Notice: file_put_contents(): Write of 7389 bytes failed with errno=28 No space left on device in /var/www/tgoop/post.php on line 50

Warning: file_put_contents(): Only 8192 of 15581 bytes written, possibly out of free disk space in /var/www/tgoop/post.php on line 50
رسائل..@ttangawi P.691
TTANGAWI Telegram 691
#إضاءة_منهجية (35)

أنت مؤدلج! ( 2/3 - للجزء الأول: https://www.tgoop.com/ttangawi/690)

2️⃣ يتبّنون إيديولوجيات تقدّم رؤية كاملة للعالم ولا تدع مجالاً للنقد, ولا ينفي هذا الوصف أن إيديولوجياتهم تقوم على نسبية الحقيقة أو حرية العقيدة, فإنّ هذه المرتكزات هي بحد ذاتها عندهم مرجعيات مطلقة غير قابلة للنقد! وتمثّل رؤية كاملة للعالم لأنّها تجعل نفسها إطاراً كلياً للوجود يندرج تحته كل شيء غيره, بل يعبّر بعضهم بأنّ هذه الإيديولوجية هي نهاية الإيديولوجيا وأنّ غيرها انتهى بلا عودة!

3️⃣ يتبّنون إيديولوجيات تقدّم الإجابات السهلة وتغيّب التفكير العميق الناقد, فما على معتنقيها إلاّ الوقوف بمسافة واحدة من كل المعتقدات بعيداً عن فحص الأدلة والبراهين, وبعيداً عن الأسئلة الوجودية العميقة كسبب الوجود والغاية منه, وهي القضايا التي تتفرّع عنها رؤية البشرية لوجودها ومساراتها التي تسلكها في حياتها, والتي جاءت الرسالات لتجيب عنها بكل جلاء وعمق, فتختزل هذه الإيديولوجيات الدين بعيداً عن ذلك في إطار حرية الاعتقاد والاختيارات الشخصية والتديّن الفردي المنزوي, وتساوي بين الأديان دون نظر لأيّة براهين, وتحيّدها ولو بالقوة عن أن تخرج عن هذا الإطار المختزل. وبهذا الاعتبار يمكننا أن نقول أيضاً:

4️⃣ أنّ هذه الإيديولوجيات مشحونة بالدوافع الخبيثة للسيطرة وتغييب العقول عن إبصار الحقائق الوجودية, وعن العمل بموجبها للنجاة من الخسارة الأبدية في الآخرة وفساد الأحوال في الدنيا كذلك, ليسهل بعد ذلك حرف البشرية عن منهج الله وإشغالهم في عبادة الدنيا وتأليه بعضهم من دون الله تعالى.

5️⃣ أنّ هذه الإيديولوجيات توفّر الانتماء وتشجّع الكراهية والإقصاء على أسس باطلة, فهي تجعل من قيمها الفلسفية قيماً عليا تمجّد من يكون وفياً لها, وتقصي من لديهم نظام قيمي مغاير من ناحية ارتباطه بالقضايا الوجودية, ومن ناحية وفائه للحقّ الأعظم في هذا الوجود وهو حقّ الله تعالى, فتمارس ضده الإقصاء والتشويه.

💡يتبيّن ممّا سبق أن الأمر مقلوب على من يشهرون سيف الإيديولوجيا, فهم أولى بما يطرحون كسلبيات, فطرحهم مليء بالإجمال ويخلو من التفصيل المبني على الأسس العلمية, وإجاباتهم فيها اختزال وتسطيح, خاصة فيما يخصّ تميّز الإسلام وأهله بالأسس العميقة وتفصيلات المنهج المعيارية الشاملة, وبتجاهلهم هذه الحقيقة الفارقة يقدمون رؤية تبسيطية كاملة لا تدع مجالاً للنقد, ويوفّرون الانتماء لمناهضي التمسّك بمنهج الإسلام, ويشجّعونهم على إقصاء وكراهية هذا المنهج, ويحاولون بشحنهم المتشنج السيطرة عليهم وتغييب عقولهم, تحت شعار محاربة الإيديولوجيا, ويقدّمون لأتباعهم أطروحات ضحلة تجاه الإسلام, ويغيبون التفكير الناقد تجاه هذه الأطروحات!!

والآن لننظر في المقابل إلى الأخذ بمنهج الإسلام, كيف يبدو من خلال فحص علاقة هذه النقاط الخمس به, سنجد أنّ:

1️⃣ الإسلام دين الأسس العلمية والبرهنة, ابتداءً من براهين قضاياه الكبرى وانتهاءً لأصول الاستدلال فيه على الفرعيات, وهو دين المنهجية في التثبت وإرساء الأصول والمعايير كما يقول تعالى: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}, ولذلك انطلق من منهجيته المسلمون في وضع أسس العلوم المتنوعة, ولا زالت أعمالهم شاهدة على ذلك بتأثيرها العميق المستمر. وبهذا يظهر أنّ الإسلام ومنهجه على الضدّ تماماً من سلبية النقطة الأولى.

