tgoop.com/tahafoot/5929
Last Update:
بالأمس حين قررت مُسيرة ضلت الطريق أن تُعرفني على صوتها، أن تلفت نظري إليها وهي تهز جدران المنزل، ترعب أبوابه وتجعل نوافذه تستغيث طلبًا للنجدة.
منزلي الصغير، جديدة عليك هذه الأصوات، أشفق عليك حقًا ولكن اطمئن لن يحدث شيء، أقولها إليك وأنا أكذب على نفسي وأنت تعلم، أقولها وأنا أغوص في مدى صوت لا يساعدني حتى كي أعرف أين أنا، أغمض عينيّ أرى موطني، تتوارد إلى أذني جميع ما خلفته هذه الأسلحة من أصوات بداخلي وأفتح عينيّ فأراك!.
أحاول تشتيت ذهني قدر الامكان إلى حين انتهاء ما يحدث بالخارج أو إلى حين انتهائي إن لم أكن قد انتهيت منذ زمن، أتناول ورقة، أهز قلمي، أرسم ساحة معركة كبيرة تكفي لجميع الحروف، لا حضارة، لا بنيان يطيل من مدة الحرب، لا شعب كي يدفع الثمن، فقط ساحة كبيرة ينتصر فيها من يستطيع أن يصبح سيدًا لما سيتبقى من حروف.
حاء: حيّ على الجهاد، جهاد لم يفهمو حتى ما سببه.
راء: رايات ترفع عاليًا معلنًة عن بدء المعركة.
باء: أبواق ضخمة، آخر ما يمكن الاستماع إليه قبل احتدام السيوف دون الانتباه إلى ما سيصدر عنها من أصوات بعد الآن.
هكذا تكون بدايات المعارك التقليدية، أوليتها استمرت هكذا، تقليدية بدون تحديث. فما كان سيحدث كما يحدث هنا، هنا تسقط حاء، تجرح راء، تصرخ باء، تنشب حرب..!
أرى حروفي تسقط واحدًا تلو الآخر، تهزم تباعًا وتهزمني معها فلا أوقن إن كانت قوية بما يكفي كما يزعمون عنها أم أنني أنا الوحيدة من هزمت..!
بالخارج تتوقف الأصوات، ولكن من سيحملها عني، من سيقنع بيتًا اهتزت جدرانه بأنه ليس من الواجب عليه أن يتذكرها أو أن يذكرني بها بمجرد النظر إليه؟، من سيُعيد حروفي إلي من ساحة المعركة ويخبرني أنهم جميعًا بخير؟ وأنني أنا أيضًا لا زلت بخير؟.
من..!؟
هديل هشام
16/7/2024
BY رسائل
Share with your friend now:
tgoop.com/tahafoot/5929