Telegram Web
-أنا خائفُ قالَ وهو يُظهر كتابهُ
هناكَ اسمي الذي يريدُ قتلي.
-لا تخفْ، قلتُ، إنكَ ميتُ سلفاََ.
-الخوفُ من الاسمِ
-أجل، الخوف من لا شيءْ

_برنار نويل

-ترجمة: محمد بنيس
ياللهول ! أتذكر ! أتذكر ! أجل ! ذلك الكوخ القذر ، مثوى الضجر الأزلي ، إنه مسكني ، ها هو الأثاث الأحمق ، المغبر ، المهشم ، والموقد بلا لهيب ولاجمر ،  ملطخ بالبصاق ، والنوافذ الحزينة ، حيث حفرت الأمطار أخاديد في الغبار ، المخطوطات الناقصة أو المشطوبة ، والروزمانة التي خُطت عليها التواريخ المشؤومة ! وهذا العطر  الحالم الذي كنت أنتشيه بحساسية فائقة للأسف حلت محله رائحة التبغ ، ممزوحة بما لا أعلم ، وها أنذا أتشنق زنخ الأسى.
في هذا العالم الطافح بالقرف ، شيء واحد معروف يبتسم لي ؛ قنينة الخمر صديقة قديمة رهيبة وككل الصديقات فهي للأسف ! تزهر بالمداعبات والخيانا.

_بودلير
أخافُ أن يسبقني شيء ما
قطار ما
(رغم أنني لستُ كثير الأسفار)
وأخاف أن أذهب
لا أجد المحطة
فلا أسافر
أو أجدها
ولا أسافر أيضاََ
كيف يكون السفر
حين ترحلُ العيونُ
ويبقى السفر مترسباََ كبلور الضحكات
على أرضِ المقاهي ؟
كيف يكون السفر إيماءة في البعيد
حين ترحلُ المحطاتُ
وتبقى القطاراتُ الغريبة.
هذه حكاية..

_بسام حجار
Forwarded from Ali Rahman
هي ذي روحُكِ تذيبُ العظامَ؛
كي تتحولَ إلى ماءٍ أطرافُ أصابعي،
تنفخُ بلسانٍ طريٍّ على لساني،
فألمِسُ عظمةَ رقبتِكِ،
وخيولٌ ميّتةٌ تجرُّ عرباتِ الليلِ في صدري.
هي ذي روحيَ؛ تلفُّ الشمسَ بالصمغِ
وتتنفسُ من أسنانِك رائحةَ الزهْرِ والينابيع.




وفي البئرِ وقفتُ بنصفِ جسدٍ يغرقُ،
أرفعُ يدًا مسّت أوردةَ خدِّكِ؛
لتدخلَ في أوردتي الريحُ،
للريحِ باسمكِ أرفعُ يدي حاملاً قرونَ الغزلانِ
وليتباركْ بعظاميَ الوقتُ والنبات!

.
.
علي رحمن
((حتى لو كانوا 955 مليوناََ وأنا وحدي، هم المخطئون يا لولا، وأنا على صواب لأنني الوحيد الذي يعرف ماذا يريد ، لم أعد أريد أن أموت ))

_لوي فردينان سيلين
طوبى للشفةِ تقبلُ شفةً،
لأصابعَ ترعى رغبتها فوق الخصر العاري،
للإنسِ يقول، على مدخل بيت النسيان: تفضّل قبلي.
للأعزلِ حينَ يفضّلُ بيتَ زجاجٍ مثلي
كي يعرفَ ثِقلَ حصاةٍ إذ تُرمى،
عن غيرِ معادٍ من كفِّ القدرِ الأعمى.

-فوزي كريم
▪️أدونيس

مرآة الأرض
هذا الذي يلج في سريرتي
يقتلع النخيل والقباب والأجراس
يضرب وجه الأرض ،
هذا الدَّمُ الرّافض ،
هذا الرّفض تلهف آخر، واشتعالٌ
باسم الغد الطالع باسم الأرض -
مملكة التاريخ ، والحضور ، والأعراس
تلهف آخر ، واشتعالٌ
بالزمن الفاتح راحتيه
مثليَ ، بالأرض ونور الأرض .

Artwork by Arnold Böcklin “Odysseus and Calypso, 1883”
-أدونيس:
.
.

