tgoop.com/zeinabkarout5/12078
Last Update:
عم اكتبلك، من مكان مش مكاني، الهوا هون مغيّر عليّ، مع إنو أهل الضيعة هون طيبين ومناح، بس فيهن مشكلة صغيرة، إنو مش نازحين متلي، ولا ناطرين تخلص الحرب متلي، ولا خيفانين من الشتي لأوّل مرّة.
فكّرت إنو خيفانة الشتي يجي، لإنو البوط الشتوي تركتو وفلّيت، والشال الجوخ لي إلو جيوب وطقية، لي بحبو كتير، كمان تركتو وفليت. بس رجعت جبتن! وحطيتن حدي قال ن أنطر الشتي وما خاف، بس خفت! والشتي إجا وما وقف هالخوف.
بس اليوم عرفت السبب لي خلا الخوف يعبّي قلبي، غطّيت راسي بالحرام الرقيق -ما كتير بدفّي- وغمضت عيوني وصرت اتخيّل.
اتخيّلت كيف صارت الضيعة بعد 13 شهر حرب، عم فكر شو صار بشجرة اللوز لي كنا ناطرينها تكبر، وشو صار بمكتبتي البيضا، يلي اشتريتها بأوّل معاش قبضتو، وشو صار بالرّسمات لي علقتا على الحيطان، بعدين كمان تركتن وفليت، بس ما زعلت كتير لانو كان عندي مكان تاني، هوي مكاني، والهوا ما بيتغيّر عليّ فيه. الضاحية.
الضاحية مكاني التاني لي بحبو، وبعيش فيه، وشو في ذكريات، وشو وقفت أنا القلب لي بحبو تحت الشتي، وشو مشينا أنا ورفقاتي بشوارعها حتى حفظنا فيها وجوه النّاس، وشو كان مدخل البناية بالضاحية يعطيني شعور إنو هون كلو بيتي، والشارع بيعنيلي، والجيران عيلتي. تركتن وفلّيت.
عم اكتبلك من مكان مش مكاني، الهوا مغيّر عليّ، والأفكار براسي مش عم توقف، والانتظار مكمّش فيّ، وأنا عم حارب كلّ الوقت.
عم حارب حالي حتى ما أضعف، حتى ما اتعود على المكان، حتى يضل الهوا مغيّر عليّ، حتى انطر كل يوم إنو ارجع، أو على الضيعة أو على الضاحية.
البس البوط الشتوي، والشال الجوخ لي الو جيوب وطقية لي بحبو كتير، وامشي تحت الشتا وأنا عرفانة، إنو لولا برداتن بالتلال، ودمهن بالوديان ما كان في شتي، ولا كان بعد عندي الشال.
-زينب قاروط
BY دفء، زينب قاروط
Share with your friend now:
tgoop.com/zeinabkarout5/12078