tgoop.com/sirsir888/10622
Last Update:
نادتني بانشراح: دكتور مصطفى!
لمحتُ وجهًا مألوفًا بين الزحام
أين رأيتُها؟
في أمدرمان؟
في حيّنا الجديد ببورتسودان؟
في كتابٍ قديم يحكي سيرةً طويلة للمعاناة؟
لا.
رأيتُها في المشفى!
حتمًا في المشفى
وزوجها أُجريتْ له عمليّة استكشاف
كانت نضِرة بين الزحام
بنظارةً سوداء من كلاس (ريبان)
تجتاز الأربعين عامًا بشغف
أراها لأول مرة بأحمر شفاه!
كانت يانعة وموفورة الثقة، لا كما ألقيتُ عليها نبأَ "احتمالية" إصابة زوجها بالكبد الوبائي،
حسب "الفحوصات المسْحيّة".
كانت ذابلةً يومها
ممصوصة الخدّين
يسوّر القلقُ قلبَها ويُجلّدُ حجابها الحاجز.
قالت لي لما رأتني: قابلنا أخصائي الباطنية كما قلت لنا.
- وماذا قال؟ (سألتُ بلهفة)
افترّ ثغرها عريضًا وجعلتٔ تضحك كأنها نشيدٌ من النصر: الفحوص التأكيدية سليمة! زوجي صحيح والآن بخير.
كان صوتُها مبتلًّا بالفرح.
ولم تنتظرْ ردّي.
وانسربتْ مرةً أخرى وسط الزحام
وراحتْ كطيفٍ سمائيّ
تطير إلى زوجها جزلةً فرحانة
وسمعتها وهي تقول: لا مشافي بعد اليوم!
ومشيتُ أنا
نحو المشافي
وحيدًا
لكنْ
مقرورًا مسرورًا.
واستدركتُ الحكمة القائلة
الصحةُ تاجٌ على ... الخ .
BY Al-Sirdab - الــسِّــرداب
Share with your friend now:
tgoop.com/sirsir888/10622