tgoop.com/ttangawi/1897
Last Update:
جعلت الشريعة للضروريات مكملات من الحاجيات لو انعدمت بالكلية لما قامت الضروريات، وللحاجيات كذلك تحسينات تكملها
يفيد معرفة ذلك في ضبط تصورنا عن تقديم الأهم، فنعي أن تقديم الأهم لا يعني إسقاط ما يحوطه ويسند قيامه، وإلا سقط
ومن صور القاعدة أنه لا بد لمن يشتغل بما يعم نفعه من شيء مما يخصه نفعه، كالتزود بالذكر والنوافل لمن يقوم بالدعوة والدفاع عن الدين، فإنه لو انعدم حظه الخاص من التزود لانهارت قوته وذهب نفعه العام
يقول الشاطبي:
"كل حاجي وتحسيني إنما هو خادم للأصل الضروري ومؤنس به ومحسن لصورته الخاصة، إما مقدمة له أو مقارنا أو تابعا، وعلى كل تقدير فهو يدور بالخدمة حواليه فهو أحرى أن يتأدى به الضروري على أحسن حالاته
وذلك أن الصلاة مثلا إذا تقدمتها الطهارة أشعرت بتأهب لأمر عظيم، فإذا استقبل القبلة أشعر التوجه بحضور المتوجه إليه، فإذا أحضر نية التعبد أثمر الخضوع والسكون، ثم يدخل فيها على نسقها بزيادة السورة خدمة لفرض أم القرآن، لأن الجميع كلام الرب المتوجه إليه، وإذا كبر وسبح وتشهد فذلك كله تنبيه للقلب وإيقاظ له أن يغفل عما هو فيه من مناجاة ربه والوقوف بين يديه، وهكذا إلى آخرها. فلو قدم قبلها نافلة كان ذلك تدريجا للمصلي واستدعاء للحضور ، ولو أتبعها نافلة أيضا لكان خليقا باستصحاب الحضور فى الفريضة
وفى الإعتبار فى ذلك أن جعلت أجزاء الصلاة غير خالية من ذكر مقرون بعمل، ليكون اللسان والجوارح متطابقة على شىء واحد، وهو الحضور مع الله فيها بالإستكانة والخضوع والتعظيم والإنقياد، ولم يخل موضع من الصلاة من قول أو عمل لئلا يكون ذلك فتحا لباب الغفلة ودخول وساوس الشيطان.
فأنت ترى أن هذه المكملات الدائرة حول حمى الضروري خادمة له ومقوية لجانبه، فلو خلت عن ذلك أو عن أكثره لكان خللا فيها، وعلى هذا الترتيب يجرى سائر الضروريات مع مكملاتها لمن اعتبرها "
#فقه_الدعوة
#المقاصد
#الشاطبي
BY رسائل..
Share with your friend now:
tgoop.com/ttangawi/1897