tgoop.com/zahraatoo/5353
Last Update:
ْ
الرّكن الخامس: الإيمان باليوم الآخر
اليوم الآخر: يوم القيامة الّذي يبعث النّاس فيه للحساب والجزاء، وسُمّي بذلك؛ لأنّه لا يوم بعده، حيث يستقرّ أهل الجنّة في منازهم، وأهل النّار في منازلهم.
القدر المُجزِئ منه أن يؤمن العبد ويُوقن ويُصدِّق بأنّ هناك يوماً يبعث الله فيه العباد، فيجزي المُحسن بإحسانه والمُسيء بإساءته، ثمّ تحته مباحِث كثيرة:
الحالُ في البرزخ، ثُمّ ما بعد النّفخة الأولى، ثُمّ ما بعد النّفخة الثّانية، ثمّ اجتماعُ النّاس في العرصات - عرصاتِ القيامة - ثمّ الحوض، ثمّ الصّحف، ثمّ الميزان، والصِّراط، والظُّلمة، والنّار، والجنّة، والحِسابُ، والاقتِصاص.
قال الشّيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - :
◈- والإيمان باليوم الآخر يتضمّن ثلاثة أمور:
•- الأوّل:
الإيمان بالبعث: وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصّور النّفخة الثّانية، فيقوم النّاس لربّ العالمين، حُفاة غير مُنتعلين، عُراة غير مستترين، غرّ لا غير مختتنين، قال الله تعالى: ﴿كَمَا بَدَأۡنَاۤ أَوَّلَ خَلۡقࣲ نُّعِیدُهُۥۚ وَعۡدًا عَلَیۡنَاۤۚ إِنَّا كُنَّا فَـٰعِلِینَ﴾
والبعث حقّ ثابت دلّ عليه الكتاب، والسُّنّة، وإجماع المسلمين، قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُم بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ لَمَیِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ تُبۡعَثُونَ﴾
وقال النّبيّ ﷺ: «يحشر النّاس يوم القيامة غرلا» متّفق عليه.
وأجمع المسلمون على ثبوته، وهو مقتضى الحكمة حيث تقتضي أن يجعل الله - تعالى - لهذه الخليقة معاداً يجازيهم فيه على ما كلّفهم به على ألسنة رسله قال الله تعالى: ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ عَبَثࣰا وَأَنَّكُمۡ إِلَیۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ﴾ وقال لنبيّه ﷺ: ﴿إِنَّ ٱلَّذِی فَرَضَ عَلَیۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَاۤدُّكَ إِلَىٰ مَعَادࣲۚ﴾
•- الثّاني:
الإيمان بالحساب والجزاء: يحاسب العبد على عمله، ويجازى عليه، وقد دلّ على ذلك الكتاب، والسُّنّة، وإجماع المسلمين، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ إِلَیۡنَاۤ إِیَابَهُمۡ ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا حِسَابَهُم﴾ وقال: ﴿مَن جَاۤءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥ عَشۡرُ أَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَاۤءَ بِٱلسَّیِّئَةِ فَلَا یُجۡزَىٰۤ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ﴾
وقال: ﴿وَنَضَعُ ٱلۡمَوَ ٰزِینَ ٱلۡقِسۡطَ لِیَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسࣱ شَیۡـࣰٔاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةࣲ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَیۡنَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَـٰسِبِینَ﴾
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنّ النّبيّ ﷺ قال:
«إن الله يُدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب حتّى إذا قرّره بذنوبه، ورأى أنّه قد هلك قال: قد سترتها عليك في الدُّنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأمّا الكفّار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق ﴿هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ ٱللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾» متّفق عليه.
وصحّ عن النّبيّ ﷺ: «أنّ من همّ بحسنة فعملها، كتبها الله عنده عشر حسناً إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وأنّ من همّ بسيّئة ففعلها كتبها الله سيّئة واحدة»
وقد أجمع المسلمون على إثبات الحساب والجزاء على الأعمال، وهو مقتضى الحكمة فإنّ الله - تعالى - أنزل الكتب، وأرسل الرّسل، وفرض على العباد قبول ما جاءوا به، والعمل بما يجب العمل به منه، وأوجب قتال المعارضين له وأحلّ دماءهم، وذُرّياتهم، ونسائهم، وأموالهم، فلو لم يكن حساب، ولا جزاء لكان هذا من العبث الّذي ينزّه الرّبّ الحكيم عنه، وقد أشار الله - تعالى - إلى ذلك بقوله: ﴿فَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلَّذِینَ أُرۡسِلَ إِلَیۡهِمۡ وَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلۡمُرۡسَلِینَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَیۡهِم بِعِلۡمࣲۖ وَمَا كُنَّا غَاۤىِٕبِینَ﴾
•- الثّالث:
الإيمان بالجنّة والنّار، وأنّهما المآل الأبدي للخلق، فالجنّة دار النعيم الّتي أعدّها الله - تعالى - للمؤمنين المتّقين، الّذين آمنوا بما أوجب الله عليهم الإيمان به، وقاموا بطاعة الله ورسوله، مخلصين لله متّبعين لرسوله، فيها من أنواع النّعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمۡ خَیۡرُ ٱلۡبَرِیَّةِ جَزَاۤؤُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتُ عَدۡنࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۖ رَّضِیَ ٱللهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ ذَ ٰلِكَ لِمَنۡ خَشِیَ رَبَّهُ﴾
وقال تعالى: ﴿فَلَا تَعۡلَمُ نَفۡسࣱ مَّاۤ أُخۡفِیَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعۡیُنࣲ جَزَاۤءَۢ بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾
BY •| مِحبرة سُنيّة
Share with your friend now:
tgoop.com/zahraatoo/5353