tgoop.com/tahafoot/5914
Last Update:
كيفَ عليّ أن أمرّر حزني بخفّة يا ليان؟
دون أن أكون ضعيفة.
أردتُ كثيرًا أن أكون أقوى، رغم أنّي قوّية، أفعلُ الأشياء الخطِرة دائمًا، أقولُ ما لا يستطيع الآخرين قوله، حتّى إني لا أكترثُ للمحرقةِ التي ستحصلُ بعد أن أمشي.
ولكنّه قلبي يا ليان،
قلبي!
أخفّ الأشياء في هذا العالم، وأحزنُها الآن.
أكتبُ إليك لأنّني لا أستطيع أن أكتب بكلِ حزنٍ إلى أحد غيرك، وأعرفُ أنّي قد أبالغ في الحزن.
لكنّها الخيبات الصغيرة جدًّا جدًّا، تغرز نفسَها في قلبي كالإبر، وبكل بطء كي أتوجّع أكثر.
والكتابة لكِ مساحتي الصغيرة، كي أتقيأ كلّ الدّماء التي خلّفتها جروح الكلمات في فمي. مع أني كتبتُ لك في رسالتي السابقة أن الكتابة وهم ليسَ إلّا.
الهشاشةُ لا تنفعُ يا ليان، والحبّ أيضًا.
يصيرُ الإنسان ضعيفًا مع نفسه وإن كان قويًّا مع العالم الآخر.
الحبّ يجعلُ الإنسان ينتظر، ويصمتُ، ويقلق، ويحزن، وينامُ كثيرًا.
مثلما يجعله يطير، ويحكي، ويطمئن، ويفرح، وينامُ كثيرًا أيضًا.
وهذه الأحجية اللامفهومة، والسّر. أن يكون الحب متناقضًا بهذا الشّكل، وبكلّ حدّية.
كالسّكين.
أكتبُ في الحزن أكثر من الفرح، وأنا إنسانة سعيدة، وراضية.
لكن السّعادة وحدها لا تكفي، ربّما عليّ أن أحزن، كي أتذكّر أن أكتب.
الليل طويلٌ،
وموحشٌ بعض الشّيء
ولكنّها الحاجة إلى الإنسانِ الآخر يا ليان.
-زينب قاروط
BY رسائل
Share with your friend now:
tgoop.com/tahafoot/5914