XIIIXJB Telegram 115641
نعيش اليوم في عالم تحكمه التكنولوجيا، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا. لكنها في المقابل، فتحت أبواباً واسعة لبعض النفوس المريضة التي تستغل هذه المنصات بشكل مؤلم وغير إنساني. واحدة من أبرز هذه الظواهر المؤذية هي الابتزاز الإلكتروني، التي أصبحت كالطاعون الذي ينتشر بسرعة ويهدد أمن الناس وخصوصيتهم، وأيضاً ظاهرة الترندات التي تتغذى على أعراض الآخرين، وكأن حياة الناس وسمعتهم باتت مجرد مادة للترفيه أو السباق على الشهرة.

الابتزاز الإلكتروني... جريمة بشعة تتعدى الخصوصية.
الابتزاز الإلكتروني ليس مجرد تهديد أو طلب للمقابل، بل هو اغتصاب صريح لكرامة الإنسان وسلامه النفسي. عندما يلجأ شخص عديم الأخلاق لاستغلال لحظة ضعف أو ثقة ليهدد بها ضحيته، فإنه بذلك يدمر حياة كاملة. فالمسألة لا تتعلق فقط بنشر صورة أو إفشاء سر، بل هي محاولة لتحطيم الثقة بالنفس، وجعل الشخص يعيش في دوامة من الخوف والقلق المستمر. المبتزون يدركون تماماً تأثير أفعالهم، لكنهم بلا ضمير أو إنسانية، ويستغلون التكنولوجيا لتدمير حياة الآخرين.

وأما الترند في أعراض الناس... فصورة أخرى من الظلم.
أصبحنا في زمن يُبنى فيه الترند على الشائعات والتشهير بأعراض الناس، وكأن كرامتهم لعبة تُستخدم لجمع الإعجابات والمشاهدات. الأخطر في هذه الظاهرة ليس فقط من يبدأها، بل من يساهم في نشرها ومشاركتها، وكأن الناس فقدوا شعورهم بالمسؤولية تجاه الآخرين. الحياة الشخصية لأي إنسان أصبحت في خطر دائم، فقد تتحول أي لحظة ضعف أو خطأ بسيط إلى فضيحة علنية يشارك فيها الآلاف، دون أن يتوقف أحد ليفكر في الآثار النفسية والاجتماعية التي قد تسببها.

الإنسانية في خطر.
ما يحدث اليوم يضع الإنسانية على المحك. أصبح بعض الناس لا يراعون شعور الآخر، ولا يهتمون بعواقب ما يفعلونه أو ينشرونه. الابتزاز الإلكتروني والترند الذي يتغذى على أعراض الناس يظهران مدى التراجع الذي وصل إليه البعض في قيمهم وأخلاقهم. كرامة الإنسان، التي كانت دائماً خطاً أحمر لا يُمس، أصبحت الآن مجرد مادة تتداولها الألسن دون تفكير.

ألم الضحية... لا يُنسى.
عندما يُبتز إنسان، أو يجد أن اسمه أو عرضه أصبح حديث الناس، فإن الألم الذي يعيشه لا يمكن وصفه. إنه شعور بالعجز والخوف من كل شيء، من المستقبل، من نظرات الناس، من الانكسار أمام أحبته وأسرته. وربما ما يزيد الألم أن هذه الأفعال غالباً ما تُرتكب بدم بارد، دون أن يفكر المبتز أو من يساهم في نشر هذه الترندات في أن الضحية إنسان، له قلب وروح وحياة ستُدمر بسبب تصرف طائش.

وأين القيم؟
القيم العربية والإسلامية لطالما علمتنا أن أعراض الناس محفوظة، وأن التشهير أو التشفي في الآخرين هو من أسوأ الأخلاق التي قد يتحلى بها الإنسان. كان الأجداد يربون أبناءهم على أن الكلمة الطيبة صدقة، وعلى أن الكرامة والشرف هما أساس الحياة. لكن يبدو أن البعض قد نسي هذه القيم، وترك وراءه تعاليم الدين والأخلاق ليتبع شهوة الشهرة أو نزوة السيطرة.

رسالة للجميع.
ما يحدث ليس مجرد أفعال عابرة أو أخطاء بسيطة، بل هو انهيار أخلاقي وإنساني يجب أن نقف أمامه. الابتزاز الإلكتروني والترندات المسيئة لا تعكس سوى فراغ أرواح من يقومون بها، وجفاف قلوبهم من الإنسانية. ومع كل لحظة تزداد فيها هذه الظواهر، تزداد الحاجة إلى إعادة إحياء القيم التي تضع كرامة الإنسان فوق كل اعتبار. لأن الكرامة ليست سلعة، وأعراض الناس ليست مجالاً للتسلية.



tgoop.com/xiiixjb/115641
Create:
Last Update:

نعيش اليوم في عالم تحكمه التكنولوجيا، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا. لكنها في المقابل، فتحت أبواباً واسعة لبعض النفوس المريضة التي تستغل هذه المنصات بشكل مؤلم وغير إنساني. واحدة من أبرز هذه الظواهر المؤذية هي الابتزاز الإلكتروني، التي أصبحت كالطاعون الذي ينتشر بسرعة ويهدد أمن الناس وخصوصيتهم، وأيضاً ظاهرة الترندات التي تتغذى على أعراض الآخرين، وكأن حياة الناس وسمعتهم باتت مجرد مادة للترفيه أو السباق على الشهرة.