ففي دمي دهرٌ من السبايا
دهرٌ من الخطايا يجرفه موتي ، وحول وجهي حضارةٌ تموت .
وها أنا كالنهر
أجهل كيف أُمسك الضفاف
أجهل غير النبع والمصب والمطاف
حيث تجيء الشمس
كالعُشبة الساحرة السوداء
حيث تشب الشمس
كالفرس الحمراء
حيث تصير الشمس
عرافة الشقاء والسعادة
عرافةً أو أسداً ، أو نسرْ
ينام كالقلاده فوق جبين الدهر .
يا كمنجة، أيتها الغريبة ، أتراكِ تلاحقينني؟
كم من مدنِِ بعيدةِِ سيُخاطب فيها
ليلكِ المتوحّد ليليَ المتوحّد
هل العازفونَ مئات ؟ أم هو دائماََ العازفُ نفسه؟
أفي كل المدنِ الكبيرة
أمثالُ هذه الكائناتِ التي لولاكِ
لكانت اختفت في قيعانِ الأنهار ؟
ولم يلمسني هذا الشيء في الصميم دوماََ؟
لم أنا أبداََ جارُ أولئك اللذين
تُجبرُ مخاوفهم المرءَ على الغناء
وعلى أن يرددَ: إن الحياةَ
لأثقلُ من أثقلِ الاشياء ؟

_ريلكة
-ترجمة كاظم جهاد
(حديقة النبات الغرائبي بباريس)
لا رؤية هنا لأراضِِ مجهولة،
ولا من شعورِِ بأن نساءُ سمراوات
ينبثقنَ راقصاتِِ من ثيابهن المنحسرة.
ما من ألحانِِ غريبةِِ، وحشية ،
ولا من أغانِِ تصعد من الدم،
ولا من دمِِ يصرخ من أعماق المهاوي .
ما من نساءِِ سمر مخمليات الأجساد ،
يتمططن في تعبهنَ الاستوائي ،
ولا من عينِِ تبرقُ كسلاح.

_ريلكة من كتاب الصور
-ترجمة كاظم جهاد

اللوحة للرسام الفرنسي جول جوزيف (فتاة غجرية)
خريف

الأوراقُ تسقط، تسقطُ وتبدو آتية من بعيد،
كأن حدائقَ نائيةُ تنجرد من أوراقها في السماء ؛
إنها تسقط راسمةُ إشارة نفي.
والأرض الثقيلة تسقطُ أثناء الليل هي أيضاََ
ومن النجومِ تهوي في قلبِ العزلة.
ونحنُ أيضاََ نسقط. هذه اليد تسقط.
والأيدي الأخرى في كلِِ منها هو السقوط.
لكن ثمةَ من يمسكُ بيديهِ برفقِ لا انتهاء له
بالأشياء الساقطة كلها.

_ريلكة

اللوحة للرسام الاسباني سلفادور دالي(فتاة عند النافذة)
▪️في أوقاتٍ مضت

ترجمة: جمال جمعة

لا شيءَ عادَ مثلما كان.
ما عدنا نذهبُ إلى الحانة
لنُبهِجَ قلوبنا.

لا شيءَ، كلاّ! لا شيءَ عادَ مثلما كان.

ما عدنا نترنّحُ من السُّكْرِ في الطرقات.
وفي الصباحِ، حينما نستيقظُ
لا ننالُ قُبَلاً من نساءٍ جميلات.

لا شيءَ عاد مثلما كان.

بعيدًا عنّا توجد الخيول،
وبعيدًا جدًّا فرّت الطرقات.

على الظَّهر نحملُ الأطفالَ
وبأنفسنا نسحبُ العربات.

حَدَواتُ خيولِنا لم تعد تلتمع
في ندى الأعشابِ،
لم نعد نقطفُ، في سباقٍ وحشيّ
الخوخَ الأزرق.

لا تتركنا نموت، يا ربّ.
أعطِنا نبيذًا أحمر !

