ABOUTK Telegram 37342
فوائد منتقاة من برنامج مجالس الفقه لفضيلة الشيخ أ.د سعد بن تركي الخثلان وفقه الله  الاثنين ١٦-١-١٤٤٦هـ
(الأحكام والمسائل المتعلقة بفقه السلام ٢):

١/ إلقاء السلام على المرأة إذا لم يكن مظنة فتنة فلا بأس به، كالمرأة الكبيرة وهذا مأثورٌ عن الصحابة، كما في حديث سهل بن سعدٍ قال: كنا نفرح بيوم الجمعة، كانت لنا عجوز وكانت تجعل لنا شعيراً في قدر، فإذا صلينا الجمعة زرناها فقرَّبَته إلينا؛ وكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك، ‏فالظاهر أنهم يسلمون عليها.
والذي يظهر إن كان السلام على المرأة مَظِنَّة فتنةٍ، فلا يسلم عليها، وإن لم يكن مظنة فتنةٍ فالأصل في ذلك الجواز.

٢/ السلام على الصبيان مستحبٌّ، ودليله: حديث أنسٍ أن النبي ﷺ مر على صبيانٍ فسلم عليهم، كما جاء ذلك في “الصحيحين”.
ومن جهة النظر: ففيه تدريب لهم على الأدب وحسن الخلق، وحسن المعاشرة، وهذا من التواضع كذلك.

٣/ يستحب السلام عند الدخول، كذلك يستحب السلام عند الانصراف، وذلك؛ لحديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، وإذا أراد أن يقوم فليسلم؛ فليست الأُولى بأحق من الآخرة"، هذا الحديث أخرجه أبو داود والترمذي، والبخاري في الأدب المفرد، وهو يدل على مشروعية السلام عند القيام من المجلس، فإذا كنت في مجلس، وأردت أن تنصرف فسلم، كذلك إذا كنت في المسجد، وأردت أن تذهب ويوجد به بعض الجالسين فسلم، لكن عند الدخول أشد استحبابًا.

٤/المصافحة مستحبةٌ؛ لأنها تدخل في التحية المأمور بها، بل قد جاء في المصافحة بخصوصها بعض الأحاديث؛ من ذلك حديث أنسٍ قال: لما جاء أهل اليمن قال النبي ﷺ: "قد جاءكم أهل اليمن هم أرق منكم قلوباً، وهم أول من جاء بالمصافحة". كما في الصحيحين، كذلك: حديث البراء أن النبي ﷺ قال: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا". وهذا الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد، وقد كانت المصافحة موجودةً بين الصحابة، وقد جاء في “الصحيحين” في قصة الثلاثة الذين خُلِّفوا لما أنزل الله تعالى توبتهم، قال كعبٌ: "فقام إلي طلحة بن عبيد الله يُهَرْوِل حتى صافحني وهنأني، ما قام إلى رجل من المهاجرين غيره، والله لا أنساها لطلحة". فالمصافحة مستحبةٌ بين الرجلين عندما يلتقيان ولكن تكون مصحوبةً بإلقاء التحية.

٥/‏ عندما نتأمل هدي النبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم ‏نجد أن النبي ﷺ يجلس والصحابة يحبون أن يصافحوه ‏ويسلموا عليه ‏لكنهم يعرفون أنه يكره ذلك فيكتفون بإلقاء السلام ‏وهذا هو أكمل الهدي. لكن لو كان هناك عرف في المجتمع ‏ بأنك  إذا دخلت المجلس ‏أنك تصافح، ‏فينبغي أن لا تخالف هذا العرف؛ ‏لأنه مظنة لإساءة الظن فيك ويقال عنك أنك متكبر ونحو ذلك. لكن ينبغي عند اللقاءات الفردية أن يصحب السلام المصافحة.

٦/ المعانقة أثناء السلام لا بأس بها عند طول الغيبة أو عند القدوم من السفر، أما مع عدم طول الغيبة فيكتفى بالسلام من غير معانقة، وقد جاء في حديث جابرٍ أنه لما وصل إلى عبد الله بن أنيسٍ اعتنقه -وهذا محل الشاهد- سلَّم عليه واعتنقه، فدل هذا على أن المعانقة موجودةٌ لدى الصحابة.
وقال الشعبي: "كان أصحاب رسول الله يتصافحون، وإذا قدم أحدهم من سفرٍ عانق صاحبه".
وقاعدة الشريعة: أنَّ ما كان سببًا في تقوية المحبة والمودة بين المؤمنين فالشريعة تدعو إليه
إذنْ: لا بأس بالمعانقة عند القدوم من السفر، وعند طول الغَيبة لا بأس بها.