2️⃣ الإسلام يقدّم رؤية شمولية حول القضايا الوجودية مثل سبب الوجود وغايته وواجب المخلوق تجاه خالقه, والأخلاق وأحكام العبادات والمعاملات وغيرها من جوانب التشريع, وهذه حقيقة مبرهنة مصدرها الرب سبحانه, وطبيعي أن تقابل من العبد بالتسليم لا بالمنازعة! ما دامت نسبتها إليه سبحانه حقّ, والنقد أصلاً وسيلة للوصول للحقّ, فلا معنى له في مقابلة ما هو حقّ, ولذلك لا أحد يمارس النقد في القطعيات إلا أهل السفسطة.

كما أنّ شمولية الإسلام وأحكامه وصحة منهجيته لا تستلزم غلق مجال النقد بالكلية؛ لأنّ للنقد مجالاً في ما يتعلّق باجتهادات البشر الظنيّة فضلاً عن الأخطاء والأهواء والانحرافات, فهذا كله متاح فيه النقد, بل قد يجب بياناً للحقّ وأداءً للأمانة.

3️⃣ الإسلام يقدّم الإجابات الشمولية العميقة والمبرهنة, ولا يلزم من ذلك أن تكون صعبة! فالقضايا الكبرى يتضح فيها الحقّ بيسر -إذا وجد الإخلاص- لكثرة ما نصب الله عليها من الدلائل, ومع ذلك فالإسلام يقدّمها بعمق ويناقش من انحرف عنها بعمق, والقرآن ملئ بمثل هذا, ولو أردنا أن نستطرد في هذا لطال المقام جداً, ولزم أن نتحدث عن عمق العلوم الشرعية وقوّة الجانب العقلي فيها والصور الرائعة لممارسة النقد في الخلافيات, ووجوب اتباع الحقّ وتحريم اتباع الهوى وتقليد الآباء في الباطل, وغير ذلك من منهجيات مهمّة في تعميق التفكير. ومن هذا النهج تربّى علماء المسلمين فكانوا يمارسون النقد العميق بأعلى صوره في شتّى المجالات. فلا يمكن أن يقال بعد ذلك أنّ الإسلام غيّب التفكير العميق.

يتبع..



tgoop.com/ttangawi/691
Create:
Last Update:

#إضاءة_منهجية (35)

أنت مؤدلج! ( 2/3 - للجزء الأول: https://www.tgoop.com/ttangawi/690)

2️⃣ يتبّنون إيديولوجيات تقدّم رؤية كاملة للعالم ولا تدع مجالاً للنقد, ولا ينفي هذا الوصف أن إيديولوجياتهم تقوم على نسبية الحقيقة أو حرية العقيدة, فإنّ هذه المرتكزات هي بحد ذاتها عندهم مرجعيات مطلقة غير قابلة للنقد! وتمثّل رؤية كاملة للعالم لأنّها تجعل نفسها إطاراً كلياً للوجود يندرج تحته كل شيء غيره, بل يعبّر بعضهم بأنّ هذه الإيديولوجية هي نهاية الإيديولوجيا وأنّ غيرها انتهى بلا عودة!

3️⃣ يتبّنون إيديولوجيات تقدّم الإجابات السهلة وتغيّب التفكير العميق الناقد, فما على معتنقيها إلاّ الوقوف بمسافة واحدة من كل المعتقدات بعيداً عن فحص الأدلة والبراهين, وبعيداً عن الأسئلة الوجودية العميقة كسبب الوجود والغاية منه, وهي القضايا التي تتفرّع عنها رؤية البشرية لوجودها ومساراتها التي تسلكها في حياتها, والتي جاءت الرسالات لتجيب عنها بكل جلاء وعمق, فتختزل هذه الإيديولوجيات الدين بعيداً عن ذلك في إطار حرية الاعتقاد والاختيارات الشخصية والتديّن الفردي المنزوي, وتساوي بين الأديان دون نظر لأيّة براهين, وتحيّدها ولو بالقوة عن أن تخرج عن هذا الإطار المختزل. وبهذا الاعتبار يمكننا أن نقول أيضاً:

4️⃣ أنّ هذه الإيديولوجيات مشحونة بالدوافع الخبيثة للسيطرة وتغييب العقول عن إبصار الحقائق الوجودية, وعن العمل بموجبها للنجاة من الخسارة الأبدية في الآخرة وفساد الأحوال في الدنيا كذلك, ليسهل بعد ذلك حرف البشرية عن منهج الله وإشغالهم في عبادة الدنيا وتأليه بعضهم من دون الله تعالى.

5️⃣ أنّ هذه الإيديولوجيات توفّر الانتماء وتشجّع الكراهية والإقصاء على أسس باطلة, فهي تجعل من قيمها الفلسفية قيماً عليا تمجّد من يكون وفياً لها, وتقصي من لديهم نظام قيمي مغاير من ناحية ارتباطه بالقضايا الوجودية, ومن ناحية وفائه للحقّ الأعظم في هذا الوجود وهو حقّ الله تعالى, فتمارس ضده الإقصاء والتشويه.

