WRITINGMOHA Telegram 3586
Forwarded from تِشرين.
خِذلان وَطن | أمَاني البُريهي.

الرَابعةُ مساءً
تَنهيدات كَثيرة، ودُخانٌ مُعتم، مَساء مرير، وأحَلام مُبعثرة، وأرَض مُلطخة بالدِماء، وسَماء مُعتمة، هَكذا كانت تبدو اللوحة قَبل أن أغمضَ عينيّ.

الثَانيةُ مساءً
الشمسُ حَارة، الأيَام مُرهقة، لكن الأمَل مازال يَنبض في قُلوبنا، المَدينة مُمتلئة برائحةِ الخُبزِ والأمَان، الجَميع يبستم رُغم أرهاق الحَياة لهَم، حَركةُ الشَوارع، الشَغف الموجود فِي ابنائها يَجعلك تقع في حُبِ المَدينة مُجددًا، كنتُ أقف أتَأمل كم أنّ القُوة تحتوي هَؤلاء، كيف يَستيقظُوا كل يوم بأملٍ جَديد، كأنَّ الأمَس لم يكن مُرهق، مُفعمة هَذه المدينة بالحياةِ رُغم المَوت.

الثَالثةُ مساءً
دويّ انفِجار، أشَلاء تَتبعثر، أرَواح تُزهق، وأصَوات بوح مكتُوم، أمَل مرتجف، وغُصات لا تُحكى، هَكذا هِي الحَرب، تَهجُم فجأةً تسلب الأمَان، تقتلُ أرواح، تَمحي الفرح، ولا تمضِ، "دويّ انفِجار آخر، وآخر، وآخر.."
سَاد المَدينة دُخان الأسَى، سَاد المدينة الحُزن، الخِذلان، وسُقيتْ بدماءِ ابنائها.

كنتُ هُنا أقف بنصفِ روحٍ شَاحبة، أرجوهُ ألا تَتدمر المدينة أكثر، سُلبَ صوتي، الصدى يَتكرر، لا شيء سِوى أنّي كنتُ أتنهد، هل أركُض؟
هَل أترك المَدينة هذهِ، أم أبكِي هُنا؟.

الخَامسةُ مساءً
بأنصافِ أطَراف، كنتُ استوطنَ سَرير المَشفى المُكتظ بِضحايا الوطن، كنتُ لا أشعر بشيءٍ سِوى الخذلان، أكَان عليَّ أن أركُض؟
أكان عليَّ أن أتخلى أنا أيضًا؟
بكيتُ لأولِ مرةٍ بخذلانِ وطن، وبكبرياءِ رجل، بكيتُ بصوتي المَبحوح، وبنصفِ أطرافي التي اُسقيت دمائي بهَا الأرض، ذات الأرَض التي خذلتنِي، ذات الأرَض التي سَلبت منِي الحَياة، فتركتنِي هُنا، تلك الجُثة التي تَتنفس الآن ليست أنا، لقد مات الوَطن، ومتُ أنا.



tgoop.com/writingmoha/3586
Create:
Last Update:

خِذلان وَطن | أمَاني البُريهي.

الرَابعةُ مساءً
تَنهيدات كَثيرة، ودُخانٌ مُعتم، مَساء مرير، وأحَلام مُبعثرة، وأرَض مُلطخة بالدِماء، وسَماء مُعتمة، هَكذا كانت تبدو اللوحة قَبل أن أغمضَ عينيّ.

الثَانيةُ مساءً
الشمسُ حَارة، الأيَام مُرهقة، لكن الأمَل مازال يَنبض في قُلوبنا، المَدينة مُمتلئة برائحةِ الخُبزِ والأمَان، الجَميع يبستم رُغم أرهاق الحَياة لهَم، حَركةُ الشَوارع، الشَغف الموجود فِي ابنائها يَجعلك تقع في حُبِ المَدينة مُجددًا، كنتُ أقف أتَأمل كم أنّ القُوة تحتوي هَؤلاء، كيف يَستيقظُوا كل يوم بأملٍ جَديد، كأنَّ الأمَس لم يكن مُرهق، مُفعمة هَذه المدينة بالحياةِ رُغم المَوت.

الثَالثةُ مساءً
دويّ انفِجار، أشَلاء تَتبعثر، أرَواح تُزهق، وأصَوات بوح مكتُوم، أمَل مرتجف، وغُصات لا تُحكى، هَكذا هِي الحَرب، تَهجُم فجأةً تسلب الأمَان، تقتلُ أرواح، تَمحي الفرح، ولا تمضِ، "دويّ انفِجار آخر، وآخر، وآخر.."
سَاد المَدينة دُخان الأسَى، سَاد المدينة الحُزن، الخِذلان، وسُقيتْ بدماءِ ابنائها.

كنتُ هُنا أقف بنصفِ روحٍ شَاحبة، أرجوهُ ألا تَتدمر المدينة أكثر، سُلبَ صوتي، الصدى يَتكرر، لا شيء سِوى أنّي كنتُ أتنهد، هل أركُض؟
هَل أترك المَدينة هذهِ، أم أبكِي هُنا؟.

الخَامسةُ مساءً
بأنصافِ أطَراف، كنتُ استوطنَ سَرير المَشفى المُكتظ بِضحايا الوطن، كنتُ لا أشعر بشيءٍ سِوى الخذلان، أكَان عليَّ أن أركُض؟
أكان عليَّ أن أتخلى أنا أيضًا؟
بكيتُ لأولِ مرةٍ بخذلانِ وطن، وبكبرياءِ رجل، بكيتُ بصوتي المَبحوح، وبنصفِ أطرافي التي اُسقيت دمائي بهَا الأرض، ذات الأرَض التي خذلتنِي، ذات الأرَض التي سَلبت منِي الحَياة، فتركتنِي هُنا، تلك الجُثة التي تَتنفس الآن ليست أنا، لقد مات الوَطن، ومتُ أنا.

BY - كِتَابَة.


Share with your friend now:
tgoop.com/writingmoha/3586

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Today, we will address Telegram channels and how to use them for maximum benefit. Find your optimal posting schedule and stick to it. The peak posting times include 8 am, 6 pm, and 8 pm on social media. Try to publish serious stuff in the morning and leave less demanding content later in the day. According to media reports, the privacy watchdog was considering “blacklisting” some online platforms that have repeatedly posted doxxing information, with sources saying most messages were shared on Telegram. Informative Add the logo from your device. Adjust the visible area of your image. Congratulations! Now your Telegram channel has a face Click “Save”.!
from us


Telegram - كِتَابَة.
FROM American