tgoop.com/torabiyoun/4402
Last Update:
صباحُ الخيرِ يا عشق
هل أرهقناك؟
نحنُ العالقونَ على السلالم، حيثُ لا نهايةَ إمّا صعدنا فلا وصول، ولا مستقرّ إمّا هبطنا إن شرَعنا بالنزول.
ألَستَ صاحبُ الهمسِ بالقول، مَن وضعَ قلبَهُ في حصّالتي أعطيتُهُ مِن عالمِ الشعورِ ما تيسَّرَ مِن فرح بين حينٍ وحين، كفافَ أيامه، وأنّ الأيادي التي تُمسِكُ السبّحة باليسرى، تسحبُ خيطَ القلبِ باليمنى فلا ألم ولا عذاب، وأنّ فمَ الحصالةِ مفتوحٌ لمن شاء فليدّخِر؟
يا عشق، مَن للعوامِ مثلي، إن أودعَ الخواصُ قلوبَهم في جِرارِ خمرِ الوله الطهر الحلال، وٱصطفّ نخبةُ السعداء كالخيطِ عند بابٍ مفرد، يوم قلت لهم أنتم تعالوا، مِن هنا، وأنا وفقراء الحال ممن تضج الرفوف بهم، نأتيك بالقلوبِ المتأوهة إلى أبوابٍ أُخَر، يوم قلت لنا، أما أنتم فتعالوا، وصوّبت لنا بإصبعك إلى مكانٍ آخر.
يا عشق، كلنا نأتيك بما تيسر مِن ٱتجاه واحد، ولٱتجاه واحد، نضع ما منا في حصالةِ الدهر.
يا عشق، في الدورة الماضية أعطيتني ما يكفي من الحزن، حصتي المُنتظَرة، وكذاك في الدورةِ الأخيرة لم يكن نصيبي أقلّ مِن سابقِ ما أعطيتني منَ الغَمِّ المُكدَّسِ حدّ الشفة، ويُضاعِف العشقُ الحزنَ لمن يشاء!!.
يا عشق، أنا ٱبن الواقع، لحمٌ ودم، ولا أقوى على السفرِ إن خلَت جعبةُ راحلتي مِن رغيف العدل، وتعلمُ أنّ مثلي يرضى بالفُتات، وشربةٍ مِن ضحك كل سبعةِ أيام.
يا عشق، ألم يرِد التمكنُ في دفتر التجوهر!؟
الأرجُل المدماة على طريق الحصى والشوك تقتلُ أصحابها، حفاة الطريق، والخفُّ القديم؟ أحبه، بلى أحبه، نعم لستُ حَضرَمِياً ولا تغريني الحداثة، إنما الدربُ طويل، وهذا المُتَّضِحُ مشاغب، ألا تراه؟ أترضيك سخرية المُتّضِحِ مني!
يا عشق، إمّا وصلتُكَ بثيابٍ مُهمَلة، وقد تشققت رجلاي، أحملُ نفسي بنفسي، دونَ أن أشذّبَ لحيتي التي غزاها الشيب، لا تسألني عن النموذج، فالأربعينيُّ ينزف منذ أول صلاة، وأنا والله ربي وربك، فتكت بي الأيام المباركة، ولا زلت أجمع قطعي عن المَفارِق، أبحث عما كان مني يوم كان مني ما تُحِب، قبل أن يقتلني خيرةُ القوم مرةً وألفَ مرة.
يا عشق، سأخبرُ الله عنك، وعنهم، حتى إذا عبرنا جميعاً وشملت القوم الرحمة والشفاعة، هناك، خلف تلك الأبواب لن ألقي السلام عليك، ولي مع البعض حسابُ العتاب، وإنّ العتاب خلف الأبواب لعظيم.
فلا صباح الخير إلا لأهلي
لأصحابي، لأشباهي، وللقوم المهمشين
الحائرين، الساعين، الباكين، الراجين، الداعين، المتأوهين، المتلوعين، المنتظِرين لٱثنين، أحدهما غريب قومه.
والثاني؟ لم يكن يوماً شخصاً
إن كانت الحالة _ما وجبَ أن يكون_ باب الخلاص..
BY ترابيون ☫ أرشيف الزمن الأول
Share with your friend now:
tgoop.com/torabiyoun/4402