التاريخ النجدي

Forwarded from شوارد حنبلية (.)

الشيخ محمد بن علي بن سليمان السعوي آل رباع العنزي (ت١٤٢٥هـ) كان عالماً جليلاً، وخطيباً بليغاً، وفرضياً محققاً، تولى إمامة وخطابة الجامع الكبير في مدينة بريدة، كما كان مدرساً في المعهد العلمي ودرس على يديه ثلة من العلماء منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ الدكتور: عبد الله بن فوزان الفوزان ومعالي الشيخ الدكتور: يوسف بن محمد الغفيص وغيرهم .

كان للشيخِ باعُ كبيرُ في الخطابة وكان من أبرز خطباء مدينته؛ حيث تميز بدقة العبارة، وفصاحة الأسلوب، وشدة التأثير، حتى أن العيون لم ترَ بعده من يقول: " أيها الناس " أبلغُ لفظاً ولا أحسنُ وعظاً ولا أوضحُ بياناً ولا أوقعُ في النفوس منه .

وهو وإن كان على الجانب الشخصي دمث الأخلاق، لطيفَ الجانب، لكنه ما إن يصعد المنبر حتى يعلو صوته، ويشتد غضبه حتى تظنه منذرُ جيش أو منكر طيش وإنك لتخَاله هِزبرٌ مُزمجر يخشاه كل من في الجامع، ولسان حاله قول القائل:
لقد علم الحي اليمانيون أنَّني
إذا قلت أمَّا بعد: أنِّي خطيبها 

ولذا وصفه د. محمد المشوح بأنه: " مجدد الخطابة في العصر الحديث خصوصاً في منطقة القصيم" .

وكان الشيخ يُعد خطبه إعدادا جيداً حتى أنه يرجع في الواحدة منها لأكثر من عشرين مصدراً، ومن الطرائف في ذلك أنه استأجر عاملاً يأتي إليه عصر كل جمعة من أجل أن يرجع الكتب التي استخرجها من مكانها فقط .

وممن أثنى على خطب الشيخ فضيلة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حيث وصفها بأن لها تأثير كبير، كما وصف الشيخ بأنه: " هاديء الطبع، جميل الصفات" .

وكان - رحمه الله - إذا صعد المنبر يقول: " اللهم سدد لساني وثبّت جناني" وكان يوصي طلابه بهذا الدعاء .

عُرض على الشيخ السعوي بواسطة الشيخ عبد الله الغنيمان الإمامة والخطابة في المسجد النبوي لكنه اعتذر بسبب رغبته البقاء بالقرب من والدته، والتي كان له شأنه عجيب في برها حتى أنه كان لا يخرج من البيت إلا وقد أخذ الإذن منها وهو قد جاوز الخمسين عاماً، ومن المصادفات أنه توفي - رحمه الله - بعد وفاة والدته بـ (٤٢) يوماً فقط .

بذل الشيخ جزءا كبيرا من حياته في فض الخصومات وقطع النزاعات والإصلاح بين الناس ساعياً في الشفاعات باذلاً ماله وجاهه للمحتاجين وله في هذه الأبواب مواقفُ نادرة وقصصٌ عجيبة .

وكان للشيخ مكتبة شخصية لا بأس بها أوقفها على أحد المراكز الخيرية ثم نُقلت بعد وفاته بزمن إلى دولة باكستان، ومن أبرز مؤلفات الشيخ:
١- «استئناس الخطيب والواعظ بالخطب والمواعظ» في أربعة أجزاء .
‏٢-«أصول الإيمان في سورة غافر -عرض ودراسة-» .
‏٣-«منهج أهل الأهواء والبدع في تقرير أسماء الله وصفاته، ونقده في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة» .

توفي الشيخ في يوم الجمعة ٢/ ٤ / ١٤٢٥هـ إثر حادث مروري وكانت جنازته جنازة مشهودة حيث احتشد الآلاف للصلاة عليه، ورُثي بالعديد من المراثي - رحمه الله تعالى رحمة واسعة - .

