أَتَزْعُمُنِي خِلاًّ وَتَهْجُرُ ساحَتِي
عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ إِنَّ ذَا لَعَجِيبُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْمُحِبِّينَ وُصْلَةٌ
تُؤَكِّدُ عَهْداً فَالصُّدُودُ قَرِيبُ
وإِنَّ وِدادَ الْقَلْبِ ما لَمْ يَكُنْ لَهُ
دَلِيلٌ عَلَى إِخْلاصِهِ لَمُرِيبُ
عَلَى غَيْرِ ذَنْبٍ إِنَّ ذَا لَعَجِيبُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْمُحِبِّينَ وُصْلَةٌ
تُؤَكِّدُ عَهْداً فَالصُّدُودُ قَرِيبُ
وإِنَّ وِدادَ الْقَلْبِ ما لَمْ يَكُنْ لَهُ
دَلِيلٌ عَلَى إِخْلاصِهِ لَمُرِيبُ
نَظَرَ أَبو نُواسٍ إِلى الإِمامِ الرِّضا عَلَيهِ السَّلام ذاتَ يَومٍ وقَد خَرَجَ عَلى بَغلَةٍ لَه، فَسَلَّمَ عَليه، وقال:
يا اِبنَ رَسولِ الله، قَد قُلتُ فِيكَ أَبياتًا أُحِبُّ أَن تَسْمَعَها مِنّي
فَقالَ عَليهِ السّلام: هات، فَأَنشَأَ يَقول:
مُطَهَّرونَ نَقِيّاتٌ ثِيابُهُمُ
تَجْري الصَّلاةُ عَلَيهِمْ أَينَما ذُكِروا
مَن لَمْ يَكُن عَلَويًّا حِينَ تَنسبُهُ
فَما لَهُ في قَديمِ الدَّهرِ مُفتَخَرُ
فَاللهُ لَمّا بَرا خَلْقًا فَأَتقَنَهُ
صَفّاكُمُ، واِصطَفاكُمْ أَيُّها البَشَرُ
فَأَنتُمُ المَلَأُ الأَعلى وعِندَكُمُ
عِلْمُ الكِتابِ، وما جاءَتْ بِهِ السّوَرُ
فَقالَ لَهُ الإمامُ الرِّضا عَليهِ السَّلام: قَد جِئتَنا بِأَبياتٍ ما سَبَقَكَ إِلَيها أَحَد، وأَمَرَ لَهُ بِثلاثِمئةِ دِينار، وأَمَرَ أَنْ تُساقَ لَهُ البَغْلَة.
يا اِبنَ رَسولِ الله، قَد قُلتُ فِيكَ أَبياتًا أُحِبُّ أَن تَسْمَعَها مِنّي
فَقالَ عَليهِ السّلام: هات، فَأَنشَأَ يَقول:
مُطَهَّرونَ نَقِيّاتٌ ثِيابُهُمُ
تَجْري الصَّلاةُ عَلَيهِمْ أَينَما ذُكِروا
مَن لَمْ يَكُن عَلَويًّا حِينَ تَنسبُهُ
فَما لَهُ في قَديمِ الدَّهرِ مُفتَخَرُ
فَاللهُ لَمّا بَرا خَلْقًا فَأَتقَنَهُ
صَفّاكُمُ، واِصطَفاكُمْ أَيُّها البَشَرُ
فَأَنتُمُ المَلَأُ الأَعلى وعِندَكُمُ
عِلْمُ الكِتابِ، وما جاءَتْ بِهِ السّوَرُ
فَقالَ لَهُ الإمامُ الرِّضا عَليهِ السَّلام: قَد جِئتَنا بِأَبياتٍ ما سَبَقَكَ إِلَيها أَحَد، وأَمَرَ لَهُ بِثلاثِمئةِ دِينار، وأَمَرَ أَنْ تُساقَ لَهُ البَغْلَة.
رَأى أَبو نُواسٍ الشّاعِرُ الإِمامَ الرِّضا عَلَيهِ السَّلامُ فقَال:
إِذا أَبْصَرَتْكَ العَينُ مِن بعدِ غايَةٍ
وعاَرَضَ فِيكَ الشَّكُّ، أَثْبَتَكَ القَلْبُ
ولَو أَنَّ قَومًا أَمَّموكَ لَقادَهُمْ
نَسيمُكَ حَتّى يستَدلَّ بِكَ الرَّكْبُ
جَعَلْتُكَ لِي حَسْبًا أُباهي بِهِ الوَرى
وما خابَ مَن أَمسى وأَنتَ لَهُ حَسْبُ
إِذا أَبْصَرَتْكَ العَينُ مِن بعدِ غايَةٍ
وعاَرَضَ فِيكَ الشَّكُّ، أَثْبَتَكَ القَلْبُ
ولَو أَنَّ قَومًا أَمَّموكَ لَقادَهُمْ
نَسيمُكَ حَتّى يستَدلَّ بِكَ الرَّكْبُ
جَعَلْتُكَ لِي حَسْبًا أُباهي بِهِ الوَرى
وما خابَ مَن أَمسى وأَنتَ لَهُ حَسْبُ
أَلا أَيُّها القَبرُ الغَريبُ مَحَلُّهُ
بِطوسٍ عَلَيكَ السارِياتُ هُتونُ
أَيا عَجَباً مِنهُم يُسَمّونَكَ الرِضا
وَتَلقاكَ مِنهُم كَلحَةٌ وَغُضونُ
دعبلٌ رحمه الله.
