tgoop.com/wergods/9525
Last Update:
(لماذا أنت هُنا، وكيف هو حالك؟!!)
السؤال صعب، حين نسأل الإنسان عن حاله في لحظة ما! والواقع أن الإنسان قوي جدًا في التصدي لأي فكرة، مُعتقد أو مفهوم لا يُناسبه، وهذا لا يعني إطلاقًا أنه يعلم ما يفهم وما يعتقد! في تلك اللحظة هو يُعادي أي مفهوم ومعتقد يطرح له لأنه لا يشابهه، لأنه يعلم حقيقة ماهو ليس عليه، لكنه لا يعلم!
تأمل في نفسك: أنت تنتقد كل إنسان تعرفه في حياتك بلا استثناء، أنت دائماً تمتلك سببًا لتنتقد كائن من كان من محيطك، ولكن حينما يتوجه السؤال لك (أنت) عن: ماهيتك وكينونتك وسببيتك، الأمر يختلف!
لست ملحدًا أو رباني، هما طرفين متناحرين على حقيقة ما إذا كان "الإله موجود أو غير موجود!" إن سألتموني وأنا أعرف لا تفعلون، ولكن حين طرحت السؤال سوف تتسائلون وتفعلون، وهذا هو السبب.
من يسأل عن اللاهوتية أو انعدامها، هم تمامًا كمن تاه في "الغابة" في عتمة الظلام حيث ينعدم النور؛ يسير البعض بلا هوادة ولا هدى، ولكنهم يعتقدون بأنهم يملكون الصواب بمسيرهم!
هُناك غابة ظلماء، لا نور قمر ولا سراج ينيره ولا نار تضئ فقط ظلام دامس وأشجار شائكة وتيه يحيط بمن فيها، وأنتم فيها بلا شك، فيكم فرق متفرقه هناك..
من يعتقد بأنه يعلم الاتجاه الأصوب والأحق، والأصح بأن يتبع ذلك الاتجاه، إن سرت إليه سترى النور، ولكنه وعد مقرون ومرهون بالمسير؛ ليتحقق منه الإجابة أن ترى النور، والرهن في أن تسير بلا هوادة ولا هَدي ولا معرفة ولا بُرهان ولا قرآن.
نعم! القرآن، كلمة لا تعني ذاك المصحف الذي تتلوه عن نبيك منذ ١٤ قرن مضت، القرآن هو دلالة وقرينة لا أكثر، سمي بـ"القرآن" لأنه قرينة تقترن بالحقيقة، فهل هو الحقيقة والإجابة لك؟!
في "الغابة" من يعلم أين تقطن الوجهة، هم "المؤمنين" فهم يظنون أنهم يعرفون إلى أين يذهبون، ويدعون كل أحد آخر إلى الإتباع؛ فهم يعلمون فقط والدليل لا شي، ولكن قد أوحي إليهم بأن الاتجاه حيث المسير؛ لا دليل، لا قرينة ولا برهان، ولا قرآن!
ثم هُناك من يُعادي كل ذاك ويقول إن لم تملك بوصلة أو منارة أو مشكاة أو مسارًا فإني لا اتبعك، وذاك هو "الملحد" من ينكر وجود الإله الذي خلق الكون والخلق وهو أمر يصعب إنكاره.
الكون لا يُمكن له بكماله أن ينكر، إن شئت أن تؤمن بفلسفتي: "الكمال لا يمكن له أن يكون إلا بموجد له، فمن أوجد من أوجد الكمال؟!!" بعيدًا عن الفلسفة، نقول:
أن من يسير في هذه الظلمة ويظن أنه يعلم الوجهة، يُعاديه من يعتقد أن ذاك السائر مخطئ في مسيره ويُسمى بالمُلحد، الأول "ألوهي" والثاني "مُلحد" لا مؤمن باللاهوتية أما (أنا) بين الأول والأخير أقف صامتًا، مُدركًا بأني لست مضطرًا إلى المسير♥️
المشكلة ليست إلى أين تذهب، ولكن السؤال "لماذا أنت مضطر أن تذهب؟!!" اللي يفهم يفهم واللي ما يفهم يعيش طول عمره في الظلام!
الغابة، هي الحياة،
الظلام، هو التجربة،
الجهل، هو الخيار.
قد كنا نملك النور والمعرفة واخترنا أن نجهل، من النور بعثنا إلى الظلام لكي لا نعلم وليس لكي نعلم! لو كان العلم مسعانا لما وجدنا، فمن العلم أتينا وإلى الجهل أتينا لأننا شُجعان..
نجرب أن لا نعلم، أن نجهل وأن نجرب، أن نعتقد حقائق مختلفه وأن نرى حولنا من البشر يعتقد خلافها، أن نختلف معهم ونتناظر ونتحاور وأن نتفق أو لا نتفق ونفترق، هذه هي بالضبط ما تسمى: حياة، وهي من صُنع أيديكم أنتم!
أنتم يا من من النور أتيتم وإلى الجهل انتهيتم، علمتم أو نسيتم؛ فإنكم أنتم الأكمل والأشمل وان نسيتم فإني أذكر فلم أنسى وان نسيتم، فأنا لست إلا (رسالة) لكم منكم وإليكم
أذكركم بما قد نسيتم، أذكركم بما أنتم عليه: أنتم من أوجدتم وجودكم وخلقتم هذه الحياة -كما هي- حياة لا يشوبها شائبة فيها كل الشوائب لأننا نحن المتمكنين والمسيطرين والمالكين والمقتدرين على هذه الحياة
نفعل ما يحلو لنا وما لا يسعدنا وما يطيب ويلذ لنا وما يطيب لنا ويسعدنا ويحلو لنا وأن نجهل! صدق أو لا تصدق هذه حقيقة من حقائق الوجود فلسفيًا، أتحدث بعيدًا عن "اللاهوتية" وانعدامها و"الإلحاد" وتطرفه
الإنسان هُنا لأنه يُريد أن يكون هُنا وهو جاهل، فـ"الجهل" ديانة كل البشر، فالإنسان أشجع ما يكون، والخشيه أبعد ما تكون عن تعريف الإنسان!
لعلنا نخشى مُطلق المعرفة وكامل النور وكمال القدرة ومُطلق الإدراك، ذاك لعله يخيفنا اكثر من الجهل ذاته، صدق أو لا تصدق!!
• لماذا أنت هُنا؟!
• لما أنت موجود في هذه الحياة؟!
سؤال يُطرح بكل بساطة وليس المهم الإجابة! افهم هذا الكلام حقيقة، ليس مهم أن تعرف سبب وجودك، ولكن المهم: هل تستطيع أن تسال نفسك هذا السؤال أو لا؟!!
#تنوير
BY الإسقاط النجمي
Share with your friend now:
tgoop.com/wergods/9525