tgoop.com/widestreet/20412
Last Update:
أَمْطَرَتْ سَمائِي
أرضٌ جَدباء، شاسِعةُ المَدى، تكسُوها تجاعيد الاِندثار، تزورُها الطيور المُهاجرة، تجُوبُ في سمائِها، تُبعْثِر نفحات الأمل وترحل غامضة، جلفة، لامبالية ومابين البَيْن تِبيانٌ بيِّن أن هذه أرضٌ لا يليق بأحدٍ سُكناها..
حتى قدِمَ الحبيبُ بغتةً، جاورني لأسابيعٍ وشهور، رافق لياليّ واِحتضن من حولي السَّراب، أشعل الإنارة ورافقت خطاه خطاي، خُطًى ثابتة، متزنة وواضحة، ناديته أنِّي أعياني الظَّلام وبَكَى ليلي سُهادِي واِعتصَرَ قلبي العِتَاب.
اِحتضنَنِي بين جفنيه وروانِي بإسهاب، سكَتَ هو لكن قالت عيناه كُلّ الكلام، دائِمًا ما تُحادِثُنِي اِشتَقْتْ، حَزِنْتْ واِشْتَدَّ بي الهُيَام...
ربَّاه من عَينيه ربَّاه
كم هي فاضِحَة تلك العُيون!
يبدأ محادثتنا بأُغنِيةٍ صاخبة، فأضحك معه ثم أَغمُضُ عيناي وكأني اَحتَضِنُ داخِلي تلك اللَّحظَة... هو، صوته، وهالته كالوصول بعد تيه طويل، كالغيث والنَّجَاة، كاِحتِضَانِ الوطن، ليتسائل قلبي عندها.. كيف حبيبنا مرحٌ طرُوب! حينها يقتلني الشوق، أتلهَّف لأُحادثه، فأقاطعه: اِشتقت لك...
أُحِبُّكَ يا مَلاذي..
ياغايتي ومقصدي ومنتهاي
أسيرةٌ أنا لاِبتسامةٍ تشكَّلت على محياه كوميضٍ مُفَاجِئ يَلفِتُي، يسْرِقُني ويَأسِرُني وشامةٌ على يُمناها، كنُقطةِ النِّهايَة؛ أن هنا وعند هذه الاِبتسامة يجب أن يتوقَّف الكون قليلاً، ككوكبٍ أرجواني يجذبني لأمكث فيه ولا أبغي الرُّجعى، تحفها خطوطٌ تختتم هذا العمل الفنيّ.
الحبُّ مدرسةٌ هو أستاذها، يقرأ صمتي، يحتَضِن كلماتي المبعثرة، يرتِّبُها مُنيبٌ بها عنِّي، يُطَمئِن تنهيدةٌ خَرجت من عمقِ الشَّجَن، بصوتٍ عذب، أترنَّم به كمقطوعةٍ موسيقيَّة تُداعب الرُّوح أن لا يليق بغيري السُّكنى.
تبخَّرت أوجاعي، تكاثفت أحلامي، اِنهمرت أفراحي وهكذا.... أمطرَت سمائِي.
#ربا_عبد_العزيز
BY الممشى العريض♥️🎼
Share with your friend now:
tgoop.com/widestreet/20412