tgoop.com/yfmjmrs/96
Last Update:
<<كلمة موجزة حول دعوى عدم وجود حركة نقدية في علمي الحديث والرجال عند قدماء أصحابنا الإمامية>>
🔶نقل شيخ الطائفة الطوسي -رضي الله عنه- في اختيار الرجال -تـ المصطفوي- (صـ١٣٦، رقم: ٢١٩) -بسند صحيح-:
"حدثني حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم،
عن سليمان بن خالد الأقطع، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
«ما أحدٌ أحيى ذكرنا وأحاديث أبي (عليه السلام) إلا: زرارة، وأبو بصير ليث المرادي، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية العجلي، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا.
هؤلاء حفاظ الدين، وأمناء أبي (عليه السلام) على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة»".
🔸ونقل في (صـ١٧٠، رقم: ٢٨٦) -بسند صحيح-:
"حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير،
عن جميل بن دراج، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
«بشر المخبتين بالجنة: بريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمد بن مسلم، وزرارة، أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست»".
🔸ونقل في (صـ١٦١، رقم: ٢٧٣) -بسند صحيح-:
"حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن العلاء بن رزين،
عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنه ليس كل ساعة ألقاك، ولا يمكن القدوم، ويجيء الرجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كلما يسألني عنه.
قال: «فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي؛ فإنه قد سمع من أبي وكان عنده وجيها»".
▪️أقول -مستعينا بالله-:
يستدل بعضُ مخالفينا مِمَّنْ يُصِرُّ على دعواه -من عدم وجود حركة نقدية رجالية وحديثية عند الشيعة الإمامية قبل القرن الخامس- بأقوال بعض أصحابنا في القرن الخامس، متوهما دلالتها على مُدَّعاه -ولا تدل-، ويترك الصريح الذي رُوِي مستفيضا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد وغيره من أئمة الحق عليهم السلام، الدال -بلا مرية- على وجود حركة علمية ساهمت في حفظ آثار النبوة من الاندراس؛ فإنَّ مَنْ نَقَلْنَا وصفه وغيره من سلف أصحابنا أعمدةُ المذهب في الحديث والرواية، ولا تجد كتابا من كتب الحديث إلا ويشتمل على ذكرهم وما نقلوه من حلال وحرام عن أهل البيت عليهم السلام، مرويا ذلك عنهم بالطرق الموثوق بها، محفوظا إلى يومنا هذا بفضل الله ومنه، مع وفرة الشواهد الموجودة على وجود حركة نقدية رجالية عند متقدمي أصحابنا ساهمت في حفظ أصول أصحابنا الأوائل، فما معنى ما يتكرر على الألسنة من عدم وجود حركة نقدية… وشبه ذلك من كلام مبتذل سمعناه كثيرا؟!
فإما أن يُبرِزَ المتكلِّمُ إشكالا علميا على مباني الإمامية في الحديث والرجال أو يترك المعايرات التي تكشف العوار العلمي لديه.
▪️وأقول هنا دفعا لإشكال مقدر:
ليس نقلي هنا لهذه الأخبار من باب الاستدلال بخبر الواحد، بل المعنى الذي ندعيه ثابت بطريق يفيد العلم، يتبين ذلك عند الاشتغال في التراث بدلا من التقاط كلمة من هنا وهناك.
ولعمري إن الأمر ليوجب ضحك الثكلى، فكل إمام من أئمة المذاهب له تلامذة أخذوا عنه العلم وحفظوه ونقلوه لمن بعدهم، وتلقى الناس ذلك بالقبول، إلا أهل البيت! فالجميع كذب عليهم والجميع أهمل تراثهم، وما وصل من تراثهم لا توجد ضوابط علمية توجب سلامته من الدس واللعب! كل هذا مع أن الدواعي للاتفاف حولهم وأخذ العلم منهم أشد من غيرهم لما هو واضح معروف.
هذه الطريقة وهذا المسلك لا يجري على السَنَنِ الطبيعي، ولا يستقيم مع نهج العقلاء في التعاطي مع الأمور، وهو أسلوب يشيع عند مَنْ ضعُفت حُجَّتُهُ ونكل عن النقاش في المباحث الدخيلة في تعيين المعتقد الحق.
▪️ونحن من باب بيان اقتدارنا على إسناد أنفسنا إلى أهل البيت -صلوات الله عليهم- نقوم -في بعض الأحيان- بنقل ما صح لنا عنهم عليهم السلام مما رواه أصحابنا الأثبات العدول -وفيهم الفقهاء-، وليس يعنينا عدم إذعان الطرف المقابل لما ننقله، إذ ليس لمن لا يعلم حجة على من يعلم، وليس الشيعي الإمامي الذي أخذ معالم دينه من عترة نبيه صلى الله عليه وآله بحاجة إلى تبرير موقفه، بل من تركهم وأعرض عنهم ولم يعتن بتراثهم هو الذي عليه أن يُبَرِّرَ لنفسه ويسألها عما فرط فيه.
BY حقيقة المحصول
Share with your friend now:
tgoop.com/yfmjmrs/96