tgoop.com/zahraatoo/5397
Last Update:
ْ
◈- ثمرات الإيمان باليوم الآخر
وللإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة منها:
الأولى:
الرّغبة في فعل الطّاعة والحرص عليها رجاء لثواب ذلك اليوم.
الثّانية:
الرّهبة عند فعل المعصية والرّضى بها خوفاً من عقاب ذلك اليوم.
الثّالثة:
تسلية المؤمن عمّا يفوته من الدّنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
وقد أنكر الكافرون البعث بعد الموت زاعمين أنّ ذلك غير ممكن، وهذا الزّعم باطل دلّ على بطلانه الشّرع، والحسُّ، والعقل.
أمّا الشّرع:
فقد قال الله تعالى: ﴿زَعَمَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَن لَّن یُبۡعَثُوا۟ۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّی لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَ ٰلِكَ عَلَى ٱللهِ یَسِیرࣱ﴾ وقد اتّفقت جميع الكتب السّماوية عليه.
وأمّا الحسُّ:
فقد أرى الله عباده إحياء الموتى في هذه الدّنيا، وفي سورة البقرة خمسة أمثلة على ذلك وهي:
•- المثال الأوّل:
قوم موسى، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ قُلۡتُمۡ یَـٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللهَ جَهۡرَةࣰ فَأَخَذَتۡكُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ﴾ فأماتهم الله تعالى، ثمّ أحياهم.
•- المثال الثّاني:
في قصّة القتيل الّذي اختصم فيه بنو إسرائيل، فأمرهم الله - تعالى - أن يذبحوا بقرة فيضربوه ببعضها ليخبرهم بمن قتله، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿وَإِذۡ قَتَلۡتُمۡ نَفۡسࣰا فَٱدَّ ٰرَ ٰٔۡ تُمۡ فِیهَاۖ وٱللهُ مُخۡرِجࣱ مَّا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ فَقُلۡنَا ٱضۡرِبُوهُ بِبَعۡضِهَاۚ كَذَ ٰلِكَ یُحۡیِ ٱللهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَیُرِیكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ﴾
•- المثال الثّالث:
في قصّة القوم الّذين خرجوا من ديارهم فراراً من الموت، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِینَ خَرَجُوا۟ مِن دِیَـٰرِهِمۡ وَهُمۡ أُلُوفٌ حَذَرَ ٱلۡمَوۡتِ فَقَالَ لَهُمُ ٱللهُ مُوتُوا۟ ثُمَّ أَحۡیَـٰهُمۡۚ إِنَّ ٱللهَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَشۡكُرُونَ﴾
•- المثال الرّابع:
في قصّة الّذي مرّ على قرية ميتة فاستبعد أن يحييها الله تعالى، وفي ذلك يقول سبحانه: ﴿أَوۡ كَٱلَّذِی مَرَّ عَلَىٰ قَرۡیَةࣲ وَهِیَ خَاوِیَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ یُحۡیِۦ هَـٰذِهِ ٱللهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللهُ مِا۟ئَةَ عَامࣲ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ یَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ یَوۡمࣲۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِا۟ئَةَ عَامࣲ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ یَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَایَةࣰ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَیۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمࣰاۚ فَلَمَّا تَبَیَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾
•- المثال الخامس:
في قصّة إبراهيم الخليل حين سأل الله - تعالى - أن يريه كيف يحيى الموتى؟ يقولﷻ: ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ رَبِّ أَرِنِی كَیۡفَ تُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۖ قَالَ أَوَلَمۡ تُؤۡمِنۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّیَطۡمَىِٕنَّ قَلۡبِیۖ قَالَ فَخُذۡ أَرۡبَعَةࣰ مِّنَ ٱلطَّیۡرِ فَصُرۡهُنَّ إِلَیۡكَ ثُمَّ ٱجۡعَلۡ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلࣲ مِّنۡهُنَّ جُزۡءࣰا ثُمَّ ٱدۡعُهُنَّ یَأۡتِینَكَ سَعۡیࣰاۚ وَٱعۡلَمۡ أَنَّ ٱللهَ عَزِیزٌ حَكِیمࣱ﴾
وأمّا دلالة العقل فمن وجهين:
أحدهما:
أنّ الله - تعالى - فاطر السّماوات والأرض وما فيهما، خالقهما ابتداء، والقادر على ابتداء الخلق لا يعجز عن إعادته، قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِی یَبۡدَؤُا۟ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ یُعِیدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَیۡهِۚ﴾
وقال تعالى: ﴿كَمَا بَدَأۡنَاۤ أَوَّلَ خَلۡقࣲ نُّعِیدُهُۥۚ وَعۡدًا عَلَیۡنَاۤۚ إِنَّا كُنَّا فَـٰعِلِینَ﴾
الثّاني:
أنّ الأرض تكون ميّتة هامدة ليس فيها شجرة خضراء، فينزل عليها المطر فتهتزّ خضراء حيّة فيها من كلّ زوج بهيج، والقادر على إحيائها بعد موتها، قادر على إحياء الموتى، قال تعالى: ﴿وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَـٰشِعَةࣰ فَإِذَاۤ أَنزَلۡنَا عَلَیۡهَا ٱلۡمَاۤءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِیۤ أَحۡیَاهَا لَمُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰۤۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾
وقد ضلّ قوم من أهل الزّيغ فأنكروا عذاب القبر، ونعيمه، زاعمين أنّ ذلك غير ممكن لمخالفة الواقع، قالوا فإنّه لو كشف عن الميّت في قبره لوجد كما كان عليه، والقبر لم يتغيّر بسعة ولا ضيق.
وهذا الزّعم باطل بالشّرع، والحسّ، والعقل:
أمّا الشّرع:
فقد سبقت النّصوص الدّالة على ثبوت عذاب القبر، ونعيمه في فقرة ممّا يلتحق بالإيمان باليوم الآخر.
وفي صحيح البخاري من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «مرّ النّبِيُّ ﷺ بحائطٍ مِن حيطان المدينة - أو مكّة - فسمِع صوت إنسانين يُعذّبان في قبورهما» وذكر الحديث، وفيه أنّ: «أحدهما لا يَسْتتِرُ من بَوْله، وكان الآخر يمشِي بالنّميمةِ»
BY •| مِحبرة سُنيّة
Share with your friend now:
tgoop.com/zahraatoo/5397