فيها لمن أراد نشرها.
✍️ الإشراف
يرجى عدم التعديل في منشورات القناة أو التغيير فيها لمن أراد نشرها.
✍️ الإشراف
[منْ لم يستفدْ من كلام العلماء فلا تُتعب نفسك معه؟!]
سئل الشيخ ربيع -حفظه الله-:
يقول السائل: إذا نُصِح بعض الإخوة بعدم مماشاة أهل البدع ومجالستهم أجاب بقوله: أنا مؤصل! ما قولكم حفظكم الله؟
الجواب:
«نقول له: لو كنت مؤصلا ما مشيت معهم، لو كنت مؤصلا وعرفت منهج السلف وعرفت المخاطر التي تتعرض لها وعرفت الضحايا من أمثالك الذين كانوا مغرورين مثلك،والله لو كنت كذلك ما مشيت مع أهل البدع.
ويمشي الكثير مع أهل البدع بحجة أنه ينفعهم!
يا أخي لم يستفيدوا من العلماء فكيف يستفيدوا منك؟!
يرفضون قول ابن باز وأقوال الألباني وابن عثيمين رحمهم الله وغيرهم من أئمة الإسلام ويقبلون منك؟!
هذا هوس، ثم إن تسعة وتسعين بالمائة أنك ستصبح من أذنابهم».
[المصدر: فتاوى في العقيدة والمنهج -الحلقة الأولى-]
https://www.tgoop.com/Aboomaralmashhdani
▪️مستفاد نقلاً من مصدر نشره.
سئل الشيخ ربيع -حفظه الله-:
يقول السائل: إذا نُصِح بعض الإخوة بعدم مماشاة أهل البدع ومجالستهم أجاب بقوله: أنا مؤصل! ما قولكم حفظكم الله؟
الجواب:
«نقول له: لو كنت مؤصلا ما مشيت معهم، لو كنت مؤصلا وعرفت منهج السلف وعرفت المخاطر التي تتعرض لها وعرفت الضحايا من أمثالك الذين كانوا مغرورين مثلك،والله لو كنت كذلك ما مشيت مع أهل البدع.
ويمشي الكثير مع أهل البدع بحجة أنه ينفعهم!
يا أخي لم يستفيدوا من العلماء فكيف يستفيدوا منك؟!
يرفضون قول ابن باز وأقوال الألباني وابن عثيمين رحمهم الله وغيرهم من أئمة الإسلام ويقبلون منك؟!
هذا هوس، ثم إن تسعة وتسعين بالمائة أنك ستصبح من أذنابهم».
[المصدر: فتاوى في العقيدة والمنهج -الحلقة الأولى-]
https://www.tgoop.com/Aboomaralmashhdani
▪️مستفاد نقلاً من مصدر نشره.