[من: ديوان الغجر، أغاني غجر يوغسلافيا]
Forwarded from Ali Rahman
سمّيناكَ عليّا !
تكلمُ الريحَ في المَهدِ، وتعلقُ الهُدهدَ على رقبةِ الشمسْ،
تعرفُ خطوك الجذورُ، وتحملُ قرون الغزلانِ على رقبتك،
تستنشقُ رائحةَ شَعرِك فتاةٌ؛ تمسُّ بيدٍ زرقاءَ روحَكَ،
وتنغرسُ سنبلةٌ من ضفيرتها في صدرك.
——

-علي رحمن
_ريلكة جزء من قصيدة العمياء (كتاب الصور)
_ترجمة كاظم جهاد

وكنت أصرخ بأمي؛ (اقتربي، هاتي الضوء !)
وكنتُ أصغي ، كان كلُ شيء يصمتُ طويلاََ؛
وكنتُ أحسُ بوسائدي قاسبة كالحجارة،
ثم كانَ يبدو لي أنني أرى شيئاََ يظهر :
كان ذلك هو بكاء أمي المحزون ،
الذي لا أريدُ أن أتذكرهُ .
(هاتي الضوء) كنتُ غالباََ ما أصرخُ في أحلامي؛ لقد انهار الفضاء ، فلترفعيه
عن وجهي وعن صدري.
ينبغي أن ترفعيه، أن تزحزحيه ،
أن تُعيديه إلى النجوم؛
لم أعد أقدر على العيشِ هكذا رازحة تحتَ ثُقلِ السماء .
لكن هل أنتِ من أخاطب يا أمي ؟
من أخاطبُ سواكِ إذن ؟ من يقف وراء الستارة ؟ أهو الشتاء ؟
هل هي العاصفةُ يا أمي ؟ هل هو الليل؟
قولي يا أمي !
أم هو النهار يا أمي؟ ... أهو النهار ؟
من دوني يأتي ؟ كيف يتبلجُ نهارُ بدوني ؟
أفلا يٌحس شيء بغيابي؟
أما من يُطالبُ بأخباري؟
هل أنا وأنتِ منسيتان؟
أنا وأنتِ ؟...
خطاك ، يا ابن صمتي .
بقداسة وبهدوء موضوعة
نحو سرير يقظتي
تفيض خرساء ومتجمدة .
أيها الشخص النقي ، أيها الظل الالهي
ما أعظم رقة خطاك المحترسة !
أيتها الآلهة ! كل العطايا التي اختزنها
تأتي إلي على هاتين القدمين العاريتين :
إذا كنت ، بشفتيك المتقدمتين ،
وأنت تحضر لاشباع ساكن افكاري
غذاء قبلة ،
لا تعجل في هذا العمل الناعم
عذوبة أن نكون وألا نكون
لأني عشت من انتظاري لك
وقلبي لم يكن إلا خطاك ."

بول فاليري
وحينما استقرت الرّماحُ في حشاشة الحسين وازينت بجسد الحسين
وداست الخيول كل نقطة في جسد الحسين واستُلبت وقُسمت ملابس الحسين
رأيت كل حجر يحنو على الحسين
رأيتُ كل زهرة تنام - عند كتف الحسين
رأيت كل نهر يسير في جنازة الحسين

أدونيس- مرآة الشاهد
Forwarded from Ali Rahman
« ديكُ الرياحِ يشيرُ إلى الجنوب »
•أيمي لويل-1919
•الترجمة: علي رحمن
.
.
أضعُ أوراقَكَ جانبًا،
ورقةً، ورقة:
الأوراقَ المتصلّبةَ، المحيطةَ والعريضة؛
الأوراقَ الصغيرة،
مُلطّفةَ اللمسِ، ذاتَ العروقِ الأرجوانيةِ؛
والأوراقَ الغائرةَ اللامعة.
ورقةً، ورقة
أفرُّقُكَ عن أوراقِك،
حتى تقفَ مثلَ زهرةٍ بيضاء،
تتأرجحُ برفقٍ في الرياحِ المسائية.

زهرةٌ بيضاء،
زهرةٌ من الشمع، من حجرِ اليَشْمِ الأخضرِ،
والعقيقِ الصقيلِ؛
زهرةٌ بسطحٍ جليديّ،
بظلالٍ قرمزيةٍ خافتة.
فأينَ في كلِّ الحديقةِ ذي الزهرةُ؟

تتزاحمُ عَبْرَ أوراقِ اللّيْلَكِ النجومُ
لتنظرَ إليك.
بالفضةِ يوقدُكَ القمرُ الخفيضُ.

