tgoop.com/wergods/9523
Last Update:
الضیاع لیس الضلالة عن الطریق، في الحقيقة أن التيه ھو اصطناع واستصناع الوجهة!
من النبل والتواضع أن یقول الإنسان أنه في رحلة بحث إلا أن الأمر على النقیض تماماً مما أراه، من قمة العجرفة والغرور أن تعتقد أنك تعرف انك بحاجة إلى وجھه ومن الأسوأ أیضاً أنك تعتقد أنك تعرف الوجھة، ولكنك لاتعرف الطریق!
برأيي.. لا أحد یعلم ماھي الوجهة! ليس لأن الكل عاجز، لكن لأن الأمر بكل بساطة أنه لاتوجد ھناك وجهه! لك أن تُقنع نفسك أن ھناك وجهه أنت حر، لك أن تشعر بتجربة التيه والضیاع أنت ُحر، لكن ھذا لایعني أن ھناك وجهه!
"كل من قال بأن ھناك وجهه مات دون أن یصل إلیھا"
أعلم أن البعض يدّعي أنه وصل، وفي الحقیقة الأمر نسبي ولیس مادي؛ أي أن الوجھة لو كانت موجودة جدلیاً -لنتناقش بموضوعية- إن كانت موجودة؛ فنقطة النھایة ھي نقطة البدایة -كما ذكرت- في كتاب فجر الظلام، ولا تدرك الأمر حتى تصل إلى ما يشبه النھایة وتقول لنفسك:
أن ما أبحث عنه إن كان ھناك جھد في ھذا الوجود سیأخذني لھذا المكان فقد بذلت ویجب أن أكون قد وصلت! عندھا ستستسلم لأنك لاترى هذا المعْلم أو الوجھة أوالمیناء أوالشاطئ الذي تسعى وتبحر وتبحث عنه، حینھا فقط ستستسلم.
وما أن تستسلم، وھذه مفارقة مضحكة حتى تجد نفسك حیث بدأت لیس عندما بدأت البحث واستصناع الوجھة إنما حیث بدأت الحیاة حیث بدأت الوجود، عندھا ستدرك أن:
الواحد ھو الكل وأن الكل ھو الواحد، وأن كل شيء لا شيء وأي شيء ھنا ھناك الآن لاحقاً وفي ما سبق وفي مكان لایمكن لك أن تتخیله وفي مكان یمكن لك أن تتخيله في زمان مضى وسیأتي وفي زمان لم یمضي ولن یأتي إلا أن كل ما قلت موجود ولا شيء من أیاً مما ذكرت غیر موجود إلا الوجھة التي تّدعي، ولكن في الواقع..
ھناك من یؤمن بوجود وجهه ویجد نفسه وصل إلیھا، ولكن یبقى "وهم" شأنه شأن أي اعتقاد، الوجھة الحقیقیة نعني بھا أن كل البشر -على الأقل- الثمانية ملیار الذین یتنفسون الأكسجین كل یوم ھم یملكون نفس الوجهة، وھذا غیر صحیح!
فلا یجمعھم جنس عرق دین مجتمع أو حزب، یختلفون في وجھاتھم بل في الواقع حتى ذات الإنسان قد تختلف وجهته من لحظة إلى أخرى، أنت في ھذه اللحظة تبحث عن الحقیقة وفي الأخرى تبحث عن الطعام، في الواقع موضوع الوجھة موضوع الرسالة موضوع الھدف كله مبالغة غروریة تقلیدیة من البشر
لما تحتاج إلى الوجھة؟!
قد تكون الرحلة ھي الوجھة، قد یكون التوقف ھو الوجھة، قد یكون مكان ما ھو الوجھة! لا بأس، لكن لایمكن لك أن تُعمم ذلك على كل لحظات حیاتك، أنت تملك الكثیر منھا أكثر على الأقل من أن تھدرھا على وجهه واحدة
هذه رسالة حب لكم!♥️
#تنوير
BY الإسقاط النجمي
Share with your friend now:
tgoop.com/wergods/9523