بِطوسٍ عَلَيكَ السارِياتُ هُتونُ
أَيا عَجَباً مِنهُم يُسَمّونَكَ الرِضا
وَتَلقاكَ مِنهُم كَلحَةٌ وَغُضونُ
دعبلٌ رحمه الله.
العَيْنُ تُبْدي الذي في قَلْبِ صاحبِها
مِن الشَّناءَةِ أوْ حُبٍّ إذا كانا
إنَّ البَغيضَ لهُ عينٌ تُكَشِّفُهُ
لا تَسْتطيعُ لما في القلْبِ كِتْمانا
فالعينُ تَنْطِقُ والأفْواهُ صامِتَةٌ
حتى تَرى منْ ضَميرِ القلبِ تِبْيانا
مِن الشَّناءَةِ أوْ حُبٍّ إذا كانا
إنَّ البَغيضَ لهُ عينٌ تُكَشِّفُهُ
لا تَسْتطيعُ لما في القلْبِ كِتْمانا
فالعينُ تَنْطِقُ والأفْواهُ صامِتَةٌ
حتى تَرى منْ ضَميرِ القلبِ تِبْيانا
كم باتَ طَوْعَ يدي والوصلُ يجمعُنا
في بُرْدَتَيْهِ التّقى لا نعرِفُ الدّنَسا
تلكَ اللّيالي التي أعدَدْتُ من عُمُري
معَ الأحِبّةِ كانت كُلّها عُرُسا
لم يحلُ للعينِ شيء بعدَ بُعْدِهِم
والقلبُ مُذْ آنس التّذكارَ ما أَنِسا
يا جَنّةً فارَقَتْهَا النفسُ مُكْرَهةً
لولا التّأسّي بدارِ الخُلْدِ مُتُّ أسى
في بُرْدَتَيْهِ التّقى لا نعرِفُ الدّنَسا
تلكَ اللّيالي التي أعدَدْتُ من عُمُري
معَ الأحِبّةِ كانت كُلّها عُرُسا
لم يحلُ للعينِ شيء بعدَ بُعْدِهِم
والقلبُ مُذْ آنس التّذكارَ ما أَنِسا
يا جَنّةً فارَقَتْهَا النفسُ مُكْرَهةً
لولا التّأسّي بدارِ الخُلْدِ مُتُّ أسى
فَلا غَرْوَ أَنْ شَابَتْ مِنَ الْحُزْنِ لِمَّتِي
فَإِنِّيَ فِي دَهْرٍ يَشِيبُ وَلِيدُهُ
يُهَدِّمُ مِنْ أَجْسَادِنَا مَا يَشِيدُهُ
وَيَنْقُصُ مِنْ أَنْفَاسِنَا مَا يَزِيدُهُ
- البارودي
فَإِنِّيَ فِي دَهْرٍ يَشِيبُ وَلِيدُهُ
يُهَدِّمُ مِنْ أَجْسَادِنَا مَا يَشِيدُهُ
وَيَنْقُصُ مِنْ أَنْفَاسِنَا مَا يَزِيدُهُ
- البارودي
يَا صَاحِ لا أَبْصَرْتَ مَا صَنَعَ الْهَوَى
بِأَخِيكَ يَوْمَ تَفَرُّقِ الأَظْعَانِ
يَوْمٌ فَقَدْتُ الْحِلْمَ فِيهِ وَشَفَّنِي
وَلَهٌ أَصَابَ جَوَانِحِي فَرَمَانِي
البارودي
بِأَخِيكَ يَوْمَ تَفَرُّقِ الأَظْعَانِ
يَوْمٌ فَقَدْتُ الْحِلْمَ فِيهِ وَشَفَّنِي
وَلَهٌ أَصَابَ جَوَانِحِي فَرَمَانِي
البارودي
وَمَا كُنْتُ ذَا غَيٍّ وَلَكِنْ إِذَا الْهَوَى
أَصَابَ حَلِيمَ الْقَوْمِ أَصْبَحَ غَاوِيَا
البارودي
أَصَابَ حَلِيمَ الْقَوْمِ أَصْبَحَ غَاوِيَا
البارودي
عَذَّبتَ بِالهِجرانِ صَبّاً ما لَهُ
حَتّى المَماتِ إِلى سِواكَ تَطَلُّعُ
صفي الدين الحلي
حَتّى المَماتِ إِلى سِواكَ تَطَلُّعُ
صفي الدين الحلي
الوَامِقْ.