#حنابلة_نجد #الحنابلة_المعاصرون #مكتبات_الحنابلة #مكتبة_السعوي

https://www.tgoop.com/Hanbali44

Telegram

شوارد حنبلية

فوائد وشوارد من تراث الحنابلة
@hanbli44

www.tgoop.com/tarekng/7554

485 viewsApr 12 at 19:26

الشيخ محمد بن علي بن سليمان السعوي آل رباع العنزي (ت١٤٢٥هـ) كان عالماً جليلاً، وخطيباً بليغاً، وفرضياً محققاً، تولى إمامة وخطابة الجامع الكبير في مدينة بريدة، كما كان مدرساً في المعهد العلمي ودرس على يديه ثلة من العلماء منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ الدكتور: عبد الله بن فوزان الفوزان ومعالي الشيخ الدكتور: يوسف بن محمد الغفيص وغيرهم .

كان للشيخِ باعُ كبيرُ في الخطابة وكان من أبرز خطباء مدينته؛ حيث تميز بدقة العبارة، وفصاحة الأسلوب، وشدة التأثير، حتى أن العيون لم ترَ بعده من يقول: " أيها الناس " أبلغُ لفظاً ولا أحسنُ وعظاً ولا أوضحُ بياناً ولا أوقعُ في النفوس منه .

وهو وإن كان على الجانب الشخصي دمث الأخلاق، لطيفَ الجانب، لكنه ما إن يصعد المنبر حتى يعلو صوته، ويشتد غضبه حتى تظنه منذرُ جيش أو منكر طيش وإنك لتخَاله هِزبرٌ مُزمجر يخشاه كل من في الجامع، ولسان حاله قول القائل:
لقد علم الحي اليمانيون أنَّني
إذا قلت أمَّا بعد: أنِّي خطيبها 

ولذا وصفه د. محمد المشوح بأنه: " مجدد الخطابة في العصر الحديث خصوصاً في منطقة القصيم" .

وكان الشيخ يُعد خطبه إعدادا جيداً حتى أنه يرجع في الواحدة منها لأكثر من عشرين مصدراً، ومن الطرائف في ذلك أنه استأجر عاملاً يأتي إليه عصر كل جمعة من أجل أن يرجع الكتب التي استخرجها من مكانها فقط .

وممن أثنى على خطب الشيخ فضيلة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حيث وصفها بأن لها تأثير كبير، كما وصف الشيخ بأنه: " هاديء الطبع، جميل الصفات" .

وكان - رحمه الله - إذا صعد المنبر يقول: " اللهم سدد لساني وثبّت جناني" وكان يوصي طلابه بهذا الدعاء .

عُرض على الشيخ السعوي بواسطة الشيخ عبد الله الغنيمان الإمامة والخطابة في المسجد النبوي لكنه اعتذر بسبب رغبته البقاء بالقرب من والدته، والتي كان له شأنه عجيب في برها حتى أنه كان لا يخرج من البيت إلا وقد أخذ الإذن منها وهو قد جاوز الخمسين عاماً، ومن المصادفات أنه توفي - رحمه الله - بعد وفاة والدته بـ (٤٢) يوماً فقط .

بذل الشيخ جزءا كبيرا من حياته في فض الخصومات وقطع النزاعات والإصلاح بين الناس ساعياً في الشفاعات باذلاً ماله وجاهه للمحتاجين وله في هذه الأبواب مواقفُ نادرة وقصصٌ عجيبة .

وكان للشيخ مكتبة شخصية لا بأس بها أوقفها على أحد المراكز الخيرية ثم نُقلت بعد وفاته بزمن إلى دولة باكستان، ومن أبرز مؤلفات الشيخ:
١- «استئناس الخطيب والواعظ بالخطب والمواعظ» في أربعة أجزاء .
‏٢-«أصول الإيمان في سورة غافر -عرض ودراسة-» .
‏٣-«منهج أهل الأهواء والبدع في تقرير أسماء الله وصفاته، ونقده في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة» .

توفي الشيخ في يوم الجمعة ٢/ ٤ / ١٤٢٥هـ إثر حادث مروري وكانت جنازته جنازة مشهودة حيث احتشد الآلاف للصلاة عليه، ورُثي بالعديد من المراثي - رحمه الله تعالى رحمة واسعة - .

#حنابلة_نجد #الحنابلة_المعاصرون #مكتبات_الحنابلة #مكتبة_السعوي

https://www.tgoop.com/Hanbali44

BY التاريخ النجدي