tgoop.com/tahafoot/5968
Last Update:
مرحبا تشرين
كيف حال قلبك تعيس الحال مثلي؟
كيف تسير الأمور يا عزيزي؟
وكيف أنني في كل مرة ألتقي بك فيها
تكون قد برعت في كسر خافقي قبلها كالمعتاد؟
أنت تكره الحب ربما!
تنزعج من رؤيتي لغيرك في وقت حضورك!
هذا تفسيري الوحيد..
عزيزي تشرين
قبل وقت من الآن فطر رجل ما قلبي
إنه الرجل الثاني الذي يأخذ بقلبي إلى الانفطار،
ولكنني في المرة الأولى حين خذلت
استندت على من يقوم بخذلاني الآن
فلا أعلم بمن عليّ أن استند في هذه المرة.
حسبتُ بأنني قوية بما يكفي لأواجه،
بأنه لن يصعب عليّ شيء،
وأنني كما تجاوزت مرة
ساتمكن من التجاوز في جميع الأحيان،
حسبتُ ذلك بثقة،
إلا أنه جسدي يا تشرين
جسدي الذي قرر عدم رغبته في الحياة
حتى دون أن يخطرني بذلك.
تمكن السقم مني
بطريقة لم تأتي من قبل
علّة لا شفاء لها،
تخبرني الطبيبة الأولى
بأن ما يحدث لي من مضاعفات أمر اعتيادي،
تخبرني بأن دمي مجازي الوصف بلونه الأبيض
يتكسر في خلاياه رافضًا إيّاي،
تنتقل بي بين اسطوانات الأكسجين
بكل الطرق التي يمكن أن يساعد بها
أكسجين خارجي رغبة إنسان في أن يواصل الحياة،
تخبرني بأن عليّ أن أبقى هادئة فقط
كي تزول نوبات عدم المقدرة على التنفس،
وأن ما يحدث الآن ما هو إلا انقباض للعضلات،
تمنيت فقط لو أن بامكاني أن أخبرها
بأن قلبي المكسور سرًا بين رئتي
لا يسمح لي بذلك،
وأن جميع ما تراه من نتائج للفحوصات
وصور للأشعة لن تجد فيها
نزيف قلبي المكسور وصراخه،
وأنها لن تعرف بأنك سبب علّتي الأوحد..
تخبرني طبيبتي الثانية
بأن علينا مراجعة وظائف الكلى
كي نرى بصورة أوضح
أسباب تكسر هذا الدم
المحكوم عليه بعدم النجاة مثلي،
وأنا لا شيء في ذهني سواك
برغم كل ما يحدث هنا
من انعدام للرغبة
واستسلام تام لجميع التشخيصات
الصحيحة والخاطئة..
أنا فقط يشغلني شيء وحيد
أنني وكل هذه الخلايا نموت شوقًا من دونك..!
تخبرني طبيبتي الثالثة
بأن العامل النفسي مهم جدًا
وأن عليّ أن أساعدها به فحسب
تطلب مني التفاؤل
في عالم يعج بالوحدة والخذلان!،
تنتقل بي بين المضادات الحيوية
تصف لي العديد من العقاقير غير المجدية
تطلب مني الانتقال إلى الإبر
تعيديني بعدها مجددًا إلى العقاقير،
تلك التي تحتاج إلى الماء كي يتم تناولها،
تحاول أن تقسّمها لي
على مدار يومي الخالي منك
في وصفات طبية
تحتوي على العديد من الأختام،
تخاطبني بنبرة حادة
بأنني كادر طبي وبأن عليّ أصبح أقوى،
بأن لا انعدام للأمل في هذا العالم
وأن لديّ العديد من الأعوام
التي من حقي أن أقابلها برغبة في الحياة،
لا علم لها بأنني أموت فيك عشقًا
في السهو وفي الإدراك.
أتبِعُ مخططها العلني هذا في إعادة الحياة
أقسّم العقاقير على يومي،
زفير أنفاسي نكته دواء،
ارتفاع حرارتي اللحوح يريد منّا أن نودعك،
انعدام النوم لفترات طويلة
يبدي اصراره على أنني لم أعد
أعني لك شيئا منذ وقت طويل،
عقلي الممتنع عن التصديق والمصدق
في ذات الوقت،
قلبي الذي يواصل النزيف
وأنا!!!
أنا المتجزئة بينهم وهم ينهشون..!
أحاول عدم القاء اللوم عليك
أخاطر ذاتي التي فجعت بسببك
أخبرها بأنك لا تعلم عن دائي شيئا،
أخبرها بأنك لن تتركني وأنني لن أهون
أخبرها بواجب إخبارك
لأنك وحدك من ستمنحني النجاة.
أتذكر يوم استجمعت
ما تبقى من شجاعتي جيدًا
وأخبرتك بأنني أموت هُنا دون مجاز،
أخبرتك بأنه لا أمل كما يقولون
وكان طلبي الأخير إليك
أن تشاركني عناء ما تبقي لديّ من أيام،
لم يخطر إلى هذا البال
بأنك ستنفر مني بتلك الطريقة
وأن جوابك فاطر القلب ذاك
بأنّه ليس هنالك ما يمكن منحه من الوقت لي
سيتمكن من انهاء كل شيء هكذا
حتى دون سابق إنذار.
جوابك فاطر القلب ذاك
ألقى بي إلى محيط انعدام الرغبة
وأغرقني هناك،
من وقتها وأنا وهذه الحياة
لا نعني شيئًا لبعضنا البعض.
عزيزي تشرين
لا طاقة لي كي أقاوم كل هذا
أو أنه ليس هنالك داعٍ حتى للمقاومة،
يمكنك الاحتفال الآن
أنا حكر عليك وحدك،
لا عوض يمكن انتظاره أو ترقبه
من مشاعر يتحكم بها البشر
في هذه الحياة،
أنا أسلم نفسي إليك الآن وغدًا وإلى الأبد
فارفع مرساتك رجاءً ودعنا نرحل من هنا..
هديل هشام
BY رسائل
Share with your friend now:
tgoop.com/tahafoot/5968