الابتزاز الإلكتروني... جريمة بشعة تتعدى الخصوصية.
الابتزاز الإلكتروني ليس مجرد تهديد أو طلب للمقابل، بل هو اغتصاب صريح لكرامة الإنسان وسلامه النفسي. عندما يلجأ شخص عديم الأخلاق لاستغلال لحظة ضعف أو ثقة ليهدد بها ضحيته، فإنه بذلك يدمر حياة كاملة. فالمسألة لا تتعلق فقط بنشر صورة أو إفشاء سر، بل هي محاولة لتحطيم الثقة بالنفس، وجعل الشخص يعيش في دوامة من الخوف والقلق المستمر. المبتزون يدركون تماماً تأثير أفعالهم، لكنهم بلا ضمير أو إنسانية، ويستغلون التكنولوجيا لتدمير حياة الآخرين.

وأما الترند في أعراض الناس... فصورة أخرى من الظلم.
أصبحنا في زمن يُبنى فيه الترند على الشائعات والتشهير بأعراض الناس، وكأن كرامتهم لعبة تُستخدم لجمع الإعجابات والمشاهدات. الأخطر في هذه الظاهرة ليس فقط من يبدأها، بل من يساهم في نشرها ومشاركتها، وكأن الناس فقدوا شعورهم بالمسؤولية تجاه الآخرين. الحياة الشخصية لأي إنسان أصبحت في خطر دائم، فقد تتحول أي لحظة ضعف أو خطأ بسيط إلى فضيحة علنية يشارك فيها الآلاف، دون أن يتوقف أحد ليفكر في الآثار النفسية والاجتماعية التي قد تسببها.

الإنسانية في خطر.
ما يحدث اليوم يضع الإنسانية على المحك. أصبح بعض الناس لا يراعون شعور الآخر، ولا يهتمون بعواقب ما يفعلونه أو ينشرونه. الابتزاز الإلكتروني والترند الذي يتغذى على أعراض الناس يظهران مدى التراجع الذي وصل إليه البعض في قيمهم وأخلاقهم. كرامة الإنسان، التي كانت دائماً خطاً أحمر لا يُمس، أصبحت الآن مجرد مادة تتداولها الألسن دون تفكير.

ألم الضحية... لا يُنسى.
عندما يُبتز إنسان، أو يجد أن اسمه أو عرضه أصبح حديث الناس، فإن الألم الذي يعيشه لا يمكن وصفه. إنه شعور بالعجز والخوف من كل شيء، من المستقبل، من نظرات الناس، من الانكسار أمام أحبته وأسرته. وربما ما يزيد الألم أن هذه الأفعال غالباً ما تُرتكب بدم بارد، دون أن يفكر المبتز أو من يساهم في نشر هذه الترندات في أن الضحية إنسان، له قلب وروح وحياة ستُدمر بسبب تصرف طائش.

وأين القيم؟
القيم العربية والإسلامية لطالما علمتنا أن أعراض الناس محفوظة، وأن التشهير أو التشفي في الآخرين هو من أسوأ الأخلاق التي قد يتحلى بها الإنسان. كان الأجداد يربون أبناءهم على أن الكلمة الطيبة صدقة، وعلى أن الكرامة والشرف هما أساس الحياة. لكن يبدو أن البعض قد نسي هذه القيم، وترك وراءه تعاليم الدين والأخلاق ليتبع شهوة الشهرة أو نزوة السيطرة.

رسالة للجميع.
ما يحدث ليس مجرد أفعال عابرة أو أخطاء بسيطة، بل هو انهيار أخلاقي وإنساني يجب أن نقف أمامه. الابتزاز الإلكتروني والترندات المسيئة لا تعكس سوى فراغ أرواح من يقومون بها، وجفاف قلوبهم من الإنسانية. ومع كل لحظة تزداد فيها هذه الظواهر، تزداد الحاجة إلى إعادة إحياء القيم التي تضع كرامة الإنسان فوق كل اعتبار. لأن الكرامة ليست سلعة، وأعراض الناس ليست مجالاً للتسلية.

BY كوكب شقحات


Share with your friend now:
tgoop.com/xiiixjb/115641

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

To view your bio, click the Menu icon and select “View channel info.” 6How to manage your Telegram channel? Just as the Bitcoin turmoil continues, crypto traders have taken to Telegram to voice their feelings. Crypto investors can reduce their anxiety about losses by joining the “Bear Market Screaming Therapy Group” on Telegram. In the next window, choose the type of your channel. If you want your channel to be public, you need to develop a link for it. In the screenshot below, it’s ”/catmarketing.” If your selected link is unavailable, you’ll need to suggest another option. Channel login must contain 5-32 characters
from us


Telegram كوكب شقحات
FROM American