٧/ تقبيل الرأس: قد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال لها في حديث الإفك في القصة المشهورة: أبشري يا عائشة؛ فإن الله قد أنزل عذرك. وقرأ عليها الآيات في سورة النور، فقال لها أبوها وأمها: قومي فقبلي رأس رسول الله ﷺ .."، وهذا يدل على أن هذا كان موجودًا.
وفي “صحيح البخاري” عن أنسٍ قال: أخذ النبي ﷺ ابنه إبراهيم فقبَّله.
فتقبيل الرأس إذنْ لا بأس به، من حيث الأصل جائزٌ، وخاصة للوالدين ولأهل العلم وكبار السن ونحوهم.

٨/ تقبيل اليد لا بأس به أيضًا لمن يكون من أهل الدين أو العلم أو كبار السن ونحو ذلك، ولا أعلم أنه ورد فيه شيءٌ عن النبي ﷺ، لكن وردت فيه آثارٌ عن السلف، وقد صنف ابن المقرئ المتوفى سنة ٣٨١هـ رسالةً سمَّاها (الرخصة في تقبيل اليد)، وقد ذكر فيها جملةً من الآثار عن السلف في هذا.
والذي يظهر أنه لا بأس بتقبيل اليد من حيث الحكم أن هذا جائزٌ، لكن الأولى تخصيصه لمن يكون من أهل الدين أو العلم أو كبر السن، أو الوالدين إذا كان العرف جاريا بذلك.

٩/ أما تقبيل الخد، فهذا بالنسبة للزوجة لا إشكال في جوازه، وبالنسبة لغير الزوجة كالصغار مثلًا، أيضًا لا بأس به، وقد جاء في “صحيح البخاري” عن البراء، قال: دخلت مع أبي بكرٍ على أهله، فإذا عائشة رضي الله عنها ابنته مضطجعةٌ قد أصابتها حمًّى، فرأيت أباها قبَّل خدها، وقال: كيف أنت يا بنية؟ هذا في صحيح البخاري، وظاهر القصة أن هذا قبل أن يعقد عليها النبي ﷺ.



tgoop.com/Aboutk/37342
Create:
Last Update:

فوائد منتقاة من برنامج مجالس الفقه لفضيلة الشيخ أ.د سعد بن تركي الخثلان وفقه الله  الاثنين ١٦-١-١٤٤٦هـ
(الأحكام والمسائل المتعلقة بفقه السلام ٢):

١/ إلقاء السلام على المرأة إذا لم يكن مظنة فتنة فلا بأس به، كالمرأة الكبيرة وهذا مأثورٌ عن الصحابة، كما في حديث سهل بن سعدٍ قال: كنا نفرح بيوم الجمعة، كانت لنا عجوز وكانت تجعل لنا شعيراً في قدر، فإذا صلينا الجمعة زرناها فقرَّبَته إلينا؛ وكنا نفرح بيوم الجمعة من أجل ذلك، ‏فالظاهر أنهم يسلمون عليها.
والذي يظهر إن كان السلام على المرأة مَظِنَّة فتنةٍ، فلا يسلم عليها، وإن لم يكن مظنة فتنةٍ فالأصل في ذلك الجواز.

٢/ السلام على الصبيان مستحبٌّ، ودليله: حديث أنسٍ أن النبي ﷺ مر على صبيانٍ فسلم عليهم، كما جاء ذلك في “الصحيحين”.
ومن جهة النظر: ففيه تدريب لهم على الأدب وحسن الخلق، وحسن المعاشرة، وهذا من التواضع كذلك.

٣/ يستحب السلام عند الدخول، كذلك يستحب السلام عند الانصراف، وذلك؛ لحديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، وإذا أراد أن يقوم فليسلم؛ فليست الأُولى بأحق من الآخرة"، هذا الحديث أخرجه أبو داود والترمذي، والبخاري في الأدب المفرد، وهو يدل على مشروعية السلام عند القيام من المجلس، فإذا كنت في مجلس، وأردت أن تنصرف فسلم، كذلك إذا كنت في المسجد، وأردت أن تذهب ويوجد به بعض الجالسين فسلم، لكن عند الدخول أشد استحبابًا.

٤/المصافحة مستحبةٌ؛ لأنها تدخل في التحية المأمور بها، بل قد جاء في المصافحة بخصوصها بعض الأحاديث؛ من ذلك حديث أنسٍ قال: لما جاء أهل اليمن قال النبي ﷺ: "قد جاءكم أهل اليمن هم أرق منكم قلوباً، وهم أول من جاء بالمصافحة". كما في الصحيحين، كذلك: حديث البراء أن النبي ﷺ قال: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا". وهذا الحديث أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد، وقد كانت المصافحة موجودةً بين الصحابة، وقد جاء في “الصحيحين” في قصة الثلاثة الذين خُلِّفوا لما أنزل الله تعالى توبتهم، قال كعبٌ: "فقام إلي طلحة بن عبيد الله يُهَرْوِل حتى صافحني وهنأني، ما قام إلى رجل من المهاجرين غيره، والله لا أنساها لطلحة". فالمصافحة مستحبةٌ بين الرجلين عندما يلتقيان ولكن تكون مصحوبةً بإلقاء التحية.

