tgoop.com/zeinabkarout5/12117
Last Update:
حيدر خميني(علي الأكبر) المُشاكس، النّشيط، ابن الجامعة اللي كان يجمع بين العلم والجهاد، المطالع، المُثقّف، الرياضي، المُنظّم، وأبو عجقة بنفس الوقت (هيك كانوا يلقبوه رفاقه بالمزح، لأن ما بِحبّ يشتغل شغلة وحدة بس.. بِحبّ يعرف ويتعلّم كلّ شي)، المُنظّم، ياللي كان يعيش لدنياه كأنّه يعيش أبداً، كان يهتم بنظامه الغذائي بشكل مُلفت، والسبب: كرمال يحافظ على لياقته البدنيّة وبُنيته الجسدية للقدرة على القتال والمواجهة.
كان مواكب للعلم ومشتغل على نفسه بطريقة ذكيّة ومدروسة،
بتفتح معو موضوع ديني، بيسرد لك روايات وأحاديث ومصادر
وأدلّة، بتظهر عُمق الإطّلاع ومتانة الإيمان، بتحكي معو بالسينما، قليل الفيلم السينمائي اللي مش مارق عليه.. وقت الفراغ بشغله، بعد ما يقوم بدوره ويخلص، إما يكون حامل كتاب، أو عم يحضر تقرير، أو وثائقي، أو فيلم سينمائي ..
كان مهذّب جداً وخلوق، دايمًا نقاشه علمي من دون تعصّب، وإذا حسّ إنّك متشبّث برأيك وما بدّك تقتنع أو تقول له إي، أو بدّك تقاهرو شوي، كان يبتسم ويهزّ براسه ويقول لك: طيب ماشي معك حق..
خاضع لعدد كبير من الدورات، إداريّة وعسكريّة، ومعروف بين رفاقه، انّه الأول بكل دورة، وتقيمه ممتاز..
كتوم لأقصى الحدود، بتفتح معو موضوع، بيحكي.. بتقعد معه عشر ساعات من دون ما تحكي، ما بتسمع صوته..
بس إذا فتحت نقاش موضوعي وعلمي، لحّق على أسئلة..
مرقت فترة طويلة كان عمله فيها إداري، يضلّ مناقرة هو والمسؤولين عنّه، هنّي بدهم ياه لعمل إداري بسبب مهارته وثقافته، ولأن عنده أكثر من لغة.. وهو كان يكره شي إسمه مكتب.. ويقول لهم بدي إنزل عالجبهة.. ودايمًا في زعلة بعد النقاش.. بس بالأخير كان يسلّم، ويلتزم، لأنّه ابن التكليف، ومُسلّم جداً لمفهوم التكليف بالقول والفعل..
حدا ذكي كتير، ذكاء خارق فعلاً، سرعة بديهة غريبة وملفتة،
بس أهمّ صفة كانت فيه، هي #الإيثار.. كان ما عنده مشكلة يبقى بالخدمة شهر، شهرين عادي، كان يفضّل انّه إذا بديله متزوّج وهو ما عنده شي ضروري، فيقول لبديله: ابقى انتَ بالإجازة ويسّر أمورك، انا بسكّر محلّك.. بعدين خطب، ما تغيّر شي، بقي بنفس الخصلة، بس يعرف انّه بديله عنده مشكلة بييته، يقول له: خلّيك.. انتَ متزوّج، أنا أعزب، ما في شي وراي..
كان بس يطلب إجازة (عغير عادة) لمّا يكون عنده امتحانات بالجامعة، ويخبّرهم بالشغل، انّه: بنزل بخلّص امتحان وبطلع إذا في شغل، مش ضروري ابقى بالبيت.
قمّة إيثار حيدر تجلّت قبل ما يستشهد بفترة، وأهل العشق فقط بيفهمو هيدا النوع من الإيثار قديش صعب بالنسبة لمجاهد بينتظر لحظة بلحظة يجي دوره لعمليّة صعبة ومعقّدة ويمكن يستشهد فيها..
قبل شهادته بفترة، طُلب منهم انّه بدهم ينزلوا يغَيْروا بطاريّات لكاميرات بمنطقة متقدّمة بالجبهة، وكَوْن علي الأكبر (حيدر خميني) قبل رايح للمنطقة، قال لهم أنا بروح.. بيقوم شابّ تاني، بيترّجاه، بقول له: انتَ رايح قبل، خلّيني أني روح.. بيطّلّع فيه بقول له: آثرتُكَ على نفسي، مع انّي كتير حابب أنا روح، بس تكرم.. بيشلح البدلة، وبيشلح البوط، وبيعطيهم للشاب، وبالمزح بقول له: دير بالك عليهم ها.. هودي مشتريهم عحسابي، مش من الحزب.. طبعا بالمزح والملاطفة..
راح "مهدي علي" عالمكان، بينكشف المكان من الطائرات المسيّرة، بيتعرّض لقصف بالحربي، وبيستشهد، وما بيبقى شي لا منّو ولا من البدلة..
بينقهر حيدر كتير.. بقول لهم: راحت عليّ الشهادة.. كيف هيك!!
بعد أيّام.. ما بقيت كتير الحسرة بقلب حيدر.. واستشهد..
سامحني يا كتوم..
بأمان الله يا حيدر
-علي القاضي
BY دفء، زينب قاروط
Share with your friend now:
tgoop.com/zeinabkarout5/12117