💡يتبيّن ممّا سبق أن الأمر مقلوب على من يشهرون سيف الإيديولوجيا, فهم أولى بما يطرحون كسلبيات, فطرحهم مليء بالإجمال ويخلو من التفصيل المبني على الأسس العلمية, وإجاباتهم فيها اختزال وتسطيح, خاصة فيما يخصّ تميّز الإسلام وأهله بالأسس العميقة وتفصيلات المنهج المعيارية الشاملة, وبتجاهلهم هذه الحقيقة الفارقة يقدمون رؤية تبسيطية كاملة لا تدع مجالاً للنقد, ويوفّرون الانتماء لمناهضي التمسّك بمنهج الإسلام, ويشجّعونهم على إقصاء وكراهية هذا المنهج, ويحاولون بشحنهم المتشنج السيطرة عليهم وتغييب عقولهم, تحت شعار محاربة الإيديولوجيا, ويقدّمون لأتباعهم أطروحات ضحلة تجاه الإسلام, ويغيبون التفكير الناقد تجاه هذه الأطروحات!!

والآن لننظر في المقابل إلى الأخذ بمنهج الإسلام, كيف يبدو من خلال فحص علاقة هذه النقاط الخمس به, سنجد أنّ:

1️⃣ الإسلام دين الأسس العلمية والبرهنة, ابتداءً من براهين قضاياه الكبرى وانتهاءً لأصول الاستدلال فيه على الفرعيات, وهو دين المنهجية في التثبت وإرساء الأصول والمعايير كما يقول تعالى: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}, ولذلك انطلق من منهجيته المسلمون في وضع أسس العلوم المتنوعة, ولا زالت أعمالهم شاهدة على ذلك بتأثيرها العميق المستمر. وبهذا يظهر أنّ الإسلام ومنهجه على الضدّ تماماً من سلبية النقطة الأولى.

2️⃣ الإسلام يقدّم رؤية شمولية حول القضايا الوجودية مثل سبب الوجود وغايته وواجب المخلوق تجاه خالقه, والأخلاق وأحكام العبادات والمعاملات وغيرها من جوانب التشريع, وهذه حقيقة مبرهنة مصدرها الرب سبحانه, وطبيعي أن تقابل من العبد بالتسليم لا بالمنازعة! ما دامت نسبتها إليه سبحانه حقّ, والنقد أصلاً وسيلة للوصول للحقّ, فلا معنى له في مقابلة ما هو حقّ, ولذلك لا أحد يمارس النقد في القطعيات إلا أهل السفسطة.

كما أنّ شمولية الإسلام وأحكامه وصحة منهجيته لا تستلزم غلق مجال النقد بالكلية؛ لأنّ للنقد مجالاً في ما يتعلّق باجتهادات البشر الظنيّة فضلاً عن الأخطاء والأهواء والانحرافات, فهذا كله متاح فيه النقد, بل قد يجب بياناً للحقّ وأداءً للأمانة.

3️⃣ الإسلام يقدّم الإجابات الشمولية العميقة والمبرهنة, ولا يلزم من ذلك أن تكون صعبة! فالقضايا الكبرى يتضح فيها الحقّ بيسر -إذا وجد الإخلاص- لكثرة ما نصب الله عليها من الدلائل, ومع ذلك فالإسلام يقدّمها بعمق ويناقش من انحرف عنها بعمق, والقرآن ملئ بمثل هذا, ولو أردنا أن نستطرد في هذا لطال المقام جداً, ولزم أن نتحدث عن عمق العلوم الشرعية وقوّة الجانب العقلي فيها والصور الرائعة لممارسة النقد في الخلافيات, ووجوب اتباع الحقّ وتحريم اتباع الهوى وتقليد الآباء في الباطل, وغير ذلك من منهجيات مهمّة في تعميق التفكير. ومن هذا النهج تربّى علماء المسلمين فكانوا يمارسون النقد العميق بأعلى صوره في شتّى المجالات. فلا يمكن أن يقال بعد ذلك أنّ الإسلام غيّب التفكير العميق.

يتبع..

BY رسائل..


Share with your friend now:
tgoop.com/ttangawi/691

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

As of Thursday, the SUCK Channel had 34,146 subscribers, with only one message dated August 28, 2020. It was an announcement stating that police had removed all posts on the channel because its content “contravenes the laws of Hong Kong.” How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Just as the Bitcoin turmoil continues, crypto traders have taken to Telegram to voice their feelings. Crypto investors can reduce their anxiety about losses by joining the “Bear Market Screaming Therapy Group” on Telegram. Choose quality over quantity. Remember that one high-quality post is better than five short publications of questionable value. The creator of the channel becomes its administrator by default. If you need help managing your channel, you can add more administrators from your subscriber base. You can provide each admin with limited or full rights to manage the channel. For example, you can allow an administrator to publish and edit content while withholding the right to add new subscribers.
from us


Telegram رسائل..
FROM American