tgoop.com/tahafoot/5949
Last Update:
الصباح الذي يلي انتهاء الحب غائمٌ جدًا وإن غدت كل الأرض ربيعًا بالخارج، ستفتح عينيك ولا زال كل شيءٍ غير قابل للتصديق بالنسبة إليك، النهوض من السرير ومواجهة المجتمع يحتاج إلى شخص آخر، ليس أنت بالتأكيد، ستكون لك رغبة عارمة في ملازمة السرير دون أن تنطق بشيء، أن تغمض عينيك وتقنع نفسك بأن هذا الصباح لم يحِل بعد وأن العالم بكل ما فيه لا زال على قيد النوم.
الصباح الذي يلي انتهاء الحب ثقيل جدًا؛ لأبعد حد قد يسعه الوصف، أكثر بكثير من مقدار اتساع هذا القلب، مثقلٌ جدًا للأنفاس، مبعد لكل أفكار الرغبة في الحياة، مُلزم فقط للبحلقة في سقف الغرفة حتى وإن أقسمتَ بأنك لا تراه، نهارهُ طويل جدًا، كثيف البكاء، شاحب المظهر، مرير المذاق.
الصباح الذي يلي انتهاء الحب ممتلئ بالقلق، محمل بكثير من الأسئلة منقطعة الإجابات، رافض لكل ما يمكن أن يصل إليك من مبررات، ومهما بلغ عدد المرات التي انفصل فيها الإنسان عن من أحبهم يومًا لن يجد ما يمكن أن يكون شفيعًا هذه المرة ويتمكن من إحداث الفرق.
الصباح الذي يلي انتهاء الحب مهما بحثت فيه عن ثغرة للعودة ستجد بأنه لا جدوى من العودة وأنه لن يصحبها أي فائدة تذكر، ستقوم جميع الذكريات بدعس قلبك المسكين ولا داعي لذكر ما ستفعله بك الوعود التي أبسط ما يمكن أن يقال عنها بأنها أضحت كذبات لن تغدو يومًا قابلة للتحقيق.
الصباح الذي يلي انتهاء الحب ستتمنى فيه لو أنك قد سقطت سهوًا وسيعاود من أحبك ليحملك من جديد، سترغب في أن يقسِم أمامك بأنه لن يعيدها ثانيًة أبدا ولن يخون، وأنه سيسعى جاهدًا لإعادة ثقتك وجميع الوعود، وأنكما وأخيرًا ستحظيان بالحياة التي لطالما لم تتمنيا شيئًا سواها، وحدها عقلانيتك من ستبني ساترًا بينك وبين كل هذا، وحدها ستقسم وقتها على أنك ستعتاد القلق ولن تقع في فخ الطمأنينة مرة أخرى رغم زخم الأمنيات.
هديل هشام
30/8/2024
BY رسائل
Share with your friend now:
tgoop.com/tahafoot/5949