tgoop.com/AboObadaShami/6728
Last Update:
قال د. أبو الفداء بن مسعود:
«ولو كان القرآن من عند غير ﷲ لوجدته كتاباً فلسفياً جدلياً، يحرص مؤلفه على حشوه بالبراهين النظرية المتكلفة التي تطيل الطريق على السامع وتصد النفوس صدًا، فتبدأ بإثبات الصانع أولاً، ثم إثبات وحدانيته وحقه في أن يفرده الناس بالعبادة والتأليه ثانياً، ثم إثبات نبوة محمد ﷺ ثالثاً، على ترتيب المتكلمين ومن دار في فلكهم، وجرياً في مقدمات البراهين على الطريقة الميتافيزيقية الأكثر رواجاً في زمان التنزيل كيفما كانت! ولكن ليس هذا ما نجده في كتاب رب العالمين، لأنه كتاب رب العالمين! ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) وإنما نرى الحجة العقلية فيه تستوعب كافة مداخل العقل والنفس المفضية إلى قبول الحق إلا عند من سبق عليه القول بأنه من أصحاب الجحيم، فيفضح ﷲ ما في نفسه ويكشفه له ولغيره، ثم يحاججه به يوم لا ينفع مال ولا بنون! »
____
📚 ص14 - كتاب مفهوم العقل والحجة العقلية عند أهل السنة
BY قناة | الغيث الشامي (طالب علم)
Share with your friend now:
tgoop.com/AboObadaShami/6728