tgoop.com/tafssirelquran/374
Last Update:
{وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} أي: يؤمنون بما أخبر الله به، وأخبرت به رسله، من الجزاء والبعث، ويتيقنون ذلك فيستعدون للآخرة، ويسعون لها سعيها. والتصديق بيوم الدين يلزم منه التصديق بالرسل، وبما جاءوا به من الكتب.
{وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} أي: خائفون وجلون، فيتركون لذلك كل ما يقربهم من عذاب الله.
{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} أي: هو العذاب الذي يخشى ويحذر.
{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} فلا يطأون بها وطأ محرما، من زنى أو لواط، أو وطء في دبر، أو حيض، ونحو ذلك، ويحفظونها أيضا من النظر إليها ومسها، ممن لا يجوز له ذلك، ويتركون أيضا وسائل المحرمات الداعية لفعل الفاحشة.
{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُم} أي: سرياتهم {فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} في وطئهن في المحل الذي هو محل الحرث.
{فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ} أي: غير الزوجة وملك اليمين، {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} أي: المتجاوزون ما أحل الله إلى ما حرم الله، ودلت هذه الآية على تحريم [نكاح] المتعة، لكونها غير زوجة مقصودة، ولا ملك يمين.
{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} أي: مراعون لها، حافظون مجتهدون على أدائها والوفاء بها، وهذا شامل لجميع الأمانات التي بين العبد وبين ربه، كالتكاليف السرية، التي لا يطلع عليها إلا الله، والأمانات التي بين العبد وبين الخلق، في الأموال والأسرار، وكذلك العهد، شامل للعهد الذي عاهد عليه الله، والعهد الذي عاهد عليه الخلق، فإن العهد يسأل عنه العبد، هل قام به ووفاه، أم رفضه وخانه فلم يقم به؟.
{وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} أي: لا يشهدون إلا بما يعلمونه، من غير زيادة ولا نقص ولا كتمان، ولا يحابي فيها قريبا ولا صديقا ونحوه، ويكون القصد بها وجه الله.
قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}.
{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} بمداومتها على أكمل وجوهها.
{أُولَئِكَ} أي: الموصوفون بتلك الصفات {فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} أي: قد أوصل الله لهم من الكرامة والنعيم المقيم ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وهم فيها خالدون.
وحاصل هذا، أن الله وصف أهل السعادة والخير بهذه الأوصاف الكاملة، والأخلاق الفاضلة، من العبادات البدنية، كالصلاة، والمداومة عليها، والأعمال القلبية، كخشية الله الداعية لكل خير، والعبادات المالية، والعقائد النافعة، والأخلاق الفاضلة، ومعاملة الله، ومعاملة خلقه، أحسن معاملة من إنصافهم، وحفظ عهودهم وأسرارهم ، والعفة التامة بحفظ الفروج عما يكره الله تعالى.
BY تَيسِيرُ الكَرِيمِ الرَّحْمَٰن فِي تَفْسِيرِ كَلاَمِ المَنَّان للشَّيخ السَّعْدِي
Share with your friend now:
tgoop.com/tafssirelquran/374