tgoop.com/yhahi/7425
Last Update:
دبلوماسيَّة
يروي " إيسوب " ، فيسلوفُ الإغريق الشهير ، في كتابه " خُرافات " ، أنَّ الريح والنوم تنازعا في أيهما أقوى !
ثم اتفقا أن المنتصر هو من يستطيعُ أن ينتزعَ الرغيف من يدِ هذا الصبيِّ المُتسوِّل !
حاولت الريحُ أولاً ، فكانت تهبُّ بجنون وغطرسة ، وتحملُ الصبيَّ ، وتُلقيه أرضاً علَّه يترك الرغيف ، ولكن الصغير كانَ جائعاً إلى درجةِ أنه حضنَ الرغيف إلى صدره ، وقررَ أن كسر عظامه أهون عليه من تركِ الرغيف ! وبعد محاولاتٍ عديدةٍ ويائسةٍ ، قررتْ الريح أن تتوقف ، لا جَدوى من المحاولة !
عند ذلك حانَ وقت النوم ليجرِّب قوته ، فتقدَّمَ من الصبيِّ بهدوء ، وأخذَ يمسحُ على رأسه بحنان ، وما هي إلا دقيقة حتى كان يغطُّ في نومٍ عميقٍ وقد أفلتَ الرغيف من يده !
عندها أخذَ النومُ الرغيف ، ورفعه عالياً ، وقالَ للريح : أينا أقوى ؟!
أدارتْ الريح ظهرها معترفةً بالهزيمة ، ومضتْ في سبيلها !
كثيرٌ من مشاكلِ الحياةِ تحتاجُ إلى عقلٍ لا إلى عضلات ، وستتعلمُ الكثير إذا لاحظتَ أن العاصفة تستطيع تحطيم سفينة ولكنها لا تستطيع فكَّ عقدة في حبل !
الهدوءُ والاتزانُ يحلان المشكلاتِ بأقلِّ الأضرار ، أما العُنف فلو حلَّ المشكلة فإنه سيُؤدي إلى كسرِ أحدِ أطرافِ النزاع ، والشخص الذي يبحث دوماً عن كسبِ المواقفِ بدل كسب الناس سيعيشُ نهاية المطاف وحده ، ويموتُ وحده !
الهدوءُ والاتزانُ إن لم يحلا المشكلة فعلى الأقلِ لن يؤدِّيا إلى تفاقمها ، أما العنف فإن حلَّها فقد كسرَ خاطراً ، وإن لم يحلها فاقَمَها !
كانَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في بيتِ أمنا عائشة ، وطبختْ إحدى زوجاته طعاماً واشتهتْ أن تُطعمه منه ، فأرسلتْ خادماً له بصحفةٍ إليه ، ولما طرقَ الخادمُ البابَ ، وقامتْ عائشة لتفتح ، والنبي صلى الله عليه وسلم عندها مع بعض أصحابه ، رأتْ المشهد فلم تتمالكْ نفسها من الغيرة ، فضربتْ يد الخادم ، فوقعتْ الصحفة ، وانكسرتْ !
يا له من موقفٍ مُحْرِجٍ لزوج ، ويا لمشكلة ستقعُ لو أن الزوج كان واحداً منا ، ولكن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخذَ يجمعُ فلق الصحفة ، ثم يجعلُ فيها الطعام الذي انسكبَ على الأرضِ ويقولُ لأصحابه : غارتْ أمكم ، غارتْ أمكم !
وهكذا وأدَ المشكلة في مهدها !
الهدوءُ والاتزانُ سرُّ اللعبةِ فكونوا هادئين .
BY نداء الأرواح
Share with your friend now:
tgoop.com/yhahi/7425