tgoop.com/wjdn_lmyr_151/12486
Last Update:
كيف يمكن للإنسان أن يعيش بجرح يفتح بمجرد النظر للمرآة لوقت طويل؟
وقت طويل وأنت تنظر إلى نفسك كيف تعبر عن جراحها بدون التفوه بحرف واحد
وقت طويل تضغط فيه أصابعك وتتركها، تضغط وتترك، إلى أن تتعرق يداك وتزحف الحرارة أفقيًا تصاعديًا حتى تشعر برأسك يتصلب
وقت طويل تعض فيه شفاهك؛ لتُهدئ من إرتعاشها، ترمش لتنظف رؤيتك، وتُبلل وجهك مرةً بالدموع ومرةً بالندى، وتقول هذا يكفي ثمّ تعاود مجددًا لتسدد نظرة جديدة إلى نفسك وتقف
تمسح أنفك أو تسحب جبينك إلى الخلف، وبهذا تعيد الشريط منذ البداية
وقت طويل يقع فيه قلبك عدّة مرات في معدتك ليكاد ينصهر وسط بيئة كيميائية لا ترحم
وقت طويل يؤلم أقدامك وإن كنت جالسًا؛ لأنها تتذكر كباقيك، كلكَ تتذكر
ويالا الذكرى التي ما إن تُثبِت نفسها في عقولنا حتى تعيش هناك للأبد ونعيشها نحن في كل شبرٍ فينا، حتى لو بُتر لنا عضو سينتفض تحت التراب مآزرةً لماضٍ عاشه
الوقت الطويل الذي تبدو فيه فاتن الجمال في عينك وأنت تبكي ولكنك لا تستطيع الإحتفال بهذا لأنك تعلم أكثر أنك مكسور، فلا تُفلح في إحراز أي تقدم
فقط تُسلم نفسك للمشهد الأخير المعتاد، تواسيها، ترسل لها مشاعر دافئة وتفتح باب الحمام لأنك في مجتمع تنتهي فيه اللحظات الهشة بالسحق والطرق على أبواب المرافق الصحية.
BY وجدان الأمير
Share with your friend now:
tgoop.com/wjdn_lmyr_151/12486