YSFBH Telegram 2997
"كثيرًا ما نجد أنفسنا في سيناريوهات غير متوقّعة؛ أشخاص لم نلازمهم عمرًا لكنّ أرواحنا تهفو إليهم بطريقة عجيبة غير مفهومة، بل وتُحيّز لنا الدنيا إن لانت لهم دنياهم، ونذبل معهم إن مسّهم سوء؛ فإن تأمّلنا في أحوالنا حينئذ، ألفينا "القبول النفسي" يتسيّد الموقف، وإن تتبّعنا نشأة هذا القبول فينا، وجدناه وليدُ توفيقٍ محض= رزقٌ موهوب خارجٌ عن إرادتنا، قد صُبّ في أرواحنا صبًّا، أو أنّه ناشيء من فكرةِ أنّا نغدو بقربهم نسختنا الأجمل بطريقةٍ ما؛ نُشرقُ بهم ومعهم، ونُحبّنا في مدارهم، وما والله يتخلّق الوداد الحقّ إلّا من رحم القبول؛ وبه يمتدّ، وعلى نوره يستقيم.

أفكّر دائمًا في جلال معنى الأرزاق في حياة المرء منّا، وأنّها ألطافٌ في عينها حقّ فيها الشكر ليدوم ربيعها فينا، وأجزم أنّ أجل الأرزاق= رزق القبول؛ إذ أنّا لا نختار أن نُحب حين نُحب، ولا نتحيّن الفرص لنُعجب وتلين طباعنا طوعًا؛ إنّما تحركنا عاطفة تخلّقت فينا من غير حولٍ ولا قوّة؛ ثمّ اجتمعت معها الأسباب وهيّأت لها بيئة خصبة للحياة أو الموت.

من جانبٍ آخر؛ يحدث أن يطوّقنا النّاس بودادهم، يغرقونا كرمًا ولطفًا ولينًا، تتسابق خطاهم ليشرقوا في سماواتنا؛ لكنّا نتلعثم في ردّ الجميل، فيخرج في صورة الامتنان لا الوُدّ المرادف المترقّب، وما يكون ذلك عن جلافة طبع ولا تحجّر قلب؛ إنّما لم يخالط القبول شغاف الأفئدة. فسبحان قاسم الأرزاق، وواهب نواصي القلوب لأربابها"



tgoop.com/ysfbh/2997
Create:
Last Update:

"كثيرًا ما نجد أنفسنا في سيناريوهات غير متوقّعة؛ أشخاص لم نلازمهم عمرًا لكنّ أرواحنا تهفو إليهم بطريقة عجيبة غير مفهومة، بل وتُحيّز لنا الدنيا إن لانت لهم دنياهم، ونذبل معهم إن مسّهم سوء؛ فإن تأمّلنا في أحوالنا حينئذ، ألفينا "القبول النفسي" يتسيّد الموقف، وإن تتبّعنا نشأة هذا القبول فينا، وجدناه وليدُ توفيقٍ محض= رزقٌ موهوب خارجٌ عن إرادتنا، قد صُبّ في أرواحنا صبًّا، أو أنّه ناشيء من فكرةِ أنّا نغدو بقربهم نسختنا الأجمل بطريقةٍ ما؛ نُشرقُ بهم ومعهم، ونُحبّنا في مدارهم، وما والله يتخلّق الوداد الحقّ إلّا من رحم القبول؛ وبه يمتدّ، وعلى نوره يستقيم.

أفكّر دائمًا في جلال معنى الأرزاق في حياة المرء منّا، وأنّها ألطافٌ في عينها حقّ فيها الشكر ليدوم ربيعها فينا، وأجزم أنّ أجل الأرزاق= رزق القبول؛ إذ أنّا لا نختار أن نُحب حين نُحب، ولا نتحيّن الفرص لنُعجب وتلين طباعنا طوعًا؛ إنّما تحركنا عاطفة تخلّقت فينا من غير حولٍ ولا قوّة؛ ثمّ اجتمعت معها الأسباب وهيّأت لها بيئة خصبة للحياة أو الموت.

من جانبٍ آخر؛ يحدث أن يطوّقنا النّاس بودادهم، يغرقونا كرمًا ولطفًا ولينًا، تتسابق خطاهم ليشرقوا في سماواتنا؛ لكنّا نتلعثم في ردّ الجميل، فيخرج في صورة الامتنان لا الوُدّ المرادف المترقّب، وما يكون ذلك عن جلافة طبع ولا تحجّر قلب؛ إنّما لم يخالط القبول شغاف الأفئدة. فسبحان قاسم الأرزاق، وواهب نواصي القلوب لأربابها"

BY يوسفيات

❌Photos not found?❌Click here to update cache.


Share with your friend now:
tgoop.com/ysfbh/2997

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to Create a Private or Public Channel on Telegram? Choose quality over quantity. Remember that one high-quality post is better than five short publications of questionable value. How to Create a Private or Public Channel on Telegram? The court said the defendant had also incited people to commit public nuisance, with messages calling on them to take part in rallies and demonstrations including at Hong Kong International Airport, to block roads and to paralyse the public transportation system. Various forms of protest promoted on the messaging platform included general strikes, lunchtime protests and silent sit-ins. "Doxxing content is forbidden on Telegram and our moderators routinely remove such content from around the world," said a spokesman for the messaging app, Remi Vaughn.
from us


Telegram يوسفيات
FROM American