عَذَّبتَ بِالهِجرانِ صَبّاً ما لَهُ حَتّى المَماتِ إِلى سِواكَ تَطَلُّعُ صفي الدين الحلي
عارٌ يُناديهِ الهَوى فَيُجيبُهُ
طَوعاً وَيَدعوهُ الغَرامُ فَيَسمَعُ
عَينٌ تَنامُ إِذا هَجَرتَ لَعَلَّها
بِخَيالِ طَيفِكَ في المَنامِ تُمَتَّعُ
عَطفُ الخَيالِ بِأَن يُلِمَّ فَإِنَّني
أَرضى بِإِلمامِ الخَيالِ وَأَقنَعُ
طَوعاً وَيَدعوهُ الغَرامُ فَيَسمَعُ
عَينٌ تَنامُ إِذا هَجَرتَ لَعَلَّها
بِخَيالِ طَيفِكَ في المَنامِ تُمَتَّعُ
عَطفُ الخَيالِ بِأَن يُلِمَّ فَإِنَّني
أَرضى بِإِلمامِ الخَيالِ وَأَقنَعُ
إذا كُنتَ لا تُرجىٰ لِدَفعِ مُلِمَّةٍ
وَلَمْ يَكُ لِلمَعروفِ عِندَكَ مَوضعُ
وَلا أنتَ ذو جاهٍ يُعاشُ بِجاهِهِ
وَلا أنتَ يَومَ البَعثِ لِلنَّاسِ تَشفعُ
فَعيشُكَ في الدُّنيا وَمَوتُكَ واحِدٌ
وَعودُ خِلالٍ مِنْ حَياتِكَ أنفعُ
-صالح بن عَبد القدُّوس
وَلَمْ يَكُ لِلمَعروفِ عِندَكَ مَوضعُ
وَلا أنتَ ذو جاهٍ يُعاشُ بِجاهِهِ
وَلا أنتَ يَومَ البَعثِ لِلنَّاسِ تَشفعُ
فَعيشُكَ في الدُّنيا وَمَوتُكَ واحِدٌ
وَعودُ خِلالٍ مِنْ حَياتِكَ أنفعُ
-صالح بن عَبد القدُّوس
وَما في الأَرضِ أَشقى مِن مُحِبٍّ
وَإِن وَجَدَ الهَوى عَذبَ المَذاقِ
تَراهُ باكِياً في كُلِّ حينٍ
مَخافَةَ فُرقَةٍ أَو لِاِشتِياقِ
فَيَبكي إِن نَأَوا شَوقاً إِلَيهِم
وَيَبكي إِن دَنَو خَوفَ الفِراقِ
فَتَسخَنُ عَينُهُ عِندَ التَنائي
وَتَسخَنُ عَينُهُ عِندَ التَلاقي
ماني الموسوس
وَإِن وَجَدَ الهَوى عَذبَ المَذاقِ
تَراهُ باكِياً في كُلِّ حينٍ
مَخافَةَ فُرقَةٍ أَو لِاِشتِياقِ
فَيَبكي إِن نَأَوا شَوقاً إِلَيهِم
وَيَبكي إِن دَنَو خَوفَ الفِراقِ
فَتَسخَنُ عَينُهُ عِندَ التَنائي
وَتَسخَنُ عَينُهُ عِندَ التَلاقي
ماني الموسوس
إمَامُ هُدىً مِن جَانِبِ اللهِ في الوَرَى
يُغِيثُ بِهِ اللهُ العِبَادَ ويرحَمُ
بِسَيفِ هُمَامٍ مِن سُلالَةِ أحمدٍ
تَدينُ لَهُ الأملَاكُ ترُكٌ وَديلمُ
وَخَيرُ فَتىً يُحِيي بهِ اللهُ سُنّةً
أُمِيتَت وَيَستَغنِي مُقِلٌّ وَمُعدَمُ
كَاظم العَامليّ
يُغِيثُ بِهِ اللهُ العِبَادَ ويرحَمُ
بِسَيفِ هُمَامٍ مِن سُلالَةِ أحمدٍ
تَدينُ لَهُ الأملَاكُ ترُكٌ وَديلمُ
وَخَيرُ فَتىً يُحِيي بهِ اللهُ سُنّةً
أُمِيتَت وَيَستَغنِي مُقِلٌّ وَمُعدَمُ
كَاظم العَامليّ
أشكو ولم أدرِ يابن العسكريّ لمَن
وقد جرت مقلتاك الدمع والعلقا
أعانك الله لا الأعوان مجديةٌ
كلا ولا زاد فيك الخاذلُ الحرقا
ولا ليومِك عدّ القومُ عدّتَهُم
أنّى وفي حالتيهم عُذتُكَ الحُمُقا
محمد الحرزي
وقد جرت مقلتاك الدمع والعلقا
أعانك الله لا الأعوان مجديةٌ
كلا ولا زاد فيك الخاذلُ الحرقا
ولا ليومِك عدّ القومُ عدّتَهُم
أنّى وفي حالتيهم عُذتُكَ الحُمُقا
محمد الحرزي