tgoop.com/sirsir888/10603
Last Update:
∆ حينما تصير الأحلام سيرةً نفسية ذاتية
منذ أن سرقت من محفوظ عادة تدوين الأحلام وأنا ألحظ أن هناك نمطًا معينًا لهذه الرؤى، فالأحلام مرايا العقل الباطن، بحلوها وسيّئها، مفهومها وغير مفهومها، تكشف كوامن النفوس والتي هي انعكاس لما يدور في العالم الخارجي حولنا ويؤثر فينا، بل إننا قد نستطيع استشفاف الواقع من خلال تتبع هذه الأحلام، وأقوى مثال لهذا الكلام هو أحلام نجيب محفوظ التي كان يدونها في فترة نقاهته بعد محاولة اغتياله التي شلّتْ يده، نجيب كان قد ظهر في ڤيديو له قبل محاولة اغتياله يقول فيه إنه ليس خائفًا من تهديدات الاغتيال والقتل أو أنه لا يبالي كيف سيموت، ولماذا سيبالي وهو قد شارف الـ ٧٠ وفاز بنوبل وقرأ له كل العالم وخُلدت أعماله في السينما والتلفزيون، ماذا بعد هذا كله؟، لكنه لم يكن يعرف أنه سيعيش بعد محاوله اغتيالة حتى الـ ٩٤، وأن الانعكاسات النفسية لهذه المحاولة ستستمر معه حتى الممات، وعندما قرر مولانا محفوظ تدوين أحلامه انفتح علينا محفوظ بصورة أقوى وتجلى بشخصه هذه المرة لا من حلال شخوصه، إذا تتبعنا أحلام محفوظ التي تفوق الـ ٥٠٠ حلم سنجد أنها تدور حول مواضيع محددة ذات نمط معين، كالموت والحياة والخوف والأحباب الذين ماتوا من زمان وأصبحوا يظهرون في أحلامه، الأصدقاء، والأحداث السياسية في مصر ، وخلال هذه الأحلام إننا لا نقترب من محفوظ أكثر وحسب بل نستشف من خلالها الأحداث المحيطة بعظيمنا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، كثيرًا ما نراه يتحدث عن الانقلابات والمظاهرات والتبديلات الوزارية، نراه يتحدث عن سعد زغول وغيره من القادة السياسيين، نراه يتحدث عن أصحابه ومعارفه على مختلف الأصعدة، أصحابه الحرافيش، زملاء العمل، الأصدقاء من الحكومة، عن محبوبته القديمة (معبودته) وعن أمـه، عن سكنه وشقته، وعن حادثة الاغتيال الأليمة.
- مصطفى خالد
BY Al-Sirdab - الــسِّــرداب
Share with your friend now:
tgoop.com/sirsir888/10603