هو ذا أكبرُ من كأسِ الزهرةِ هذا البُرعمُ،
فلا شيء مع برعمٍ أبيضَ يتماثلُ،
دون لونٍ، ومن كلّ الألوان،
يلتمعُ بضوءِ القمرِ،
يُدفَعُ بريحٍ ملطّفةٍ تتأرجح.




https://edgs.co/jtual
Forwarded from Ali Rahman
بعناكبَ بين أنيابِ الشياطينِ تصطادُ الريحُ زهرةَ الأيامِ،
تفاحةٌ أرجوانيةٌ في منقارِ غرابٍ على شجرةٍ صفراء،
صَفيرٌ، خيوطٌ تذوبُ من الشمسِ على صغارِ الطيورِ،
فيكبرُ جذرٌ في الغابةِ وتزهرُ في الأرضِ أيامُ البردِ والأنهار.
.
.
-علي رحمن
▪️ترنيمة محمّد
Mahomets Gesang

يوهان فولفغانغ غوته
Johann Wolfgang von Goethe

انظروا إلى نبع الصخور،
لمّاعًا من الإبتهاج،
كَوَمضاتِ النجوم!
ومن فوق الغيوم
ملائكة أخيار
تغذي عنفوانه
بين الصّخور في الأدغال.
بحيويّة فتى يافع
يَثِبُ بخِفّةٍ خارجَ الغيمة
وعلى الصّخور المرمر في الأسفل
يبتهل كَرّةً أخرى
إلى السّماء.
عَبرَ الممرّات على القِمم
يلاحق الصَّوانَ الملوّنَ بسرعة ،
وبخطوة قائد سابقٍ لأوانهِ
يكتسح اخوتَه الجداولَ
ويجرفها قُدُماً معه.
ومن تحتُ، في الوادي
تنبت الأزهارُ تحت قدمه،
وتدبّ ُ في المَرج الحياةُ من نَفَسه.
ولكنْ لا يوقفه وادٍ ظليل،
ولا أزهارٌ،
تلك التي تُطَوِّق رُكبتَه،
مُبتَسِمةً بأعينٍ ملؤها الحبّ ُ:
ينطلق انسيابُه نحو السّهل
مُتَعرِّجاً كأفعوان.
ترتبط الجداول به
مرافقة. والآنَ ينبعث
في السّهل كالفضَّة لمعاناً،
ويلمع السَّهلُ معه،
والأنهارُ من السّهل
والجداولُ من الجِّبال
تهلِّلُ وتصيح : يا أخانا!
يا أخانا، خذ اخوتَك معك،
معك إلى أبيك الأزلي،
إلى المحيط الأبدي،
الذي ينتظرنا بأذرع ممدودة،
التي، آه، تمتد دون جدوى،
لتحتضنَ المتشوِّقين إليه؛
لأنَّ الرملَ الجَّشِعَ في الصَّحراء المقفرة،
يفترسُنا، والشّمسَ في الأعالي
تمتصّ ُدماءنا؛ وتلاً يطوَّقنا
ويحوَّلنا إلى مُستنقَع! يا أخانا
خُذِ الاخوةَ من السَّهل،
خُذِ الاخوةَ من الجبال،
معك، إلى أبيك معك!
تعالوا كلّكمْ!-
ويمتلئ الآن
جلالاً أكثرَ؛ عشيرةٌ بأكملها،
تحمل الأميرَ عَليًّا،
وفي تدفّقِ مسيرته الظافرة،
يُعطي البلدانَ أسماءَها، والمدن ُ
تُصبِحُ تحت موطئ قدمه.
ومن دون توقّفٍ يزأر مندفعاً،
تاركاً قِممَ الأبراج المتوهِّجة،
البيوتَ المَرمريّةَ، وإنتاجَه
الوَفْرَ، وراءه بعيداً.
يحمل الأطلسُ بيوتَ خشبِ الأرز
على أكتافه الضّخمة;
وآلافُ البيارق الخفّاقة المُرَفرفة
عَبْرَ النّسائم فوقَ رأسِه
إشاراتُ عَظَمَتِه.
وكذا يحمل اخوتَه،
كنوزَه، أطفالَه،
هاتفاً بابتهاج، إلى قلب
خالقه الذي ينتظره!

(ترجمة : د. بهجت عباس)
2025/01/03 09:31:53
Back to Top
HTML Embed Code: