TELAWAWTAFSEER Telegram 5
نكمل تفسير سورة البقرة


*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* 
[البقرة : 3]


ثم وصف المتقين بالعقائد والأعمال الباطنة, والأعمال الظاهرة, لتضمن التقوى : 
{ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ* }

🔸حقيقة الإيمان:
هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل,
المتضمن لانقياد الجوارح،
وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس,
فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر. إنما الشأن في الإيمان بالغيب, الذي لم نره ولم نشاهده, وإنما نؤمن به, لخبر الله وخبر رسوله. فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من الكافر, لأنه تصديق مجرد لله ورسله.

👈
فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به, أو أخبر به رسوله, سواء شاهده, أو لم يشاهده وسواء فهمه وعقله, أو لم يهتد إليه عقله وفهمه. بخلاف المكذبين بالأمور الغيبية, لأن عقولهم القاصرة لم تهتد إليها فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه.
ويدخل في الإيمان بالغيب, 

[الإيمان بـ] بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة, وأحوال الآخرة, وحقائق أوصاف الله وكيفيتها,
 [وما أخبرت به الرسل من ذلك] 
فيؤمنون بصفات الله ووجودها, ويتيقنونها, وإن لم يفهموا كيفيتها. ثم

🔹
قال: { *وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ* }
 لم يقل: يفعلون الصلاة, أو يأتون بالصلاة,
لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة.
*فإقامة الصلاة*, إقامتها ظاهرا, بإتمام أركانها, وواجباتها, وشروطها. وإقامتها باطنا بإقامة روحها, وهو *حضور القلب فيها*,
وتدبر ما يقوله ويفعله منها، فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها: 
{ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } 
وهي التي يترتب عليها الثواب.
فلا ثواب للإنسان من صلاته, إلا ما عقل منها، ويدخل في الصلاة فرائضها ونوافلها. ثم

🔸
 { *وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* } 
يدخل فيه النفقات الواجبة كالزكاة, والنفقة على الزوجات والأقارب ونحو ذلك.
والنفقات المستحبة بجميع طرق الخير.
ولم يذكر المنفق عليهم, لكثرة أسبابه وتنوع أهله, ولأن النفقة من حيث هي, قربة إلى الله.

🔹
 { *رَزَقْنَاهُمْ* }
 إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم, ليست حاصلة بقوتكم وملككم,
وإنما هي رزق الله الذي خولكم, وأنعم به عليكم، فكما أنعم عليكم وفضلكم على كثير من عباده, فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم,
وواسوا إخوانكم المعدمين.
👈
وكثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن, لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود, والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده.

📜 تفسير السعدي 📜



tgoop.com/telawawtafseer/5
Create:
Last Update:

نكمل تفسير سورة البقرة


*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* 
[البقرة : 3]


ثم وصف المتقين بالعقائد والأعمال الباطنة, والأعمال الظاهرة, لتضمن التقوى : 
{ *الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ* }

🔸حقيقة الإيمان:
هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل,
المتضمن لانقياد الجوارح،
وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس,
فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر. إنما الشأن في الإيمان بالغيب, الذي لم نره ولم نشاهده, وإنما نؤمن به, لخبر الله وخبر رسوله. فهذا الإيمان الذي يميز به المسلم من الكافر, لأنه تصديق مجرد لله ورسله.

👈
فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به, أو أخبر به رسوله, سواء شاهده, أو لم يشاهده وسواء فهمه وعقله, أو لم يهتد إليه عقله وفهمه. بخلاف المكذبين بالأمور الغيبية, لأن عقولهم القاصرة لم تهتد إليها فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه.
ويدخل في الإيمان بالغيب, 

[الإيمان بـ] بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة, وأحوال الآخرة, وحقائق أوصاف الله وكيفيتها,
 [وما أخبرت به الرسل من ذلك] 
فيؤمنون بصفات الله ووجودها, ويتيقنونها, وإن لم يفهموا كيفيتها. ثم

🔹
قال: { *وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ* }
 لم يقل: يفعلون الصلاة, أو يأتون بالصلاة,
لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة.
*فإقامة الصلاة*, إقامتها ظاهرا, بإتمام أركانها, وواجباتها, وشروطها. وإقامتها باطنا بإقامة روحها, وهو *حضور القلب فيها*,
وتدبر ما يقوله ويفعله منها، فهذه الصلاة هي التي قال الله فيها: 
{ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } 
وهي التي يترتب عليها الثواب.
فلا ثواب للإنسان من صلاته, إلا ما عقل منها، ويدخل في الصلاة فرائضها ونوافلها. ثم

🔸
 { *وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* } 
يدخل فيه النفقات الواجبة كالزكاة, والنفقة على الزوجات والأقارب ونحو ذلك.
والنفقات المستحبة بجميع طرق الخير.
ولم يذكر المنفق عليهم, لكثرة أسبابه وتنوع أهله, ولأن النفقة من حيث هي, قربة إلى الله.

🔹
 { *رَزَقْنَاهُمْ* }
 إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم, ليست حاصلة بقوتكم وملككم,
وإنما هي رزق الله الذي خولكم, وأنعم به عليكم، فكما أنعم عليكم وفضلكم على كثير من عباده, فاشكروه بإخراج بعض ما أنعم به عليكم,
وواسوا إخوانكم المعدمين.
👈
وكثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن, لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود, والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده.

📜 تفسير السعدي 📜

BY أهل القرآن 🌴


Share with your friend now:
tgoop.com/telawawtafseer/5

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram users themselves will be able to flag and report potentially false content. During a meeting with the president of the Supreme Electoral Court (TSE) on June 6, Telegram's Vice President Ilya Perekopsky announced the initiatives. According to the executive, Brazil is the first country in the world where Telegram is introducing the features, which could be expanded to other countries facing threats to democracy through the dissemination of false content. "Doxxing content is forbidden on Telegram and our moderators routinely remove such content from around the world," said a spokesman for the messaging app, Remi Vaughn. Telegram Channels requirements & features Although some crypto traders have moved toward screaming as a coping mechanism, several mental health experts call this therapy a pseudoscience. The crypto community finds its way to engage in one or the other way and share its feelings with other fellow members.
from us


Telegram أهل القرآن 🌴
FROM American