tgoop.com/wergods/9504
Last Update:
سيروا بدروب الحياة..
اختاروا ما تشاؤون منها أو سيروا بلا إختيار ستنتهون إلى حيث بدأتم لا محالة! قد تقنعون أنفسكم في المسير أن النهاية ستختلف وتتباين، وستدركون عند الاقتراب بأنكم تعودون حيث بدأتم إلى حيث أنتم إلى حيث كنتم قبل أن تأتوا إلى هذه الحياة، قبل أن تكون هذه الحياة، قبل أن نكونها ونكون.
نحن كينونة كائنة فيها لوقت محدود على الأقل، سنتذكر بعد أن ننتهي أن الوقت الذي أمضيناه في الحياة ليس إلا "لحظة" في عمر الوجود لا تكاد تذكر، كـ"فكرة" خطرت وألقيت في روع الإنسان كٰـ"خاطرة" مرت بخلدك ووجدانك.
أحبتي أنتم الأعظم! فما تعرفونه وما ستعرفون عن الحياة مهما اتسع ومهما وسع، مهما تعمق وكبر وعظم يبقى علمٌ ناتج عن الحياة التي هي في اتساع دائم مضطرد ومتسارع، لكنه لا يأخذك لأي مكان وجودياً! وبشكل حقيقي، أنت واقف في نفس المكان بمستوى الوجود.
اترك عقلك قليلاً، وتأمل هذه الفكرة: على المستوى الوجودي وبشكل مجازي، أنت كمن كان يسير في هذا الوجود بلا هدى إلى لا مكان ولا وجهه! توقف في لحظة وتخيل هذه الحياة كما هي؛ مجرد خيال عابر، كـ"حلم يقظة" يمر بإنسان أتعبه وأنهكه النهار فأراد أن يغفوا لدقائق..
ليحلم بهذا الحلم المستمد الطويل المستطيل الذي يُطيله عُمق التجربة وعُمق الشعور، في كل موقف وتواصل مع البشر؛ لذلك من الأساسي والضروري ليكون من نجاح هذه التجربة الكثير من البشر الذين يشتركون في المعتقدات، ليعطون حقيقيتها التي تملك.
تخيل هذه الحياة لو لم يكن فيها إلا أنت! بكل ما فيها من نعم ووفرة لا تعني أي شيء. وقوفك المؤقت وهذه الخاطرة المؤقتة تمتد في حياتك، ولن تُدرك قصر هذه الحياة. نعم! نقول بأن الحياة قصيرة، عندما نرى إنسان قد مات وهو مازال صغير أو ربما بعد أن كبرنا ومرت عقود علينا من الزمن، فنقول: "الحياة قصيرة" لأننا لم نشعر بهذه الحياة!
في الحقيقة، ليست قصيرة. شعورنا بالحياة، بالوقت الممتد حقيقي وطويل أحياناً -نسبي- ولكنه طويل! ما يستخلص من الأمر، هو "وهمية الوقت" فإن كانت هذه العقود من الزمن قد تلاشت في ذاكرتك ولم يعد يبقى منها إلا مجموع سنة أو سنتين لو وضعتها متوالية كإطارات صورة أو فيديو متحرك متوالية ستجد أنها سنة أو سنتين مخزونها!
"هذه الوهمية والمطاطية تخبرك أن هناك شيء غير صحيح، فيما يتعلق بحقيقة المادة وحقيقية المادة"
وإن كانت حقيقية لهذه الدرجة؛ فلما يختلف معيار الزمن؟ لماذا يمر الوقت طويلاً جداً على من يضع يده على صفيح ساخن؟ والوقت كله يمضي بسرعة كسرعة كتابة هذا المقال الذي انتهى في وقت قصير؟ وعندما تكون بحضرة ما تحب وتمضي بعض الوقت تفعله؟!!
نسبية الوقت يا أحبتي، نسبية التجارب، نسبية المعتقدات والمشاعر، كل شيء "نسبي" وما نحن في هذه الحياة إلا مشاركين في هذه النسبية؛ ننسب تجاربنا وأنفسنا إلى غيرنا لكي نخلق عمقاً في التجارب عندما نقارن عندما نفاضل وعندما نباين بين تجربة الواحد والآخر، فإننا نحاول تعزيز الشعور المتولد منها.
لكم يا أحبتي كل الحب،
أحبكم!♥️
#تنوير
BY الإسقاط النجمي
Share with your friend now:
tgoop.com/wergods/9504