٥/‏ عندما نتأمل هدي النبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم ‏نجد أن النبي ﷺ يجلس والصحابة يحبون أن يصافحوه ‏ويسلموا عليه ‏لكنهم يعرفون أنه يكره ذلك فيكتفون بإلقاء السلام ‏وهذا هو أكمل الهدي. لكن لو كان هناك عرف في المجتمع ‏ بأنك  إذا دخلت المجلس ‏أنك تصافح، ‏فينبغي أن لا تخالف هذا العرف؛ ‏لأنه مظنة لإساءة الظن فيك ويقال عنك أنك متكبر ونحو ذلك. لكن ينبغي عند اللقاءات الفردية أن يصحب السلام المصافحة.

٦/ المعانقة أثناء السلام لا بأس بها عند طول الغيبة أو عند القدوم من السفر، أما مع عدم طول الغيبة فيكتفى بالسلام من غير معانقة، وقد جاء في حديث جابرٍ أنه لما وصل إلى عبد الله بن أنيسٍ اعتنقه -وهذا محل الشاهد- سلَّم عليه واعتنقه، فدل هذا على أن المعانقة موجودةٌ لدى الصحابة.
وقال الشعبي: "كان أصحاب رسول الله يتصافحون، وإذا قدم أحدهم من سفرٍ عانق صاحبه".
وقاعدة الشريعة: أنَّ ما كان سببًا في تقوية المحبة والمودة بين المؤمنين فالشريعة تدعو إليه
إذنْ: لا بأس بالمعانقة عند القدوم من السفر، وعند طول الغَيبة لا بأس بها.

٧/ تقبيل الرأس: قد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال لها في حديث الإفك في القصة المشهورة: أبشري يا عائشة؛ فإن الله قد أنزل عذرك. وقرأ عليها الآيات في سورة النور، فقال لها أبوها وأمها: قومي فقبلي رأس رسول الله ﷺ .."، وهذا يدل على أن هذا كان موجودًا.
وفي “صحيح البخاري” عن أنسٍ قال: أخذ النبي ﷺ ابنه إبراهيم فقبَّله.
فتقبيل الرأس إذنْ لا بأس به، من حيث الأصل جائزٌ، وخاصة للوالدين ولأهل العلم وكبار السن ونحوهم.

٨/ تقبيل اليد لا بأس به أيضًا لمن يكون من أهل الدين أو العلم أو كبار السن ونحو ذلك، ولا أعلم أنه ورد فيه شيءٌ عن النبي ﷺ، لكن وردت فيه آثارٌ عن السلف، وقد صنف ابن المقرئ المتوفى سنة ٣٨١هـ رسالةً سمَّاها (الرخصة في تقبيل اليد)، وقد ذكر فيها جملةً من الآثار عن السلف في هذا.
والذي يظهر أنه لا بأس بتقبيل اليد من حيث الحكم أن هذا جائزٌ، لكن الأولى تخصيصه لمن يكون من أهل الدين أو العلم أو كبر السن، أو الوالدين إذا كان العرف جاريا بذلك.

٩/ أما تقبيل الخد، فهذا بالنسبة للزوجة لا إشكال في جوازه، وبالنسبة لغير الزوجة كالصغار مثلًا، أيضًا لا بأس به، وقد جاء في “صحيح البخاري” عن البراء، قال: دخلت مع أبي بكرٍ على أهله، فإذا عائشة رضي الله عنها ابنته مضطجعةٌ قد أصابتها حمًّى، فرأيت أباها قبَّل خدها، وقال: كيف أنت يا بنية؟ هذا في صحيح البخاري، وظاهر القصة أن هذا قبل أن يعقد عليها النبي ﷺ.

BY خواطر. دينيه📚


Share with your friend now:
tgoop.com/Aboutk/37342

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Each account can create up to 10 public channels Ng was convicted in April for conspiracy to incite a riot, public nuisance, arson, criminal damage, manufacturing of explosives, administering poison and wounding with intent to do grievous bodily harm between October 2019 and June 2020. The imprisonment came as Telegram said it was "surprised" by claims that privacy commissioner Ada Chung Lai-ling is seeking to block the messaging app due to doxxing content targeting police and politicians. The Channel name and bio must be no more than 255 characters long The SUCK Channel on Telegram, with a message saying some content has been removed by the police. Photo: Telegram screenshot.
from us


Telegram خواطر. دينيه📚
FROM American