tgoop.com/wergods/9513
Last Update:
ما يجعل الإنسان مختلفاً عن غيره من البشر ليس أن يفكر بأفكار مختلفة، ما يميزك هو ألا تضطر للتفكير!♥️
فالتفكير -ليس عملية إرادية- كما يعتقد البشر، لأنك تختار ما تفكر به تظن أنك تملك الإرادة الحرة بالتفكير! الواقع أنك قد تملك حرية الاختيار بين الأفكار المتاحة، ولكن!
هل تساءلت يوماً؛ من أين تأتي هذه الأفكار؟ من يصنعها؟ هل تظن أنك تستطيع أن تفكر بغير ما يُلقى في روعك وتجده في ذهنك؟ جرب!! متى كانت آخر مرة فاجئك بها عقلك بفكرة؟
ربما تتذكر بضع مرات طرأت لك فكرة إبداعية، لكن الأهم هل تستطيع أن تختار عدم التفكير؟! نعم! عقلك يشارك بالتحدي ويقول أنه يستطيع، المشكلة أن التحدي هو ألا يكون عقلك جزء من اللحظة، هذه هي الإرادة الحرة!
أما الأفكار فهي كٰـ"النبات" تسقيها مشاعرك ماءً، فتنمو بذور المفاهيم لتثمر أفكار متشعبة، تحاصرك الأفكار وعزائك أنها منك إلا أنها وإن نبتت في أرضك أو جالت في ذهنك إلا أنها ليست منك ولا تعكس هويتك!
فالأفكار واقعياً هي أفكار غيرك، وعليه مشاعرك ليست مشاعرك أنت، بل مشاعر غيرك! لا غرابة أن تشعر بالغرابة، فأنت تعيش حياة غيرك؛ لأنك تؤمن بمعتقده، والمعتقد هو حجر البناء للحياة.
فما تظنه أنت ليس إلا كتلة من المشاعر وهباء من الأفكار وكلها نابعة من مفاهيم لم تخترعها ولم تدركها كاملة ولم تغير فيها شيء، فكيف لك أن تطالب بحق أنك أنت مُتفرِّد بهويتك مستقل بذاتك ومميز بكينونتك؟!
لا حق لك في ذلك! إلا أن تتبنى مفاهيم لم يعطها لك أحد أو ربما أن تعيش بلا مفاهيم -إن كنت تستطيع على أية حال- المسألة ليست مسألة بحث عن الذات، على الأقل خارج الحياة تعريف الذات ليس هو السؤال وليست هي المسألة.
ربما للبعض في هذه الحياة هي الهدف من هذه الحياة محاولة معرفة الذات، ولكنه هدف ثانوي هامشي! لم تعش هذه الحياة ولم توجدها لكي تعرف من أنت! ربما إن صح التعبير لكي تصنع هويتك، لا يمكن لك أن تصل في نقطة ما إلى تعريف ذاتك.
ذاتك: هي كل ما هنالك، كل شيء جديد، كل شخص آخر، كل مكان تذهب إليه وكل حدث يستجد كلها تعرف ذاتك، فلا يمكن لك تعريف ذاتك إلا أن توقف الكون والوجود عن التغيُّر وكما نعرف؛ لا يمكن للتغيُّر أن يصبح ثابت، يبقى التغيُّر دائماً مُتغير ويغير كل ما هنالك ما عدا التغيير ذاته.
إذاً، فـ"ذاتك" التي تنتمي لكل شيء وكل شيء ينتمي لها هي بالمقابل وكنتيجة مباشرة دائماً مُتغيّرة، إذاً كـ(وعي) أنت تعلم يقيناً أن هويتك ليست مسألة وحتى إن أصبحت مسألة فهذه المسألة مستحيلة، لايمكن لك في أي وقت أو حال أن تعرِّف ذاتك!
ومتى نجحت في تعريف ذاتك وبشكل كامل فإنك فور الانتهاء من تعريف ذاتك وفي تلك اللحظة تحديداً تصبح مخطئاً! لأنك بعد أن عرفت ذاتك أصبحت ذاتك هي كل ماذكرت إضافة إلى ما قدمته كتعريف، لأنه أصبح أيضاً جزءًا من ذاتك.
الأمر يشبه المحصلة أو الرصيد المُتزايد بكل لحظة، لا يُمكن لك أن تخبر شخصاً ما "الوقت" على وجه التحديد بالثانية، وربما باللحظة! ففوز قراءة "الوقت" سينتقل الوقت إلى اللحظة التي تليها أو الثانية التي تليها؛ فأنت في كل مرة تقرأ الوقت تكون مُخطىء، لأنك تتحدث عن الزمن في الماضي وليس الزمن في هذه اللحظة، فاللحظة هذه مُتغيّرة تماماً كذاتك وتماماً كتعريفها.
#تنوير
BY الإسقاط النجمي
Share with your friend now:
tgoop.com/wergods/9513